أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
512 | 169036 |
#1
|
|||
|
|||
قال الشيخ الحلبي حفظه الله في كتابه الرد البرهاني
قال الشيخ الحلبي حفظه الله في كتابه الرد البرهاني ص 12 تحت عنوان
بيني و بين (الأحباب) و (الخصوم): لقد قلتُ – مِن قبلُ – كلمةً ، ولم أَسْتَحْيِ منها ، ولم أَتوانَ فيها ،ولم أتترَّس بأَحدٍ وراءَها ، وإني -الآن- أقولها ، وسأظلّ أقولها: لقد استفدتُ- في عددٍ ليسَ بالقليلِ – من مسائل العلمِ- من خصومي و أعدائي (!)، بما (قد) يكونُ أكثرَ – كثيراً – مِن استفادتي مِن أحبابي وأوليائي، ذلكم أنَّ المحبَّ يُحسِّنُ الظنّ، و (يلتمس) العُذْرَ، ويقبلُ القول، فما قد يراه من خطإٍ – أو يحصل من خلافٍ للأوْلى -: فإنَّه يُمشِّه و يُسَلِّكُهُ: وعينُ الرضا عن كل عيبِ كليلةٌ ............................ أمَّا (الخَصْمُ) – ولو أَنّه لم يَرَكَ، ولم يعرفْك، ولم يسمعْك، ولم يقرأْ لك (!) – فضلاً عن أنْ يُجالِسَك ! - ، إلاَّ أنّه خاصمك عبرَ الهاتف! أو من خلال الإنترنت! أو من طريقِ الأوامر الحزبيَّة، أو الإشارات الطُّرُقِيَّة!-: فإنَّه يتربَّص بك، ويبحثُ – لا بين السطور – بل بينَ الحروف وجوفَ الصّدُور- عن خطإٍ – ما -، ليهوِّلَه- لا ليهوِّنه!-، ويفتِّشُ تفتيشَ الوالِهِ(!) عن ثغرةٍ - ما – ينفُذُ منها، ويَلِجُ خلالهَا ، (يتلمّس) الفَلَتَاتِ والأغلاطَ، ليُشِيعَها، ويُشَنِّعَ بها: ............................... ولكنَّ عينَ السُّخْط تُبدي المَسَاوِيَا فماذا كان موقفي من (هؤلاء) و (أولئك)؟! لم يكن منِّي – ((حقيقةً))- إلاَّ النَّظَرُ المتأنِّي ، والفَتْشُ الهادئ، والبحثُ الدقيق، مُراقباً ربِّي – سبحانه -، مستحضراً قولَه- جلَّ في علاه -:﴿بل الإِنسانُ علَى نفسِه بصيرة.ولو ألقى معاذيرَه﴾.. فلم أُجاوز في ذلك الحُبِّ والوُدِّ إطارَه.. ولم أُغادر في ذيّاك الخصام الهادِرِ مقدارَه.. ولكنَّ ربِّي – عزَّوجلَّ – لم يَخْذُلْني، وظنِّي الحسَنُ به – عزَّ شَأنُهُ – أَنّه لن يَخْذُلَنِي - ، فلا يزالُ سَتْرُهُ عليَّ – سبحانه- مُسْدَلاً ، ولا يزالُ عفوُهُ – تعالى- عنّي – فيَّ- كبيراً... فما لمستُهُ مِن إفراطِ المحبِّ رَفَضْتُهُ... وما لَحَظْتُه من تفريطِ الشانئ نقضتُهُ... ثم كانت العِبرةُ – والفائدةُ- بين هذا وذاك – بلا غُلُوٍّ ولا تَقْصير -، فالحقُّ – دائماً – وَسَطٌ بين نقيضَينِ، على حدِّ قول مَن قال: .................................. كِلا طَرَفَيْ قَصْدِ الأمور ذميمُ وأجلُّ منه قولُ ربِّ العالمين:﴿وكذلك جعلناكم أُمةً وسَطاً لتكونوا شُهداء على الناس ويكونَ الرسولُ عليكم شهيداً﴾، و ((الوسط: العَدْل)).( ) فواللهِ – الذي لا معبُودَ- بحَقٍّ- سواه- ، إنّي لأنظرُ إلى الردّ – أو النقد – مِنْ أَيٍّ كان!- نظرةَ إنصافٍ صادقةً واعيةً، لأعرفَ من خلالها ما أنا عليه – أو فيه – مِن دَرَجاتِ الحقِّ والصواب، أو ما (قد) أقعُ فيه مِن دَرَكاتِ الخطإ أَو الارتياب، فإنْ وجدتُه: فرحتُ بهِ، وسارعتُ إلى إصلاحه، وإلاَّ: كان منّي ردٌّ على النقد، أو نقدٌ على الردّ... |
|
|