الكُنّاشة البيروتية، ( فرائد ملتقطة، وفوائد متنوّعة، من بطون كتب السلف المتفننة )

[أبو معاوية البيروتي]

{ يذكر أن رجلا" طالع “صحيح البخاري”، وهو أصح كتاب بعد القرآن الكريم،

◎ فجاء على حديث : “الحبة السوداء شفاء من كل داء”،
… فقرأها "الحية السوداء"

› بالياء،
› فذهب وبحث عن حية سوداء
» ثم قتلها وأكلها فمات من أثر السم،

◎ فلو سأل عالما" عن هذه اللفظة وتأكد منها لسلم؛
› فمجرد المطالعة من دون الرجوع إلى أهل العلم؛ مضرة عظيمة على اﻹنسان وعلى غيره،
› فانظر كم أهلك المتعالمون من الناس. }

[طرق تعلم العلم ص 10 صالح الفوزان]

[أبو معاوية البيروتي]

يوم ذُلَّ المتنبي لطمعه بالمال!

حضر الشاعرُ المتنبي مرة مجلسَ سيف الدولة الحمداني وفيه ابن خالويه النحوي، وقد جلب سيف الدولة بَدْرة دنانير، فشقّها بسكين الدواة، فمدّ ابن خالويه جانب طيلسانه وذيل دراعته فحثا فيهما سيف الدولة شيئاً صالحاً من الدنانير.
والمتنبي حاضر، وسيف الدولة ينتظر منه أن يفعل نفس الشيء، فما فعل، فغضب سيف الدولة ونثرها كلها!
فلمّا رأى المتنبي أنها قد فاتته زاحم الغلمان يلتقط معهم، فغمَزَهم عليه سيف الدولة فداسوه، وركبوه، وصارت عمامته وقلنسوته في عنقه، واستحى، ومضت له ليلة عظيمة، وانصرف.
فخاطب ابنُ خالوَيْه سيفَ الدولة في ذلك، فقال سيف الدولة: ما يتعاظم تلك العظمة، ويتّضع إلى مثل هذه المنزلة إلا لحماقته.

* كناشة البيروتي (الجزء الرابع)

[أبو معاوية البيروتي]

أخذوه ليدفنوه وهو حي!!

قال ابن أبي أصيبعة ( ت 668 هـ ) في (( عيون الأنباء في طبقات الأطباء )): حدثني بعض المصريين أن الطبيب هبة الله ابن جميع كان يوماً جالساً في دكانه عند سوق القناديل بفسطاط مصر وقد مرت عليه جنازة، فلما نظر إليها صاح بأهل الميت، وذكر لهم أن صاحبهم لم يمت، وأنهم إن دفنوه فإنما يدفنوه حياً، قال فبقوا ناظرين إليه كالمتعجبين من قوله، ولم يصدقوه فيما قال، ثم إن بعضهم قال لبعض هذا الذي يقوله ما يضرنا، إننا نمتحنه فإن كان حقاً فهو الذي نريده، وإن لم يكن حقاً فما يتغير علينا شيء؟ فاستدعوه إليهم وقالوا بين الذي قد قلت لنا، فأمرهم بالمسير إلى البيت، وأن ينزعوا عن الميت أكفانه، وقال لهم احملوه إلى الحمام، ثم سكب عليه الماء الحار، وأحمى بدنه ونطله بنطولات، وغطسه، فرأوا فيه أدنى حس، وتحرك حركة خفيفة، فقال أبشروا بعافيته ثم تمم علاجه إلى أن أفاق وصلح، فكان ذلك مبدأ اشتهاره بجودة الصناعة والعلم، وظهرت عنه كالمعجزة، ثم إنه سئل بعد ذلك من أين علمت أن ذلك الميت، وهو محمول وعليه الأكفان أن فيه روحاً؟ فقال إني نظرت إلى قدميه فوجدتهما قائمتين، وأقدام الذين قد ماتوا منبسطة، فحدست أنه حي، وكان حدسي صائباً.

[عمربن محمد بدير]

البارحة تكلم عنها الشيخ عبد الله البطاطي في حلقته المعتادة على قناة زاد العلمية، و أثنى عليها، و ذكر ملاحظة في مكانها و هي عدم التزام الشيخ مازن البيروتي بكتب السلف و إن كان العنوان كذلك...

[أبو معاوية البيروتي]

بارك الله فيك أخي عمر وفي الشيخ البطاطي،
هكذا ابتدأنا الكناشة منذ سنوات،
لكن العلم بحر،
وفي المتأخرين والمعاصرين درر وفوائد لا بد من تدوينها ونشرها بين الناس،
لهذا أخرج أحياناً عن (الالتزام بكتب السلف)،
وجزاكم الله خيراً على نقل هذه الملاحظة.

[أبو معاوية البيروتي]

دور نشر الكتب الشيعية في لبنان

(مؤسسة آل البيت) (وهي مؤسسة دينية من أصل إيراني ومقرها طهران)،
دار المفيد،
دار الهادي،
دار الأمير،
دار الأعلمي،
دار الأضواء،
دار الغدير،
دار المحجة البيضاء،
دار الأندلس (مديرة دار الأندلس سميرة عاصي وهي أخت زوجة نبيه بري)،
دار الملاك.

[أبو معاوية البيروتي]

مقتطفات بهية من ((التقييدات الشهية)) لصالح الأزهري

صدر حديثاً كتاب ((التقييدات الشهية من ظهور وغواشي وحواشي النسخ الخطية)) (ط. البشائر) لأخينا صالح الأزهري حفظه الله، وقد أمسكتُ النسخة المطبوعة قبل أن تصل ليد أخينا في مصر، وهذه من الميزات القليلة لسكني في بيروت عاصمة الطباعة في العالم العربي، فاقتطفتُ بعض فوائده ونقلتها إلى كتبي، وهاكم بعض ما حوّشه أخونا:

1 – كتب ابن حجر (ت 852 هـ) حاشية على كتابه ((نظم اللآلي بالمئة العوالي)) (440/ حديث تيمور/ ص 92) قال فيها: ... كذا وقع في عدّة أصول، وسماع عبد بن حُمَيد من محمد بن مسلم مستحيل، ولم يروِ عنه إلّا بواسطة أبي نعيم أو غيره، وعلى هذا فالحديث ليس من شرط هذه المئة.
كتبه مخرّجها: أحمد بن علي بن حجر مستدركاً على نفسه، معترفاً بالحق، معتذراً عن هذا السهو العظيم، فإنه حين تخريجها كان في ابتداء الطلب، وقد جمعتُ بعد ذلك: الأربعين حديثاً من مرويّات الشيخ المذكور عشاريّاتٍ أيضاً، وأبدلت فيها عدّة أحاديث وطرقٍ من هذه المئة الأولى، فلتراجع تلك، والله الموفق سبحانه. (ص 123).

2 - كُتِب على صفحة عنوان النسخة رقم (69564، خاص 4682/ حديث) المحفوظة بالمكتبة الأزهرية: هذه الأربعون الودعانية تأليف الحافظ السِّلَفي المدفون بجانب القاضي سَنَد بالقرب من مسجد الطرطوسي بأسكندرية، عليه الرحمة من ربّ البرية، آمين. اهـ.
(قال الذهبي في ترجمته في ((السير)) (21 / 39 ): قبره معروف بظاهر الاسكندرية. وكان يطأ أهله ويتمتع وإلى قريب وفاته، وإنما تزوج وقد أسنّ بعد سنة خمسين وخمس مئة. اهـ.
قال أبو معاوية البيروتي: سبحان الله! أبو طاهر السِّلَفي (474 – 576 هـ) تزوّج وعمره قرابة الثمانين، وأنجب خديجة (ت 623 هـ)، سَمِعْت من والدها؛ وحدَّثت. قال المنذريُّ: وقَدِمَتْ مصر بعد وفاة والدها، واحتُرِمَتُ احترامًا كثيرًا، وبُوِلغَ في إكرامها، وعادت إلى الإِسكندرية، ثمّ تُوفّيت في رمضان).

3 - علَّق شيخ الأزهر حسن العطار (1190 - 1250 هـ / 1776 - 1835 م) بجوار قيدٍ كتبه العلّامة اللغوي محمد مرتضى الزَّبيدي (ت 1205 هـ) – في ختام نسخة ((المجالسة)) (934/ تصوف) المحفوظة بدار الكتب المصرية - :
((رحم الله السيد المرتضى، رأيتُ كتابتَه على كثيرٍ من الأجزاء والكتب القديمة بما يفيد سعة اطلاعه، وهو كذلك، غير أن أكثر ما يكتبه فيه إيهامٌ كما هنا، يعرف ذلك من عَرَف سرَّ أساليب البلغاء)). (ص 205).

4 - بوجه الورقة (212) من المجموع رقم (560 or: ) المحفوظ بجامعة ليدن بهولندا فوائد في موضوعات شتّى قَيَّدها العلّامة المقريزي (ت 845 هـ) بخطّه، أنقل لكم واحدة، والبقية تقرأونها في كتاب ((التقييدات الشهية)):
- غَضَبُ العربي في رأسه، فإذا غَضِبَ لم يهدأ حتى يُخرِجَهُ بيدٍ أو لسان، وغَضَبُ النبطي في إسته، فإذا خَرِيَ ذهب غضبه! (ص 260).

=============

[أبو معاوية البيروتي]

النقل الصريح فيمَن قرأ بجوف الكعبة الحديث الصحيح

🕋

قال علي السنجاري المكي الحنفي (ت 1125 هـ) في ((منائح الكرم بأخبار مكة وولاة الحرم)): لطيفة بل منقبة شريفة: مما تفرد به شيخ مشايخنا العلامة خاتمة المحققين الشيخ محمد بن علان الصديقي المكي (ت 1057 هـ) رحمه الله: أنه قرأ البخاري في جوف الكعبة بطرفيه في مدة هذه العمارة، كما رأيته بخطه، وهو مما لا يتفق لغيره من الأئمة. انتهى. (نقلتها من ((إفادة الأنام بذ كر أخبار بلد الله الحرام)) ).
قال أبو معاوية البيروتي: وهذه الدعوى ليست صحيحة، إذ وُجِدَ من القرن الثامن مَن قرأ الحديث النبوي بالإسناد في جوف الكعبة، وهاكم ما وقفتُ عليه:

1 – خليل ابن كيكلدي العلائي (694 – 761 هـ).
روى ابن فهد المكي بإسناده إلى شيخ شيخه العراقي قال: حدثني الشيخ الإمام الحافظ أبو سعيد خليل ابن كيكلدي العلائي، من لفظه وحفظه في جوف الكعبة المشرفة ... فذكر بإسناده حديث بلال في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في جوف الكعبة.

2 - محمد بن موسى، أبو البقاء الدميري الأصل القاهري الشافعي (742 – 808 هـ).
ورد في ترجمته أنه حدث بالقاهرة وبمكة، وسمع منه الصلاح الأقفهسي في جوف الكعبة.

3 - محمد بن أحمد السمنودي الشافعي الرفاعي (825 – 890 هـ) ويعرف بابن المحلى.
ورد في ترجمته أنه سمع على أبي حامد بن الضياء المكي بها (أي بمكة) سنة وست وستين (أي 866 هـ) داخل الكعبة شيئاً، وكان مجاوراً في تلك السنة.

4 – محمد علي ابن علّان المكي (980 – 1057 هـ).
ذكر ابن علّان في كتابه ((الإنباء العميم ببناء البيت الحرام الفخيم)) (ص 288 / ت: إبراهيم الهاشمي الأمير) أنه ختم صحيح البخاري في جوف الكعبة، فقرأ من (باب ما يجوز من تفسير التوراة وكتب الله بالعربية) إلى آخر الكتاب (أي من حديث 7541 إلى 7563)، فاعترض عليه البعض، فصنَّف ((القول الحق والنقل الصريح بجواز أن يُقرأ بجوف الكعبة الحديث الصحيح)).

5 – العلّامة المحدِّث عبد الله بن سالم البصري المكي الشافعي (ت 1134 هـ).
ختم ((صحيح البخاري)) في جوف الكعبة مرتين.

6 - الشيخ محمد بن سليمان، المصري الأصل المكي الدار، الشهير بحسب الله، الضرير الشافعي (1244 - 1335)، قال الكتاني في ترجمته في ((فهرس الفهارس)): وختم البخاري في جوف الكعبة. وهذا نادر لم يسمع إلا عن أفراد من الأولين.
* كناشة البيروتي (الجزء الرابع)

[أبو معاوية البيروتي]

قصة الشيخ صالح آل الشيخ ... ومخطوطتي جدِّه في هولندا

قال الشيخ مشهور سلمان حفظه الله: حدثني العلامة فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ – حفيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب –، يقول: كنتُ في هولندا – وأنا أعلم أن مخطوطتين في ليدن - وهي من أشهر المكتبات - ، فقلتُ: يوجد مخطوطتان بخطّ جدّي محمد بن عبد الوهاب عندكم، يمكن أن أعرف كيف وصلتكما؟! قالوا : الأمر سهل. وأحضروا المخطوطتين، ونظروا في أرقام المخطوطتين، وأخرجوا لي صكّ بيعٍ. قال: القائم على مكتبة الحرم المدني سنة ألف وثمان مئة وكذا - بالميلادي – جاءنا وباعنا المخطوطتين!
قال الشيخ صالح: فأردتُ أن أفتح المخطوط، فقالوا لي: لا. فأتوا بالملاقط ورتّبوا فتح المخطوط بالملاقط. ليس أي واحد يفتح المخطوط بأي طريقة! فالله شاء أن تكون المخطوطات عندهم ليحفظوها لنا!
الآن المخطوطة التي في أوروبا أقرب إليَّ من المخطوطة في الجامعة الأردنية! ... والطرق التي أستطيع أن أُحَصِّل فيها المصوّرات بألمانيا أسهل بكثير من تحصيلها من الجامعة الأردنية! فشاءت أن تكون المخطوطات عندهم لحكمة الله عز وجل يعلمها.
* قال أبو معاوية البيروتي: فرّغتُها من مقطعٍ مرئي للشيخ مشهور حفظه الله.
================

[أبو معاوية البيروتي]

أميركا وأوروبا كانتا تدفعان الجزية للمسلمين!

كانت الدول الأوروبية - ومنها إنجلترا ومستعمرتها أمريكا - تدفع جزية سنوية لأمراء المغرب العربي (مراكش والجزائر وتونس وطرابلس) لقاء تركهم سفنها تمر بالبحر الأبيض المتوسط بسلام.
وكثير ممن يذمّه الغربيون باسم (القراصنة) كانوا في الواقع أمراء البحر المسلمين المجاهدين، وكانوا يتبعون الدولة العثمانية المسلمة.
ولمّا استقلّت أمريكا وأصبح لها أسطولها الخاص اضطر جورج واشنطن إلى عقد معاهدات مع أمراء المغرب ودفع الجزية، وبلغ ما دفعته الولايات المتحدة طوال مدة رئاسة واشنطن وآدمز (1789 - 1800 م) نحو مليوني دولار ...
قال أبو معاوية البيروتي: نقلته من كتاب (طرائف من التاريخ) (ص 94/ ط. المعارف المصرية - 1950 م)
* كناشة البيروتي (الجزء الرابع)