أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
118351 | 137606 |
#1
|
|||
|
|||
⚡ (لا يُشرفني أنْ أُحسب عليك)!
⚡ (لا يُشرفني أنْ أُحسب عليك)!
لنا موقف وحيد مع قائل تلك الكلمة! مُخاطبًا بها فضيلة شيخنا مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-، وكان اللقاء الأول والأخير معه -ولله الحمد-: ⭕ قصة ذلك اللقاء: كنتُ وقتها القائم بأعمال مركز الإمام الألباني في بداية تأسيسه وافتتاحه -قبل ربع قرن-، وذات يوم زار المركز -فيما أذكر- ثلاثة وهو (رابعهم)! ولم أكن أعرفه، ولم أسمع به، ولكن هو الوحيد الذي لفت انتباهي مِن شخصيته الغريبة! فكأنَّه دخل آخر واحد خلف رفاقه، وعلى استحياء بارد! ملفتٍ للانتباه!! فقال لي أحد أذرعه -سابقًا- سائلًا: هل وصل (فاكس)(1) مِن الشيخ مشهور. لأنَّ الشيخ أخبرهم أنّه سيرسله إلى المركز. فقلت: لا. فاتصلوا على فضيلة الشيخ مشهور، ففجأة همس في أذني هذا (الذِّراع)، وقال لي -بالمعنى-: هذا الشيخ فلان... وبعد المدح والثناء الغريب العجيب! أخبرني أنَّ الشيخ مشهورًا كتب لهذا الشيخ تقريظًا لكتاب جديد له... وهذا الشيخ متواضع ولا يُحب الشهرة...إلخ! فقلت في نفسي -وقتها- مستغربًا مِن هذه المواقف مِن شيخهم المتواضع(!) ومَن معه!! فأنا الذي سأستقبل الفاكس، وسأقرأ ما كتب الشَّيخ، وفي نهاية الأمر سيُطبع الكتاب مع التقريظ، وسأعلم أنَّ الذي جاءني هو صاحب التقريظ والكتاب... فلم هذا الحياء الزائد أو (البارد)!! وأقول: وقتها كنتُ حديث عهد بسكنى مدينة عمان، فكنت قبلها مِن قاطني المدينة النَّبويَّة، ثم أكملت دراستي الجامعية في العاصمة الأردنية، ثم توظفت في مركز الإمام الألباني -ولله الحمد-، وكانت معرفتي جيدة بطلبة العلم في الأردن، وأحب التَّعرف عليهم، وكنتُ أقارن بين طلبة العلم مع مشايخهم في بلاد الحرمين، ومَن هو محسوب على العلم في الأردن، وكيفيّة تعاملهم مع مشايخنا الكبار، فهناك بون شاسع بين الطرفين -إلا مَن رحم ربي-. فتجد -هناك- طالب العلم -بل العامي!- في قمة الأدب والتواضع مع شيخه، محترمًا مجلسه، خافضًا صوته، حريصًا على الاستفادة منه، يسأل ليستفيد، يصاحب شيخه تديُّنًا لا لمصلحة شخصية أو دنيوية، أو طمعًا في تقريظ(!)....إلخ.بخلاف مِن يقول عن نفسه -هنا- أنَّه طالب علم!! وقد عانا مشايخنا مِن هذا النَّوع مِن الطلبة، وتَحَلَّوا بالصبر عليهم، لعل وعسى أن يُصلح الله الحال، وقد سمعت مرارًا مِن شيخنا الحلبي -رحمه الله- شاكيًا مِن هذه النّوعيّة مِن الطلبة(!) والدَّعوة السَّلفية موجودة -ولله الحمد-، ولكن مقارنة بغيرها فهم قلة، ومع ذلك قلوب عامة النَّاس تميل إليهم بفطرتهم السَّليمة، وقد يشوِّه صورتها مَن كان زيُّه زيَّ المشايخ، وله ليس منهم... بل هذه الظاهرة لاحظها كل مَن زار الإمام الألباني مِن خارج الأردن مِن المشايخ وطلبة العلم، فمجلس الشيخ الألباني يحضره طالب العلم والعامي، فيتعجب ويكاد ينفجر غضبًا عندما يرى العامي، وشبه العامي! وشبه طالب العلم!! لا يقدر مجلس هذا الجبل الإمام!! بخلاف بلاد الحرمين، فتجد (العامي) يعرف قدر المشايخ والعلماء ويوقرهم حقيقة، أكثر مِن بعض مَن ينسب نفسه لطلب العلم!! نسأل الله أن يصلح حال المسلمين. فالذي حصل مع شيخنا مشهور بن حسن -حفظه الله- ليس بمستغرب ولا جديد! مِن بعض هذه النابتة المتطفلة المتسلقة على الدّعوة وعلى أهل العلم... ومثل ذلك قول هذا الشخص مخاطبًا فضيلة شيخنا مشهور: (لا يُشرفني أنْ أحسب عليك)! أقول: انظر كيف يُخاطب هذا الظالم الجاهل أهل العلم؟! وانظر إلى هذا الذي أَجَّلَ طباعة كتابه، وكان ينتظر (واقفًا)! تقريظ الكتاب عبر (الفاكس) مِن فضيلة شيخنا مشهور -كان الله له-!! نعم؛ (إذا قَلَّ العلم ظهر الجَفاء)! «والنِّزاع لا يهتك حُرمة العلم والفقه بعد ظهور حجته»(2). وما أجمل! نصيحة شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-، حيث قال: «وليحذر العبدُ مسالك أهل الظلم والجهل؛ الذين يرون أنهم يسلكون مسالك العلماء! تسمع مِن أحدهم جعجعة ولا ترى طِحنًا!! فترى أحدهم أنَّه في أعلى درجات العلم! وهو إنما يعلم ظاهرًا مِن الحياة الدُّنيا، ولم يحم حول العلم الموروث عن سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم، وقد تعدى على الأعراض والأموال بكثرة القيل والقال! فأحدهم ظالم جاهل لم يسلك في كلامه مسلك أصاغر العلماء، بل يتكلم بما هو مِن جنس كلام العامة الضلال، والقصاص والجهال(3)»(4). وقد بيّنتُ حال ذاك الخارجي على العلم وأهله ومَن أيَّده(!) في مقال بعنوان: (خطباء الجهل والضَّلال)، وكيف يَخدعون جهال النَّاس بدغدغة عواطفهم، فنعوذ بالله مِن فتن المضلين. والحمد لله رب العالمين. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الفاكس: جهاز استقبال الرسائل، لا يعرفه جيل البريد الإلكتروني، ومواقع التواصل الاجتماعي! (2) «مجموع الفتاوى» (22/ 16). (3) كالقصيدة ذاك المجهول!! ثم طوَّرها وعدَّل عليها مَن وافقه هواه هواه!! فــ«ما بال أهل الأهواء لهم محبة شديدة لأهوائهم؟!». «العبودية» (ص:76). والأصل أنْ يكون «صاحب التَّقوى ضد صاحب الأهواء». «جامع الرسائل» (2/ 208). ولكن «أهون شيء عند أهل الأهواء الكذب المختلق!». «مجموع الفتاوى» (27/ 479). (4) «تلخيص كتاب الاستغاثة» (ص74).
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|