أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
31155 151323

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-14-2014, 12:50 AM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي هبوا يا أهل العلم فالأمر جد *-أملاه الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أما بعد:
فمن أصول أهل السنةِ الإيمانُ بالشرع والقدر جميعًا، فيؤمنون بأن كل ما يجري في هذا الوجود فبمشيئة الله وقدرته وحكمته، فلا خروج لشيء عن تقديره وتدبيره؛ فإنه خالق كل شيء، وهو على كل شيء قدير.
ومن ذلك أفعال العباد: طاعاتهم ومعاصيهم، هي كذلك واقعة بقدرته تعالى ومشيئته، والله تعالى خالق العباد وخالق قدرتهم وأفعالهم.
كما يؤمن أهل السنة بأنه تعالى أمر عباده ونهاهم على ألسنة رسله، فما أمر به؛ فهو يحبه ويرضاه، وما نهى عنه؛ فإنه يسخطه ويبغضه، فهو تعالى يحب المتقين والمقسطين والتوابين والمتطهرين، ولا يحب الفساد، ولا يرضى لعباده الكفر، ولا يرضى عن القوم الفاسقين، ويرضى عن المؤمنين والشاكرين.
وأوجب سبحانه على عباده الأمر بما أمر به ومحبته، والنهي عما نهى عنه وكراهته، وهذا أحد أصول الدين : (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).
والمعروف: كل ما أمر الله به ورسوله، والمنكر: كل ما نهى الله عنه ورسوله، وعلى هذا الأصلِ قيامُ الدين وظهوره.
وأكمل الأمم قياما بهذا الواجب هذه الأمة ونبيها محمد صلى الله عليه وسلم، كما وصِف بذلك في الكتب السابقة، قال تعالى: {يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ}[الأعراف: 157]
، وقال تعالى في أمته صلى الله عليه وسلم: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}[آل عمران:110].
وأولى الناس قياما بهذا الواجب هم العلماء بما جاء به الرسول e من الهدى ودين الحق، فهم العالمون بما أمر الله به ورسوله، وما نهى الله عنه ورسوله، ولذلك كانوا أقدر الأمة على بيان الحق للناس علمًا وعملاً مما تضمنه كتاب الله وسنة رسوله e.
والقيام بذلك فرض عليهم؛ لأن به تبليغ العلم، وإظهار الدين، وإقامة الحجة على المخالفين؛ لذلك كان من أنواع الجهاد كما قال صلى الله عليه وسلم في الخالفين المخالفين: «فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل». رواه مسلم.
وعلماء الشريعة هم الحماة لميراث محمد صلى الله عليه وسلم، كما روي في الحديث : «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين».
وقال الإمام أحمد في أول كتابه «الرد على الجهمية والزنادقة» : «الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى؛ فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم».
وكلما غلب الجهل بدين الله، وظهرت البدع والمنكرات كان القيام بواجب البيان والأمر والنهي على العلماء أعظم، لشدة الضرورة إلى ذلك.
وفي عصرنا هذا قد أعرض كثير من المسلمين عن دينهم: عن تعلمه والعمل به، وأقبلوا على علوم الدنيا، وأعظم أسباب ذلك: الإعجاب بحضارة الكفار، وتلقي ما تقذف به وسائل الإعلام المختلفة من الشبهات والشهوات، والدعوات إلى أنواع من البدع والمنكرات؛ بل إلى الكفر والإلحاد، فاشتدت الضرورة إلى الجهاد بالكلمة، إعذارًا وإنذارًا، ونصحًا لعباد الله، وأداءً لما فرض الله من الدعوة والبيان، وإظهارًا لدين الله، وإقامةً للحجة على المعاندين.
فإلى من آتاه الله حظًا من ميراث النبوة أتوجه بهذا الخطاب، مذكرًا لهم بما يجب عليهم من القيام لله : دعوةً إلى الإسلام، وبيانًا لشرائعه وحدوده، وكشفًا للشبهات، وهدايةً إلى صراط الله : {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}[الشورى:52]
فمُروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، ورغِّبوا في الفضائل والمستحبات، ونفروا من المحرمات والمكروهات بألسنتكم وأقلامكم، ولا تشغلنَّكم شؤون الحياة العلمية والعملية، ومشاغلها العادية عن القيام بهذا الواجب الذي تحملتموه بما آتاكم الله من علم وقدرة، فقد صار القيام به فرضًا على الأعيان؛ إذ لم تحصل الكفاية في ذلك لتقصير المقصرين، وإعراض المعرضين، فهبوا يا أهل العلم لخوض ساحة الجهاد العلمي، كلٌ بحسب ما آتاه الله من أسباب ذلك ووسائله، في مختلف المجالات، ومع كل الطبقات، من ولاة الأمر، وعامة الناس، نصحا لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم؛ فإنه الدين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة، الدين النصيحة ، الدين النصيحة ...» الحديثَ.
ولا يخفى ما جاء في النصوص من الترغيب في الدعوة إلى الله، والنصح لعباده، ففي الصحيح أن النبي e قال: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا».
وفي الصحيح أن جريراً t قال: «بايعت رسول الله e على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم».
وقال e: «إن الله يرضى لكم ثلاثًا - وذكر منها - وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم».
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
http://albarrak.islamlight.net/index.php?option=content&task=view&id=21211&Itemid =25


__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-14-2014, 01:52 AM
ابو يحيى القصري ابو يحيى القصري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
المشاركات: 294
افتراضي

جزاه الله خيرًا من عالم ناصح .
و أجمل بها من نصيحة سيما في هذه الأيام ، أيام الفتن .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-14-2014, 09:57 AM
أبومعاذ الحضرمي الأثري أبومعاذ الحضرمي الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: اليمن
المشاركات: 1,139
افتراضي

جزاك الله خيراً وحفظ الله العلامة البراك.

قال الإمام ابن القيم-رحمه الله-:"الجهاد نوعين جهاد باليد والسنان وهذا المشارك فيه كثير والثاني الجهاد بالحجة والبيان وهذا جهاد الخاصة من اتباع الرسل وهو جهاد الائمة وهو افضل الجهادين لعظم منفعته وشدة مؤنته وكثرة اعدائه" مفتاح دار السعادة

__________________
قال معالي الشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله-: " فإن الواجب أن يكون المرءُ معتنيا بأنواع التعاملات حتى يكون إذا تعامل مع الخلق يتعامل معهم على وفق الشرع، وأن لا يكون متعاملا على وفق هواه وعلى وفق ما يريد ، فالتعامل مع الناس بأصنافهم يحتاج إلى علم شرعي"
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-14-2014, 01:31 PM
خالد صالح الفالوجي خالد صالح الفالوجي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 110
افتراضي

بارك الله في الناقل وفي القائل ونسأل الله أن ينفع به الإسلام والمسلمين
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-15-2014, 02:00 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي

جزاكم الله خيراً
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:17 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.