أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
13725 147652

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر العقيدة والمنهج - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-19-2011, 03:37 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,649
Post مُـقدّمـَة يسيرة في العقيـدَة على فهم السلف الصالح، خصائصها ومنزلتها.

مُـقدّمـَة يسيرة في العقيـدَة على فهم السلف الصالح، خصائصها ومنزلتها.

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [سورة آل عمران 102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ [سورة النساء 1].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۞ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [سورة الأحزاب 70 ـ 71]. أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
الحمد لله الذي جعلنا ننتمي إلى أمة الهداية خير أمة أخرجت للناس، الأمة التي اختارها الله - تبارك وتعالى - لحمل رسالة السماء، رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - خاتم الأنبياء، النبي الأميّ الكريم الذي جاء بالعقيدة السليمة، والمنهج الرباني الذي صلحت به الأمة، وصلح به الرعيل الأول من الصحابة رضوان الله - تعالى - عليهم وعلى من تبعهم بإحسان.

قال الله - تعالى -: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا﴾. [سورة الأحزاب 21].

فما هي العقيدة ؟ وما هي الامور التي يجب أن يعتقدها المسلم على فهم السلف الصالح ؟.

العقيدة لغة : على وزن فعيلة «مصدر اعتقد كذا إذا اتخذه عقيدة» مأخوذة من العَقَد وهو الربط المحكم، والشد المُبرم. والشد بقوة.
منه العقد الحسي كعقد الحبل: إذا ربطه وشدّه.
والمعنوي كعقد البيوع والأنكحة إذا أمضاه ووثقه.
وعقد اليمين والعهد: إذا أكَّدهُما ووثَّقهما. انظر: [المقدمة الرشيدة في علم العقيدة ص 17].

العقيدة اصطلاحًا: هي حكم الذهن الجازم، يقال اعتقدت كذا، يعني جزمت به في قلبي، فهو حكم الذهن الجازم، فإن طابق الواقع، فصحيح، وإن خالف الواقع ففاسد، فاعتقادنا أن الله إلهٌ واحد صحيح، واعتقاد النصارى أن الله ثالث ثلاثة باطل، لأنه مُخالفٌ للواقع.
ووجهُ ارتباطه بالمعنى اللغوي ظاهر، لأنّ هذا الذي حكمَ في قلبه على شئ ما، كأنهُ عقدهُ عليه، وشدّهُ عليه بحيثُ لا يتفلّت منه]. انظر: [شرح العقيدة الواسطية ص 32]. لفضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين - رحمه الله تعالى -.
و [إفراد الله - سبحانه - بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات]. انظر: [القول المفيد على كتاب التوحيد لابن عثيمين 1/ 11].

والعقيدة عند أهل السنة والجماعة : [هي الإيمان الصادق، واليقين الجازم بالله - تبارك وتعالى – وما يجب له الألوهية والربوبية والأسماء الحسنى والصفات العلى، ونفي الشريك عنه في ذلك، والإيمان برسله وخاتمهم محمد - صلى الله عليه وسلم -، وما يجب له من الإتباع والطاعة، والإيمان بملائكته، وكتبه، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره من الله. والإيمان بسائر ما ثبت في الأخبار الربانيّة، والأحاديث النبوية من الأمور العلمية القطعية، على وجه الإجمال والتفصيل، وما يتبعه من كشف مذاهب الضالّين والردّ على المبتدعين ودفع شبه المُبطلين]. انظر: [المقدمة الرشيدة في علم العقيدة ص 17 - 18].

من أين تؤخذ العقيدة السليمة ؟

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - تعالى -:
[يأخذ المسلمون جميع دينهم من الاعتقادات والعبادات وغير ذلك، من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها، وليس ذلك مخالِفًا للعقل الصريح، فإنّ ما خالف العقل الصريح فهو باطل، وليس في الكتاب والسنة والإجماع باطِل، ولكن فيه ألفاظ قد لا يفهمها بعض الناس أو يفهمون منها معنًى باطلًا، فالآفة منهم لا من الكتاب والسنة]. ا هـ. [مجموع الفتاوى (11/ 490)].

تعريف السلف لغة: ما مضى وتقدَّم. أو من تقدَّم في المسير، السن، العلم، والفضل.
[والسالف: المتقدم، والسلف: الجماعة المتقدمون]. [لسان العرب 9/ 158].

قال الله - تعالى -: ﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ۞ فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ۞ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ﴾. [سورة الزخرف 54 – 56].

آسفونا: أغضبونا.

سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْآخِرِينَ: أي سلفًا متقدمين لمن عمل بعملهم، وعبرة يتعظ بها من جاء بعدهم.

السلف اصطلاحًا: إذا أُطلِقَ اسم السلف عند العلماء، فإن تعريفاتهم تدور حول الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان من الأئمة الأعلام، المشهود لهم بالإمامة والفضل، واتباع السنة، واجتناب البدعة والتحذير منها، واتفقت الأمة على إمامتهم، وعظيم شأنهم في الدين، ولهذا سمي الصدر الأول «السلف الصالح».

قال ابن حجر الفقيه في رسالته «شنّ الغارة»: [الصدر الأول: لا يقال إلا على السلف، وهم خير القرون الثلاثة، الذين شَهد لهم النبي - صلى الله عليه وسلم – بأنهم خير القرون، وأما مَن بعدهم، فلا يقال في حقهم ذلك]. انظر: [المدخل لابن حجر ص 212].

وروى الإمام مسلم عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : (خير الناس القرن الذي أنا فيه، ثمًّ الثاني، ثمَّ الثالث) (حديث حسن). [صحيح الجامع 3288].

قال ابن بدران في المدخل: [المراد بالسلف الصالح: ما كان عليه الصحابة الكرام وأعيان التابعين، وأتباعهم، وأئمة الدين ممن شُهِدَ لهم بالإمامة، دون من رُمِيَ ببدعةٍ أو شُهِرَ بلقبٍ غير مرضيٍّ كالخوارج، والروافض، والقدرية، والمرجئة، والجبرية، والجهمية، والمعتزلة، والكرامية، ونحوهم، ثمَّ غلب هذا اللقب على الإمام أحمد وأتباعه، على اعتقاده من أيِّ مذهب (فقهي) كانوا، فقيل لهم في فنّ التوحيد: «علماء السلف» هذا ما اصطلح عليه أصحابنا الحنابلة والمحدثون]. انظر: [كتاب المدخل إلى دراسة المذاهب الفقهية - ص210 -].


من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني - رحمه الله تعالى -.

وكتبته: أم عبدالله نجلاء الصالح


يتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-20-2011, 11:47 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

موضوع قيِّم نافع!
جزاك الله خيرًا وبارك فيما كتبتِ -أستاذتنا الفاضلة-.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-21-2011, 05:06 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم زيد مشاهدة المشاركة
موضوع قيِّم نافع!
جزاك الله خيرًا وبارك فيما كتبتِ -أستاذتنا الفاضلة -.
وإياكـــم، وفيكـــم بارك الله ابنتي الغاليــــة

« أم زيد ».

شكر الله لك المرور والدعاء؛ وجزاك الله عني خيرًا، وبارك فيك وفي علمك وعملك وأحبتك يا الحبيبة.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-21-2011, 05:52 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,649
افتراضي مشروعية اتباع منهج السلف الصالح والتسمية به

مشروعية اتباع منهج السلف الصالح والتسمية به

مما تقدم يتبَن لنا أنَّ كلمة السلف
ليست بدعًا من القول إنها ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بأصحابه، بل قالها نبي الأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - مُقرًا بها، مُفاخرًا بها لابنته فاطمة - رضي الله عنها -. فعنها - رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحاقًا بي فاتقي الله واصبري، فإنه نِعْمَ السلف أنا لك) (متفق عليه) و [صحيح الجامع 2054].

ونِعْمَ السلف لابنته ولأمته رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، ونحمد الله – تعالى - حمدًا يليق بجلاله أن جعلنا مِن أمته.

للأسف كثر أدعياء السلفية، فقامت سلفية جهادية، وسرورية وغير ذلك من المُسميات، التي حادت في مضمونها عن الجادة، ونفَّرَتْ الناس من مُسمى السَّلَف، والسَّلَف من فِعالهم بَراء، حتى صار السلفُ ومن على منهج السلف سبة، يُسبُّ ويُلعن، ولو علموا من هم السلف من هذا الحديث الشريف وغيره، وما هو منهج السلف الحق، ما فعلوا.

قال الإمام الألباني - رحمه الله - : (إن من نافلة القول أن نبين أن الدعوة السلفية إنما هي دعوة الإسلام الحق كما أنزله الله على خاتم رسله أنبيائه محمد - صلى الله عليه وسلم - فالله وحده - سبحانه - هو مؤسسها ومشرِّعها...) "التوسل أنواعه وأحكامه" ص (ظ©ظ© - ظ،ظ*ظ*)].

وسئل رحمه الله - تعالى - عن هذا الموضوع، ونصّ السؤال :

"لماذا التسمي بالسلفية ؟ أهي دعوة حزبية أم طائفية أو مذهبية ؟ أم هي فرقة جديدة في الإسلام ؟".

فأجاب رحمه الله - تعالى - : [إن كلمة السلف معروفة في لغة العرب، وفي لغة الشرع؛ وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية : فقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في مرض موته للسيدة فاطمة - رضي الله عنها - : (فاتقي الله واصبري، ونعم السلف أنا لك).

ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف، وهذا أكثر من أن يعد ويحصى، وحسبنا مثالاً واحداً وهو ما يحتجون به في محاربة البدع :

وكل خير في اتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خلف.

ولكن هناك مِن مُدَّعِي العلم من يُنكر هذه النسبة، زاعمًا أن لا أصل لها ! فيقول : (لايجوز للمسلم أن يقول : أنا سلفي). وكأنه يقول : لا يجوز أن يقول مسلم : أنا متبِّع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك.

لا شك أن مثل هذا الإنكار ـ لو كان يعنيه ـ يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح، وعلى رأسهم النبي - صلى الله عليه وسلم - كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه - صلى الله عليه وسلم - : (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم). فلا يجوز لمسلم أن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح، بينما لو تبرأ من أية نسبة أخرى لم يمكن لأحد من أهل العلم أن ينسبه إلى كفر أو فسوق. والذي ينكر هذه التسمية نفسه، ترى ألا ينتسب إلى مذهب من المذاهب ؟!. سواء أكان هذا المذهب متعلقًا بالعقيدة أو بالفقه ... وأما الذي ينتسب إلى السلف الصالح، فإنه ينتسب إلى العصمة ـ على وجه العموم ـ وقد ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - من علامات الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما كان عليه أصحابه.
فمن تمسك به كان يقينًا على هدى من ربه. ولا شك أن التسمية الواضحة الجلية المميزة البيِّنة هي أن نقول : أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح، وهي أن تقول باختصار : (أنا سلفي)]. ا هـ. انظر : [مجلة الأصالة العدد التاسع شعبان 1416هـ. ص 86 ـ 90] و [التحفة المهدية ص 34].

أوصانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم – صلى الله عليه وسلم باتباع سنته وسنة الخلفاء المهديين الراشدين من بعده عند وقوع التفرق والاختلاف. واقتفاء أثرهم في العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات، وما جاء به من كتابٍ وسنةٍ على فهمهم، لأن فيهما النجاة.

فعن الْعِرْبَاضُ بن سارية - رضي الله عنه - أنه قَالَ : "صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا، فَقَالَ : (أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ). (حديث صححه الألباني بِمجموع طُرُقـه) وأخرجه : [أبو داود : كتاب السنة باب لزوم السنة (4/ 200) (4607)] و [الترمذي كتاب العلم، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع. (5/ 44 – 45].

امتدحهم الله – جلَّ – في علاه - بسبقهم، - ووعد من اتبع سبيلهم بالفوز بالجنة والرضوان، قال - تعالى - : ï´؟وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُï´¾.
[سورة التوبة 100].

فكل من اتبعهم بإحسانٍ فكان على إثرهم، واستقام على أمرهم، والتزم بعقيدتهم، وفقههم، وفهمهم للدين الحنيف من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، انتسب إليهم وإن تباعد الزمان والمكان.
وكل من خالفهم واتبع غير سبيل المؤمنين وحاد عن الهدي القويم، فكان في شق آخر غيره، فإنه ليس على منهج السلف، ولو كان بين ظهرانيهم. وقد توعَّدَهُ - تعالى - بقوله : ï´؟وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىظ° وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىظ° وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ غ– وَسَاءَتْ مَصِيرًاï´¾. [سورة النساء 115].

وعَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قال : قال النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ ). (متفق عليه).

وعن قتادة قال : قال ابن مسعود - رضي الله عنه - : (من كان منكم متأسيًا فليتأس بأصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأقومها هديا، وأحسنها حالا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضله، واتبعوهم في آثارهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم]. [جامع بيان العلم وفضله 2/ 119].

قال الإمام الذهبي رحمه الله - تعالى - :

العــــلم قال الله قال رسولـــــه **** قال الصحــابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة **** بين الرسول وبين رأي فقيه.


يتبع - إن شاء الله تعالى -
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-21-2011, 06:14 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,649
افتراضي حاجة الأمة للعقيدة السليمة

حاجة الأمة للعقيدة السليمة

إن العقيدة الإسلامية ضرورية للإنسان، كضرورة الماء والهواء، وبدونها هو تائهٌ لا يدري عن ذاته وصفاته، كيف جاء، لمَ وجد، من أوجده، بل من أوجد هذا الكون، ما أسماؤه وما صفاته، وهل من حياة بعد هذه الحياة، تساؤلات كثيرة شغلت الفكر الإنساني، وحدها العقيدة الإسلامية التي تجيب عليها.

ما أحوجنا إلى العقيدة الإسلامية السليمة ننهلها إن شاء الله - تعالى - من معين النبوة الصافي، وفي زمن كثرت فيه البدع والعقائد الزائفة، والفرق الضالة، كل حزب بما لديهم فرحين، فكم من أمة تمزقت إلى أمم، وفرقة إلى فرق، وجماعة أصبحت جماعات، وما ذلك إلّا لأنها أسّسَت بنيانها على شفا جرفٍ هارٍ فانهارَ بها، ولجهلها بالعقيدة السليمة الحقَّة، ومسائل الاعتقاد والتوحيد كما فهمها سلفنا الصالح، سرعان ما انهارت، وسيطر عليها الفرقة والانقسام، وحلت بها المصائب والنكبات.

وجد في زماننا مَن يجيدون عُلومًا كثيرة، ومَنْ يقرؤون القرآن الكريم، بل ويحفظونه، لكنهم يفتقرون إلى أبسط العلوم الشرعية العقدية. وَوُجِدَ مَنْ يُحْسَبون على أهل السنة، ويتسمّونَ بها، ولكن بأسَهم بينهم شديد، لا يخجلون من الكذب على خصومِهِمْ ومُخالفيهم من علماء السلف الصالح بكيل الاتهامات، والتجريحٍ، والتكفير، والإسقاط، أباحوا الدم والعرض والمال لمجرد مخالفتهم، بخطب رنانة واحتجاجات ... وتحريضٍ وتهييجٍ وتهديد ووعيد وعنتريات - والله المستعان -.

وما تعاني منه الأمة من خوارج العصر وغيرهم من أهل الفرق، في أيامنا هذه خير شاهد. - نسأل الله العافية -. قال الله – تعالى - : ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ۞ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ۞ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾. [سورة هود 117- 119].

ورحم الله الإمام مالك إذ قال : [لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها].

صلح أولها بما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ففتحوا البلاد وقلوب العباد، وبه ستثبت الأمة أمام تحديات الأفكار المستوردة، ووسائل الإعلام والاتصال والتواصل الحديثة، التي دخلت حَرَّ فِتْنَتَها كل بيت، ستثبت أمام فرقٍ ضالةٍ وسيل كتبٍ ومصنفاتٍ من أدعياءٍ يدَّعونَ أنهم يصحِّحون عقائد الناس، وهم أحوج من يكون إلى تصحيح عقائدهم.

فالأمة المرحومة التي اختارها الله - سبحانه وتعالى - هي التي حمل أصحابها لواء التوحيد، والعقيدة السليمة، وتمسكوا بها وجاهدوا من أجلها، وبذلوا النفس والنفيس حفاظًا عليها، لتظل راية الإسلام عاليةً خفاقة، فهي على الحق منصورة لا يضرها من خذلها ولا من خالفها حتى يأتي أمر الله - تعالى - وهي على ذلك، كما أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله : (لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس) (صحيح) رواه : [أحمد والبخاري ومسلم عن معاوية - رضي الله عنه -] [صحيح الجامع 7290].

وعن ثوبان - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك) رواه : (مسلم الترمذي وابن ماجه) انظر : [صحيح الجامع 7289] و [مختصر مسلم 1095] و [الصحيحة 1975].

هل يصح قول من قال : طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم ؟.

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - تعالى - :
ما وجه خطأ مَن قال : إن طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم ؟ وما مضمون مقالته هذه ؟ وبم يُردُّ عليه وعلى مَن سلكَ طريقته ؟.

فأجاب رحمه الله - تعالى - : [لا يجوز أن يكون الخالفون أعلم من السالفين كما يقوله بعض الأغبياء ممن لم يقدّر قدر السلف، بل ولا عَرف الله – تعالى – ورسوله - صلى الله عليه وسلم – والمؤمنون به حقيقة المعرفة المأمور بها، من أن طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم !!.

إنما أُتُوا مِن حيثُ ظنوا أنَّ طريقة السلف هيَ مُجرّد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث مِن غير فقهٍ لذلك، بمنزلة الأُمِيين الذين قال الله – تعالى - فيهم : ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ [سورة البقرة 78].

وأنَّ طريقة الخلف هي استخراج معاني النصوص المعروفة عن حقائقها بأنواع المجازات، وغرائب اللغات، فهذا الظن الفاسد أوجبَ تلك المقالات التي مضمونها نبْذ الإسلام وراء الظهر، وقد كذبوا على طريقة السلف، وضلّوا في تصويب طريقة الخلف، فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف في التكذيب عليهم، وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة الخلف، ويرد عليهم من وجوه :

1. ظهور جهالة قوْل الخلف وضلاله عند تدبُّرِه، وقول الواقف على نهاية إقدامهم بما انتهى إليه أمرهم.

قال الفخر الرازي :

نهــــــاية إقـــــدام العقول عقـــــــالُ **** وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنـــــا في وحشة من جسومنا **** وغــــاية دنيـــانا أذىً ووبالُ
ولم نستفد مِنْ بَحثِنـــا طولَ عُمْــرِنا **** سوى أن جمعنا فيه قال وقالوا.

وقال :

لعمري وما أدري وقد أذن البِلى **** بِعاجلِ ترحالٍ إلى أينَ تِرحالي.

وقال القشيري :

تجــاوَزْتُ حــدَّ الكثرينَ إلى العُـــلى **** وسافرْتُ واستسبقتُهم في المفاوِزِ
وخضتُ بحــارًا ليس يدركُ قــعرُها **** وسيَّرْتُ طرفي قسيم المفــــاوز
ولجَّجْتُ بالأفكار ثم تراجع اختياري **** إلى استحسـان دين العجـــــائز.

وقال غيره :

لعمري لقد طفت المعاهد كلها **** وسيّرْت طرفي بينَ تلك المعاهد
فلم أر إلا واضعــًـا كفَّ حائرٍ **** على ذقنٍ أو واضِعــًــا سِنَّ نادِمِ.

وقال آخر :

[لقد خُضْتُ البحرَ الخضمَّ، وتركتُ أهل الإسلام وعلومهم، وخضت في الذي نهوني عنه، والآن إن لم يتداركني الله برحمته، فالويْل لفلان، وها أنا أموت على عقيدة أمي].

وقال آخر : [أكثر الناس شكًّا عند الموت أصحاب الكلام].

2. إنَّ هؤلاء المتكلمين المخالفين للسلف إذا حقَّ عليهم الأمر، لا يوجد عندهم مِن حقيقة العلم بالله وخالص المعرفة، ولا وقفوا مِن ذلك على عَيْنٍ ولا أثر.

3. يستحيل أن يكون أولئك الحيارى المُتهوِّكون، أعلم بالله وأسمائه وصفاته، وأحكم في باب ذاته وآياته، مِن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، مِن ورثة الأنبياء وخلفاء الرسل وأعلام الهدى]. [الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية (ص 9 – 10). تأليف الشيخ عبد العزيز المحمد السلمان] .


ما أحرانا في زمن الغربة والفرقة والاختلاف أن نجمع أمرنا ونلمَّ شعثنا، ما أحوجنا إلى معرفة مسائل الاعتقاد من معين النبوة الصافي، وأهمها "الثلاثة الأصول" التي نلقى الله – عزَّ وجلّ - عليها، وغدًا عنها في حياة البرزخ سنسأل : [من ربك ؟ ما دينك ؟ ما هذا الرجل الذي بعث فيكم]، إنها "فتنة القبر سؤال الملكين"، نسأل الله الثبات في هذه الحياة الدنيا وبعد الممات.


يتبع - إن شاء الله تعالى -
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-21-2011, 08:49 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,649
افتراضي مباحث عقدية

مباحث عقدية

يبحث علم العقيدة في أركان الإيمان والأحكام الاعتقادية العلمية التي تتفرع عنها والتي أخبر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وينبغي على المكلف معرفتها والتصديق بها تصديقًا جازمًا لا شك فيه، فإن خالطه شكٌّ فيها، كانت ظنًا لا عقيدة، لقول الله - تعالى : ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾. [سورة الحجرات 15].

ويكفينا شرفًا أن يكون أولها الإيمان بالله - تعالى - ثم بملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقضاء والقدر خيره وشره. فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : "لما نزلت هذه الاية الكريمة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ﴿للهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. اشتدّ ذلك على الصحابة - رضي الله عنهم - وخافوا منها ومن محاسبة الله - عز وجل - لهم على جليل أعمالهم وحقيرها وهذا من شدة إيمانهم ويقينهم بالله - سبحانه وتعالى -، فأتواْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم جثواْ على الركب وقالوا : يا رسول الله كلفنا من الأعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم : سمعنا وعصينا ؟ بل قولوا : (﴿سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) فلما أقرّ بها القوم وذلّت بها أنفسهم، أنزل الله في أثرها : ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾.. فلما فعلوا ذلك نسخها الله - تعالى - فأنزل - سبحانه - : ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ). رواه (مسلم). وفي الحديث "لما نزلت هذا الآية فقرأها - صلى الله عليه وسلم - قيل له عقب كل كلمة : (قد فعلت). انظر : [تفسير ابن كثير 1/ 451 ـ 452].

وفي رواية عن بن بريدة عن يحيى بن يعمر قال : (كان أول من تكلم في القدر بالبصرة معبد الجهني، فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجّين أو معتمرين، فقلنا : لو لقينا أحدًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر، فوفق الله لنا عبد الله بن عمر داخلًا في المسجد، فاكتنفتُه أنا وصاحبي، فظننت أن صاحبي سَيَكِلِ الكَلام إليّ، فقلت : أبا عبد الرحمن ! إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن ويفتقرون العلم، يزعمون أن لا قدر والأمر أُنُفْ، فقال : إذا لقيتَ أولئك فأخبرهم أني بريءٌ منهم، وهم براءٌ مني، والذي يَحلفُ به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحدٍ ذهبًا فأنفقه، ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر، ثم قال : حدثني عمر بن الخطاب قال : بينا نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر، ولا نعرفه، حتى جلس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه، وقال يا محمد ! أخبرني عن الإسلام ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا)، قال : صدقت، قال : فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال : فأخبرني عن الإيمان ؟ قال : (أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره)، قال : صدقت، قال : فأخبرني عن الإحسان ؟ قال : (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك). قال : فأخبرني عن الساعة، قال : (ما المسئول عنها بأعلم من السائل)، قال : فأخبرني عن إماراتها، قال : (أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة، العراة، العالة، رعاء الشاء يتطاولون في البنيان)، قال : صدقت، ثم انطلق، فلبثتُ ثلاثا، ثم قال : (يا عمر ! هل تدري من السائل ؟) قلت : الله ورسوله أعلم، قال : (فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم) (حديث صحيح). انظر : [سنن أبي داود 4/ 223 رقم 4595]. [وسنن ابن ماجه 1/ 24 رقم 63].

أما وجه العجب : فإن السؤال يدل على عدم علم السائل، والتصديق يدل على علمه، وقد زال عجب عمر - رضي الله عنه - بقوله - صلى الله عليه وسلم - : (فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم).

ومعنى أن تلد الأمة ربتها أيضا : أي تلد سيدتها، بأن تكثر السراري حتى تلد الأمة السرية بنتًاً لسيدها وبنت السيد في معنى السيد، وقيل غير ذلك. انظر : [رياض الصالحين باب المراقبة رقم 61].

هذه هي أركان الإيمان وهذا ما يجب علينا أن نعتقده. إن الله - تعالى - خلق العباد لعبادته، ولم يخلق هذا الكوْنَ عبثًا ولا لهوًا ولم يترك عبادَهُ سُدًى، بل استخلفهم فيه، وأرسل الرسل، وأنزل الكتب، وبيّن الخير والشر، وعرّفهم بخالقهم وأسمائه وصفاته، ومرادِه ليستعدوا ليوم الفصل لا ريب فيه، يوم يقضي الله فيه بين العباد.


يتبع إن شاء الله تعالى.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04-09-2017, 01:55 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,649
افتراضي الأسماء الشرعية لعلم العقيدة

الأسماء الشرعية لعلم العقيدة [1]

1. السُـنة :

السُـنة لغة :
هي الطريقة، السيرة سواء كانت حميدة أو ذميمة.
واصطلاحا : تعرّف بحسب العلم الذي تبحث فيه :

ففي علم العقيدة تعني : (ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وصحبه الكرام، ومنهم الخلفاء الراشدون، والسلف الصالح في الإعتقادات قبل ظهور البدع والمقالات).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى - : [ولفظ السنة في كلام السلف يتناول السنة في العبادات والإعتقادات، وإن كان كثير ممن صنف في السنة يقصدون الكلام في الإعتقادات، وهذا كقول ابن مسعود، وأبي بن كعب، وأبي درداء - رضي الله عنهم - : اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة]. انظر : [الإستقامة 2/ 310 – 311].

وقال الإمام أبو بكر الحميدي - رحمه الله - : [السنة عندنا : أن يؤمن الرجل بالقدر خيرِه وشرِّه، حُلوِه ومرّه، وأن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن ذلك كله قضاء من الله – عزّ وجلّ - ...]. انظر : [أصول السنة ص 47 - 48].

2. الشريعة : هي : [ما شرع الله - تعالى لعباده من الدين] . انظر : [مجموع الفتاوى 5/ 11].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى - : [السنة كالشريعة، وهي ما سنّه الله وما شرعه، فقد يُراد ما سنه وشرعه من العقائد، وقد يراد ما سنه من العمل، وقد يراد به كلاهما.
فلفظ السنة يقع على معان كلفظ الشرعة، ولهذا قال ابن عباس - رضي الله عنهما - وغيره في قوله - تعالى - : (شرعة ومنهاجا) سنةً وسبيلا، ففسروا الشرعة بالسنة، والمنهاج، والسبيل، واسم السنة، والشرعة قد يكون في العقائد والأقوال، وقد يكون في المقاصد والأفعال] انظر : [مجموع الفتاوى 19/ 307 – 308].

وقد صنّفَ الإمام أبو بكر الآجري كتابه «الشريعة» ومن بعده الإمام ابن بطة العكبري كتابه «الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية».

3. الإيمان :

الإيمان لغة :
هو الإقرار، و التصديق المصاحب للإذعان.
وفي اعتقاد أهل السنة والجماعة : اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالأركان، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى - : [والمأثور عن الصحابة والأئمة التابعين وجمهور السلف، وهو مذهب أهل الحديث، وهو المنسوب إلى أهل السنة : [أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية] انظر : [مجموع الفتاوى 7/ 505].

ويطلق اسم الإيمان على العقيدة، باعتبار أصوله الستة التي عليها تقوم العقيدة.

ومن مصنفات أئمة السنة :
«كتاب الإيمان ومعالمه وسننه واستكمال درجاته» للإمام أبي عبيد القاسم بن سلاّم، و«كتاب الإيمان» للإمام أبي بكر بن أبي شيبة، و«كتاب الإيمان» للإمام ابن مندة، و«كتاب الإيمان» للإمام محمد بن يحيى العدني.

4. التوحيد :

التوحيد لغةً :
جعل الشيء واحِدا.

وشرعًا : إفراد الله - تبارك وتعالى - بالعبادة، واعتقاد وحدانيته في الذات والأفعال والصفات. انظر : [لوامع الأنوار 1/ 57] .

قال الإمام ابن قيم الجوزية – رحمه الله تعالى - : [وهو التوحيد الذي حقيقته إثبات صفات الكمال، وتنزيهه عن أضداضها، وعبادته وحده لا شريك له) انظر : [الصواعق المرسلة (ص 922)].

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى - : [وهذا حقيقة التوحيد : وهو أن لا يشركه شيئ من الأشياء فيما هو من خصائصه] انظر : [مجموع الفتاوى 3/ 74].

وتسمية العقيدة بالتوحيد من باب تسمية الشئ بأشرف أفراده.

ومن أمهات كتب العقيدة : «كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب – عزّ وجلّ -» للإمام ابن خُزيمة، و«كتاب التوحيد ومعرفة أسماء الله وصفاته على الإتفاق والتفرّد» للإمام ابن مِنْدة – رحمهما الله -.

5. أصول الدين : وهو لفظ مستخدم في عبارات بعض أئمة السلف، ومن ذلك : قول الإمام ابن أبي حاتم : «سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين، ما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار، وما يعتقدان من ذلك ... » أخرجه [اللالكائي (31)]، وأبو العلاء الهمذاني في : [فتيا في ذكر الإعتقاد 30]، و[صححه الألباني في مختصر العلوّ للعليّ العظيم (340)]. وانظر : [أدلة الوحيين في شرح عقيدة الرازيين (ص 29 - 32)].
وقد أدخل أهل البدع تحت هذا المسمى كثيرًا من بدعهم وضلالاتهم، [فإياك والإغترار بذلك، فأكثر المعاني المُشَوّهَة تستر بالعبارات المُمَوّهَة]. انظر : [العواصم والقواصم : 4/ 179 لابن الوزير اليماني].

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : [وهذا كما أن طائفة من أهل الكلام يسمي ما وضعه أصول الدين، وهذا اسم عظيم، والمُسمّى به فيه من فساد الدين ما الله به عليم، فإذا أنكر أهل الحق والسنة ذلك قال المُبطل : قد أنكَروا أصول الدين، وهم لم ينكروا ما يستحق أن يسمى أصول الدين، وإنما أنكروا ما سمّاه هذا أصول الدين، وهي أسماء سمّوها هُم وآباؤهم بأسماءٍ ما أنزل الله بها من سلطان، فالدين ما شرعه الله ورسوله، وقد بيّن أصوله وفروعه، ومن المُحال أن يكون الرسول قد بيّن فروع الدين دون أصوله، كما قد بيّنا هذا في غير هذا الموضع]. انظر : [مجموع الفتاوى 4/ 56].

6. الفقه الأكبر : يقابله الفقه الأصغر، وهو فقه الأحكام العملية، وسمي أكبر لتعلقه بأعظم معلوم وهو الباري - جل ذِكره -.
وقد شاع واشتهر أنه للإمام أبي حنيفة – رحمه الله تعالى – كتابًا في العقيدة سماه الفقه «الفقه الأكبر» ولا تصح النسبة إليه من حيث إسناده، وغير ذلك.

قال العلاّمة صالح الفُلاّني – رحمه الله تعالى - : [اسم الفقيه عند السلف ... إنما يقع على مَنْ عَلِمَ الكتاب والسنة وآثار الصحابة، ومن بعدهم من علماء الأمة.

وأما من اشتغل بآراء الرجال، واتخذه دينًا ومذهبًاً، ونبَذَ كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وقضايا الصحابة والتابعين وآثارهُم من ورائه، فلا يطلق عليه اسم الفقيه، بل هو باسم الهوى والعصبية أولى وأحرى. انظر : [ إيقاظ همم أولي الأبصار. ص 28].

7. العلميات : ويقابله العمليات] ا هـ.
[2]
_________
[1] انظر : [المقدمة الرشيدة في علم العقيدة ص 28 – 36].
[2]"العلميات" : قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : [فصل : في أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيَّن جميع الدين أصوله وفروعه، باطنه وظاهره، علمه وعمله.
فإن هذا الأصل أصل أصول العلم والإيمان، وكل من كان أعظم اعتصامًا بهذا الأصل، كان أوْلى بالحق علمًا وعملا ...]. ا هـ. انظر : [مجموع الفتاوى 19/ 114].

وقال - رحمه الله - : [وأما العمليات : وما يسميه ناس : الفروع، والشرع، والفقه، فهذا قد بيَّنه الرسول أحسن بيان، فما شيءٌ مما أمرَ الله به أو نهى عنه، أو حلَّله أو حرَّمه إلا بيَّنَ ذلك، وقد قال - تعالى - : ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [سورة المائدة 3].
وقال - تعالى - : ﴿مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [سورة يوسف 111] ...]. ا هـ. انظر : [مجموع الفتاوى 19/ 127].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04-09-2017, 02:15 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,649
افتراضي الأسماء البدعية لعلم العقيدة

الأسماء البدعية لعلم العقيدة

من الأسماء البدعية لعلم العقيدة : علم الكلام، والفلسفة الإسلامية.

1. علم الكلام :
هو علم حادث في الملّة، قام ووضعت أصوله وقواعده الأولى في عهد المأمون، بعدما حدث الخلاف في تفاصيل العقائد بعد ترجمة كتب اليونان الفلسفية وغيرها من عقائد المجوس، والصابئة، والنصارى الباطلة، إلى اللغة العربية، مما دعا إلى تأثر الزنادقة بهم، ووقوع الخصام، والمناظرات، والجِدالات حول ذات الله - تبارك وتعالى - وأسماءه الحسنى وصفاته العلى، وقضاءه وقدره، وغيرها، ما بين نفي وإثبات...

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى - : [إن الجدال في علم العقائد يسمّى كلاما]. ا هـ. انظر : [درء التعارض 1/ 160].

وتسمية العقيدة "بعلم الكلام" تسمية بدعية باطلة، بل هي مُجحِفة في حق العقيدة السنية المبنيّة على الأدلة المُرْضية.

حقيقته : محاولة إثبات العقائد الفاسدة بطرق عقلية، أو سمعية، أو وجدانية جدلية، وأصول فلسفية منطقية، وهو قائم على محاكاة فلاسفة اليونان في الجدل والتقرير.

ويُعبّر أهل الكلام عن أشياخهم من الفلاسفة بالحكماء والعقلاء !!. فُتنوا في التفسير، فصرفوا الألفاظ عن مرادها بلا دليل، وأوّلوها تأويلا باطلا، وخاضوا في مسائل سكت عنها الشارع الحكيم، وطرحوا السنن والآثار جانبًا فيما نطق به الشرع، وأبانَ عنه وجلاّه، فخلت مصنفاتهم من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
فَعِلْمُ كلامِهم هذا له من اسمه أعظم نصيب، فهو مجرد كلام، لا يفيد، بل يضر القلوب ويمرضها، ويزرع فيها الشك، والإرتياب، والإلحاد، والإضطراب.

ندم من ندم من أتباعه وتاب وأناب، ولا تزال فرقًا من أفراخهم يبثون عقيدتهم الفاسدة.

فقد نشأ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري مُعتزليًا وتوفي (324 هـ)، وبقيَ على ذلك أربعين عامًا ثمَّ رجع عن ذلك قبل وفاته، وصرَّح بتضليل المعتزلة، وبالغ في الردِّ عليهم.

وقال العلامة الآلوسي : [... قال في كتابه "الإبانة عن أصول الديانة" الذي هو آخر مؤلفاته بعد كلام طويل : [الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها : التمسك بكتاب الله – تعالى - وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان عليه أحمد بن حنبل نضر الله – تعالى - وجهه قائلون، ولمن خالف قوله مجانبون]. ا هـ.

تاب أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري - رحمه الله تعالى – وبرَّأ الذِّمة، وبقي مِنْ أتباعه مَنْ لم يتب، فها هم ينتسبون إليه، ويسمون أنفسهم بالأشاعرة، تاب وليتهم اقتدوا به في توبته، ولكن أصرّوا وشككوا.

وفي الرد على من شكك في توبته قال الإمام القاضي كمال الدين أبو حامد محمد بن درباس المصري الشافعي (659) هـ في رسالته (الذب عن أبي الحسن الأشعري) : [فاعلموا معشر الإخوان... بأن كتاب (الإبانة عن أصول الديانة) الذي ألفه الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، هو الذي استقر عليه أمره فيما كان يعتقده، وبما كان يدين الله - سبحانه وتعالى - بعد رجوعه عن الاعتزال بِمَنِّ الله ولطفه، وكل مقالة تنسبُ إليه الآن مما يخالف ما فيه، فقد رجعَ عنها، وتبرَّأَ إلى الله - سبحانه وتعالى - منها.
كيف، وقد نص فيه على أنه ديانته التي يدين الله – سبحانه - بها، وروى وأثبت ديانة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث الماضي، وقول أحمد بن حنبل - رضي الله عنهم أجمعين -، وأنه ما دلَّ عليهِ كتابُ الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم -...]. انظر : [رسالة الذب عن أبي الحسن الأشعري لابن درباس (ص 107)].

وقد أطال أبو حامد الغزالي رحمه الله – تعالى - البحث والتنقيب من فرقة إلى فرقة وانتهى به إلى الوقف والحيرة في المسائل الكلامية، وألَّفَ كتابًا أسماه :[إلجام العوام عن علم الكلام]، وأعرض في آخر عمره عن الاشتغال بعلم الكلام والطرق الكلامية، وأقبل على أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فمات وصحيح البخاري على صدره]. ا هـ. انظر : ["العقيدة في الله" للشيخ عمر الأشقر - رحمه الله تعالى - (ص 40)].

وقال الإمام أبو عبدالله محمد بن عمر الرازي – رحمه الله تعالى – (544 ــ 606 هــ) بعد أن أقرّ على نفسه خطأه واضطرابه لخلطِهِ الكلام بالفلسفة، وأخبر عما انتهى إليه أمره في علم الكلام : [لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلا، ولا تروي غليلا].
وعاد إلى الطريقة القرآنية، وضرب مثلًا بمنهج القرآن في الصفات فقال : [ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن. أَقرَأُ في الإثبات : ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى﴾. [سورة طه 5]. و ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾. [سورة فاطر 10].
وأقرأ في النفي : ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾. [سورة الشورى 11]. و ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا﴾.. [سورة طه 110]. ثم قال في حسرة وندامة : [ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي]. ا هـ. [انظر الحموية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -].

وقال أيضا :

نهاية إقدام العقول عقـــــــــــــال **..** وأكثر سعي العالــمين ضــــلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا **..** وحاصل دنيـــانا أذى ووبـــــال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا **..** سوى أن جمعنا فيـه قيل وقالوا
فكـــم قـد رأينـــا رجالا ودولـــة **..** فبادوا جميعــا مسرعين وزالـوا
وكـــم من جبـــال علا شرفاتـها **..** رجــال فزالــوا والجبــال جبــال.

وقال الآخر منهم : [أكثر الناس شكًا عند الموت أصحابُ الكلام]. انتهى. انظر : [فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى 5/ 10].

وقال الجويني – رحمه الله تعالى - : [وهو من الجهابذة الذين اشتغلوا بعلم الكلام محذِّرًا من الاشتغال به : [يا أصحابنا ! لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي ما بلغ، ما اشتغلت به].
وقال عند موته متندّمًا متحسِّرا : [لقد خضت البحر الخضم، وتركت أهل الإسلام وعلومهم، وخضت في الذي نهوني عنه، والآن إن لم يتداركني الله برحمته فالويْل لابن الجويني، وها أنذا أموت على عقيدة أمي، أو قال على عقيدة العجائز]. ا هـ. انظر : ["العقيدة في الله" للشيخ عمر الأشقر - رحمه الله تعالى - (ص 40)].

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبصّرنا بالحق، ويردّنا إلى ديننا ردًا جميلا، وما ذلك على الله بعزيز.
_______
المراجع :
1.
[العقيدة في الله]. للشيخ عمر الأشقر - رحمه الله تعالى -.
2. [مجموع الفتاوى] لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -.
3. [المقدمة الرشيدة في علم العقيدة] للشيخ الدكتور محمد موسى نصر - حفظه الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 04-09-2017, 02:22 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,649
افتراضي اتفق الأئمة الأربعة رحمهم الله - تعالى - على النهي عن علم الكلام، وذمِّه

اتفق الأئمة الأربعة رحمهم الله - تعالى - على النهي عن علم الكلام، وذمِّه : [1]

فعن محمد بن الحسن الشيباني أن الإمام أبا حنيفة - رحمه الله تعالى - قال :
(لعن الله عمرو بن عبيد فإنه فتح للناس الطريق إلى الكلام فيما لا ينفعهم من الكلام) [أخرجه الهروي في " ذم الكلام وأهله 1029].

وقال : (وكان أبو حنيفة يحثنا على الفقه وينهانا عن الكلام). [نقله شيخ الإسلام ابن تيمية في «الفتاوى الكبرى» (6/ 561)].

وقال الإمام أبو يوسف رحمه الله - تعالى - : (من طلب الدين بالكلام تزندق) أخرجه : [الهروي (1009)، والأصبهاني في الحجة (1/ 106)].

وقال الإمام مالك – رحمه الله تعالى - : (لا تجوز شهادة أهل البدع والأهواء).[المقدمة الرشيدة (ص 39).
وقال ابن خويزمنداد - رحمه الله تعالى] - : أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا أهل الكلام، فكل متكلم من أهل الأهواء والبدع - أشعريًا كان أو غير أشعري - ولا تُقبل له شهادة في الإسلام أبدا، ويُهجَر ويؤدَّب على بدعته، فإن تمادى عليها استتيب منها» أخرجه : [ابن عبد البر في الجامع (2/ 96)].

وقال الإمام الشافعي رحمه الله - تعالى - : [لقد اطلعت من أهل الكلام على شيئ والله ما ظننت مسلما يقول به، ولأن يبتلى العبد بكل ما نهى الله عنه خلا الشرك، خير له من أن يبتلى بالكلام]. أخرجه : [البيهقي في مناقب الشافعي (1/ 454)] و [ابن أبي حاتم في آداب الشافعي ومناقبه (ص 182)].

وقال - رحمه الله تعالى - : (لقد اطلعت من أهل الكلام على شيئ والله ما ظننت مسلما يقول به، ولأن يبتلى العبد بكل ما نهى الله عنه خلا الشرك، خير له من أن يبتلى بالكلام) أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي (1/ 434).

وقال - رحمه الله تعالى - أيضا : [حُـكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال، ويُطاف بهم في القبائل والعشائر، ويُـقال : هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة، وأقبل على الكلام]. أخرجه [الهروي في ذم الكلام وأهله 1142]، وأخرجه [شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة 2/ 610].

وقال الإمام أحمد رحمه الله - تعالى - : [لست بصاحب كلام، ولا أرى الكلام في شيءٍ من هذا، إلّا ما كان في كتاب الله - عزّ وجلّ -، أو في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو عن أصحابه أو التابعين، فأما غير ذلك، فإن الكلام فيه غير محمود]. أخرجه : [عبدالله بن أحمد في السنة (108)].

وقال رحمه الله - تعالى - أيضا : [عليكم بالسنة والحديث، وينفعكم الله به، وإياكم والخوض والجدال والمراء، فإنه لا يُفلح من أحبّ الكلام، وكل من أحدث كلاما، لم يكن آخر أمره إلّا إلى بدعة، لأن الكلام لا يدعو إلى خير، ولا أحبُّ الكلام، ولا الخوض ولا الجدال، وعليكم بالسنة والآثار والفقه الذي تنتفعون فيه، ودعوا الجدال وكلام أهل الزيغ والمِراء، أدركنا الناس لا يعرفون هذا، ويتجانبون أهل الكلام، وعاقبة الكلام لا تؤول إلى خيرٍ أعاذنا الله وإياكم من الفتن، وسلمنا وإياكم من كل هلكة]. أخرجه ابن بطّة في الإبانة (2/ 539).

وقال رحمه الله – تعالى : - [من تعاطى الكلام لم يفلح، ومن تعاطى الكلام لم يخل أن يتجهم) أخرجه : [ابن بطّة في الإبانة (2/ 539)].

________
المرجع : [المقدمة الرشيدة في علم العقيدة ص 38 - 41].

لمزيد من الفائدة لطفًا انظر : علــــم الكــــلام وَفِرَقــُــهْ


__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 04-15-2017, 04:30 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,649
افتراضي ومن الأسماء البدعية لعلم العقيدة

من الأسماء البدعية لعلم العقيدة

2. الفلسفة الإسلامية :
وهو من الأسماء المبتدعة للعقيدة، وهو اسم أشنع من سالفه - علم الكلام -، ومع ذلك ينتشر هذا الاسم في الكليات والجامعات في العالم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى - : [ثم إنه لما عُرّبت الكتب اليونانية في حدود المئة الثانية، وقبل ذلك وبعد ذلك، وأخذها أهل الكلام وتصرفوا فيها من أنواع الباطل في الأمور الإلهية ما ضلّ به كثير منهم ..... وصار الناس فيها أشتاتا : قوم يقبلونها، وقوم يُجِلّون ما فيها، وقوم يَعْرِضونَها على ما جاءت به الرسل من الكتاب والحكمة، وحصل بسبب تعريبها أنواع من الفساد والإضطراب، مضمومًا إلى ما حصل من التقصير والتفريط في معرفة ما جاءت به الرسل من الكتاب والحكمة]. انظر : [بيان تلبيس الجهمية 1/ 323].

وقال الإمام ابن القيّم – رحمه الله تعالى - : [الفلاسفة اسم جنس لمن يحب الحكمة ويؤثرها، وقد صار هذا الإسم في عُرف كثير من الناس مُختصًّا بمن خرج عن ديانات الأنبياء، ولم يذهب إلّا إلى ما يقتضيه العقل في زعمه. وأخصّ مِن ذلك أنه في عُرْفِ المُتَأخرين اسمٌ لأتباع أرسطو، وهم المَشّاؤونَ خاصة، وهم الذين هذّب ابن سينا طريقتهم وبسطها وقررها، وهي التي يعرفها بل لا يعرف سواها المتأخرين من المُتكلمين] انظر : [إغاثة اللهفان 2/ 257].

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني – رحمه الله تعالى - : [وقد توسّعَ مَن تَأخّرَ عن القرون الثلاثة الفاضلة في غالب الأمور التي أنكرها أئمة التابعين وأتباعهم، ولم يقتنعوا بذلك، حتى مزجوا مسائل الديانة بكلام اليونان، وجعلوا كلام الفلاسفة أصلًا يَرُدّونَ إليه ما خالفه من الآثار بالتاويل – ولو كان مستكرهًا-، ثمّ لم يكتفوا بذلك حتى زعموا أنّ الذي بثوهُ هوَ أشرف العلوم، وأولاها بالتحصيل، وأن من لم يستعمل ما اصطلحوا عليه فهوَ عامّيٌ جاهِل، فالسعيد من تمسّكَ بما كان عليه السلف، واجتنبَ ما أحدثه الخلف]. انظر : [فتح الباري13/ 267]. ا هـ. وانظر : [المقدمة الرشيدة في علم العقيدة ص 41 – 43].

قال الشيخ عمر الأشقر - رحمه الله تعالى - : [نحن بحاجة إلى رجالِ عقيدةٍ لا إلى رجالِ فلسفة، نحن نريد أقوامًا يعالجون داء هذه الأمة وبلاءها، ولن يفعل ذلك أصحاب الفلسفة والرأي]. ا هـ. انظر : [العقيدة في الله (ص 40)].

3. "الفكر الإسلامي" و"التصور الإسلامي" : قال الشيخ بكر بن عبدالله أبي زيد - رحمه الله تعالى - : [وأُطلق على العقيدة : "الفكر الإسلامي" و"التصور الإسلامي"، وهذا باطل؛ لأن الإسلام ليس مجموعة أفكار، لكنه وحيٌ منزَّل مِن عند الله، والفِكر والتصوُّر قابل للطرح والمناقَشة، قد يَصحُّ وقد لا يَصح، والعقيدة الإسلامية توقيفيَّة لا مجال للرأي فيها، والفِكر والتصوُّر يَقبل الصواب والخطأ، والعقيدة الإسلامية شأنها شأن باقي الدِّين الإسلامي : العِصمة مِن الخطأ]. اهـ. انظر: [معجم المناهي اللفظية، وفوائد في الألفاظ. (ص: 360)].

إن منهج الفلاسفة والمفكرين الاحتكام إلى العقل، قلدهم أناس من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، رفضوا الاحتكام إلى الشرع الحكيم وعارضوه بحجة أن الأدلة العقلية يقينية، وأن الأدلة الشرعية كثيرٌ منها ظنِّي الثبوت، وإن كان قطعي الدلالة، فردّوا أحاديث الآحاد في العقيدة والأحكام، مما أدى بهم إلى التناقض والاختلاف والفرقة والفتن.

قال الله – تعالى - : ﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ [سورة المؤمنون 71].

وكان أحرى بهم تحكيم الشرع الحكيم، واتباع نور الهداية الذي جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بواسطة الوحي فأنار درب السالكين للعلم الرباني الذي به عرفنا ربنا، وعرفنا أنفسنا، ولِمَ خلقنا، وهو سهلٌ ميسرٌ مأمونُ العواقب، وفيه أدلة باهرة على عظمة الخالق – سبحانه -، أمرنا بالتفكر في آلاءه – سبحانه -، والنظر في ملكوت السموات والأرض، مما يثبت الإيمان في القلوب ويقويه.
﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ۞ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [سورة آل عمران 190 – 191].


اللهم ربنا إنا آمنا بك واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين.

أم عبدالله نجلاء الصالح

من محاضرات مادة العقيدة في اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني رحمه الله - تعالى -.


يتبع إن شاء الله تعالى.
__________
المراجع :

1.
[ظلال الجنة في تخريج السنة للشيخ العلامة الألباني رحمه الله].
2. [مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى -.
3. [معجم المناهي اللفظية، وفوائد في الألفاظ للشيخ بكر بن عبدالله أبي زيد - رحمه الله تعالى - ].
4. [الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:10 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.