أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
35766 151323

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-31-2020, 08:25 AM
أحمد سالم أحمد سالم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: جزائري مقيم في فرنسا
المشاركات: 2,425
افتراضي الرجوع فيها إلى أهل الاستنباط من أولي الأمر / الشيخ عبد المالك الرمضاني حفظه الله

الرجوع فيها إلى أهل الاستنباط من أولي الأمر:


حفاظا على المجتمع من أن تخاض فيه الفتن بالفتاوى الجريئة من غير أهلها، فقد أمر الله بردها إلى أهل الاجتهاد، فقال:{وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا}(النساء:83)، ولا ريب أن حالات الفتنة تدخل في معنى الأمن والخوف دخولا أوليا، ولو عمل شباب المواقع العنكبوتية المشبوهة بهذا الأمر القرآني لاستراحوا من الفتن أولها وآخرها، لكنهم كلما ذرت فتنة قَرَنهَا جعلوا أجسامهم هدفا لها، ودخلوها من غير أناة ولا ورع، وأفتوا فيها معرضين عن العمل بالآية السابقة، واعتذروا – بلا حجة – بأن العلماء قد غيرتهم الدول الحاكمة، وكل ما هنالك أن فتاوى أهل الاستنباط لم تُخرَّج على نفَسهم المتهور، فتراهم يتلمَّسون في ظلمات الجهالة من يشبع نهمهم الثوري، وفي كل مرة يأتمُّون بإمام وإن لم يعرف بعلم، فضلا عن أن يعرف ببلوغ درجة المجتهد المستنبط الذي يحق له أن يفتي في نوازل الفتن، بل كثير منهم لا يعرفون لمتبوعهم أصوله العلمية: رتبته وشيوخه وإجازته، بل قد لا يعرفون هويته: أهو مسلم خالص أم هو دسيسة في وسط المسلمين؟ ! كل ما يعرفون عنه أن جنسيته ثورية وهويته دموية، وقد قيل: (من استشار الجاهل ضل، ومن جهل موضع قدمه زل)، ومن عجائب ما يفعله الهوى بصاحبه أن مدح العالم عندهم موقوف على موافقة فتاواه لما تحبه أنفسهم وتهواه ! فإن فعل تحمسوا له، وإن لم خالفهم استنقصوه ولم يبحثوا له عن أدنى مخرج لاختياره، بل ربما بهتوه بالتهم، ثم تخيروا من فتاوى أندادهم ما لو عرض على عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – لجمع له أهل بدر، فما أشبههم بمن قال فيه الآجري – رحمه الله – في "أخلاق العلماء"(ص80): (يُرخِّص في الفتوى لمن أحب، ويشدد على من لا هوى له فيه)! وإن هذا ليذكرنا ببهت اليهود حبرهم عبد الله بن سلام – رضي الله عنه – لما أسلم، رواه البخاري(3911) من حديث أنس الطويل، وفيه أنه قال – رضي الله عنه - : (فلما جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم، جاء عبد الله بن سلام فقال: أشهد أنك رسول الله، وأنك جئت بحق، وقد علمت يهود أني سيدهم وابن سيدهم، وأعلمهم وابن أعلمهم، فادعهم فاسألهم عني قبل أن يعلموا أني قد أسلمت، فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت قالوا فيَّ ما ليس فيّ، فأرسل نبي الله صلى الله عليه وسلم، فأقبلوا فدخلوا عليه، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر اليهود ! ويلكم اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو ! إنكم لتعلمون أني رسول الله حقا، وأني جئتكم بالحق، فأسلموا ! قالوا: ما نعلمه، قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم، قالها ثلاث مرار، قال: فأي رجل فيكم عبد الله بن سلام؟ قالوا: ذاك سيدنا وابن سيدنا، وأعلمنا وابن أعلمنا، قال: أفرأيتم إن أسلم؟ قالوا: حاشى لله ! ما كان ليسلم، قال: أفرأيتم إن أسلم؟ قالوا: حاشى لله! ما كان ليسلم، قال: أفرأيتم إن أسلم؟ قالوا: حاشى لله! ما كان ليسلم، قال: يا ابن سلام! اخرج عليهم! فخرج فقال: يا معشر اليهود! اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو! إنكم لتعلمون أنه رسول الله وأنه جاء بحق، فقالوا: كذبت! فأخرجهم رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وفي رواية صحيحة عند ابن حبان(7423) قال: (فخرج إليهم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، فقالوا: بل هو شَرُّنا وابن شَرِّنا،، وجاهلنا وابن جاهلنا! ! قال: ألم أخبرك –يا رسول الله!- أنهم قوم بهت؟!).




ومن العجائب أيضا أن متبوعيهم من أصناف المتعلمين كثيرا ما يخطئون في فتاوى تؤدي بأرواح العشرات من المسلمين، وتخلخل أمن شعوب وادعة، فإذا بالأعذار تلتمس لهم وهم دون العلماء، والظنون الحسنة تُستكثَر لهم وتُستولد من عقم القضايا التي لا تحمل إلا وجها واحدا، بينما لا تجد لتلك المحامل أثرا يذكر عندما يكون مخالفهم من أكابر العلماء، وهذا من عجائب التناقضات! !







لكن إذا عُلِمَ السبب بَطَلَ العجب، فإن البلاء موكول بأصناف المتعلمين، كما قال ابن تيمية في "تلخيص كتاب الاستغاثة"(2/730): ( وقد قيل: إنما يُفسدُ الناس نصف متكلم، ونصف فقيه، ونصف نحوين ونصف طبيب، هذا يفسد الأديان، وهذا يفسد البلدان، وهذا يفسد اللسان، وهذا يفسد الأبدان، لا سيما إذا خاض هذا في مسألة لم يسبقه إليها عالم معه فيها نقل عن أحد، ولا هي من مسائل النزاع بين العلماء فيختار أحد القولين، بل هجم على ما يخالف دين الإسلام المعلوم بالضرورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم).







فارجعوا إلى أهل العلم ولا يثبطنكم الشيطان عنهم، فهم الذين يعرفون وجه الفتنة أول ما تظهر، وأما غيرهم فإنهم لا يعرفونها حتى تنخلهم نخل الدَّقل وتمخضهم مخض اللبن، قال الحسن البصري – رحمه الله -: ( الفتنة إذا أقبل عرفها كل عالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل) رواه البخاري في "التاريخ الكبير"(4/321) وابن سعد (7/166) بإسناد صحيح، وقد أوردت في "مدارك النظر في السياسة"(ص187- ط.السابعة) بعض أقوال من سلف في معنى هذا الباب





من كتاب "تمييز ذوي الفطن بين شرف الجهاد وسرف


الفتن" للشيخ عبد المالك بن أحمد الرمضاني حفظه الله
__________________
مجالس فضيلة الشيخ عبد المالك رمضاني – حفظه الله-
http://majaliss.com/forumdisplay.php?f=50
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:56 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.