نداء إلى أهل السودان حول الخروج للمظاهرات لاسقاط "الحكومة"....

[أبوجابر الأثري]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه، اما بعد:

في الايام القليلة الماضة شاهدنا وشاهد الجميع خروج جموع من اخواننا في السودان في الشوارع والطرقات في ما يسمى "مظاهرات" لاسقاط الحكومة، ولعل نفح ما يسمى" الربيع العربي" قد أطل برأسه في السودان ليهلك الحرث والنسل، وقد رأينا من سقوط عدد من القتلى وانتهاك لحرمات الله في السودان، ولعل دعاة الديمقراطية وأعوانهم وانصارهم وحلفائهم من الخارج يعدّون العدة لاستغلال بساطة وطيبة الشعب السوداني المسكين ليستعملوهم في ما يبغونه من الاطاحة بنظام البشير والاستلاء على الحكم، ولي في هذا محطات اقف فيها مع اخواننا في السودان...

فيا اخي "يا زول":

اقولها لك مدوية صارخة عالية : لن يكون "البشير" ونظامه اسوأ ممن سيأتي بعده اذا قدر الله تنحيته، واقول قدر الله وليست المظاهرات او الخروج في الشوارع....أي أن الله بيده مقادير الامور....

والله وبالله وتالله لهي كلمات تخرج من القلب لما عانيناه ونعانيه اثر فشو انفلونزا "المظاهرات" في المغرب العربي، فهذه تونس ومصر خير شاهد عيان على ما تمر به هذه البلدان من أزمات ونكبات ما الله بها عليم ، فما ازدادوا إلا ضيقا (بعد ما حلموا بالسعة والفرج)، وما ازدادوا إلا فقرا (بعد ما حلموا بالرفاهية)، وما ازدادوا إلا خوفا (بعد ما حلموا بالامن والعدل)

اما في ليبيا حيث اعيش فهو شأن آخر......

من المعلوم أن الحالة الليبية مرت بشيء من الخصوصية ، إذ القذافي الهالك أجمع أهل العلم على كفره، فلما توفرت القدرة أفتى غير واحد من اهل العلم بقتاله ومبايعة الحكومة التي انشئت في ذلكم الوقت وهو (المجلس الانتقالي)
ومع هذا لم نكن على رضى بمن اشعل فتيلها في 16/02/2011 بالخروج في الشوارع منددين باسقاط نظام القذافي، ولكن لكل مرحلة مرت بها الحالة الليبية تصورها ووصفها وحكمها...


أخي في الله:



واقولها مدوية ايضا ان من مساوئ هذه الانقلابات والمظاهرات الانفلات الامني والفراغ الذي سيحدث–اذا انقلبتم على البشير- والذي به سيظهر عليكم ارباب الجرائم ومن لا خلاق لهم ، ومن ذلكم –وللاسف- بزوغ شمس أهل الغلو في (التكفير والتفسيق والجهاد) وزد على ذلك(غلاة التبديع) حيث سيأمنون من القبضة الامنية فينشرون الفتن ويفرقون الناس شذر مذر...والاستيلاء على المساجد بالقوة وترويع الناس وكانهم بعثوا رسلا من السماء لا كبير عندهم ولا رقيب،،،وهذاما نعانيه اليوم في ليبيا والله المستعان


اخي في الله

ما نعانيه ونشاهده اليوم من تنوع الاضطرابات والاختلال في الموازين لهو خير دليل على ما خلفته الدعوة الى المظاهرات والخروج الى الشارع،

اخي في الله


اعلم ان الصابرين يؤتون أجورهم بغير حساب والله يُضاعف لمن يشاء، فاصبر على ما انت فيه واحتسب الاجر عند الله، فالدنيا إلا نعيم مؤقت زائل والاخرة خير مستقر وابقى، لا تغرنك تلك الشعارات الزائفة النائمة:
"عدالة اجتماعية" "رفاهية" "تداول سلمي للسلطة" "و و و ...."
فكلها هباء –والله-، جربناها وجربها غيرنا فما هي إلا سراب بقيعة يحسبه الضمآن ماءً....

أخي في الله

ان كنت قد خرجت من بيتك لتشارك في المظاهرات، فعد الى بيتك والى اهلك فهو اسلم لنفسك ولدينك ولاهلك، وان كنت لا زلت تفكر في الخروج –فانصحك- العدول عن ذلك والاشتغال بما ينفعك في الدنيا والاخرة "فالوقت عزيز" وهو سريع النفاد....

اخي في الله

كفاكم انشقاقا وتقسيما، فبالامس اجدثت قطعة منكم ، "الجنوب" الذي اصبح اليوم مرتعا لاصحاب القردة والخنازير ، يستنزفون خيراتها ومقدراتها بعد ما أصبحوا في مأمن من تدخلات البشير وحزبه
فلا تزيدوها فرقة على فرقة وتمزقا وتشتيتا، واحفظوا عليكم دينكم وبلادكم وادعوا الله الثبات والسداد في الامور كلها...

وفي هذا المنتدى المبارك كتب المشاركون وعلى رأسهم شيخنا الحلبي –حفظه الله- حول مساوئ المظاهرات والديمقرطيات فالتراجع ففيها الفائدة بإذن الله، ولعل من يقرأ مقالتي هذه أن يضع الروابط ذات الصلة بالموضوع لتعم الفائدة بإذن الله تعالى....


هذا ما خلج في صدري–على عجالة- حول ما تمر بها شقيقتنا "السودان" والذي اسال الله ان يحفظها ويسلم اهلها من كل سوء انه ولي ذلك والقادر عليه
والحمد لله رب العالمين