أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
9010 74378

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر التاريخ و التراجم و الوثائق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-07-2011, 09:25 AM
وليد الفلاح وليد الفلاح غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 330
افتراضي ترجمة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الصمد، شيخ السلفيين في الكويت بحق


بسم الله الرحمن الرحيم

"ترجمة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الصمد"


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين، نبينا محمد وعلى آله وصحابته وأزواجه والتابعين. وبعد،،،

هو فضيلة الشيخ العلامة الأصولي: أبو يوسف عبد الرحمن بن يوسف بن محمود بن حسين بن علي بن عبد الصمد الفقيهي السعدي الشامي. يرجع نسبه الكريم لعائلة الفقهاء: وهي قبيلة عربية أصيلة كانت تسكن مكة المكرمة ثم نزح منها فخذ سمي أيضاً بالفقهاء شمالاً، فسكنوا بلاد الشام، ولا يزالون فيها ويعرفون بهذا الإسم، وهم من بني سعد بن بكر بن هوازن.

مولده ونشأته:ولد رحمه الله رحمة واسعة سنة 1927 م في بلدة تدعى : عنبتا شرق طولكرم التابعة لحافظة نابلس في فلسطين المحتلة، طهرها الله من رجس اليهود.
وقد توفي والده الشيخ يوسف بن محمود الفقيهي وعمره لم يتجاوز السابعة، ثم لحقت به والدته فتوفيت وهو دون التاسعة من عمره، فنشأ نشأة حسنة يتيمةً عند عمه الأكبر، فحفظ القرآن الكريم وتعلم مبادىء اللغة العربية وهو صغير.

تعليمه: وقد تلقى تعليمه المدرسي في إحدى مدارس بلدته عنبتا، وتخرج منها ثم هاجر من فلسطين قبل الاحتلال اليهودي، لسورية مروراً بلبنان، فاستقر بمدينة حلب السورية، وذلك سنة 1944 م.

تزوج رحمه الله من امرأة حلبية سلفية فاضلة كانت له خير معين له على الدعوة وتحمل ضيق الحال والعيش والظروف القاسية التي عاشها رحمه الله خاصة بعد أن تمسك بالعقيدة السلفية وهاجم أهل البدع والضلال في مدينة حلب، فابتلي أشد البلاء حتى هاجر للمملكة العربية السعودية، وقد رزق منها بثلاث بنين: يوسف وبه يكنى، وعبد الله وعبد العزيز، وأربعة بنات، حفظهم الله تعالى.



حياته في سورية:

لما هاجر رحمه الله من فلسطين بعد عام 1944 م لسورية أقام بمدينة حلب وتعرف بها على التصوف، فتصوف على الطريقة الرفاعية، عفا الله عنه وغفر له، وبقي لخمس سنين رفاعياً وتبحر بأصول الطريقة وبدعها حتى لقب بالسيد عبد الرحمن الرفاعي، غفر الله له في عصره ذاك. ثم منَّ الله عز وجل عليه بالهداية فهجر الطريقة الصوفية الرفاعية وأهلها ومكانته فيها وبين أهلها لمنهج أهل السنة والجماعة وذلك لما بدأ يظهر له معنى التصوف الرفاعي وأخبار الصوفية وعقيدتهم وأكاذيبهم وضلالاتهم وشركياتهم من خارج محيط مشايخه وأصحابه. فحصل له من جراء ذلك مكائد وأذىً كثيراً، ودست له الدسائس الخبيثة من المتعصبين حتى أقيمت عليه الدعاوى الباطلة المزورة أمام المحاكم السورية، فبرأه الله تعالى منها ورد كيدهم ومكرهم في نحورهم.

ولما التزم رحمه الله مع السلفيين في مدينة حلب بدأ ينهل العقيدة السلفية الصحيحة من عالم حلب الشيخ محمد الياقطي السلفي ولازمه ملازمة شديدة لقرابة ثمان سنوات متتالية، وكان من شدة ملازمته له أنه يسير المسافات الطويلة سيراً على الأقدام من أجل حضور درس من دروسه أو خطبه وشروحه.

وجالس الشيخ محمد نسيب بن عبد الرزاق بن محيي الدين الرفاعي السلفي، والإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني، ثم منَّ الله عليه أن يكون ضمن البعثة السورية المبتعثة للدراسة في المملكة العربية السعودية.



حياته في المملكة العربية السعودية:

حضر رحمه الله تعالى ضمن البعثة السورية للدراسة في المعهد العلمي بمدينة الرياض، وتعرف على عدد من المشايخ أبرزهم سماحة العلامة الإمام المفتي محمد بن إبراهيم آل الشيخ وتلميذه النجيب سماحة الوالد الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز، رحمهما الله رحمة واسعة.
وبقي بمدينة الرياض تسع سنوات ثم لما افتتحت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة التحق بها طالباً ومدرساً بتزكية من الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، رحمه الله حتى حصل على الشهادة الثانوية الشرعية ودرس في السنة الأولى في كلية الشريعة. ثم عاد لسورية بعد قطع بعثته لأسباب أمنية.



حياته في سورية مرة أخرى:

لما عاد لسورية عمل إماماً وخطيباً في مناطق مختلفة لمحافظات عدة نذكر منها:

إمام وخطيب مسجد بلدة مغلة كبيرة في محافظة الرقة في الشمال الغربي من القطر السوري من سنة 1965 حتى أوائل سنة 1968 م.

إمام وخطيب مسجد الدانة في محافظة إدلب في الشمال الغربي من القطر السوري، مدة ثلاثة أشهر.

إمام وخطيب مسجد بلدة رامحدان التابعة لمحافظة حماة مدة تسعة أشهر.

إمام وخطيب مسجد بلدة كرناز التابعة لمحافظة حماة حتى سنة 1974 م.

وقد واجه صعوبات كبيرة ومعوقات في نشر العقيدة السلفية بسبب الجهل المستشري بالعقيدة والتوحيد بين العوام وشد الرحال للأضرحة وتقديسها بالصلاة والطواف حولها، وذلك بسبب سيطرة الصوفية على عوام المسلمين، ومحاربتهم للدعوة السلفية وأصولها، أعاذنا الله وإياكم من البدع وأهلها.

وكان للجهل الشديد بالأحكام والعبادات الشرعية، واختلاط السنة بالبدع والمحدثات والخرافات، أثراً عظيماً في دعوته وصبره وتصديه للبدع، فأوذي بعرضه وبدنه ورزقه رحمه الله. وكانت له ردود علمية قيمة صودرت منه ومنعت، منها ما كان في الرد على الفرق الباطنية والعلمانية وأهل الفسوق والفجور والقائلين بوحدة الوجود والحلول والرافضة والمعتزلة، وغيرهم من أهل البدع والضلال.
ثم لما لم يروق لهؤلاء هذا الهجوم من الشيخ رحمه الله سلطوا عليهم صبيانهم فأذوه واتهموه بأنه وهابي ويعمل لصالح المخابرات السعودية فأوقف عن الإمامة والخطابة رحمه الله بمكيدة من أهل البدع والضلال لما رأوه من قوة وصبر في الدفاع عن التوحيد والسنة.



حياته في دولة الكويت:

قدم رحمه الله تعالى دولة الكويت يوم 21/1/1975 م، وتقدم مباشرة للامتحان في وزارة الأوقاف الكويتية فقبل بوظيفة إمام وخطيب، واستلم عمله يوم 29/3/1975 م إمام بمسجد شبرة بمنطقة العمرية وانتشر صيته بين الشباب السلفي حتى نقل بعد ذلك لمسجد العوائل بمنطقة الوفرة البعيدة بمكيدة من الصوفية الرفاعية والأشاعرة لما رأوا اجتماع السلفيين حوله. وبقي بمنطقة الوفرة حتى وفاته رحمه الله صابراً محتسباً مداوماً على نصرة السنة وأهلها في مجالسه الخاصة والعامة، ولا يكاد بيته يخلو من الطلبة والزائرين.

وقد أوقف عن الخطابة مراراً في دولة الكويت لمهاجمته الرافضة والأشاعره وكاد أن يصل به الأمر للإبعاد من دولة الكويت ولكن الله رد كيدهم في نحرهم وسلمه ونصره. وقد كانت دروسه بعد التضييق عليه تقام في المجالس والديوانيات الخاصة فكان له درس في منطقة النقرة للنساء، ودرس بعد العصر بمنطقة النزهة، ودرس بعد المغرب بمنطقة الأندلس، ودرس بعد صلاة العشاء بمنطقة الفردوس، وله دروس أسبوعية مسجله بديوانيات ومجالس الأخوة السلفيين بمناطق الصليبية وجليب الشيوخ والصباحية والأحمدي والرقة والجهراء والفحيحيل وأم الهيمان والرابية. فكانت دروسه رحمه الله على امتداد دولة الكويت طولاً عرضاً، ولم يكن يعرف الراحة فوقته كله عمل وجهاد ودعوة وصبر، فرحمه الله.

الكتب التي درسها في تلك المجالس :

• رياض الصالحين : تحقيق الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني ، دوانية الصليبية والفردوس
• كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب التميمي : دوانية العارضية
• صحيح الإمام البخاري : دوانية الفردوس حتى وصل لكتاب الرقاق
• درس في أصول الفقه : درس خاص لفئة المدرسين بمنزله
• فقه السيرة : تحقيق الإمام محمد ناصر الدين الألباني : دوانية الصليبية والفردوس
• كتاب السنة للإمام البربهاري : دوانية جليب الشيوخ

مؤلفاته ورسائله ومذكراته وردوده :

• أسئلة طال حولها الجدل ((وهذا من أشهرها)) وهو غلاف يقرب من 280-360 صفحه
• قراءة الجنب لكتاب الله
• مس المرأة : هل ينقض الوضوء ؟
• قضاء الصلوات القائتة عمداً واجب أم لا ؟
• سنة الجمعة
• الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان
• البدع في الدين كلها ضلالة
• الرد على من قال بالبدعة الحسنة
• التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته
• رسالة في الأذان الثاني يوم الجمعة
• قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح أم تركه
• هل ثواب قراءة القرآن الكريم يصل للميت ؟
• صلاة التراويح أحد عشر ركعة أم عشرون
• المولد النبوي سنة أم بدعة
• المسلم هل يلزم بتقليد المذاهب الأربعة
• رسالة في الإحابات على الأسئلة السبعة
• رسالة في التوحيد
• الرسالة العظمى
• رسالة في اللحية
• رد على د. عبد الله عزام في مدحه الأديب سيد قطب ، وبيان أخطاء سيد قطب ، وتأييد الألباني في ذلك ، ولعل هذه الرسالة هي الأولى التي ردت على سيد قطب وبينت فكره ومعتقده ، وللأسف أنها فقدت
• التعليقات على المؤلفات
• الرافضة ؟
• العبادة لا تكون عبادة إلا بأمرين
• تعريفات سلفية
• نصيحة عامة
• ما الهجرة ؟
• أصل الإسلام وقاعدته
• زاد المسافر
• أمور يجب معرفتها
• قواعد سلفية
وغير ذلك من الأبحاث العلمية التي صودرت بسورية وفقدت ، وكذلك الأشرطة السمعية التي جاوزت 200 ساعة صوتية ، منها ما هو موجود على الشبكة العنكبوتية .

هوايته وصناعاته وصفاته :
كان رحمه الله خبيراً كهربائياً ، كما كانت له خبرة واسعة في تصليح اللاقطات والساعات وماكينة الخياطة ، والتمديدات الصحية والكهربائية وخبرة لا باس بها بمبادىء الطب العربي الشعبي فضلاً على أنه يعقد الأنكحة ، ويعالج بالرقية الشرعية حتى تتلمذ على يديه أشهر المعالجين اليوم ، فرحمه الله تعالى رحمة واسعة .
كان رحمه الله متواضعاً ، لا يحب الألقاب ولا يرد على من يطلق عليه شيخ بل كان يحب أن ينادى باسمه أو كنيته .
زاهداً جواداً كريماً رغماً عن الحاجة ، شديد التسمك بالسنة والدليل ولا يحييد عنه أبداً ، وإن سألت عن أعدائه قال : أبليس والصوفية والرافضة والبدعة وأهلها .
كانت له فراسة عجيبة فريدة مميزة قلما تخطىء بل لا تكاد تخطىء في الأشخاص والأحداث والوقائع .
حليماً حكيماً اجتماعياً لا يمله أحد ، شديد الغضب على محارم الدين إذا انتهكت ، جريئاً شجاعاً مقدماً لا يهاب أحد في الحق .
وكان ذو دعابة لطيفة ومؤنسة بل يحب كل من جالسه أن لا يفارق مجلسه ، وكانت الإبتسامة لا تفارقه رحمه الله .
وكان كلامه طيب وعبارته سهله ممتعه وحجته قوية وأسلوبه سمحاً بالنقاش يأخذ بيدك للسنة من أقرب الطرق وأوضحها .
وكانت لحيته طويلة لا يأخذ منها أبداً ، ويكره تقديس الأشخاص والتحزب ويمقت أهلها .
وما رأينا مثله أبر منه بمشايخه يجلهم ويوقرهم ويثني عليهم ويدعوا لهم ويحترمهم احتراماً عظيماً ويغضب عندما يذكروا بسوء ، وأعني هنا شيخيه الإمامين عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، ومحمد ناصر الدين الألباني ، رحمهم الله جميعاً .

وفاته:

توفي رحمه الله تعالى بمدينة ملبورن - أستراليا عندما ذهب بدعوة من الجمعية الإسلامية الأسترالية من أجل الدعوة وإقامة دورات شرعية للمسلمين في المهجر، وكانت موته بحادث سير فتوفي مساء الخميس الساعة التاسعة والنصف بتاريخ 17 شوال 1408 هـ الموافق 2/6/1988 م، ودفن هناك.
وجاء نعيه من الشيخ فهد الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله في جريدة القبس الكويتية رقم 5914 المؤرخ في 18 ربيع الأول 1409 هـ الموافق 29/10/1988 م.
وبكاه طلبته ومحبوه، وعم الحزن دولة الكويت كلها، فسبحان الذي جعل له هذا القبول، والله تعالى أسأل أن يجعل موته شهادة في سبيله وأن يسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
فرحمه الله كان غريباً، ونشأ غريباً، وكان غريباً بسلفيته وزهده وفراسته وورعه وأسلوبه وتواضعه حتى مات غريباً ودفن غريباً.

من أبرز تلاميذه في الكويت:
هو الشيخ سالم بن سعد الطويل (أبوسعد)، حفظه الله.

وهــذه بعض التسجيلات له رحمه الله:


--------------------
**لقد نقلت هذه الترجمة من ترجمتين على النت، وليس لي فيها إلا ثلاثه او اربعة أسطر.
وكانت لدي ترجمة جيده له طبعت بقلم صهرة "الساجر" باسم (المقتصد من حياة الشيخ عبدالرحمن عبدالصمد).
كما أن الشيخ أبويوسف -رحمه الله- من أعلام الدعوة السلفية في الكويت وهو شيخ السلفيين بحــق فيها، وقد ذكره شيخه الامام الالباني بخير في شريط له.
والحمدلله أولا وآخرا.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-07-2011, 10:51 AM
وليد الفلاح وليد الفلاح غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 330
افتراضي



نبذه عن الشيخ أبي يوسف عبدالرحمن بن عبدالصمد -
كلمــة لتلميذه الشيخ سالم الطويل حفظه الله

من موقع شباب السنه السلفي:
http://www.al-sunna.net/audio/file.php?id=1518
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-07-2011, 11:31 AM
أبو أويس السليماني أبو أويس السليماني غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,750
افتراضي

جزاك الله خيرا على هذا النقل المميز .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-07-2011, 11:49 AM
أبومعاذ الحضرمي الأثري أبومعاذ الحضرمي الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: اليمن
المشاركات: 1,139
افتراضي

جزاك الله خيراً
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-07-2011, 11:50 AM
خالد بن إبراهيم آل كاملة خالد بن إبراهيم آل كاملة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 5,683
افتراضي

رحم الله الشيخ

أرجعت ذاكرتي إلى 13 سنة ماضية

حين كنت أستمع لأشرطة الشيخ والتي كانت باللهجة الفلسطينية

و كتابه (أسئلة طال حولها الجدل) من أجمل الكتب

فرحم الله الشيخ وغفر له و أسكنه فسيح جنته
__________________

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.


To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06-07-2011, 11:53 AM
وليد الفلاح وليد الفلاح غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 330
افتراضي

واياكم أخي الفاضل
بارك الله فيكم
أخوكم
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 06-07-2011, 12:15 PM
وليد الفلاح وليد الفلاح غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 330
افتراضي

وأياكم اخوتي الافاضل، بارك الله فيكم

اما الكتاب الجميل (أسئلة طال حولها الجدل) فقد اشتريته مرتين!!
آخر مرة طبع فيها حسب علمي القاصر في 2003 واختفى بسرعة.

وهذه احدى المسائل التي ناقشها المؤلف رحمه الله من كتابه، وجدتها على الشبكه، والشكر لله ثم لمن نقلها:

هل ثواب قراءة القرآن يصل للميت من غير الولد أم لا..؟؟ فأقول وبالله التوفيق

لقد اختلف المسلمون قديما وحديثاً في هذه المسألة فمنهم من قال بوصول الثواب للميت مطلقاً ومنهم من قال : لا يصله ثوابها لانها ليست من كسبه.

ونحن معشر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها مأمورون عند التنازع أن نرد ما اختلفنا فيه إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً )

وقد تم الاتفاق فيما بيننا بأن تكون الأجوبة من الكتاب ومن السنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وها أنذا أنقل لك أقوال الفريقين مع ذكر أدلتهم لتكون على بينة من الأمر وحكماً في المسألة ، وسأبين لك الدليل الأقوى إن شاء الله تعالى.

أهل التفسيـــر /

قال الحافظ ابن كثير(462:6) على قوله تعالى ( أن لا تزر وازرة وزر أخرى. وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) ما نصه: أي كل نفس ظلمت نفسها بكفر أو شيء من الذنوب فإنما عليها وزرها لا يحمله عنها أحد كما قال ( وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى ) . ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) أي كما لا يحمل عليه وزر غيره ، كذلك لا يحصل من الأجر إلا ما كسب هو لنفسه ،

ومن هذه الأية الكريمة استنبط الشافعي رحمه الله ومن اتبعه أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها إلى الموتى لأنه ليس من عملهم ولا كسبهم ولهذا لم يندب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته ولا حثهم عليه ولا أرشدهم إليه بنص ولا ايماء ولم ينقل ذلك عن أحد الصحابة رضي الله عنهم ولو كان خيراً لسبقونا إليه القربات يقتصر فيه على النصوص ولا يتصرف فيه بانواع الأقسية والآراء فأما الدعاء والصدقة فذاك مجمع على وصولهما ومنصوص من الشارع عليهما.

وأما الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث: من ولد صالح يدعو له أو صدقة جارية من بعده أو علم ينتفع به ) فهذه الثلاثة في الحقيقة هي من سعية وكده وعمله كما جاء في الحديث ( إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه ) والصدقة الجارية كالوقف ونحوه هي من آثار عمله ووقفه وقد قال تعالى ( إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم) الآية.

والعلم الذي نشره في الناس فاقتدى به الناس بعده هو ايضا من سعيه وعمله وثبت في الصحيح ( من دعا الى هدى كان له من الآجر مثل أجور من اتبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً ) أ.هــ

تفسير المنــــار /

قال الشيخ محمد رشيد رضا في آخر سورة الأنعام عند آية ( ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى ) الأنعام 164 ما نصه :

" إن كل ما جرت به العادة من قراءة القرآن والاذكار واهداء ثوابها إلى الأموات واستئجار القراء وحبس الأوقاف على ذلك بدع غير مشروعة ومثلها ما يسمونه اسقاط الصلاة ولو كان لها أصل في الدين لما جهلها السلف ولو علموها لما أهملوا العمل بها "

وقال ايضا ( وإن حديث قراءة سورة يس على الموتى غير صحيح وإن أريد به من حضرهم الموت وإنه لم يصح في هذا الباب حديث قد كما قال بذلك المحدث الدارقطني.

واعلم أن ما اشتهر وعم البدو والحضر من قراءة الفاتحة للموتى لم يرد فيه حديث صحيح ولا ضعيف. فهو من البدع المخالفة لما تقدم من النصوص القطعية ولكنه صار بسكوت اللابسين لباس العلماء وباقرارهم له ثم بمجاراة العامة عليه من قبيل السنن المؤكدة أو الفرائض المحتمة. قال: -

وخلاصة القول أن المسألة من الأمور التعبدية التي يجب فيها الوقوف عند نصوص الكتاب والسنة وعمل الصدر الأول من السلف الصالح ) أ.هــ

تفسير فتح القدير /

قال الإمام الشوكاني عند قوله تعالى ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) ما نصه :

( والمعنى ليس له إلا أجر سعيه وجزاء عمله ولا ينفع أحداً عمل أحد.. وهذا العموم مخصص بمثل قوله سبحانه ( ألحقنا بهم ذرياتهم ) وبمثل ما ورد في شفاعة الأنبياء والملائكة للعباد ومشروعية دعاء الأحياء للأموات ونحو ذلك ولم يصب من قال: إن هذه الآية منسوخة بمثل هذه الأمور فان الخاص لا ينسخ العام بل يخصه فكل ما قام الدليل على أن الانسان ينتفع به وهو من غير سعيه كان مخصصا لما في هذه الآية من العموم ) أ.هــ

أقوال ائمة الحديث /

قال الامام النووي في شرح مسلم( 1، 90) : وأما قراءة القرآن فالمشهور من مذهب الشافعي أنه لا يصل ثوابها إلى الميت وقال بعض اصحابه يصل ثوابها الى الميت.

وذهب جماعات من العلماء الى أنه يصل إلى الميت ثواب جميع العبادات من الصلاة والصوم والقراءة وغير ذلك. وفي صحيح البخاري في باب من مات وعليه نذر أن ابن عمر أمر من ماتت أمها وعليها صلاة أن تصلي عنها .

وحكى صاحب الحاوي عن عطاء بن أبي رباح واسحق بن راهويه أنهما قالا بجواز الصلاة عن الميت. وقال الشيخ أبو سعد عبدالله بن محمد بن هبة الله بن ابي عصرون من أصحابنا المتأخرين في كتاب الانتصار الى اختيار هذا.

وقال الامام أبو محمد البغوي من أصحابنا في كتابه التهذيب لا يبعد أن يطعم عن كل صلاة مداً من طعام. وكل هذه المذاهب ضعيفة ودليلهم القياس على الدعاء والصدقة والحج فانها تصل بالاجماع ودليل الشافعي وموافقيه قول الله تعالى ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم (( إذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث: من ولد صالح يدعو له أو صدقة جارية من بعده أو علم ينتفع به )

وقال ( 90:7) : والمشهور في مذهبنا أن القرآن لا يصله ثوابها. قاله في باب وصول ثواب الصدقة عن الميت له. وقال في موضع آخر عند شرح الحديث ( إذا مات الانسان انقطع عمله..الحديث) : وأما قراءة القرآن وجعل ثوابها للميت والصلاة عنه ونحوهما فمذهب الشافعي والجمهور أنها لا تلحق الميت وفيها خلاف سبق ايضاحه) أ.هــ

العز بن عبدالســلام /

وسئل العز بن عبدالسلام عن ثواب قراءة القرآن المهدى للأموات هل يصل أو لا..؟؟؟
فأجاب بقوله : ثواب القراءة مقصور على القارئ ولا يصل الى غيره. قال: والعجب من الناس من يثبت ذلك بالمنامات وليست المنامات من الحجج) أ.هـ من المجموع للنووي( 426:10).

أقوال أصحاب المذاهب الأربعة /

مذهب الأحناف :

قال ملا علي القاري في شرحه لكتاب الفقه الأكبر للامام ابي حنيفة رحمه الله ، ما نصه ( ثم القراءة عند القبور مكروهة عند ابي حنيفة ومالك احمد رحمهم الله في رواية عنه لان محدث لم ترد السنة وكذلك قال شارح الأحياء مثل ذلك )

مذهب المالكية :

قال الشيخ ابن ابي حمزة ( ان القراءة عند المقابر بدعة وليست بسنة) كذا في المدخل وقال الشيخ في كتاب الشرح الصغير( 180:1) ( وكره قراءة شيء من القرآن عند الموت وبعده وعلى القبور لأنه ليس من عمل السلف وانما كان من شأنهم الدعاء بالمغفرة والرحمة والاتعاظ) وكذلك في حاشية العلامة العدوي على شرح ابي الحسن نقلا عن المجموع شرح المهذب( 237:10)

مذهب الشافعية :

استدل الامام الشافعي رحمه الله على عدم وصول القراءة للأموات بآية ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) وبحديث: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث.. الحديث .

وقال الامام النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث( وأما قراءة القرآن وجعل ثوابها للميت والصلاة عنه ونحوها فمذهب الشافعي والجمهور أنها لا تلحق الميت ) كرر ذلك في عدة مواضع من شرح مسلم كما مر. وقال في شرح المنهاج لابن النحوي ( لا يصل الى الميت عندنا ثواب القراءة على المشهور) أ.هــ

مذهب الحنابلة :

قال الامام أحمد لمن رآه يقرأ على القبر ( يا هذا إن قراءة القرأن على القبر بدعة) وهو قول جمهور السلف وعليه قدماء اصحابه, وقال( والقراءة على الميت بعد موته بدعة ) , وقال ايضا ( ولم يكن من عادة السلف إذا صلوا تطوعاً أو صاموا تطوعا أو حجوا تطوعا أو قرؤوا القرآن يهدون ثواب ذلك الى موتى المسلمين فلا ينبغي العدول عن طريق السلف)

وقال الامام ابو الحسن البعلي في الاختيارات ( ولا يصح الاستئجار على القراءة واهداؤها إلى الميت لأنه لم ينقل عن أحد من العلماء الاذن في ذلك، وقد قال العلماء: إن القارئ إذا قرأ لاجل المال فلا ثواب له فأي شيء يهدي إلى الميت؟؟ وإنما يصل الى الميت العمل الصالح والاستئجار على مجرد التلاوة لم يقل يه أحد من الأئمة وانما تنازعوا في الاستئجار على التعليم- أي منهم من أباح الاجرة على تعليم القرآن ومنهم من لم يبحها- وقال في شرح الاقناع : قال الاكثر ( لا يصل الى الميت ثواب القراءة وان ذلك لفاعله )
من كتاب حكم القراءة للأموات لمحمد أحمد عبدالسلام من علماء الأزهر(ص 25)

وقال ابن القيم في الزاد ما نصه ( ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم أن يجتمع للعزاء ويقرأ له القرآن لا عند قبره ولا غيره وكل هذا بدعة حادثة مكروهة )

كلام علماء الأصول /

قال صاحب كتاب طريق الوصول الى ابطال البدع بعلم الاصول بعد ما ذكر قاعدة اصولية نفيسة ما نصه ( من هذه القاعدة الجليلة تعلم أن أكثر ما تفعله العامة من البدع المذمومة ( ولنذكر لك امثلة ) :

الأول : قراءة القرآن على القبور رحمة بالميت تركه النبي صلى الله عليه وسلم وتركه الصحابة مع قيام المقتضى للفعل والشفقة للميت وعدم المانع منه فمبقتضى القاعدة المذكورة يكون تركه هو السنة وفعله بدعة مذمومة ، وكيف يعقل أن يترك الرسول صلى الله عليه وسلم شيئاً نافعاً لآمته يعود عليها بالرحمة يتركه الرسول صلى الله عليه وسلم طول حياته ولا يقرأ على ميت مرة واحدة.؟ ) نقلا عن المجموع (428:10)

أقول من اراد مزيداً من الاطلاع فليراجع هذا البحث المفصل في كتاب المجموع (417:10) ثم ينظر الى أقوال باقي المفسرين وأهل الحديث والفقه والأصول في هذه المسألة وكل القائلين بذلك من أهل السنة والجماعة وليس فيهم وهابي واحد كما يزعم عباد القبور وانصار الضلالة والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

قد يستدل الخصوم بحديث ( اقرأوا على موتاكم يس )

فأقول : لقد كفانا الآمام ابن القيم مؤنة الجواب فقال ( واما حديث " اقرأوا على موتاكم يس ) فهو حديث معلول ومضطرب الاسناد مجهول السند. وعلى فرض صحته فلا دلالة فيه قطعا فإن المراد من قوله " موتاكم" أي من حضرة الموت حيث يكون ضعيف البنية.ساقط الاعضاء قد أقبل على الله بكليته فيقرأ عليه ما يزداد به قوة قلب ، فهذا قطعاً من عمله في حياته وخصت :يس بهذه الحالة لما فيها من ذكر الله وتوحيده وتبشيره بما أعده الله لعباده الصالحين)

فهذه المعاني كلها في سورة يس وهذا ما قاله الفخر الرازي والعلامة العزيزي على الجامع الصغير في شرحه لهذا الحديث.

وقال الفيروز أبادي ( قراءة القرآن بدعة مذمومة) من المجموع ( 427:10)

ويشهد لقول ابن القيم على تفسيره كلمة موتاكم أي حضرتهم مقدمات الوفاة قوله صلى الله عليه وسلم ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) فقد كان صلى الله عليه وسلم يلقنها عمه وهو في النزع ويقول له ( يا عم . قل لا إله إلا الله كلمة احاج لك بها عند الله ) رواه مسلم. والله أعلم.

وخلاصة القول أن إهداء ثواب القرآن للميت لا يصل لأنه ليس من فعل السلف قبلنا وكذلك قراءة القرآن على الأموات بدعة مذمومة وليست من هدي القرون الثلاثة المفضلة والخير كله في أتباع من سلف ، والحمد لله رب العالمين.

---------------------------

وقد سمعته مرة في شريط له رحمه الله يذكر كيف اقنع أحدهم بحرمة البدعة في الدين وخطرها، بمثال سهل وقوي يقتنع به كل أحد.
فقد ذكر لمعترض أنه لو رأى احدا قد أم الناس في صلاة سرية كصلاة الظهر، وجهر بالفاتحه فماذا سيقول فيه؟
فرد بأن هذا لايجوز. قال له: ولماذا؟،قال: لأن هذا لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
فأقره الشيخ ووضح له أن هذا الوصف هو العلة في تحريم جميع البدع.

رحمه الله وأجزل له المثوبه.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:16 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.