أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
32201 85137

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام > مقالات فضيلة الشيخ علي الحلبي -حفظه الله-

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 02-13-2013, 07:31 PM
بوعدنان عبدالرحمن العقيلي بوعدنان عبدالرحمن العقيلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
الدولة: الاردن
المشاركات: 727
افتراضي

اقتباس:


الموت (عظاته وأحكامه) ـ علي بن حسن الحلبي ، المكتبة الإسلامية ، عمّان ، ط 2 ، 1407 هـ ، 54 صفحة .

رابط مباشر :
http://www.archive.org/download/guytd/guytd.pdf
صفحة التحميل :
http://www.archive.org/details/guytd


رابط مباشر آخر :
http://www.pdfshere.com/up/index.php...etfile&id=4885
صفحة التحميل :
http://www.pdfshere.com/up/index.php...ewfile&id=4885



إخواني الأكارم : سارعوا في نشر هذا الكتاب حتى يُكتب لكم صدقة جارية تنتفعون بها يوم لقاء الله فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : ( الدال على الخير كفاعله ) .
..........
__________________
.

دائما الشيخ مشهور يردّد ليكن شعارك : " نحن طـــلـــبـــة نـــجـــاة قـــبـــل أن نـــكـــون طـــلـــبـــة عـــلـــم "

.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 02-13-2013, 11:24 PM
خالد الشافعي خالد الشافعي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 12,479
افتراضي

{ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }
__________________
رقمي على الواتس أب
00962799096268
رأيي أعرضه ولا أفرضه ،
وقولي مُعْلم وليس بملزم .
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 02-14-2013, 12:27 AM
محمد سرايا المطوعي محمد سرايا المطوعي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: مصر السنية
المشاركات: 579
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن حسن الحلبي مشاهدة المشاركة

الموت...بين واقع الحال ومعسول الأماني...
موعظةٌ لنفسي ، و...لإخواني..

قال فاضلٌ:
كم مِن صاحبِ لي ؛ لو شِئتُ لسمَّيتُه! أَطلقَ نفسَه في شهَواتِها..ووقع أسيرَاللذَّةِ ، وغَفَل عن ذِكر الموتِ والحسابِ..
فلمَّا هداني اللهُ-عزّ وجلّ- لطاعتِه ، وامتثالِ أمرِه ، وتحقيقِ مخافته ؛ فَزِعتُ إلى صاحبي :أَنْصَحُهُ ، وَأُرَغِّبُهُ ، وَأُرَهِّبُهُ ، فما كان منه إلا أن اعتذر بشبابه (!) ، وَغَرَّهُ طولُ الأمل.
فواللهِ.. لقد فاجَأه الموتُ ، فأصبح اليومَ- في التراب دَفيناً ، وصار بما قَدَّمَ مِن السيئاتِ مُرْتَبِطاً رَهيناً ...
ذَهَبَت عنه اللَّذات ، وفارَقَتْهُ الغانِيات ، وَبَقِيَت في عُنُقِهِ التَّبِعات ، وَأَقْبَلَ على الجبَّار .. بأعمالِ الفَسَقَةِ الفُجَّار ..
أعاذني الله وإيّاك مِن صحيفةٍ كصحيفتهِ ، ومِن خاتمةٍ كخاتمتهِ .
فاتَّقِ الله يا عبدَ الله- ولا يكن مِثلُكَ كمثلِه ، وأنت تعلمُ أنَّ هذه الدنيا قد ارتحلت مُدْبِرَة ، وأنَّ الآخرةَ قد ارتحلت مُقْبِلَة ...
واذكر ساعةَ الموتِ والانتقالِ ، وما يَتَمَثَّلُ لديك ساعتَها مِن كثرةِ السيِّئاتِ ، وقِلّةِ الحسَناتِ ؛ فما وَدِدْتَ عَمَلَهُ في تلك الساعةِ : فَعَجِّلْ بعملهِ مِن اليومِ ، وما وَدِدْتَ اجتنابَهُ فمِن الآن :

فَلَوْ أَنَّا إذا مِتْنا تُرِكْنا لكانَ الموتُ راحةَ كُلِّ حيِّ
ولكنَّا إذا مِتْنا بُعِثْنا وَنُسْأَلُ بَعْدَهُ عن كُلِّ شيِّ


...وقد قلتُ (أنا)-مُستعيذاً بالله من شرِّ نفسي، وسيِّئات عملي-قبل سنوات-وفي صورةٍ متعاكسة- ولسببٍ عَرَضَ-:
كان شابًّا في زَهْرَةِ عُمُرِهِ-في أوائل العشرينات-..
قويَّ البَدَنِ مَتيناً، عاليَ الهمَّةِ نشيطاً...
صَلَّى صَلاة الفَجْرِ، فكانت هي آخِرَ عَهْدِهِ-هنيئاً له- من هذه الدُّنْيا:
الفانية...
الزائلة...
الذاهبة...
إذْ بَعْدَ ذلك بِسُوَيْعات.. أيقظَهُ أهلُهُ!!!
فلم يستيقظ..
لم يتحرَّك..
لم تَرْمِشْ عيناه...
.....لا إله إلا اللهُ -الحيُّ الذي لا يَموتُ-...
لقد توفّاه الله ، وقبضه إِلَيْهِ ...
أين القوَّة؟!
{أَنَّ الْقُوَّةَ لِله جَمِيعاً }..
أين المتانة؟!
فربُّك -وحده- سبحانه-هو {ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين}..
وَفَوْرَ وُصُولِ خَبَرِ وفاةِ ذا أُذُنَيَّ وقد كنتُ أعرفُهُ عن كَثَبٍ- والذي لا يُحلَف إلا به-:
دَمَعَتْ عيناي... وتَأَثَّرَ قَلْبي...
آهٍ آهٍ... أين تخطيطاتُ المستقبلِ؟!
أين ذاك الأَمَلُ الإنسانيُّ الزائفُ؟!
أينَ هاتيكَ الوعودُ النفسيَّةُ المتراكمة (المُتراكِبة! )؟!
ذكَّرْتُ ولدي بالموت..
وذكَّرْتُ نفسي بهذا الفَوْت..
ماذا سَتنفعُ القوةُ؟!
ماذا سَينفعُ الجاهُ؟!
ماذا سَينفعُ الشبابُ؟!
ماذا سينفعُ الولدُ...
الزوجةُ...
المالُ...
الأهلُ...
العشيرةُ...
المُلْك....
... ماذا سينفعُ هؤلاءِ -كلُّهم- مُجتمعين أو مُفترقين-؟!
لمن تَجْمَعُ المالَ -يا ذا المالِ-...
بلا مَيْزٍ بين حُرْمَةٍ وحَلال؟!
هل سَتجمَعُهُ لِنفسِكَ والقبرُ قريب؟!
وكيف؟!!
... مِن ذاك الفِعْلِ الغادِرِ( ! ) المُريب؟!
أم تحسَبُ أنَّك تجمعُهُ لولدِك -وقد يسبقهم الأجَلُ دُونَكَ-؟!
أُفٍّ لكِ أيَّتُها الدنيا-ما أحقرَكِ..وما أذَلَّكِ-!
{فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَق}..
{وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور}..


تَروحُ لنا الدُّنيا بغير الذي غَدَتْ وَتَحْدُثُ مِن بعدِ الأمورِ أُمورُ



وتجري اللَّيالي باجتماعٍ وفُرقةٍ وتطلُعُ فيها أنْجُمٌ وتَغُورُ



فمَن ظَنَّ أنَّ الدَّهرَ باقٍ سُرورُهُ فقد ظَنَّ عَجْزاً: لا يدومُ سرورُ



أفلا نتذكَّرُ القبرَ؟!
أفلا نتذكَّرُ ظُلْمَتَهُ؟!
أفلا نتذكَّرُ بَلَاءَهُ وشِدَّتَهُ؟!
أفلا نتذكَّرُ ضَغْطَتَهُ؟!
أفلا نتذكَّرُ ضِيقَهُ؟!
حيثُ لا ينفعُ قريبٌ قريبَهُ..
ولا صديقٌ صديقَهُ..
أفلا نتذكَّرُ أنَّ الباقيَ هُوَ ما في القُبُور..
لا ما في الجُيُوبِ أو القُصُور!
{ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً}..
{.... وَخَيْرٌ مَّرَدًّا}..
ولقد صَدَقَ الإمامُ ابنُ الجَوْزِيِّ فيما وَعَظَ -لِمَنْ يَتَّعِظ!-:
(كلامُك -يا ابنَ آدَمَ- مكتوب...
وقولُك محسوب..
وأنتَ -يا هذا- مطلوب..
ولك ذُنُوب..
وما تتوب؟!
وشمسُ الحياة قد أخذت بالغُروب..
فما أقْسَى قلبَك مِن بينِ القُلوب.. )!!!
أم تظنّ نفسَكَ -بِسِحرِ بيانِك، ولحنِ قولِك!-ولو على بعضٍ دون بعضٍ!- الغالبَ لا المغلوب...
هذا -واللـهِ- ظنٌّ منكوسٌ مقلوب...
فرَبُّك -وحدَه- علّامُ الغُيُوب...
ماذا سَتَنْفَعُنَا -أو تَنفعُك- الدَّراهِمُ والأموال؟!
والجاهُ والرجال؟!
هل سَتُغَيِّرُ بنا الحال؟!
أمْ أنَّها -كُلًّا- إلى زَوَال؟!
واضْمِحْلال...
يا مِسْكين.. انفعْ نفسَك..
وَتَذَكَّرْ أمسَك..
واعْمَلْ لغَدِك...
ولا تَجْمَعْ لمنْ بَعْدَك...
فلن ينفعَك إلا صالحُ عَمَلِك...
ولن يُنْجيَك مِن اللـهِ مَحْضُ أمَلِك!!


كم تناسَى القبورَ يا مغرورُ حُفَرٌ ما بها لِعَاصٍ سُرُورُ



وتَعَامَى عنها وأنتَ تراها وَرَحَاهَا على الأَنامِ تدورُ



كم مِن غَنِيٍّ سَبَقَنَا!
كم مِن سُلطانٍ وأميرٍ مضى عنَّا!!
كم مِن شابٍّ للدنيا تَرَكَنا!!
كم مِن عِبْرَةٍ صَدَعَتْ قلوبَنا!
كم مِن عَبْرَةٍ مَلَأَتْ وُجوهَنا!
ولكنْ:
أين المُتَّعِظُون؟!
أين المُوَفَّقون؟!
أين الذين يَحْيَوْنَ وهم مُتذكِّرون أنَّهم سيموتون؟!
أين المُراقِبون ربَّهم فيما يفعلون أو يَذَرُون؟!
فيما يقولون أو يكتبون؟!
فيما ينقلون أو يَحْكُون؟!


فاتَّقِ اللهَ حَقَّ تَقواهُ واحْذَرْ كُلَّ هَوْلٍ يخافُهُ المقبورُ



ودَعِ اللَّهْوَ والبَطَالَةَ واعْمَلْ لِلَّتِي عاجلاً إليها تصيرُ



تلك دارُ البقاءِ فَكُلُّ تَقِيٍّ في رُبَاها مُكرَّمٌ محبورُ



فكيف إذا كان هذا الجامعُ للمال -على كُلِّ حالٍ ولو بالأَوْحال!- ظالماً لغيرِهِ، آخِذاً حقوقَهم، غادِراً بهم؟!
أو كاذَباً عليهم! مدلِّساً!ملبِّساً!؟
اللهُ أكبر...
اللهُ أكبر...

تاللـهِ إنَّ الأمرَ أشدُّ وأنْكَى- إن لم يَتُبْ -ذاك المُريبُ- أو يُنِبْ!




كُنْتَ الصحيحَ وكُنَّا منكَ في سَقَمٍ فإنْ سَقِمْتَ فإنَّا السالمون غدَا



دَعَتْ عليك أَكُفٌّ طالَما ظُلِمَتْ ولن تُرَدَّ يَدٌ مظلومَةٌ أبدَا



رَحِمَ اللهُ ميِّتَنا...
... فباللـهِ العظيمِ.. إنَّ الموتَ لَـمُصيبةٌ تكسِرُ القلبَ...
وتَغُمُّ النفسَ...
وتُؤْذِي كُلَّ ذي بَصَر:
إنِ اعْتَبَر...
إنْ أبصَرَ حَقًّا- ونَظَر...
إنْ تَأمَّلَ وتَفَكَّر...


يا أيُّها الظالمُ في فِعْلِهِ والظُّلْمُ مردودٌ على مَن ظَلَمْ



إلى متى أنتَ وحتَّى متى تشكو المصيباتِ وتَنسى النِّعَمْ



... أَصْلِحْ -يا هذا- شَأْنَك...
وراجِعْ فِعْلَكَ وعَمَلَك..
وحاسِب على قولِك وكلامِك نفسَك...
وأَرْجِعْ لكُلِّ ذي حقٍّ حَقَّهُ ولو أنه يَسيرٌ حَقير- ..
بلا تأخير..
فالعمرُ -مهما طالَ- قصيرٌ قصير..
{وَإِلَى اللـهِ المَصِير}...
و(الحقّ) ليس مالاً -فقط-!
بل (الحقّ) أجلُّ ، وأَرْحَبُ ، وَأوْسَعُ...
(الحقّ) كلمةُ هدى..والباطل خلافُها..
(الحقّ) جملةٌ صدقٍ..والمنكر ضدّها...
فالَّذي أسرعَ بالموتِ لذاك الشَّابِّ القويِّ المتين..قد يُعَجِّلُ به -أسرَعَ وأسرَعَ- لمن هاجَمَتْهُ الشَّيْخُوخةُ والهَرَم حتَّى غدا كالعُرجون القديم-ولو تَشَبَّب مهما تَشَبَّب!-!؟
مِن جارٍ...
أو قريبٍ...
أو (والدٍ )...
ولن يُغَيِّرَ حقيقةَ حالِ (هذا ) الهَرِم ، أو (ذاك ) الشيخِ في سِنّه!لا عِلْمِه!!-: تظاهُرُهُ بغير ما هو عليه- وتَمَسْكُنُهُ -مِن جِهةٍ-، أو سوادُ لون لحيتِهِ المُغَطِّي لِثُغامةٍ بيضاءَ بيضاءَ تحتَهُ -مِن جِهةٍ أُخرى-؟!
فالتسنُّن الحقُّ الهادي ينبغي أن يكون-ولا بُدَّ-ظاهراً وباطناً-في المظهر والمَخْبَر-على حدٍّ سواء-..
أم تحسَبُ -يا ذا- أنَّ هذا الخِضاب أو التدليسَ في الخِطاب!-، يستجلبُ طولَ العُمُرِ، ويُؤَخِّرُ الشَّباب؟!
أمْ أنَّه -في حقيقتِهِ- للقبر باب؟!
أو أنَّه-بالتدليسَ كذباً وزوراً-يجعلك على أُسِّ الخراب اليَبَاب؟!


عَجِبْتُ للطالبِ الأَمْرَ البصيرِ بما فيهِ مِنَ الغَيِّ إذْ يَسعى له طَلَبَا



وللمُكِبِّ على مالٍ يُثَمِّرُهُ وسوفَ يُصبِحُ منه المالُ مُنْتَهَبَا



فَذَكِّرِ النفسَ هَوْلاً أنت راكِبُهُ وكُرْبَةً سوف تَلْقَى بعدَها كُرَبَا



لئن كنتَ -يا هذا- ابنَ خمسين -أو أكثرَ أو أقلَّ!- هل تحسَبُ غافِلاً أو مُتغافلاُ!- أنَّك ستعيشُ قَدْرَها؟!
هل تضمَن نفسَك - بِظَنِّكَ-أن تَحْيَى على مِنْوالها؟!
وتَغْزِلَ على مثالِها؟!!
وتستمرَّ على حالها...
وخيالها؟!
يا مِسْكين.. لا تغترَّ إلا باللـهِ -ذي الجلالِ-؛ غِرَّةً تُدْنيك منه بجميل الخِلال...
فحُسْنُ الظَّنِّ يُوجِبُ مِنكَ حُسْنَ الأعمال...
وصِدْقَ الأقوال...
وإيَّاكَ -إيَّاكَ- وسَيِّئَ الخِصال..
وسوءَ الفِعال...
مهما أخْفَيْتَها.. وخَبَّأْتَها...
فهي عند اللـهِ معلومة..
قسمةٌ مقسومة...
...ولئنْ مَرَّ كذبُك -وَبَهْرَجَتُك- على الصادقين وانْطَلى...
فهل تظنُّه خافِياً على رَبِّك العظيمِ الأعلى؟!
ولقد صَدَق وهبُ بن مُنَبِّه بقولِهِ: «مَن عُرِفَ بالكذبِ لَمْ يَجُزْ صِدقُهُ »..
ومثلُهُ قولُ عبد الله بن المبارك: «مِنْ عقوبةِ الكَذَّاب أن لا يُقْبَلَ صِدقُهُ »..
فاحْذَرْ.. وحاذِرْ...
... باطلٌ.. وظُلمٌ.. وكذبٌ..ومَطلٌ..وخداعٌ..وبَغيٌ...
ثم مَوْتٌ..
نَعَم.. موتٌ...
نَعَمْ.. إنَّهُ الموتُ...
أفَلا تتَّعِظ؟!
أفلا تعتَبِر؟!
ألا تُغادِر وتعتذِر؟!
سارِع-يا ذا- بالأَوْبَة...
وعَجِّلْ يا هذا- بالتَّوبة...



اخْتَرْ قرينَك واصْطَفِيه تفاخُراً إنَّ القرينَ إلى المُقارَنِ يُنْسَبُ



وَدَعِ الكَذوبَ فلا يَكُنْ لك صاحِباً إنَّ الكَذوبَ يَشينُ مَن قد يَصْحَبُ!



وفي صحيح السُّنَّةِ الغَرَّاءِ: أنَّ رسولَنا الكريمَ -الصادق المصدوق- صلى الله عليه وسلم-: «كان إذا اطَّلَعَ على أحدٍ من أهلِ بيتِهِ كَذَبَ كِذْبَةً لم يَزَلْ مُعْرِضاً عنه حتى يُحْدِثَ توبةً ».
فما بالُ الذي يكْذِبُ كذباتٍ عِدَّة؟!
ويُصِرُّ عليها أطوَلَ زمنٍ، وأكثرَ مُدَّة!!
ويضُمُّ اليمينَ الغَمُوسَ إلى ذلك -كُلّه -وَيْكَأَنَّهُ -له- عُدَّة!!
فأينَ أينَ أنت -يا ذاك!- يومَ الشِّدَّة؟!
آهٍ آه.....
.. رَحِمَ اللهُ ذاك الشَّابَّ القويَّ..
المتينَ الفَتِيَّ..
رَحِمَ اللهُ ميِّتَنا -هذا-...
الذي كان آخِرَ عهده بالدُّنيا عَمَلٌ صالحٌ..
لعلَّهُ يُنَوِّرُ له قبرَهُ...
ويُوسِّعُ عليه حُفْرَتَهُ...

أمَّا أنا وأنت وذاك -يا هؤلاء-:
فإنْ لم يُصاحِبْ رجاءَنا لِرَحْمَةِ اللـهِ: عَمَلٌ صالحٌ...
وصدقُ توبةٍ...
وتعجيلُ إنابةٍ...
وإصلاحُ خَلَلٍ...
واستقامةُ فِعْلٍ:
فإنَّنا على أنفسِنا نَكْذِب...
ومِن واقِعِنا نهرُب...
ومِن ناصحِنا نغضب...
ومِن آسِن مياهِنا (بأيدينا !) نشرب...
والحقُّ أمامَنا -بِذاكَ- أصعبُ وأصعب...
وهذا كُلُّهُ -واللـهِ- مُتْعِبٌ.. مُتْعِب...
وللهُدَى مُذْهِب...
وكم للهوى يَجْلِب!!

ورحمَ الله الإمامَ ابنَ الجَوْزِيَّ -القائلَ-:
(يا له مِن يومٍ لا كالأيَّام...
تَيَقَّظَ فيه مَن غَفَلَ ونام...
وحَزِنَ فيه كُلُّ مَن أفْرَحَتْهُ الآثام..
وتَيَقَّنَ أنَّ أحلى ما كان فيه: أحلام... )!!!
فلْيَكُن -لنا-جميعاً- موتُ هذا الشَّابّ -أو أولئك الأَحْباب-:
عِظَةً للأَتْراب... وموعظةً للأصحاب... لا فَرْقَ بين شِيبٍ وشَبَاب... وبخاصَّةٍ مَن كان ذا قُرْبٍ واقتراب:
كأَخٍ منه الدمعُ يَنساب...
بانْسِكَاب...أو جارٍ ذي حُزْنٍ واكْتِئَاب...أو (والدٍ ) ثَكْلانَ مصدومٍ مُصاب...

رَحِمَ اللهُ مَيِّتَنا...
وهدى اللهُ حَيَّنا...
وأَصْلَحَ خَلَلَنا...
ورَدَّ إلى الحَقِّ ضالَّنا...

... إنَّ العَيْنَ لَتدمَعُ، وإنَّ القلبَ لَيحْزَنُ، وإنَّا على فِراقِكَ يا ميِّتَنا لمحزونون...
و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعون}...

فالموتُ-مِن قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ-{مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ }...
وسَبَبٌ بين أيديكم...
وكأن القلب اخفق من اول المقال فلم يستطيع تكملته ، اللهم تب علينا
__________________
اصبر نفسك علىى السنة ، وقف حيث وقف القوم ، واسلك سبيل سلفك الصالح
لا نصر ولا تمكين إلا بتوحيد رب العالمين
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 02-14-2013, 02:10 AM
ابو اميمة ابو اميمة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
الدولة: هولندا
المشاركات: 862
افتراضي

المزيد المزيد شيخنا من مثل هذه التنبيهات الموقظات من طول السبات,فالاوبة الاوبة,والتوبة التوبة,اللهم احسن الختام,ياذا الجلال والاكرام.
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 02-14-2013, 07:22 AM
رمزي برهوم رمزي برهوم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 237
افتراضي

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا، واجعل الجنة هي دارنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا
بارك الله فيك شيخنا الحبيب
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 02-14-2013, 08:04 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,603
افتراضي

إن العالم الرباني من يعمل في إصلاح الأرض قبل بذرها
فيفيد عمله أمرين:

الأول القضاء على الادغال التي تفسد زرعه وغرسه .

الثاني كمال الزرع والغرس نضارة ونموا لعدم وجود المزاحم .

أما المتطفل على العلم والدعوة فيبذر دون إصلاح الأرض فيخرج نبته ضعيفا لوجود المزاحم وتكثر في زرعه الادغال والشوك لعدم إصلاحه .

فبورك فيك شيخنا الحبيب على تعاهدك لقلوبنا بما يزيل أمراضها وعللها وبما يكسبها قوة في الحق وصلابة

فالمتكبر دون موعظة تذهب دائه كلما زادت معلوماته زاد معها داؤه لأنه يستكثر منها ليعلوا .

اللهم أصلح قلوبنا
وتوفنا مسلمين
والحقنا بالصالحين
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 02-14-2013, 12:29 PM
أبو عبيدة يوسف أبو عبيدة يوسف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 1,344
افتراضي

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا.................
__________________
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى :
" إذا أصبح العبدُ وأمسى - وليس همُّهُ إلاّ اللهَ وحدَه - تحمَّلَ اللهُ سبحانه حوائجَه كلَّها ، وحَمَلَ عنه كلَّ ما أهمَّهُ ، وفرَّغَ قلبَه لمحبّتِهِ ، ولسانهِ لذكرِهِ ، وجوارحَهُ لطاعتِهِ ، وإنْ أَصبحَ وأَمسى - والدُّنيا همُّهُ - حمَّلَه اللهُ همومَها وغمومَها وأَنكادَها ، ووكلَه إِلى نفسِهِ ، فشغلَ قلبَه عن محبَّتِهِ بمحبّةِ الخلقِ ، ولسانَه عن ذكرِهِ بذكرِهم ، وجوارحَه عن طاعتِهِ بخدمتِهم وأَشغالِهم ، فهو يكدحُ كدحَ الوحشِ في خدمةِ غيرِهِ ، كالكيرِ ينفخُ بطنَه ويعصرُ أَضلاعَه في نفعِ غيرِهِ !
فكلُّ مَنْ أَعرضَ عن عبوديّةِ اللهِ وطاعتِهِ ومحبّتِهِ بُلِيَ بعبوديّةِ المخلوقِ ومحبّتِهِ وخدمتِه ، قال تعالى : { ومنْ يَعْشُ عن ذِكْرِ الرَّحمنِ نُقَيِّضْ له شيطاناً فهو له قرين } [الزخرف :36 ] "
فوائد الفوائد ( ص 310 )
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 02-14-2013, 06:31 PM
شاكر بن خضر العالم شاكر بن خضر العالم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: فلسطين
المشاركات: 613
افتراضي

صدعتَ قلوبَنَا-والله-شيخَنَا..
لا إله إلا الله..
أعوذ بالله من الغفلةِ وسوء الخاتمة..
__________________
للتواصل العلمي

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 02-14-2013, 11:19 PM
خثيرمبارك خثيرمبارك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,020
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أويس السليماني مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا شيخنا و غفر الله لنا و لك و ثبتنا و إياكم على الحقّ .
آميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــن
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 02-15-2013, 03:02 PM
علي بن حسن الحلبي علي بن حسن الحلبي غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,679
افتراضي

العجب -والله-من مخلوقات تحسب أنفسها من فئة البشر : لا يزيدها التذكيرُ باتباع الحق الغائب عنها ، أوالنكول عن الباطل المُغْرَقة فيه :إلا مزيداً من الشرود!
ومزيداً من الهوى..والهوَس..
اللهم أعذنا من الحَور بعد الكَور..
رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:34 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.