أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
24873 92142

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-31-2010, 04:06 PM
الليبي الأثري الليبي الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 201
افتراضي اتــركوهــم كلــــــهم!! ـ الــشيخ عبدالحقّ التركــماني ـ نفع الله به...

بسم الله الرحمن الرحيم

أُتركوهم كلهم!


في بعض ساعات الملل، وحين تميل نفسي الأمارة بالسوء إلى العبث؛ أختار التجوَّل في مواقع الانترنت، فلطالما استوقفتني (منتديات) تنتسب إلى التوحيد والسنة والسلفية، رأيت فيها العجب العجاب من الخصومات والردود والجدال بالتي هي أسوأ، ليس مع أعداء دعوة التوحيد والسنة، بل بين المنتسبين إلى المنهج السلفي أنفسهم، وفي مسائل علمية تفصيلية دقيقة، لا ينتفع من الخوض فيها إلا العلماء وخواص طلبة العلم، ومع ذلك قد نُشرت على صفحات الانترنت، يقرؤها الصغير والكبير، والبدعي والسني، والكافر والمسلم، فإن كان من أهل النية الصالحة والمقصد الشريف لم يزدد إلا حيرة واضطرابًا، وإن كان من أهل النوايا الفاسدة والمقاصد السيئة وجد فيها بغيته في الطعن في الدين والشماتة بأهل التوحيد والسنة. وقد رأيت في منتديات الرافضة والصوفية نقولات فاضحة من تلك المنتديات السلفية على وجه السخرية والاستهزاء والشماتة! والله المستعان. ولا أستثني من تلك المنتديات ـ في حدود علمي واطلاعي، والله أعلم ـ إلا منتدى واحدًا خصصه القائمون عليه للمقالات والبحوث النافعة، وضبطوا ذلك بمنع نشر الخلافات وبث الفرقة بين السلفيين، وهذا منهج علمي سليم، دال على انضباطهم ووعيهم، جزاهم الله خيرًا.

وقد أحببت أن أذكِّر نفسي، وكلَّ من يحبُّ الخير ويقبل النصيحة من إخواننا السلفيين؛ بتلك النصيحة الغالية النفيسة التي نطق بها أحد أئمة العلم في هذا العصر عندما سُئل ـ في بداية مرحلةٍ من مراحل هذه الخصومات الشخصية المتلاحقة التي يتم تسويقها باسم العقيدة والمنهج ـ عن التصرف السليم إزاءها؛ فأجاب بكلمتين صغيرتين في المبنى، عظيمتين في المعنى: (اتركوهم كلهم). ذلكم هو العالم الفاضل، والشيخ الوقور، بقية السلف العلامة صالح بن فوزان الفوزان، بارك الله في عمره، ونفع بعلمه، وأدام توفيقه قدوة صالحة، ونموذجًا رائعًا للعالم الرباني، التقي النقي، الزاهد الورع، المترفع عن الخصومات الشخصية، والانتصار للذات، والانشغال بالأدنى عن الأهم والأعلى ممَّا وقَّف عليه حياته من نصرة التوحيد والسنة، ومحاربة الشرك والبدعة، والرد على أهل الإلحاد والأهواء والزيغ والضلالة. فلو أن طلبة العلم، والدعاة إلى الله تعالى، وعامة الشباب الخائضين في هذه الفتن قبلوا نصيحته، وعملوا بمقتضاها، لقضي على كثير من الفتن في مهدها، ولوفَّروا على أنفسهم أوقاتًا نفيسة، وجهودًا كبيرة، ولسعدوا بانشراح الصدر، وسلامة القلب، وراحة البال، فإن الشيخ الجليل ـ أثابه الله ـ لم يقصد بتركهم: تجريحهم والطعن فيهم، ولا التحزُّب لفئة ضدَّ أخرى، وعدم الاستفادة منهم فيما أصابوا فيه، ونفي الولاء لعلماء ودعاة إفراد الله بالعبادة ونفيها عما سواه، بل قصد ترك الاشتغال بتلك الخلافات والفتن والخصومات الشخصية، وعدم شدِّ الوسط ـ كما يقول ابن تيمية رحمه الله ـ لأي منهم، والانصراف إلى ما ينفع من العلم النافع، والعمل الصالح، والدعوة إلى أحكام شرع الله عز وجل في الاعتقاد والعبادة والمعاملة.

وقد رجعتُ إلى أوراقي القديمة فوجدتني قد هجرتُ أهل هذه الفتن ـ البتَّةَ ـ منذ سنة: 1419، وقد كنتُ استشرتُ العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، فأشار عليَّ بما هو أصلح وأسلم وأحكم، فتركتُ القومَ وخلافاتهم، وانتفعت بنصيحته أعظم الانتفاع، واشتغلتُ بما ينفعني علمًا وعملاً، وقد مضى أكثر من عشر سنوات؛ فلم أزدد إلا قناعة في أن الخير والنفع والبركة إنما هو في منهج أئمة العلم الكبار: ابن باز، والألباني، وابن عثيمين ـ رحمهم الله تعالى ـ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((البركةُ مع أكابركُم)) [صحيح الجامع الصغير: 2884]؛ في منهجهم في العلم، وفي الدعوة، وفي الرد على المخالف، وفي التعامل مع أهل البدع. وأن ما وقع بين السلفيين من الخلافات والخصومات إنما كان من قِبَلِ صغار تلاميذهم الذين أحاط بهم الصِّغار في التديُّن والعلم والفهم والخُلُق، فصاروا يوغرون صدورهم بما ينقلون لهم أو ينقلون عنهم، فكان مثلهم ما أنزل الله في كتابه: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا}. وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.

إن كلمة (السلف) و(السلفية) كلمة شريفة عزيزة، يرغبُ العامي في التعرف على معناها، فيبحث عنها في محرك البحث (غوغل) أو غيره، فإذا به يصدم بآلاف النتائج تحيله إلى مئات الآلاف من الصفحات العبثية، لا يمكن أن يستفيد منها في معرفة حقيقة الدعوة السلفية. فهل أدرك المشاركون في تلك المنتديات عِظَمَ جنايتهم على دعوة التوحيد والسنة بما نشروه من الفضائح والمخازي؟ أما آن لأصحاب تلك المنتديات أن يقفوا مع أنفسهم وقفة تفكُّر ومحاسبة للنفس وشعور بالمسؤولية، فيسألوا أنفسهم: هل هذا هو الإسلام الذي نقدمه للناس؟ هل هذه هي دعوة التوحيد والسنة؟ أين نحن من الدعوة والإصلاح والتجديد على منهاج النبوة؟

إن قليل العلم، محدود التفكير، ضيِّق العطَن، سخيف العقل؛ يظنُّ أنه عندما يسوِّد صفحات المنتديات بصراعاته النفسية والشخصية إنما ينتصر للمنهج السلفي، هكذا سوَّلت له نفسه الغضبية المريضة، وهو في غيبة تامة عما يجري في العالم من حربٍ على التوحيد والسنة ومنهج السلف، وعلى قواعد الدين وثوابته، وعلى جماعة المسلمين ومجتمعاتهم ودولهم. إنه منهمك في (أُمِّ معاركه) التي أشعلها لمجرَّد أن شريكًا له في منهاج النبوة في الدين والدعوة قد خالفه ـ أو خالف شيخه ـ في مسألة اجتهادية جزئية! وكأنَّ مخالفته مخالفة للكتاب والسنة وفقه السلف، ومعاداة لله ولرسوله، ونقض لعرى الإسلام!

أين هذا الصغير من قول الإمام الكبير أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى في أخيه الإمام إسحاق ابن راهويه الحنظلي: لم يعبر الجسرَ إلى خراسان مثل إسحاق، وإن كان يخالفُنا في أشياءَ، فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضًا. (سير أعلام النبلاء: 11/317).

وأين هو من سُموِّ الإمام أبي محمد ابن حزم رحمه الله، الذي قام عليه أبو الوليد الباجي ـ المالكي والأشعري المتعصب! ـ، فتسبَّب في إقصائه وعزله وإحراق كتبه، ورغم ذلك لم يخرجُ أبو محمد ـ غفر الله ورحمه، وأعلى درجته ـ عن حدِّ العدل والإنصاف، كما قال ابن بسَّام في (الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة) 3/96: (بلغني عن الفقيه أبي محمد ابن حزم أنه كان يقول: لم يكن لأصحاب المذهب المالكيِّ بعد عبد الوهاب مثل أبي الوليد الباجي! وقد ناظره بميورقة ففلَّ من غَرْبه، وسبَّبَ إحراق كتبه، ولكنَّ أبا محمدٍ وإن كان اعتقد خلافَه؛ فلم يطْرَحْ إنصافه، أو حاول الردَّ عليه؛ فلم ينسب التقصير إليه). وقد نقلتُ هذه الكلمة في مقدمتي لكتاب (مختصر طوق الحمامة) ص 74، الطبعة الأولى: 1423، وعلَّقتُ عليه بقولي: (هكذا تكون أخلاق العلماء الربانيِّين). والحمد لله رب العالمين. كتبه: عبد الحق التركماني (شوال: 1431).

واطلع فضيلة الشيخ سعد الحصين على هذا المقال، فعلق عليه بقوله أثابه الله: (وأنا مع عدد قليل من السلفيين تفضَّل الله عليهم فميَّزهم بالموالاة على الاعتقاد التعبدي الصحيح والسنة، والمعاداة على الشرك في العبادة والبدعة، ونبذ شدِّ الوسط لعالم سلفي متبِعٍ، فمن دونه، أو الصد عن سبيل الله بمحاولة إسكات عالم سلفيٍّ متبِعٍ آخر. ولا شكَّ أن المهاترات الموصوفة زورًا بالسلفية نزغ من الشيطان، ونصر للحزبيين والحركيين والمبتدعة فمن دونهم، وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه متبعي سنته جميعًا إلى يوم الدين).


منقول
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-31-2010, 06:15 PM
عبيد المهيمن الهلالي عبيد المهيمن الهلالي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 112
افتراضي

بارك الله فيك وفي الشيخ وجزاكم الله خيرا ##########
__________________
قال الإمام مالك {العلم نور لا يأنس إلا بقلب تقي خاشع}
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-31-2010, 08:05 PM
أبو عبادة الحارث أبو عبادة الحارث غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 124
افتراضي


باركَ اللهُ في كاتِبها الفاضل
على كلمتِه الدافئة
إذ هي
فائدة تُوضحُ أخلاقَ العلماءِ وما يمتازونَ به من المولاةِ على الإعتقادِ الصحيح والسنةِ والمنهجِ السلفي النقي الصافي
وتحثّ على الترفع عن الخصومة الشخصية والانتصار للذات والأنشغال بالأهم
وتطلبُ الترفعَ عن الطعن بأهل المنهج
ونبذ وترك التحزب للفئة والشيخ

وتدعو إلى توجيه السهام لمحاربةِ أهلِ الزيغِ والبدع والضلال

وتنصحُ بإهتمامهم بالمصالح الشرعية
قبل مصالح الذوات والأشخاص والفئات

أي واللهِ

هكذا تكون أخلاق
(العلماء؛وطلاب العلم )
أدب وتواضع
في علاقة بعضهم ببعض
وفي علاقتهم بالمنهج والعلم الذي يحملونه
و"الخير عادة و الشر لجاجة
و من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"(*)

جزاك الله خيراً يا عبد الحقِّ التركماني

ـــــــــــــ

(*) رواه ابن ماجه عن معاوية رضي الله عنه
قال الشيخ الألباني رحمه الله : ( حسن ) انظر حديث رقم : 3348 في صحيح الجامع أهـ
والحديث رواه البخاري ومسلم بلفظ " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين "
__________________
ـــــــــــــ توقيع أبي عبادة الحارث ـــــــــــــــ

يا أيها المسلمون

عودوا
إلى الإيمان النقي والأعمال الصالحة
واتحدوا
على اتّباع منهج السلف الصالح
واجتنبوا
التعصبَ بكلِّ أشكالِه
فإلهكم واحد ونبيكم واحد

واستضيؤوا
بنورِ الكتاب والسنَّة بفهم السلف الصالح
يَجْمَعِ اللهُ شَمْلَكُم
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-31-2010, 09:17 PM
أبوالأشبال الجنيدي الأثري أبوالأشبال الجنيدي الأثري غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,472
افتراضي

أحسنت النقل أخي الليبي ؛
وبارك الله في الكاتب .
__________________

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ .

وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-31-2010, 09:53 PM
محمد لبيب
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاكم الله خيرا .
و لكن الأمر لم يتوقّف عند التّرك !.
و الأمر لم يتوقّف عند شخص بعينه ، بل أصبح دعوة قائمة ، انتشرت في بقاع الأرض!!.
و كم من داعية أُفسد عليه طلبته و تلاميذه ، و ذهبت جهوده ادراج الرّياح !.
و كم من دعوة سلفيّة كانت قائمة على أوجّها ، شملتها الرحمة و العلم و الأخوة ، فبُذر فيها هذا النّفس الغريب ، ففرّق جمعها و هتك سترها و فضح آحادها!!!.
لو علم الأفاضل الذين واجهوا هذه الفتنة و صدّوا عُدوانها ، أن التّرك أولى ، و سكتوا من البداية دون دفاع عن أنفسهم و دعوتهم، لقعدوا في دورهم يكلّمون الجُدران !.
نعم ؛ يُستساغ التّرك لو توقّف عند خصومة شخصين فيما بينهما ، و لكنّ المنهج الإلزامي الإقصائي يأبى ذلك و يرفُضهُ ، فسلسلة التّبديع لازالت مستمرّة ، و لم ينفع التّرك و لا السّكوت في صدّ هذا العدوان على الدعاة السلفيين .
نعم ؛ هذه الكلمة ( اتركوهم ) تنفع في صدّ عدوان منهج الإلزام ، و تُلزمه أن لا يلزم قائلها برأيه و إسقاطه ، و تُفعّل دور الرّدّ على دعاة الإقصاء و الإسقاط !، من جهة عدم موافقتهم على بدايتهم و مآلهم !.
فالّذي بدأ الفتنة نقول للناس : ( اتركوهم )، كنقد على استحياء ، و الفاهم يفهم أن المظلوم من حقّه الدفاع عن نفسه ، و الظالم عليه الرّجوع عن ظلمه .
و إلا كيف نفعّل حديث النبيّ صلى الله عليه وسلّم : عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انصر أخاك ظالما أو مظلوما فقال رجل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أفرأيت إن كان ظالما كيف أنصره قال تحجزه أو تمنعه عن الظلم فإن ذلك نصره .
رواه البخاري.
قال الشيخ الالباني رحمه الله في ردّه على جهالات البوطي:( الدكتور يرى أن الاجتهاد في علم الحديث من غير المجتهد بل من جاهل يجوز وإن كان هذا العلم يقوم عليه الفقه كله أو جله
من أجل ذلك فإني أرى من الواجب على أولئك المشفقين على الدكتور أن ينصحوه ( والدين النصيحة ) بأن يتراجع عن كل جهالاته وافتراءاته وأن يمسك قلمه ولسانه عن الخوض في مثلها مرة أخرى عملا بقول نبينا محمد صلى الله عليه و سلم : ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما قيل : كيف أنصره ظالما ؟ قال : تحجزه عن الظلم فإن ذلك نصره ) . أخرجه البخاري من حديث أنس ومسلم من حديث جابر وهو مخرج في ( الإرواء ) ( 2515 )
فإن استجاب الدكتور فذلك ما نرجو و ( عفا الله عما سلف ) وإن كانت الأخرى فلا يلومن إلا نفسه و العاقبة للمتقين و صدق الله العظيم إذ يقول : { إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ... يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة و لهم سوء الدار } انتهى.المقدمة .
فكيف بمن ينصُر دعوة الله تعالى ، و ينصُر أهلها، بأن يحجز الظالم عن ظلمه و يدفع الظلم عن المظلوم !؟
المسألة الآن لم تعد متعلّقة بشخص فقط ، بل هي متعلّقة بمنهج دخيل على الدعوة السلفيّة ، و نفس غريب عليها ينبغي حجزه و منعه ، و ينبغي التّعاون و عدم التّخلّف حتّى تكون النّصرة للدعوة عموما قويّة .
ففي كلّ مرّة يُنحرُ منّا داعٍ إلى الله تعالى ، ويُسقط في أعيُن كثير من الشّباب ، و لم يتوقّف الأمر عند شخص بعينه ، و لا رضي الغلاة بسكوت غيرهم عن أفعالهم ، بل مشروعهم متعدّ إلى جميع من كان على منهج السّلف ، بدعوى تباين الصفوف و تصفيتها و نخلها و غربلتها ، و منهج الامتحان عندهم يأبى عليهم التّوقّف عند شخص أو شخصين !.
نعم ؛ قد يجد الواحد منّا راحة في اعتزال كلّ هذه الأمور ، و لكنّ الأجر على قدر المشقّة، فمن صبر على حرب هذا المنهج الدّخيل بالعلم و الحكمة و الأدب و الدعاء و غيرها من وسائل الإصلاح ، فإنه سيُحارب و يُعاقب من هذه الفئة ، و سيتأذّى أشدّ الإذاء ، و سيضيق صدره من أفعال هؤلاء -البعيدة عن الشّرع-، بل قد تبكي عينه و يعتصر قلبُهُ ، و يبتليه الله تعالى بهجر القريب و الحبيب ، و يمتحنه الله تعالى في دعوته أيصبر عليها أم لا ؟! ، و هي كذلك دعوة الأنبياء و أتباعهم ، و طريقتهم مع أعدائهم و غيرهم .
قال الله عزّ و جلّ :قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ ،حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ، لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
.
و قال تعالى : (وَالْعَصْرِ ، إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ.)

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10-31-2010, 10:54 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
Lightbulb

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد لبيب مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا .
و لكن الأمر لم يتوقّف عند التّرك !.
و الأمر لم يتوقّف عند شخص بعينه ، بل أصبح دعوة قائمة ، انتشرت في بقاع الأرض!!.
و كم من داعية أُفسد عليه طلبته و تلاميذه ، و ذهبت جهوده ادراج الرّياح !.
و كم من دعوة سلفيّة كانت قائمة على أوجّها ، شملتها الرحمة و العلم و الأخوة ، فبُذر فيها هذا النّفس الغريب ، ففرّق جمعها و هتك سترها و فضح آحادها!!!.
لو علم الأفاضل الذين واجهوا هذه الفتنة و صدّوا عُدوانها ، أن التّرك أولى ، و سكتوا من البداية دون دفاع عن أنفسهم و دعوتهم، لقعدوا في دورهم يكلّمون الجُدران !.
نعم ؛ يُستساغ التّرك لو توقّف عند خصومة شخصين فيما بينهما ، و لكنّ المنهج الإلزامي الإقصائي يأبى ذلك و يرفُضهُ ، فسلسلة التّبديع لازالت مستمرّة ، و لم ينفع التّرك و لا السّكوت في صدّ هذا العدوان على الدعاة السلفيين .
نعم ؛ هذه الكلمة ( اتركوهم ) تنفع في صدّ عدوان منهج الإلزام ، و تُلزمه أن لا يلزم قائلها برأيه و إسقاطه ، و تُفعّل دور الرّدّ على دعاة الإقصاء و الإسقاط !، من جهة عدم موافقتهم على بدايتهم و مآلهم !.
فالّذي بدأ الفتنة نقول للناس : ( اتركوهم )، كنقد على استحياء ، و الفاهم يفهم أن المظلوم من حقّه الدفاع عن نفسه ، و الظالم عليه الرّجوع عن ظلمه .
و إلا كيف نفعّل حديث النبيّ صلى الله عليه وسلّم : عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انصر أخاك ظالما أو مظلوما فقال رجل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أفرأيت إن كان ظالما كيف أنصره قال تحجزه أو تمنعه عن الظلم فإن ذلك نصره .
رواه البخاري.
قال الشيخ الالباني رحمه الله في ردّه على جهالات البوطي:( الدكتور يرى أن الاجتهاد في علم الحديث من غير المجتهد بل من جاهل يجوز وإن كان هذا العلم يقوم عليه الفقه كله أو جله
من أجل ذلك فإني أرى من الواجب على أولئك المشفقين على الدكتور أن ينصحوه ( والدين النصيحة ) بأن يتراجع عن كل جهالاته وافتراءاته وأن يمسك قلمه ولسانه عن الخوض في مثلها مرة أخرى عملا بقول نبينا محمد صلى الله عليه و سلم : ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما قيل : كيف أنصره ظالما ؟ قال : تحجزه عن الظلم فإن ذلك نصره ) . أخرجه البخاري من حديث أنس ومسلم من حديث جابر وهو مخرج في ( الإرواء ) ( 2515 )
فإن استجاب الدكتور فذلك ما نرجو و ( عفا الله عما سلف ) وإن كانت الأخرى فلا يلومن إلا نفسه و العاقبة للمتقين و صدق الله العظيم إذ يقول : { إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ... يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة و لهم سوء الدار } انتهى.المقدمة .
فكيف بمن ينصُر دعوة الله تعالى ، و ينصُر أهلها، بأن يحجز الظالم عن ظلمه و يدفع الظلم عن المظلوم !؟
المسألة الآن لم تعد متعلّقة بشخص فقط ، بل هي متعلّقة بمنهج دخيل على الدعوة السلفيّة ، و نفس غريب عليها ينبغي حجزه و منعه ، و ينبغي التّعاون و عدم التّخلّف حتّى تكون النّصرة للدعوة عموما قويّة .
ففي كلّ مرّة يُنحرُ منّا داعٍ إلى الله تعالى ، ويُسقط في أعيُن كثير من الشّباب ، و لم يتوقّف الأمر عند شخص بعينه ، و لا رضي الغلاة بسكوت غيرهم عن أفعالهم ، بل مشروعهم متعدّ إلى جميع من كان على منهج السّلف ، بدعوى تباين الصفوف و تصفيتها و نخلها و غربلتها ، و منهج الامتحان عندهم يأبى عليهم التّوقّف عند شخص أو شخصين !.
نعم ؛ قد يجد الواحد منّا راحة في اعتزال كلّ هذه الأمور ، و لكنّ الأجر على قدر المشقّة، فمن صبر على حرب هذا المنهج الدّخيل بالعلم و الحكمة و الأدب و الدعاء و غيرها من وسائل الإصلاح ، فإنه سيُحارب و يُعاقب من هذه الفئة ، و سيتأذّى أشدّ الإذاء ، و سيضيق صدره من أفعال هؤلاء -البعيدة عن الشّرع-، بل قد تبكي عينه و يعتصر قلبُهُ ، و يبتليه الله تعالى بهجر القريب و الحبيب ، و يمتحنه الله تعالى في دعوته أيصبر عليها أم لا ؟! ، و هي كذلك دعوة الأنبياء و أتباعهم ، و طريقتهم مع أعدائهم و غيرهم .
قال الله عزّ و جلّ :قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ ،حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ، لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
.
و قال تعالى : (وَالْعَصْرِ ، إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ.)

جزاك الله خيرا :
بوركت أخي الحبيب..
أظن كلمة اتركوهم للعامة من السلفيين صحيحة وللمبتدئ في الطلب .
إذ إشغالهم بهاته الامور قطع للطريق عليهم في نيل المنى .
أما من يملك اهلية الرد بعلم وحلم وادب فمطلوب ..
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11-01-2010, 12:38 AM
أبومسلم أبومسلم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,410
افتراضي

جزاك الله خيراً أيها الأديب اللبيب
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11-01-2010, 09:16 PM
أبوعائشة السلفي أبوعائشة السلفي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 8
Post رد

جزاك الله خيراً أخي الليبي

وياحبذا لو تُعرفنا بالشيخ عبد الحق التركماني
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11-05-2010, 01:17 PM
عبد الله عبد الله غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 104
افتراضي

جزاكم الله خيرا
__________________

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.



To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 03-24-2013, 11:45 PM
رضوان بن غلاب أبوسارية رضوان بن غلاب أبوسارية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر.العاصمة.الأبيار
المشاركات: 2,896
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

جزى الله خيرا الأخ الناقل ونفع به آمين ..
وجزى الله خرا الشيخ التركماني وبارك في وقته وفي تحقيقاته وجهوده في المهجر آمين ..
ويا له من كلام سليم و جميل ..
محبكم أبوسارية
__________________
((وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ))
عن إبراهيم النخعي قوله هذه الأهواء المختلفة والتباغض فهو الإِغراء ..
قال قتادة إن القوم لما تركوا كتاب الله وعصوا رسله وضيّعوا فرائضه وعطّلوا حدوده ألقى بينهم العدواة والبغضاء إلى يوم القيامة بأعمالهم أعمال السوء ولو أخذ القوم كتاب الله وأمره ما افترقوا.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:42 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.