أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
77714 82974

العودة   {منتديات كل السلفيين} > ركن الإمام المحدث الألباني -رحمه الله- > أشرطة الإمام الألباني -رحمه الله- > أشرطة مفرغة للإمام الألباني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-15-2010, 11:55 AM
إبراهيم رضوان زاهده إبراهيم رضوان زاهده غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: فلسطين - بيت لحم
المشاركات: 1,092
افتراضي اشرطة فتاوى جدة مفرغة للشيخ الالباني رحمه الله

فتاوى جدة
فضيلة الشيخ العلامة المحدث
محمد ناصر الدين الألباني
1333 - 1420 هـ
تفريغ الشريط رقم (31)

السائل:
... مادياً فإذا تكاسل الفرد وتباطأ عن دفع هذا المبلغ أو رأى أن له أوجهاً أخرى يصرف فيها هذا المبلغ ولم يدفعها فيستدعوه وناقشوه وحاسبوه واتهموه بالتقصير ربما يُحَدَّد موقف تجاهه يعني تجاه هذا الفرد، فما رأي الشيخ جزاك الله خيراً في ذلك.

الشيخ:
أما أول الكلام وهو يعني اتفاق أعضاء الجماعة على الاشتراك الشهري فهو بلا شك من باب التعاون على الخير والتعاون على البر والتقوى أما أن يُرتِّبوا على ذلك عقوبة وبخاصة إذا كانت هذه العقوبة مادية هذا لا نعلم له أصلاً في الشريعة الإسلامية حتى من الحاكم الأعلى إلا في مسألة واحدة ألا وهي فيما إذا قَصَّر الغني عن إخراج زكاته ومضى عليه زمن يبدو للحاكم بأنه بخيل وشحيح فيجوز للحاكم أن يضاعفها عليه عقوبة له هذا في الزكاة الفريضة أما فيما سوى ذلك فلا يجوز.

السائل:
جزاك الله خيراً.

الشيخ:
وإياك، تفضل.

السائل:
[...]

الشيخ:
عفواً يعلمون ماذا؟

السائل:
عنده فلوس هذا [...].

الشيخ:
وإن كان عنده فلوس، لا يجوز المعاقبة بالفلوس.


السائل:
سائل يقول: طالعنا في صحيفة إسلامية مقالاً لأحد العلماء البارزين يقول: أنا أعمل بذهني في قبول النصوص وردها

الشيخ:
أيه، أنا أعمل؟

السائل:
أعمل بذهني في قبول النصوص وردها

الشيخ:
الله أكبر

السائل:
وضرب بذلك مثلاً رده لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أخبر فيه أن موسى عليه السلام فقأ عين الملك عندما جاءه ليقبض روحه وذلك بحجة أنه لا يصح لولي أن يكره لقاء الله تعالى فضلاً عن رسوله.
نعم

الشيخ:
شو كان أول السؤال هل يجوز

السائل:
أول السؤال هو يقول هذا العالم يقول: أنا أعمل بذهني في قبول النصوص وردها

الشيخ:
لكن هذا كأنه مبتدأ ما هو الخبر؟

السائل:
الخبر: (هل يجوز له ذلك).

الشيخ:
أيه، جاء في السؤال هذا؟

أحد الحاضرين:
هو قرأ في الصحيفة هذا الكلام يريد هل هذا الكلام صحيح؟

الشيخ:
عارف يا سِيدي، أنا أسأل: هل جاء السؤال؟ أنت قرأت، فما هو السؤال؟

السائل:
السؤال يقول:

الشيخ:
لا، هو يقول، لكن السؤال الذي ختم الورقة ما هو؟

السائل:
ما هو رأيك في هذا الرجل يعني؟

الشيخ:
أيوة، بس أنا أريد أن أتهم نفسي، هل جاء هذا في السؤال؟

أحد الحاضرين:
مفهوم، هذا الكلام مفهوم، (ما هو رأيك) مفهوم، ولا جاء عندك في السؤال؟

السائل:
(ما هو رأيك) غير مكتوب في السؤال.

الشيخ:
المهم هذا

السائل:
يقصد هل له في ذلك حجة؟

الشيخ:
أنت تتصور أن يكون في بال المبتدع حجة؟
سبحان الله!
على كل حال، أقول بهذه المناسبة، عند علماء الحديث - كما هو معلوم - نقد السند ونقد المتن، نقد السند هو جُلُّ مستند علماء الحديث في تصحيح الأحاديث وفي تضعيفها، ونادراً ما يتوجهون إلى تصحيح الحديث من حيث متنه وبالأحرى إلى تضعيف الحديث من حيث متنه.

يوجد الآن في العصر الحاضر تعبير جديد مقابل نقد السند أو نقد الإسناد ونقد المتن بقولهم: النقد الخارجي والنقد الداخلي، النقد الخارجي يتعلق بالسند، والنقد الداخلي يتعلق بالمتن.

فعلماء الحديث من فضلهم ودقة علمهم أنهم أقاموا نقداً خارجياً أي نقد المتن على تتبع متون أحاديث بعض الرواة، وإذا وجدوا الغالب على هذه المتون مخالفة الراوي لها لأحاديث الثقات حكموا بضعفه وربما عبروا عنه بما يدل على هذا السبر وعلى هذا التتبع فيقول بعضهم مثلاً: (منكر الحديث)، ويقول بعضهم: (يروي المناكير عن المشاهير)، و(يروي الطامات عن الأثبات)، وبعضهم يقول: (له منكرات)، ونحو ذلك.

هذا كله يدلنا على أن علم الحديث علم الجرح والتعديل قام على تتبع حديث الرواة ومن وجدوا فيه مخالفة للثقات الذين لا يُسْأَل عنهم حكموا بما يستحقه إما من تكذيب وإما من تضعيف شديد وإما من تضعيف خفيف، هذا النوع ممكن أن يستشهد به وما عدا ذلك فلا.
من فعل هذا أئمة الحديث، وعلى هذا الاستقراء أقاموا علم الجرح والتعديل.

الآن نعود إلى مثل هذا القائل ما وزنه في علم الحديث، هل درس علم الحديث أولاً متوناً بحيث أحاط بها بأكبر كمية ممكنة منها فجرت السنة في عروقه مجرى الدم ومن جهة أخرى تضلع بتراجم رواة هذه الثروة الضخمة من الحديث النبوي بحيث أنه يتمكن على الأقل بتصحيح حديث هو من باب التعبديات التي لا مجال لخوض العقل فيها ولا يمكن أن يُحكَم بالصحة أو بالضعف إلا بطريق الأسانيد أي النقد الخارجي هل هذا الرجل علم شيئاً من هذا أو ذاك، الجواب: (لا).
إذاً هو إنما ينقد هذا الحديث أو ذاك إنما ينقد متبعاً هواه وليس سالكاً في نقده طريقة علماء المتقدمين من المحدثين هذه الطريقة التي قامت على سبر المتون التي أشار إليها الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله حينما وُجِّهَ إليه سؤال حساس ودقيق جداً قيل له: هل يمكن معرفة الحديث الموضوع دون الرجوع إلى إسناده، فأجاب: (نعم، من درس السنة حتى جرى الحديث في عروقه مجرى الدم وصار عنده ذوق خاص لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة مثل هذا وما أندره في علماء الحديث فضلاً عن غيرهم مثل هذا يمكنه أن يقول مجرد أن يسمع الحديث ودون الرجوع إلى إسناده هذا حديث غير صحيح بل وقد يقول هذا حديث منكر هذا حديث [...] إلخ.
لا شك أن الذي يقول هذا الكلام كما يقال ليس في العير ولا في النفير.

هذا كلام مجمل أما الكلام المفصل حول هذا الحديث فهو يؤكد أن هذا الرجل إنما في التعبير السوري عندنا إذا أرادوا أن يغمزوا من قناة عالم ما أو إنسان ما بيقولوا عنه: (يخطف الكبة من رأس الماعون وبيطير) فهو لا يعلم ما في هذا الماعون من كبة صالحة ولا طالحة و و إلخ هذا الرجل قرأ هذا الحديث يوماً ما في بعض الكتب فيظن أن الحديث هذا هو لفظه أما أن يتتبع الحديث ويُكَوِّن في رأيه عنه فكرة جامعة محيطة فهذا مما لا يفعله ليس هو وهو أبعد الناس عن دراسة السنة بل لا يفعله من قد يكون دارساً للسنة ولكن ليس عنده ذلك الجلد وذلك الصبر في جمع ألفاظ الحديث وطرقه ليتبين له المراد من هذا الحديث أو ذاك فهذا الحديث لا شك في صحته لأن الإمام مسلم رحمه الله رواه في صحيحه بسند صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وهذا هو الذي يمكن مثل هذا الإنسان أن يقف عليه وليس في صحيح مسلم مباشرة وإنما في بعض الكتب التي تنقل عنه كالجامع الصغير للسيوطي ونحوه.

أما أن يجري على هذا الحديث دراسة خاصة أولاً حديثية وثانياً علمية متنية هذا لا يفعله في كل الأحاديث التي هو أنكرها أو غيره من المعاصرين وليس هو بالذي سنَّ هذه البلادة فهي بلادة وُجِدَت قبله من بعض المعاصرين وبهذه المناسبة أذكر بالفائدة العلمية أنه كان هناك رجل نجدي أزهري وقلَّ من النجديين من تأزهر - إن صح التعبير - إلا هذا الذي يعرف بعبد الله القصيمي، هذا عبد الله القصيمي في دراسته الأولى في الأزهر كان آية في الرد على المخالفين بالتوحيد الصحيح والمنكرين للأحاديث الصحيحة كهذا الرجل وغيره فألَّف كتباً نافعة جداً في الرد على علماء الأزهر وعلى القائلين بجواز الاستغاثة بغير الله ونحو ذلك وألَّف كتاباً نافعاً جداً بهذه المناسبة سماه (حل مشكلات الأحاديث النبوية)، وهو على وزان كتاب (مشكل الآثار) للإمام أبي جعفر الطحاوي لكن الإمام هذا رحمه الله كان نفسه طويلاً في تأليفه لهذا الكتاب لأنه جمع مئات الأحاديث بينما عبد الله القصيمي هذا تكلم على بعض الأحاديث المشهورة التي أشكلت على بعض المعاصرين من الآرائيين فيحسن اللجوء إلى هذا الكتاب مع التنبه إلى أن مؤلفه قد حاد في آخر حياته عن الصراط المستقيم ليس عن مذهبه بل وعن إسلامه بالكلية فألف في الطعن في الدين مطلقاً كتاباً سماه (الأغلال) بل سماه (هذه هي الأغلال).

الشاهد هذا الحديث وجدناه في مسند الإمام أحمد بالسند الصحيح برواية تطيح بأصل هذا الإنسان وتمسكه في الطعن بهذا الحديث هذه الرواية تقول في مقدمة الحديث: كان ملك الموت يأتي البشر عياناً فجاء ملك الموت موسى عليه السلام وقال له: (أجب ربك) ... إلخ الحديث وهو معروف فصفعه تلك الصفعة ففقأ عينه إلخ الحديث.

فإذاً المشكلة تزول من أساسها حينما نعلم أن ملك الموت جاء إلى موسى عليه السلام في صورة إنسان، لا يعرف موسى عليه الصلاة والسلام أن هذا الجائي إليه هو مرسل من ربه ولذلك ما كان منه إلا أن صفعه ففقأ عينه فرجع الملك إلى ربه وقال: (يا رب أرسلتني إلى عبد لك لا يحب الموت فقال له: (ارجع وخبره أو قل له: أن يضع يده على جلد ثور فله بكل شعرة تحت يده سنة من الحياة) فرجع إليه وبلغه هذه الرسالة من ربه، هنا عرف موسى عليه السلام أن هذا ليس هو بشراً مثله جاء يستهزئ به فأعطاه مكافأته تلك وإنما عرف الآن أنه مرسل من ربه تبارك وتعالى ولذلك قال لملك الموت: (وماذا بعد ذلك) قال: (بعد ذلك الموت) قال: (فالآن إذاً).

فهو يقول: كيف يكره الموت وهو يقول في نهاية الحديث: الآن ولو أني وضعت يدي على جلد ثور وكان لي بكل شعرة تحت يدي سنة من الحياة فالآن عجِّل بالموت.

كيف ينسب إليه أنه أولاً كان يكره الموت وثانياً كيف يفقأ عين رسول من الله تبارك وتعالى، الجواب واضح جداً أنه فقأ عين بشر وليس عين ملك ففي الجمع بين طرق الحديث وألفاظ الحديث تزول إشكالات في الحديث كثيرة وكثيرة جداً.
فهذا هو الجواب في الرد على مثل هذا الإنسان.

السائل:
جزاكم الله خيراً.

الشيخ:
وإياك.

الشيخ:
صارت الساعة عشرة؟ لسه فيه [...]

السائل:
عندنا بعض الأسئلة الكثيرة

الشيخ:
تفضل.

السائل:
[...]

الشيخ:
تفضل نحن معكم على كل حال نحو ربع ساعة إن شاء الله.

لسائل:
في بعض البلاد الإسلامية أحياناً يعني تحدث أشياء مما يحدث في البلاد الإسلامية [...] عليه السلام فيجد السلفي نفسه محتاراً ماذا يصنع فمثلاً يجد بعض الدعاة يدعونه إلى المشاركة في الدخول في الانتخابات السياسية في الجامعات بحجة لا نترك هذا للشيوعيين وللبعثيين ولغيرهم حتى يحتلوا هذه المناصب، هذا هو سؤالي
وكذلك [...] يسجل جماعات إسلامية في الانتخابات في البلد نفسها ودخولها في حزب أو بغير حزب [...] الجماعة نفسها.

وكذلك مثلاً هذه الأشياء تقودهم إلى مخالفات شرعية فمثلاً حتى يجلبوا أناساً كثيرين في الانتخابات لا بد أن يتنازلوا حتى يعني يصير هنالك تقارب بينهم وبين العامة فيتنازلوا عن بعض الأشياء مثلاً فإذا مثلاً جاء فرد منهم إلى الجامعة وهو يلبس الثوب والعمامة فيقولون له لا إلبس البنطلون [.....] وكذلك يصورون المنتخبين المرشحين بصور يعلقونها على الجامعة وتشارك الفتيات في ذلك أيضاً مما لمسنا الكثير من هذه الأشياء.

الغرض هو يعني التقارب إلى العامة حتى يعني يكتسبوا أصواتاً كثيرة وينجحوا فيجد يعني السلفي نفسه محتاراً من هذه الدعاوى التي يقولونها: كيف نترك هذا وهذا من المصالح المرسلة وهذا من باب يعني درء المفسدة و و إلخ فما هو التصرف السليم [...] ماذا يجب عليه أن يفعل تجاه هذه [...].

الشيخ:
رأيي في هذه المسألة له شعبتان من البيان إحداهما يتعلق بمن يرشح نفسه والأخرى بمن ينتخبه.
أما من يرشح نفسه فلا أنصح مسلماً أن يرشح نفسه وهذا ما عشته في سوريا لما كان الحكم ما يسمونه بالحكم الوطني في زمن شكري القوتلي وأمثاله وهذا ما حدث أخيراً في عمان حيث أنا قاطن فيها الآن فقد تشجع جماعة الإخوان المسلمين في ترشيحهم لأنفسهم فكنت أُسأل: (ما رأيك) مثل هذا السؤال وجوابي: لا أنصح مسلماً أن يرشح نفسه لأن في ذلك مخالفات كثيرة للشريعة الإسلامية.

أولها: أنه يزكِّي نفسه كل من يرشحها ليكون عضواً في البرلمان أو في مجلس الأمة ويطلب الولاية وطالب الولاية لا يولَّى.

ثانياً: إنه محرض ليحلف اليمين القانونية وحين ذاك يقع في مخالفة شرعية.

ثالثاً: وأخيراً لا بد أن الذي يدخل البرلمان وهو قائم على القوانين المخالفة للشريعة لا بد أنه مع الزمن الذي دخل هو البرلمان بقصد التمكن من تطويره ولو بعض التطوير فإنه هو سوف يتطور مع الزمن المديد الطويل وأظهر ما يتجلى من المظاهر لهذا التطور أننا رأينا فيما مضى وربما حدث ولا أدري الآن في هذه الانتخابات الأخيرة شيء من التطور من ذلك ما أشرتَ إليه آنفاً يكون الرجل من عادته أن يلبس الزي العربي وهو يلبس القميص ما يسمى في بلاد الشام بالجلابية ويسمى في الأردن بالدشداشة هذا القميص الطويل هو الذي [...] وقد يلبس العمامة البيضاء على الطربوش وإذا به مع الأيام يتغير زيّه تماماً فيخلع القميص ويلبس الجاكيت ويتبنطل من تحته بالبنطلون ثم ما يزال يساير ويساير حتى يخرج بعد أن تنتهي مدته بالبرلمان صار شخصاً غير ذلك الشخص الذي دخل في البرلمان من أجل ماذا؟ قال من أجل أن يُغَيِّر فصار هو المتغير ولم يتمكن من التغيير.

هذا رأيي بالنسبة لمن يرشحون أنفسهم لا أنصح أحداً سواء كان سلفياً أو كان إخوانياً أو من أي حزب آخر لأنه سيتضرر يقيناً بهذا الترشيح لنفسه.

أما ما يتعلق بالناخب فأنا مع ما جاء في السؤال أرى من باب دفع الشر الأكبر بالشر الأصغر أنه يجب أن نختار هؤلاء الإسلاميين الذين رضوا بأنفسهم أن يوقعوها في هذه المهلكة فإن وجودهم في البرلمان أقل شراً من وجود الأحزاب الأخرى كالشيوعيين والبعثيين والدهريين ونحو ذلك فلذلك كنت أنصح إخواننا أن يختاروا المرشحين الإسلاميين والحقيقة لابد أنكم قرأتم يعني لأول مرة بيظهر المرشحين الإسلاميين هم الكثرة الكاثرة في البرلمان [...] لكن أنا لا أعتقد أنهم سوف يستطيعون أن يفعلوا ذلك أن يفعلوا بانتخابهم شيئاً يغيرون البرلمان عن مسيرته التي وضعت لهم فلذلك أعتقد أن الذي يرشح نفسه شأنه شأن العالم الذي قال عليه الصلاة والسلام في حقه: (مثل العالم الذي لا يعمل بعلمه كمثل السراج يحرق نفسه ويضيء غيره) فهذا المرشح لنفسه يحرق نفسه ويضيء قليلاً لغيره ولكن النتيجة قد ينطفئ السراج كله ولا يبقى له نور يستضاء به.
هذا رأيي في هذا السؤال.

السائل:
شيخنا هذا بالنسبة للمرشَّح أما بالنسبة للمرشِّح.

الشيخ:
أنا أجبت أظن عن الأمرين لكن لعل في جوابي شيء من الغموض فنحاول أن نزيده وضوحاً بتوجيهك السؤال واضحاً أيضاً أيش بقي شيء خافي؟

السائل:
بالنسبة يعني هم اتخاذهم هذه الحجج والعلل أنه ما نترك هذه يعني ...

الشيخ:
الجواب بارك الله يحرق نفسه، يحرق نفسه ولا يستطيع أن يفعل شيئاً يعني هم يبررون ويسوغون هذا الانتماء وهذا الترشيح بمثل هذه الدعاوى ثم بعد ذلك ماذا لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً والواقع التجارب التي يدخلها الإسلاميون في البرلمانات لا شيء وراء ذلك أبداً سوى أن يتمكن الحكام من تمشية [...].

السائل:
[...].

الشيخ:
أنت يا أخي بارك الله فيك تفرض فرضاً لكن فرض هذه الفرضية ما دامت تخالف الحقيقة الواقعة لا فائدة من فرضها لأنها تطلب أن أجيب عن مثل هذه المسألة بجواب أنا أقول على الفرضية التي أنت فرضتها نعم يجوز بل يجب فرضاً يجب فرضاً لكن الآن نحن نتساءل هل ما ذكرته آنفاً نحن نقدر على ظننا على الأقل أن الذين يدخلون البرلمانات القائمة على خلاف الإسلام هل يتمكنون من تغيير الخط الأساسي لهذا القانون.

السائل:
نعم يا شيخ.

الشيخ:
كيف ذلك؟

السائل:
اذكر لكم مثال.

الشيخ:
تفضل.

السائل:
في اليمن [...] التي تجريها الدولة مع [...] الخارجية [...] فعرضت عدد من [.....] فائدة عامة.

الشيخ:
ومن ينكر أنها فائدة ولكن هؤلاء الذين دخلوا ما وقعوا في مخالفة شرعية مطلقاً إن كان الأمر كذلك فقد قلنا إنه يجوز لكن هل هذه الفرضية التي فرضناها هي حقيقة واقعية أنت الآن قلت بعضهم كيف يعني بعضهم مثلاً.

السائل:
لا أعلم [...] عرفنا بعضهم هؤلاء [...].

الشيخ:
معليش هذا البعض الذين عرفتهم ما وقعوا مطلقاً في مخالفة شرعية فيما تظن.

السائل:
ما نعلمهم.

الشيخ:
طيب الآن أسألك رشحوا أنفسهم؟

السائل:
لا أدري.

الشيخ:
كيف ما تدري وكيف يكون الانتخاب يعني بتكون أنت في بيتك وأنت أهل لأن تكون عضواً في البرلمان فبييجوا الناس الطيبين العارفين بمقامك بينتخبوك رغم أنفك.

السائل:
يعني وافق على الترشيح وافق على أنه يرشح.

الشيخ:
ما جاوبتني هل يقع هذه الصورة.

السائل:
يمكن أن يقع.

الشيخ:
أيضاً يمكن أن تقع طيب وأنا بقول معك، هل وقعت؟

السائل:
لو فرضنا أنها وقعت؟

الشيخ:
بَقول يجوز فرضاً.

ضحك الشيخ وقال:
يلا نكتفي بهذا القدر هَيْ الساعة عشرة وربع يكفي ما هيك؟

بعض الحاضرون:


السائل:
حديث: (اجعلني على قومي).

الشيخ:
كيف؟

السائل:
حديث: (اجعلني على قومي) قال: (أنت إمامهم) [...].

الشيخ:
هذا جميل.

السائل:
[...] (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ) [...].

الشيخ:
صح بس هذا استدلال دون ذاك الاستدلال لأن هذا شريعة من قبلنا أما ذاك الاستدلال فله وجه لكن نحن خلينا ندرس، هل تعتقد أن عثمان بن أبي العاص الثقفي الذي قال: (اجعلني على قومي) أو (أميراً في قومي) فقال له عليه السلام: (أنت إمامهم واقتد بأضعفهم ولا تتخذ مؤذناً يأخذ على أذانه أجراً) هل هذه المسألة الجزئية يجوز اتخاذها نظاماً وقاعدة فيجوز لكل مسلم أن يطلب أن يولَّى انبئوني بعلم.

السائل:
يولَّى إذا كان صادق واثق من نفسه كذا [...] فيه مواصفات.

الشيخ:
حط قيود ما شئت من الطالب للولاية فهل يولَّى؟

السائل:
إذا كانت الدولة الإسلامية قائمة وموجودة.

الشيخ:
طبعاً عن شو عم بنحكي عن دولة كرتون؟
طيب لكن هذا الاستدلال هو في الدولة الإسلامية ولا شك.

السائل:
نعم.

الشيخ:
طيب فهل هذا ينقض القاعدة: (إنَّا لا نولِّي من طلب الولاية) لا ينقض القاعدة دائماً من القواعد العلمية الصحيحة أنه إذا كان هناك قاعدة عامة ثم وجدنا جزئية ما تخالف القاعدة لا يجوز أن نضرب القاعدة بهذه الجزئية وإنما نستثنيها ونقول القاعدة سليمة لكن هذه الجزئية لها دلالة [...] ولها ما يسوغها أو يبررها فالآن عثمان ابن أيش قلنا.

السائل:
ابن أبي العاص.

الشيخ:
عثمان بن أبي العاص الثقفي جاء هو وقومه ليبايعوا الرسول عليه السلام على الإسلام وكان هو سبق قومه إلى الإسلام فلما رجع مع قومه فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يتمكن من معرفة من يليق بأن يكون إماماً على قومه قوم عثمان بن أبي العاص فهنا شبه كبير جداً بين الآية التي ذكرها الأخ آنفاً حين قال يوسف لعزيز مصر: (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) فهذا ليس تزكية لنفسه أولاً.

وثانياً لأن عزيز مصر يجهل تماماً قدرة يوسف عليه السلام كما يجهل نبوته.

ففي هذه الحالة ممكن أن يستثنى من القاعدة لأن القاعدة تعني أن من يطلب الولاية إنما يعني ليستفيد من وراءها وقد يستفيد منها ليس مالاً وإنما جاهاً ومنزلة وسمعة عند الناس فهذا الإمارة تفسده كما تفسد الضعيف في إرادته فعثمان بن أبي العاص لما جاء مع قومه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورجعوا فمن يقود هذه الجماعة ومن يقوم عليها وهو يعرف نفسه ويعرف قومه ولا يمكن عادة أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يعرف من هو الأولى بإمارة هذه القبيلة خاصة فقال عثمان رضي الله عنه: (اجعلني إماماً) فقال له كما سمعتم.

الشاهد أن هذه الجزئية لا يجوز اتخاذها مبدأً وقاعدة وبخاصة مثل ما لا حظ الأخ وكلكم معه في ذلك أن هذا الزمن زمن حب الظهور واستغلال المناصب و و إلخ لو كنا في ذاك الزمن وتذكرنا القاعدة كنا نلتزم القاعدة فما بالنا في هذا الزمن الذي عمَّ الرياء وعمَّ حب التوظف حتى الخطابة والإمامة والقضاء والإفتاء للدنيا وليس للآخرة إلا القليل من عباد الله عز وجل.

ولذلك قال عليه الصلاة والسلام وبقوله هذا نختتم هذا المجلس الطيب إن شاء الله: (بشر هذه الأمة بالرفعة والسناء والمجد والتمكين في الأرض فمن عمل منهم عملاً للدنيا فليس له في الآخرة من نصيب).

فنسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المخلصين في عبادتنا لربنا العارفين بشريعة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم والحريصين على الاقتداء به صلوات الله وسلامه عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السائل:
أنا بكرة مسافر، بكرة على سفر.

الشيخ:
إن شاء الله.

السائل:
وفيه سؤال أنا من ثلاثة أيام وعدتني بالإجابة عليه.

الشيخ:
تفضل.

السائل:
هو كان قبل أيام عن أن أولئك الجماعة الإسلامية اختلف أحد أعضائها مع أميرها في مسائل شرعية خلافات تكفير أو في مسائل الدعوة وفُصِل فهل يجوز للأمير أن يفصل هذا العضو وكنت أنا عقبت بعد الجلسة قلت [...] أعم.
فهو مثلاً إذا كان هذا العضو يعني يجلب المتاعب للجماعة يعني لقلة علمه وفقهه في الدعوة ويجلب لها أيضاً مشاكل ونصح أكثر من مرة ولم ينتصح فهل لذلك يجوز له أن يُفصَل.

الشيخ:
أنا لا أفهم أن الفصل هو الحل وإنما الحل هو إيقافه وكفى وإلا أيش معنى فصله من الجماعة وهو منهم كل ما في الأمر أنه أخطأ الطريق في أمر ما.
يريد أن يفصله أو يريد أن يوقفه هو أدرى بحقائق ما فعل فالفصل غير وارد إطلاقاً في مثل هذه الجماعة.

السائل:
إذا كان هذا الشخص هو [...] وأسلوبه الجماعة تقول أسلوبه غير طيب اتفقت الجماعة وبدلاً عن تعزله عن الإمارة وتولِّي غيره فصلته من الإمارة ومن جماعتها مرة واحدة.

الشيخ:
وكان من المبايعين له؟

السائل:
لا في الأول لا بيعة.

الشيخ:
إذا كان ما فيه بيعة وهي غير مشروعة بطبيعة الحال بالنسبة لهيك جماعات فحينئذ إذا اتفق أهل الرأي والعقل والعلم والدين على إبعاده عن الرياسة فهذا لا يعني الفصل هو يعني ما قلت آنفاً قبل أن توضح أنه هو الرئيس الذي يُفصَل فأنا ظننت أنه فرد من الأفراد فقلت ما في داعي للفصل وإنما يبعد عن العمل الذي أساء فيه.

وإذا كان المقصود بالسؤال السابق هو إمام الجماعة رئيس الجماعة فحينئذ أولى وأولى أن لا يُفصَل وإنما يبعد عن هذه الوظيفة أو عن هذه الولاية وينصب مكانه من هو أولى منه وإلا الفصل معناه أننا نفتح له طريق الكيد والمكر لهؤلاء الجماعة فتصبح القضية أكبر خطورة مما لو أوقفوه وحافظوا على بقائه مع الجماعة، والسلام عليكم.


السائل:
ما ذكره في كتاب الحاوي عن الحافظ ابن حجر أن ما سكت عنه فهو حسن.

الشيخ:
من الذي نقل [...]؟

السائل:
[...]السيوطي [...].

الشيخ:
لا هذا ليس بقاعدة يعني لم نره الحافظ ابن حجر يدعي هذه الدعوى في غير الحسن فهو إذا لم يفي بشرطه [...] فأولى وأولى ألا يكون [...].
السائل:
فضيلة الشيخ بارك الله فيك هل يجوز [...] أن تدرس في جامعة مختلطة بحجة أنها ملتزمة بالحجاب الشرعي وأنها تجلس في مقعد أو كرسي منفرد وبعيد عن الشباب الذكور وبحجة أنها تدعو بنات جنسها للدعوة إلى الله والالتزام بها ولا بأس أن [...] لأن بقية الكليات لا تستفيد من الدراسة فيها مثل كلية القانون، الزراعة، الهندسة، [...]

الشيخ:
بارك الله فيك هذا السؤال هو كغيره من الأسئلة التي تدخل في قاعدة غير إسلامية هي (الغاية تبرر الوسيلة) هذه امرأة تريد أن تدرس في الجامعة التي يختلط فيها الشباب بالشابات لأجل ماذا؟ لأجل أن تدعو إلى الإسلام تتعلم وتدعو إلى الإسلام فيعود الكلام السابق هي تحرق نفسها من أجل أن تفيد غيرها ترتكب مخالفات شرعية لا مبرر لها لاتخاذ هذه المخالفات لأن طلبها العلم في الجامعات اليوم الأصل ما هو فرض عين عليها حتى تغض النظر عن بعض الأيش الأمور التي [...] بمثابة فرض عين وكل ما يقال أنها يمكن تكون فرض كفائي إذا قام به البعض سقط عن الباقين لكن مع ذلك أنا أظن أن الطالبات اليوم يدرسون من العلوم في الجامعات ما ضرره أكثر من نفعه فكيف يتخذ هذا وسيلة للدعوة إلى الإسلام ...


إلى هنا انتهى الشريط.
والحمد لله رب العالمين.

منقول
__________________
التوقيع :


To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
1-
To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.


2-
To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.


3-
To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.




رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-15-2010, 11:57 AM
إبراهيم رضوان زاهده إبراهيم رضوان زاهده غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: فلسطين - بيت لحم
المشاركات: 1,092
افتراضي

الشريط الرابع عشر (أ)
من
سلسلة فـتاوى جدة

للشيـخ الألباني
-رحمه الله-
1-) حـديث الإشـارة بين السـجدتين في الصـلاة إثـباتـا أو نـفيـا

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنت مسلمون},{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا},{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما}
**أمــا بعد**
فقد جرى بحث في المسجد حول ما رأيتُ بعضهم يحرك إصبعه السبـابة بين السجدتين فلما سألته عن مستنِدِه في ذلك أجـاب بعضهم بأن هناك حديث ابن عـمر الذي يقول : ((إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم,كان إذا جلس في الصلاة أشار بالسبابة.))
قلت له : نعم,هذا موجـود
وحجته هو :أن الجلوس هنا مطلق فيشمل كل جلوس سواء كان جلوس تشهد أو جلوس دعاءٍ بين السجدتين.
فأجبته: بأن حديث ابن عـمر قد جـاء بروايتين إحـداهما مُطلقة والأخرى مُقيدة ويَصـح أن نقول إنـها مُبينة فإن اقتنعت بهذا , وإلا فراجع صحيح مسلم.
وها هو الآن قد جـاء بصحيح مسلم وهو الذي ترونه بين يدي, والآن نُجري درسـا عـمليا فيه شيء من الفقه النافع -إن شاء الله- حتى يـَتَمرس طلاب العلم على طريقة التطبيق والتوفيق بين النصوص فلا يأتون بعبادة لم تُنقل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا عـن أحد من السلف الصـالح بناء على فهم لنص على إطلاقـه أو على عمـومه.
ولقـد ذكــرتُ في جـلسـاتٍ مضت أن أي نص مطلق أو أي نص عـام لم يجر العـمل عند السلف الصـالح بذاك المطــلق أو بذاك الجزء من أجزاء النص العام فلا يجوز العـمل به احـتجاجا بذاك النص الذي لم يجر العمل به .
كنتُ ضربتُ على ذلك مـثلا قوله عليه الصـلاة والسـلام ((صلاة الإثنين أزكى من صلاة الرجل وحده وصلاة الثلاثة أزكى من صلاة الرجلين))وهكذا ,
وبنيتُ على ذلك وضربت على ذلك مثلا :
لو دخل جـماعة المسجد لصـلاة السنة القَبْلية فتفرقوا كل يصلي لوحده فناداهم مناد -كل يصلي لوحده كمـا نشـاهد اليوم- وهـذا من السنة العملية المتـوارثة خلفا عن سلف ,فنـادى منـادٍ :"أيـها النـاس يد الله عـلى الجـماعة لا تتفرقوا في صلاتكـم,اجـتمعوا في صلاتكـم يبارك لكم فيها وقال عليه السلام كذا وكذا "ويجـيب لك ما قال الحديث المـذكور آنفا : (( صلاة الرجـل مع الرجل أزكى من ثلاته وحده )) فصـلوا جـماعة , فهل يكونون قد أصابوا السنة أم خالفوهـا؟
لقد بينتُ أن هذا مخـالف السنة وإن كان عمـوم هذا الحديث يشمل هذه الجـزئية منه ,ولكن لمَاَّ لم يكن قد حرى العـمل من السلف الصـالح على هذه الجـماعة بنفسها فلا يجوز العـمل بها وإن كـان عـمومُ النـص يشملها ,هذه قاعدة مـهمة جدا لا يتنبه لـها كثير من أهل العلـم والفضل فضلا عن من دونهم إلا إني والفضل كطلاب العـلم ,الآن عندنا ما يُشبه هذا المـثال وهـو مثـال جديد.
هنـا في صحـيح مسـلم على الهـامش :
((باب سنة الجلوس أو بابٌ سنة الجلوس في الصلاة وكيفية وضع اليدين على الفخدين ))بهذه المناسبة أُذَكِّر والذكرى تنفع المـؤمنين
هذه الأبواب التي تجدونـها تارة في النسخ القديمة من صحيح مسلم تجدونها على الهـامش وفي الطبعات أو في بعض الطبعات الجديدة تجدون هذه الأبواب في صحيح مسلم هذا خطأ نـاشئ عن خطأ وهو :
أن هذه الأبواب ليست من صنع الإمـام مسلم ,وإنما هي من فعل الإمـام النووي -رحمه الله -فلذلك إن وُضعت على الهـامش فهو الحق وإذا وُضعت في صلب صحيح مسلم فهو الخطـأ ,لأننـا إذا وضعناهـا في صلب صحيح مـسلم أوهمنا القراء بأن هذه الأبواب إنـما هي من صنيع مـسلم المؤلف,وليس الأمـر كذلك وليس لمسـلم في كتابه المـعروف بـ"الصحيح" إلا الكـتب -كتاب الإيـمان,كتاب الصلاة,كـتاب الطـهارة- وهـكذا, أمـا التـفاصيل التي جرى عليها أكثر المـؤلفين في السنة أو السنة فلم يجر عـليها الإمـام مسلم .
بعد هذه الملاحظة أو هذا التنبيه نقول:
قد روى مـسلم في صحيحه بإسناده الصحيح من طريق عـثمان ابن حكيم :
حدثني عـامر ابن عـبد الله ابن الزبير عـن أبيه قال:
(( كـان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قعد في الصلاة جعل قدمه اليسرى بين فخذه وساقه, وفرش قدمه اليمنى ووضع يده اليسرى على ركبته اليسرى, ووضع يده اليمنى على فحذه اليـمنى ,وأشار بإصبعه))
الشـاهد : أن بعضهم في هذا العصر يستدل بهذا الحديث على أن الإشارة بالإصبع تكون أيضا في مـطلق الجـلوس وبين السجدتين , لماذا؟ لأن ابن الزبير قال : ((كـان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قعد في الصـلاة)) , فأطلق الصلاة .
ثم يؤيد الإمام مسـلم من طريق ابن عـجلان:
عن عامر ابن عبد الله- هناك أرجو الإنتباه لأنه سيأتي التذكير بمسألة أخرى - في السند الأول يسوق إسناده إلى عـثمان ابن حكيم, وهذا:
عن عـامر ابن عبد الله ابن الزبير عن أبيه إلى آخره.
في السند الثاني :يسوق إسنادا آخر ومن طريق ابن عجلان عن عـامر ابن عبد الله ابن الزبير ,فقد التقى اثنان في رواية عن عـامر ابن عبد الله ابن الزبير ,
الأول : عـثمان ابن حـكيم ,
والآخر هـو : ابن عـجلان وهو محمد ابن عـجلان ,
قال :
عن عـامر ابن عبد الله عن ابن الزبير عن أبيه قال :
(( كـان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا قعد يدعو))
هنــا كـالرواية الأولى ,إلا أن اللفظ اخـتلف والمعنى اتحد ,ففي الرواية الأولى"جـلس" وفي الرواية الأخرى "قعد"
فالرواية الأول التي هي من طريقة عثمان ابن حكيم قال بلفظ "جلس"
أمـا بطريق ابن عـجلان فهو بلفظ كـان إذا "قعد" ,
فإذن أطلق في كل من الروايتين أن الإشارة كـانت في الجلوس في الصلاة .
لنتابع مـا فعل الإمــام مسلم بعد حديث ابن عبد الله ابن الزبير من طريق عـثمان ابن حكيم وابن عـجلان .
عـن عـامر ابن عبد الله ابن الزبير لقد ساقه من طريق نـافع عن ابن عـمر:
أن النبي صلى الله عـليه وآله وسلم :
((كــان إذا جلس في الصلاة ))-أيضا هـنا ذكر الجلوس وأطلقه -إلى آخره .
ثم ساق من طريق نافع أيضا ,لكن الراوي هـنا يختلف الرواي في الطريق الأولى
الطريق الأولى هي :
عن عبيد الله ابن عـمر عن نـافع
الطريق الأخرى هي :
عن أيوب عن نـافع عن ابن عمـر:
((أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا قعد في التـشهد)) -انتبهوا الآن- هنـا جـاءت زيادة في التشهد وبلفظ "قعد" كمـا تقدم في بعض الروايات السـابقة,لكن في الروايات السابقة أطلق القعود, كما أطلق الجلوس والمعنى واحد كما هو واضح .
أما هنا فقال : ((كان إذا قعد في التشهد وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى )) إلى آخر ما تقدم.
ساق بعد ذلك طريقا أخرى بالمرة :
عن ابن عمر يقول الرواي علي بن عبد الرحمن المعاوي أنه قال :" رآني عبد االله ابن عمر وأنا أعبث بالحصى في الصلاة فلما انصرف نهاني فقال : ((اصنع كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصنع)) فقلت :وكيف كـان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع؟((كان إذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليسرى..)) إلى آخره.
هكذا جاءت هذه الرواية الأخرى عن ابن عمر أطلقت هذا الجلوس أو هذا القعود بينما الرواية التي قبلها صرحت بأن هذا التحريك كان في القعود ولكن في التشهد , إذا ارتضينا الآن صحيح مسلم واستحضرنا هذه الروايات في أذهاننا لوجدنا ما ذكرنا أن روايةً من هذه الروايات قيدت الإشارة بالإصبع في الجلوس في التشهد هذا القيد هو الذي جاء أيضا في أحـاديثَ أخرى من غير رواية ابن الزبير ومن غير رواية ابن عمـر
كرواية وائل بن حجر المــشهورة ففيـها:(( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمـا جلس في التشهد وضع اليسرى على فخذه اليـسرى واليـمنى على فخذه اليـمنى وقبض أصــابعه وحـلق بالإبـهام والوسـطى وأشار بالسبـابة فرأيته يـحركـها يدعـو بها))هكذا جـاءت الروايات الأخرى مـقيدة للإشـارة أو للتحريك بالتـشهد وليس بالإطـلاق .
هذا من حيث الرواية عن النبي صلى الله علــيه وآله وســلم .
قلـت آنـفا وقد ضربتُ مـثلا بنص أوضح من حيث العـموم والشمول من هذا الحـديث الذي أطلق الجـلوس والقعـود ولكنه جـاء مقيـدا بالتـشهد,
ضربتُ مـثلا لقوله عـليه وسـلم : (( صـلاة الرجل مـع الرجل أزكى من صلاته وحده ))فهـل يصح لـنا أن نستدل بـهذا العموم على أن نصلي السـنن جـماعة؟
الجـواب : لا,مـا هو السبب؟ مع أن الحديـث واضح الدلالة : (( صـلاة الرجل مـع الرجل أزكى من صلاته وحده ))
الجـواب : لا, لأن السـلف لم يجر عمـلهم على هذا الفهـم لهـذه الجزئية من هذا العـموم ,كذلك الأمـر ها هنا,لم يجر عمل السـلف على تحـريك الإصبع بين السجدتين وإن جـاء هذا النـص المـطلق فالنـص المطلق هـنا كـالنص العـام هناك.
هنـا قال : (( إذا جـلس )) وهنـاك قال : (( صـلاة الرجل مـع الرجل أزكى من صلاته وحده ))
لم نعمل بهذا العـموم هنـا لِمـا ذكرته آنـفا, وهو عدم جـريان عمل السلف عليه ,وكذلك نقول في مـثل هذه الأحـاديث أنه يُوفَّق بيـنها,ولا يُجعل كل حديث بعطي حـكما آخـر غير مـا أعطاه الآخـر أيضا وإنـما نوفق بين الأحـاديث ونخرج منـها بنتيجة هي نتيجة واحدة أن التـحريـك المـطلق في بـعض الروايات كـما سـمعتم : (( كـان إذا جلـس )) أو ((قعد ))هو مقيد بقوله :((في التـشهد)) هذا الذي أردت بيـانه بمناسبة مـا جرة من البحـث حول حديث ابن عـمر هذا .
شيء آخـر..
لفتْتُ نـظركم إلى أن حديث ابن الزبير قد جـاء من طريقين اثنين في صحـيح مـسلم :
الطــريق الأولى : عـثمان ابن حـكيم عن عـامـر ابن عـبد الله ابن الزبير عـن أبيه .
الطـربق الأخرى :عـن ابن عـجلان عـن عـامر ابن عـبد الله ابن الزبيـر .
في الحـديث كمـا هو معلوم الإشارة بالإصبع, ولم يذكر في هذا الحديث تـصريحا نفيا للتـحريك الذي جـاء في حديث وائل ولا إثبات , وإنمـا قال : ((أشـار ))وكمـا شرحنا في بعض الجلسات قديما وحديثـا أيضا أن:
إشارته عليه السـلام في رواية هذا الصحابي عبد الله ابن مـسعود لا تنفي التـحريك ولسنا الآن في هذا الصدد,
وإنـما أردت أن أبين بأن الإمام أبا داود (دالسجستاني قد روى الحديث , حديث ابن الزبير من الطـريق الثـاني طـريق ابن عـجلان بلفط (( أشار بإصبعه ولا يحـركـها)), فهذا نص صريح لو ثبت بأن الإشارة لا تعني التحريك , لأن أبا داود رحمه الله قد صرح في روايته بأن ابن الزبير رأى الرسول يشير ولا يـحرك .
الآن هنا بحث حديثي محض تطبيق لـما قد تـقرؤونه في علـم المـصطلح مما يُسـمى بالحـديث الشـاذ أو بالحـديث المـنكر ,نجد هـاهنا روايتين :
عـن عـامر ابن عبد الله ابن الزبير ,
الرواية الأولى: رواية عثـمان ابن حـكيم ,
الرواية الأخرى: رواية ابن عـجلان .
هـاتان الروايتان في صحيح مـسلم متــفقتان على عدم ذكر ((ولا يُحـركـها))على عدم ذكر زيادة ((ولا يحركها)) هذه الزيادة التي رواها أبو داود في سننه عن ابن عـجلان عـن عـامر .
مـاحكم هذه الزيادة ؟
نـقول :
أولا :
ابن عـجلان حديثه مرشح لأدنى منـاسبة للتضعيف,لمـاذا؟لأنه كـان في حفظه شيء من الضعف ولذلك فالعلماء الذين يقوون حديثه لا يرفعـونه إلى مرتبة الحـديث الصحيح وإنـما يحكمون بحسنه فقط , والحـكم على حديث الرجل بالحـسن ملازم للحكم على راويه بشيء من الضعف .
إذ الأمـر كذلك فنحن نجد هنـا تعارضا في محلين :
أن أبا داود خالف مـسلما في هذه الزيادة عن ابن عـجلان ,فمسـلم لـما ذكر روايةابن عـجلان لم يزد فيـها (( وكـان لا يـحركها )) الآن يجب المـقابلة بين رواية مسلـم وبين رواية أبي داود , كلنـا يعلم -إن شاء الله-بأن الإمـام مسـلم يتفوق على الإمـام أبي داود من حـيث أن كـتابه قد خـصه بالصحـيح,
أمـا أبو داود فلم يفعل ذلك ولذلك يقول السيوطي في أرجوزته في ألفية الحـديث :
يروي أبو داود أقوى مـا وجد** ثم الضعيف إذا غـيره فقد
فأبو داود ليس كـمسلم فضلا عن أنه ليس كالبـخاري من حيث تخـصيص كـتابه بالثابت من الحـديث , ليس كـذلك وهـذا مـعروف حتى أودع هـذا الإمـام السيوطي في أرجوزته فقال كـما سـمعتم آنفا :
يروي أبو داود أقوى مـا وجد** ثم الضعيف إذا غـيره فقد
أمـا الإمامان البخـاري ومسلم فلا يرويان في صحيحيهما إلا مـا صح عندهـما عن رسول الله صلى الله عـليه وآله سلـم, باستثناء البخـاري فيـما يرويه معلقا فـهذا فيه مـا يصح ومـا لا يصح وهذ له مجـال آخر لبيـانه .
فإذن أول مـا ينغي أن نتنبه
الإخـتلاف بين مسلم فلم يرو هذه الزيادة وبين أبي داود فرواها
هـنا ينبغي أن يأخذ الطـالب انتباهـا خاصا, لـماذا لم يرو الإمـام المـسلم هذه الزيادة ورواهـا أبو داود في السنن؟
البيان سيأتي فيما بعد وقد أشرت إلى شيء منه ..
ابن عـجلان وسط في الرواية حَسَن الحديث فقط أما عثمان ابن حـكيم فهو ثقة وإذا خالف مثل ابن عـجلان ذلك الثقة كان حديثه شاذا لأنه مخالفة من هو أوثق منه وهذه المخالفة هي باعتبـار رواية أبي داود خلاف رواية عـثمان ابن حـكيم وليـس باعتـبار رواية ابن عـجلان في صحيح مسـلم لأن مســلما لم يرو هذه الزيادة ,هذا شيء ثاني .
وشيء ثـالث :
أن الذين رووا الحـديث من طريق ابن عـجلان عن عـامر ابن عـبد الله ابن الزبير عن أبيه , كلـهم رووا الحـديث عن ابن عـجلان كمـا رواه كـل من رواه عن عـثمـان ابن حـكيم ليس فيـهـا زيادة ((وكــان لا يـحركها))إلا هذه الرواية الواحدة الفـريدة في سنن أبي داود فلو تـركنا الآن المـقابلة التـي أجـرينـاها آنـفا بين رواية عـثمان ابن حـكيم ورواية ابن عـجلان التي في سنن أبي داود بزيادة((وكـان لا يـحركها )) وقلنـا أن هذه الزيادة فيها مـخالفة لرواية عـثمان ابن حـكيم , إذا تـركنا هذه المـقابلة الدالة على شذوذ رواية أبي داود عـن ابن عـجلان بـزيادة ((ولا يحـركها)) ندع الآن هذه المـقابلة وهي كـافية لإثبـات ضعف وشذوذ زيـادة ((وكــان لا يحـركها))
ونـأتي إلى الطـرق التي جـاءت عن ابن عـجلان فـنجد فـيها مـا يأتي :
كــل الطـرق التي وردت عـن ابن عـجلان لم تذكر هذه الزيادة سوى طـريق واحد فحينئذ تُصـبح هذه الزيادة شـاذة باعـتبار آخـر وهو رواية الجـماعة لـهذا الحديث عـن ابن عـجلان دون زيادة وإنـما رواهـا شخص واحد في سنن أبي داود فـيكون هذا الـشخص الواحد وهو ثقة قد خـالف الثـقات فـيما رواه الحديث عن ابن عـجلان دون هذه الزيـادة,فتـكون الزيادة بالنسـبة للمـقابلة الأولى شـاذة بسبب مـخـالفة ابن عـجلان لـعثمان ابن حـكيم وتـكون الزيادة بالمـقابلة الثانية شـاذة باعـتبار أنه تـفرد بهـا ثقة واحـد عـن ابن عـجلان مـخالفـا في ذلك الثـقات الذين رووا الحـديث عـن ابن عـجلان بدون هذه الزيادة ,فتكون هذه الزيادة شاذة في أحسن أحـوالها إن لم يُقل فـيها إنــها منكَرَة لأن الذي دار الإخـتلاف عـليه هو ابن عـجلان وليس ثقة بالإتفاق وإنـما هو دون الثقة هـو حسن الحـديث كـما ذكرتُ آنـفا .
على المـقابلة الأولى
ننسـب الخـطأ جـزما إلى ابن عـجلان لأنـه خـالفه من هو أوثق منـه وهو عـثمان ابن حـكيم
على المـقابلة الأخـرى
نـقول يمكن أن يكون الخـطأ من ابن عـجلان كـما اقتضته المـقابلة الأولى ويـمكن أن يـكون الخـطأ من ذاك الراوي الثقة الذي رواه عن ابن عـجلان هذه الزيادة وقد خـالف الثقـات الذين رووهـا الذين رووا الحـديث عـن ابن عـجلان دون زيادة,يمكـن أن يُقال هذا في المـقابلة الثانية ,يمـكن أن يـكون ابن عـجلان هو وهم
ويـمكن أن يـكون الوهـم من الفرد الذي زاد هذه الرواية في رواية ابن عـجلان.
مـا هو الراجــح ؟
نـقول :
الله أعــلم ,ذلك لأنـه من المـحتمل أن ابن عـجلان بسبــب مـا كـان في حفظه شيء من الضعف كـان هو نـفسه في أغـلب الحـديث يروي الحـديث على الجـادة وعلى الإسـتقامة دون هذه الزيادة ,فتلقى الحـديث عـنه الرواة دونــها فأصــاب هو وأصـابوا هم .
ويـمكن أنـه كـان أحـيانا يُحدث بـها وذلك بسبب ضعـفه فتــلقط هذه الرواية منـه ثقة وحـينئذ على هذا الإحـتمال يـمكن أن يـكون الخـطأ من ابن عـجلان كمـا اقـتضت نـسبة الخـطأ إليه المـقابلة الأولى بين رواية عـثمـان ابن حـكيم وبين رواية ابن عـجلان
ولـكن النفس تـبقى مترددة في الجـزم بأن الخـطأ في المـقابلة الثـانية من ابن عـحلان لأن الثقات خـالفوا الثقة الذي روى عـن ابن عـجلان هذه الزيـادة.
لكـن نـهاية المـطاف أن هذه الزيادة لا يجـوز تصحيـحها وبالتالي لا يجـوز ضرب حـديث وائل ابن حجر بـها بزعـم أن هذا الإسـناد ثابت وهـو إسـناد حسن
وأقول :
نـعم كل حديث يرويه ابن عـجلان الأصل أن يُقـال فيـه حسن إلا إذا ثبت خـطأ ابن عـجلان في حديث مـا فحينئذ يُحـكم على حـديثه بـما يقتضيه .
كذلك شأن كل راوٍ يـكون فيه شيء من الضـعف كابن إسـحاق -مـثلا- فحديـثه كحديـث ابن عـجلان يحسن إلا إذا ثبت مـخالفته لمن هـو أوثق منـه.
وعـلى هذا إذا نـظرنـا وهـنا الدقة الآن في تـخريج الأحـاديث
التـخريـج الذي انـكب علــيه الكــثير من الشباب المـسلم اليوم حـين تيقظوا إلى أهـمية عـلم الحـديث والجـرج والتعديل والتصحيح والتـضعيف
فلمجرد أنهـم يجرون نقدا مـوضعيا كـمثل حديث ابن عـجلان هذا يـنظرون إلى من فوقه وينـظرون إلى من دونـه فيقـولون هذا إسـناد حسـن دون أن يُدققوا النـظر
هل خـالف من هو أوثق منـه أولا ,وهل اتفقت الروايات عـنه بهـذا اللفظ أو بهذه الزيـادة ثـانيا
ومن هـنا يتبين بأنـه لا ينبـغي لـطالب العـلم أن يتـسرع فيـحكم على الإسـناد بالحـسن بمجرد أن الرجـال الذين جـاء ذكـرهم في هذا الـسند يقتضي الحـكم على إسـنادهـم بالحـسن فينبغي أن يُقابل بحـثه الخـاص بهذا الإسـناد بالأحـاديث الأخرى فقد يتبين له مـا كـان عليه خافيـا .
وبـهذا القدر كـفاية في بيـان هذه النـاحية من حـديث الإشـارة بين السـجدتين في الصـلاة إثـباتـا أو نـفيـا .
----
2-)تــنبيه حـول حـطأ شــائع بين كثير من الطـلبة ثــم كـيفية التـوفيـق بين قوله تعالى :{ وإذا قرئ القـرآن فاسـتمعوا له وأنـصتوا }وقوله صلى الله عـليه وسلم :((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتــحة الكـتاب ))
----
الســائل :
بسم الله والحمد لله والصـلاة والسـلام على رســول الله , سبق أن تحدثت عـن هذا الذي أطـرحه الآن كيف نـوفق بين قول الله عـز وجـل : أعـوذ بالله من الشـيطـان الرجيم : { وإذا قرئ القـرآن فاسـتمعوا له وأنـصتوا } وحـديث رسول الله صلى الله عـليه وسلم : ((لا صـلاة ))
الشيخ : لمن لم يقرأ.
الـسائل : (( لـمن لم يقرأ بفاتـحة الكـتاب )) أو كـما قال صلى الله عـليه السـلام في حال عـدم سـكوت الإمـام وأين مـوضعـها حيث رأى , وإذا لم تتـم قراءتـها فـما حـكم صلاته .
جـــواب الشيخ :
قبل الإجـابة على هذا السـؤال أرى لزامـا علي أن أنبـه على خـطأ شـائع من كـثير من طـلاب العـلم وغيـرهم ألا وهـو أنـهم إذا كـانوا في مـجلس عـلم وأراد أحـدهم
أن يـنزع بآية وأن يسـتدل بـها
أو
أراد أن يسأل عن دلالتـها
أو
عـما ينبغي الـتوفيـق بيـنهاوبين حديث مـا
يقول الســائل :
قال الله عـز وجل : أعــوذ بالله من الشـيطان الرجيـم {فإذا قرئ القـرآن } -مـثلا -
أو قال :قال الله تـعالى : بـعد أعــوذ بالله من الشـيطان الرجـيم
ونـحو ذلك من الأقوال هذا خـطأ مـحض فيه نسبة شيء إلى الله لا يـقصده الـقائل ولـكنه يُدان بـلفظه فيقع في مـخالفة
قول النبي صلى الله عـليه وآله وسلـم : (( إيـاك ومــا يُعـتذر مـنه ))
فـنـحن حـينما نستدرك على بـعض النـاس
فنقول لـهم : "أين قال الله أعـوذ بالله من الشـيطان الرجــيم فإذا قُرئ القرآن فاسـتمعوا له"
لا يـوجد شيء من هذا إطـلاقا
لـكني أدري كـما يدري كـل فرد منكم إن هذا القارئ أو هذا المـستدل أو هذا السـائل إنــما يقول هذه الكـلمة ويـذكر هذه الإسـتعاذة بين يدي الآية إعــمالا منـه أو تـطبيقا منـه
لقوله وتعالى :{فإذا قرأت القرآن فاستـعذ بالله }
هكذا يـقولون حـينـما نـعترض عــليهم مُذكِّـرا لـهم بأن هذا لا يـنبغي أن يكون كذلك,
لأن قولك: قال الله بـعد كذا
يعني أن الله قال : أعـوذ بالله من الشـيطان الرجـيم {فإذا قرئ القرآن فاسـتمعوا}
وبـخاصة إذا قـيل :
قال الله بـعد كذا
هذه البـعدية إنـما تتعـلق بـه ولا تتعلق بالله تبارك وتعالى
وعلى ذلك فينبغي لكل من ساق آية يريد الإستدلال بـها أو يريد السؤال عـنها أن يتلوها مباشرة ولا يقول :
قال الله تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : {فإذا قرئ القرآن }
ولا يـقول قال الله بـعد أ عـوذ بالله
وإنما رأسا يذكرها
فيقول : مـا التوفيق بين قوله تعالى : { وإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله } وبين حديث كذا ,
هكذا يجب أن تنتبهـوا حتى لا تـقعوا في مـؤاخذة مخالفة قول الرسول علـيه السلام ((إياك ومـا يُعتذر منه لا تكلمن بكلام تعتذر به عـند الناس ))دائمـا النـاس يقولون :
والله أنـا قصدت كذا,
يـا أخي قصد في قلبك لا يـعرفها إلا ربك لكن
أحسِن التعبير عن قصدك بلفظك
ألم تسمعوا إن كـان الرسول عليه السلام الشديد على ذلك الصحابي الذي سمع موعـظة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال ليُظهر خضوعه واتباعه وإطاعته للنبي
بقوله
"مـا شاء الله وشئت يا رسول الله ,"
فـماذا كـان موقفه عليه السلام
قال : ((أجعلتني لله نِدا ؟قل مـا شاء الله وحده .))
أتـرون بأن هذا الصحابي قصد بقوله مـخاطبا لنبيه مـا شاء الله وشئت أن يـجعله شريكـا مع الله ؟
مـا آمن برسول الله يقينا إلا فرارا من الشرك ,
إذن لـماذا بالغ الرسول عليه السلام في الإنكــار عليه بهذه العبارة الشديدة : ((أجعلتني لله نـدا؟قل مـا شاء الله وحده ))
إذن لا ينبغي أن تُسَوِّغوا أخـطائكم اللفظية بصوابكم القلبي هذا لا يصوب ذاك فعلينا إذا تكـلمنا بكلام أن يكون كلامنا مُطـابقا لـحسن قصدنا وأن لا يـكون كلامـنا سيئا وقـصدنا حسنا بل يجب أن يُطـابق اللفظ مـا في القلب.
هذه تذكرة وهذه تنفع المـؤمنين إن شاء الله.
---------
يــــــــــتبع......

والبحث الذي سأل عــنه السـائل طـويل الذيل مُتـشعل الجـوانب فلا مجـال الآن للإفاضـة في مـثل هذا السؤال جـوابا عـليه ,ولـكني أقول :
قولـه عليه السلام ((لا صـلاة لمن لم يقرأ بفاتحـة الكتاب )) عـام يشمـل كل صلاة ويـشمل كـل مُـصلٍ,سواء كـان إمـاما أو مأمـوما أو منفردا ,سواء كـان أدرك الركـوع أو لم يُدرك الركـوع ولم يقـرأ الفاتحـة فلا صلاة له .
فـهل هذا العـموم لا يزال بـاقيا على عـمومه كـمثل عـموم الآية التي سأل عـنها السـائل {فإذا قرئ القرآن فاسـتمعوا له وأنصتوا لـعلكم تُرحـمون}
لا شـك ولا ريب أن الآية لا تـزال على عـمومـها فلا يجـوز لـمسلم في أي حـالة كـان إلا أن يُنصــت أن يـسكت وأن يُنصـت لتلاوة القرآن الكـريم .
أمـا الحـديث فقد دخله تـخصيص لا بد منـه عـند جـماهير العـلماء وبالحـديث الصحـيح حيث أن جــماهير العـلماء من الصحـابة والتـابعـين والأئمة المـجتهدين ومن بعدهـم قالوا : إذا دخـل المـسلم إلى المـسجد فوجـد الإمـام راكـعا,فـشاركـه في الركوع فقد أدرك هذه الركعة مـع أنه لم يقرأ فاتحـة الكـتاب , وهذا له أدلتـه ولستُ الآن في صددهـا لـما أشـرت أنني ذكرت ذلك في مجـلس آخـر,فـماذا يـكون حـكم هذا الحـديث بالنسـبة لـعمومه؟هـل عـمومه لا يـزال قائمــا أم قد دخــله التـخصيص ؟
الجـواب :
بالإيجـاز صـار مـعنى الحـديث ((لا صـلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكـتاب)) إلا لـمن أدرك الإمـام راكعا ولم يتمـكن من قراءة الفـاتحة فسـقط وجـوب قراءة الفاتـحة عـنه وأدرك الركـعة بإدراكه للركـوع وراء الإمـام ,هذا العـموم لا صلاة أصـبح مقيدا بمـن أدرك الركـوع فلم يبق هذا العـموم شـاملا .
إذا لاحـظنـا هذه النـقطة فقط حينئذ ننصـب الخـلاف بين الآية وبين الحـديث على السور التـالي :
لا خـلاف بين الآية والحـديث لأنـهمـا ينبعـان من مـشكاة واحـدة وإنـما الخـلاف بين العـمومين عـموم الآية وعـموم الحديـث
فالآن إذا تـعارض عـمومـان فكـيف التـوفيق بيـنهمـا
بأن العـلماء قد ذكـروا أكـثر من مـائة وجه من وجـوه الـتوفيق بين الأحـاديث المـختلفة أو من تـلك الـوجـوه :" إذا تـعارض عـامان أحـدهـما عـام مـطلق والآخـر عـام مُقيـد صـرف العـام المـطلق على العـام المـقيد لأن العـام المـطلق أقوى في دلالته بـعمومه ()المـقيد ."
مـلاحـظة هذه القاعـدة يفتـح لـطلاب العـلم بابـا من العـلم رائع جدا من ذلك مـا طبقه شيخ الإسـلام ابن تيـمية ومـا رأيـت ذلك لغيـره وإن كـان الحـافظ العـراقي قد أشـار إلى ذلك ولعـله اقتـبسـه من ابن تـيمية رحمه الله .
الآن نـعرض لكـم عـمومين من أحـاديث الرسـول مــتعارضـان وكـثيرا مـا يُشـكل الأمـر على بـعض أهـل العـلم فضلا عـن طلاب العـلم .
قال عـليه الصلاة والسـلام (( لا صـلاة بعد الفـجر حتى تطلع الشـمس ولا صـلاة بـعد العـصر حتى تغرب الشـمس ))هـذا نـص عـام قال عـليه السلام ((إذا دخـل أحـدكم المـجلس فلا يـجلس حـتى يصلي ركـعتين )) عـمومين تـعارضا ذاك يقول لا تـصل وهـذا يـقول لا تجـلس حتى تـصل ,كـيف التـوفيق ؟
قال ابن تيمية :
حديث لا صلاة بـعد الفجــر ولا صـلاة بـعد العـصر عـام مـخصص بـكثير من الأدلة
وأنـا أقول:
بأن هـناك كـتابـا هــاما جـدا لأحـد عـلـماء الحـديث في الهـند ألا وهـو "شـمس الدين العـظيم الأبادي" الكتــاب الذي ألـفه هـو "إعـلام أهـل العـصر بأحـكـام ركعتي سنة الفـجر"
لـقد ذكــر في هذا الكــتاب المـخصصات الكـثيرة للحـديث الأول ((لا صـلاة بعـد الـفجـر ولا صـلاة بـعد العـصر ))من ذلك مـثلا قوله عـليه الـصلاة والـسلام ((من نـسي صـلاة أو نـام عـنها فليـصلهـا حـين يذكرهـا)) إنـسان تـذكر صلاة مـا بعد أن صلى الفـجر فـعليه أن يصـليهـا وقت التـذكر مـاذا فعـلنـا بقوله ((لا صـلاة بـعد العـصر))خـصصناه بـهذا الحـديث رجـل دخـل المـسجد فوجد الإمـام داخـل الصلاة وهـو لم يكـن قد صلى بـعد سـنة الفـجر فإذا سـلم مع الإمـام قام وجـاء بـركعتي سـنة الفـجر, بـعد الفـجر هذا خـلاف قوله عليـه السلام ((لا صـلاة بعد الفـجر ))رجـل كـان قد صلى الفـجر الفرض في مـسجد ثـم جـاء مسـجدا آخـر فوجـدهم يُصـلون فعـليه أن يـصلي فيـه تـكرار للفـريضة وهـو قوله عـليه الـسلام ((لا صـلاة في يـوم مـرتين )) هـذا عــام خـصص , وهـكذا يـجري إعـمال العـام على الخـاص فإذا خـصص عـموم مـا ضـعف دلالته مـن حـيث عـمومه وحـينئذ يـتـسلط عـليه بالتـخصيـص العـام الذي لـم يـقع عـليه تـخصيص .
طيب فيـما يـتعلق بتـحيـة المـسجد بهـذا الجـمع أجـاب ابن تـيمية رحـمه الله فقـال :
قوله عليه الـسلام : ((لا صـلاة بـعد العـصر ))أو ((بـعد الفـجر))عـام قد خـصص بـكثير من المـخصصات وأشـرت إلى بـعضـها آنـفا ,فحـينما يأتي حـديث عـام آخـر يـخالف هـذا العـام الـمطلق ألا وهـو قولـه عليه السلام : ((إذا دخـل أحـدكم المـجلس فلا يـجلس حـتى يصلي ركـعتين )) وفي رواية أخـرى : ((فـليـصل ركـعتــين ثم ليـجلس ))
يـقول ابن تـيمية :
هذا الحـديث يخـصص حديـث لا صلاة بـعد العـصر وبـعد الفـجر لأن هذا لـم يـخصص بل بقي على عـمومه وشـموله من نـاحيتين :
النـاحيـة الأولى:
أنـه لم يـجر علــيه تخـصيص بتـسليـط حديث عـام عليـه
والنـاحيـة الأخـرى وهي هـامة جدا:
أن النبي صلى الله عــليه وسـلم قد لفت نـظر المـسلمين إلى بـقاء هذا العـموم على عـمومه حـينما يـكون الخـطيب يخـطب يوم الجـمعة حـيث لا يـجوز والخـطيب يخطب أن يأمـر الجـالس يسـمع خـطبته بمـعروف أو ينـهى عـن منـكر مـع ذلك فقد جـاء عـن النبي صلى الله عـليه وسـلم قوله(( إذا جـاء أحـدكم يوم الجـمعة والإمـام يخطب فليصل ركـعتين وليـتجوز فيـهما ))لقد أمـر عـليه السـلام بهـاتين الركـعتين تـحية المــسجد والخـطيب يـخـطب في الوقت الذي لا يـجوز الأمـر بالمـعروف والنـهي عـن المـنكر وهـو واجب والخـطيب يـخطب لا يـجوز,فإن أمـر بتحـية المـسجد والإمـام يخـطب ونـهى عن أن تـقول لـمن يتـكلم والخـطيب يخـطب وقال(( فقد لـغوت )), فإذن هذا يؤكـد أن قوله عليـه السـلام ((إذا دخـل أحدكم المـسجد فلا يـجلس حتى يـصلي ركـعتين ))أو في الرواية الأخرى(( فليـصل ركـعتين ثـم ليـجلس)) دلـيل على أن هذا العـموم لا يـزال عـلى شـموله وإطـلاقه حـين ذاك يـسلَّط هذا العـموم على العـموم المـخصص وهـو ((لا صـلاة بعد الفـجر لا صـلاة بـعد العـصر )).هذه قـاعدة مـهمة جـدا تـزيل العـقبات والإشـكالات أمـام التـوفيق بين بـعض الأحـاديث التي يبدو منـها التـعارض.
على هـذا المـنوال يوفق بيـن قوله تعالى : {فإذا قرئ الـقرآن فاسـتـمعوا لـه وأنـصتوا لـعلكم تـرحـمون }نـص عـام مـطلق لم يدخـله تخصـيص وبيـن قوله عـليه السـلام: ((لا صـلاة لـمن لم يـقرأ بـفاتـحة الكـتاب ))فقد دخـله التـخصيص بإجـماع عـلماء الجـمهور, لا أقول بإجـماع عـلماء المـسلـمين قـاطبة لـكن مـع الجـمهور أدلة من السـنة لو كـان الجـمهـور مـخالفا لهذه الأدلة لـما التـفتنا إلى مـخالفتـهم لأن الحـديث صـريـح وصحـيح خـلافا لـمن يـظن ضعـفه أن من جـاء المـسجد فوجد الإمـام راكـعا فوجده راكـعا فقد أدرك الركــعة بخـلاف مـا إذا لم يـدرك الركـوع وإنـما أدرك الإمـام سـاجدا فلـم يدرك الركـعة فـهذا يـخصص مـع آثـار سلفية صحـيحة بـل من أبي بـكر رضي الله عـنه وانتـهاء إلى ابن عـمر أنـهم قـالوا: "من أدرك الركـوع مـع الإمـام فقد أدرك الركـعة" فحينئذ نـخصص عـموم قوله عـليه السـلام ((لا صـلاة لـمن لم يـقرأ بـفاتـحة الكـتاب ))بـعمـوم قوله تـعالى {فإذا قرئ القـرآن فاسـتمعوا لـه وأنصــتوا}وتـكون الحـصيلة وتـكون النتيجة كـما يأتي :
ولأن الرسـول عـليه السـلام يقـول : ((إنـما جـعل الإمـام ليؤتـم به فإذا كـبر فـكبروا وإذا قـرأ فأنـصتوا))
بـعض العـلماء يـقولون نـحن نـعكـس القـضية فـنقول:
نـخصص الآية بالحـديث والحـصيلة عـندهـم كالتـالي-لـكنه خـطأ-:
قال الله تـعالى :
{فإذا قرئ القـرآن فاسـتمعوا}إلا في قراءة الفاتـحة ولابد من قـراءتـها ولو ولم يـنصت ولو لم يـستمـع.
أي يـخصصون الآية بالحـديث على خـلاف مـا ذكرنا آنـفا لـكن هـذا قلب لـما ذكرنـا آنــفا ممـا تبين لعـلماء الحديـث والفقـه أن النـص العـام إذا خُصص لا يـجوز أن يـخصص بـه النـص العـام الذي لـم يـخصص فـلذلك فالصـواب مـا ذكرناه آنـفا من تـخصيص الحـديث بالآية وليس تـخصيص الآية بالحـديث.
وبـهذا القدر كـفاية بالنـسبة لهـذا المـسألة
تــفضـل ..

3-)كــيفية تــحـريك الاصـبع في التـشهد :
السـائل:
شـيخنا وضح لـنا كـيفية تـحريـك الاصـبع في التـشهـد؟
الشيخ رحمه الله:
ذكـرت أكثر من مـرة مذكرا ومنـبها, التـحريك الثـابت للإصـبع في التـشهد ليس فيـه خـفض ورفع فإذا كـان هذا هـو الفخذ ورأس الركبة هـنا فيقبض الإنـسان و يُحَـلق ويـرفع إصبعه السبـابة هذه فيـوجههـا إلى القـبلة ولا يـفعل هـكذا لأنـه بـهذه الحـالة رمى بـها إلى الأرض وإنـما يوجـهها هكذا لو نصـبها ثـم لم يُحـركهـا هكذا يـوجههـا إلى القبلة وليس هكذا بـعض المـصلين يُـميتون اصـبعهـم هكـذا , هذا خـلاف السـنة السـنة أن يـوجهـها إلى القبلة ,مـع هذا التـوجيه ليـس فيـه خفض ورفـع كمـا يفعل كـثير من المـصلين هذا الخـفض وهذا الرفع لم يرد في حديث مـطلقا كل ما جـاء مـا عرفت من حـديث وائل ابن حـجر قال رضي الله عـنه ((فرأيـته يُحـركـها يدعـو بـها ))
التـحريك قد يفعـل بـعض النـاس هكـذا.. يـضع أسـفل قبضـته على فخذه ثـم يـعمل هكذا , هذا انـحراف بالاصـبع للقبلة ,فهذا انـحراف والأحـاديث تــقول بأن النبي صلى الله عـليه وســلم أشار بإصبعه إلى القبلة وليـس في حـديث أنـه يضع أسـفل قبــضة يده على فخــذه وإنــما الحـديث يقول كالتـالي : قال : (( فــلما جـلس رسول الله صلى الله عليـه وسلم للتشـهد وضع كـفه اليسـرى على فخـذه اليـسرى وكـفه اليـمنى على فخذه اليـمنى -هذه الكـف على الفخـذ- ثم قبض أصـابعه أقول ثـم من عـندي وهـو يقول وقبض أصابعه-هكذا- وأشار بالسبابة بعد أن حـلق بالإبـهام والوسـطى قال : فرأيـته يُحـركـها))
فالوضع للكـف على الفخذ يقتضي أن لا يـعمـل هكذا وإنمـا يضـع الكـف على الفـخذ ولا يـضع حد الكـف وسيف الكـف على الفـخذ هكذا وإنـما هكذا ثم يـقبض الأصابع ويـحلق ويوجه أصـابعه إلى القبلة,هكذا جـاءت السـنة تـوجيه الاصـبع إلى القـبلة مـع تـحريكـها تـحريـكا غير مـقترن بالخـفض والرفع ومن خـالف ذلك فقد خـالف السـنة.
تـفضل ..
(سؤال غير واضح)
الشـيخ :
من أول التـشهد إلى آخـر التـشهد .
تـفضل ..
----

4-)حـــكم استــعمال السبحة
----
الســائل :
هـل التسبيح بالمـسبحة يعتـبر من البدع ,إذا اعـتقد المـسبح أن ليـس فيـها زيادة أجـر وثـواب وهـل ثبت عن شيخ الإسـلام ابن تـيمية القول بأنـها ليـست بدعة ؟
جــواب الشــيخ :
ثبت عن شيخ الإسلام ابن تـيمية رحـمه الله أن السبحة ليسـت بدعة لكننا لا نـقول بـقوله في هذه المـسألة وحـسبنـا أننـا نتـابعه في أكـثر آرائه واجـتهـاداته, ولكـننـا لا نـوافقه في كـل مـا ذهـب إليـه لأنـه ليس نبيـا مـعصومـا يجـب عليـنا اتباعـه في كـل كبيـر وصغير ثـم نـحن لسـنا تيــميين ,ولـو أردنـا أن ننتـسب إلى رجل غير مـعصوم لبقي كـل فرد منـا على مذهـبه القديـم ,أنـا شـخصـيا كـنت حـنفيـا لبقيـت حـنفيا ,وزيـد كـان شافعـيا لبقي شافعـيا لأن هـؤلاء الأئـمة مـشهود لـهم بالإمـامة وبالعـلم والصـلاح والتـقوى إلى آخـره.. فلو كـنا نـريد أن نـظل مـتبعين لإمـام لوحـده لبقيـنا لـما كنـا عليه متبعـين في ذلك آباءنـا وأجدادنـا ولـكن قد هدانـا الله عـز وجل إلى اتـباع السـنة وإلى عـدم إيثـار شيء يـخالف هذه السـنة , ابن تـيمية -رحمه الله- ككـثير ممن يذهب إلى أن السـبحة ليـست بدعة ,إنـما لاحـظ شيئـا واحدا وهـو أنـه وسيلة للعد ,وسيلة وليـس غـاية ولـكنـه -رحمه الله- قد فاتـه شيء بل أشـياء,
طالـما ذكرتـها ونبـهت علـيها في بـعض مـؤلفـاتي أو تـعليقاتي.
أول ذلك:
مـع الإعـتراف من الجـميع من ابن تـيمية ومن تـقدمـه ومن تأخـر عنـه أن السـبحة لم تـكن في عـهد النبي صلى الله عـليه وآلـه وسـلم كـمـا كنت حققتـه في "المـجلد الأول من سلسـلة الأحـاديث الضـعيفة والمـوضوعة" تـحت حـديث : ((نـعم المـذكر السـبحة))
ووسـعت ذلك بيـانا في ردي على الشـيخ عبد الله الحـبشي, فقد ذكـرت أن السبـحة لـم تـكن مـعروفة في عـهد الصحـابة بل لم تـكن مـعروفة في لـغة العـرب لأن السـبحة في لغة العرب هي: النـافلة أمـا إطـلاق هذا اللفظ على هذا النـظام على هذه السـلسلة من الحـبات المـختلفة الأشـكال والألوان, فهـذا اصطلاح حـادث لغة, كمـا أن السبحـة نـفسـها أمـر حـادث ديانة لقد خفي على بـعض النـاس أن النبي صلى الله عليـه وسلم قال : ((مـا تركـت لـكم شيـئا يقربـكم إلى الله إلا وأمـرتـكم به ومـا تـركت شيـئا يبعدكم عن الله ويقربكـم إلى النـار إلا ونـهيتـكم عـنه )) فإذا كـان نـظرة ابن تيـمية وغيـره إلى السبحة من زاوية أنــها وسيلة للعد..
تُرى ألم يأت الرسول عليه السـلام إلى النـاس ولم يسن لـهم سـنة بالعد للأذكـار التي أمـر أمـته أو رغـب أمـته على إحـصائـها وعلى عـدهـا؟
لاشـك أنـه قد جـاء ذلك بطـريقتين اثــنتين:
بقـوله علـيه السـلام وبفعلـه.
أمـا قوله:
فقد مـر النبي صلى الله عليه وسلـم ببعض النسـوة فألوى إليـهن بيده إلى السـلام وقال :(( يـا نسـاء المـسلمـات اذكرن الله ولا تـغفلن فتـنسين الرحـمة واعـقدن بالأنـامل فإنـهن مـسؤولات ومستنطقات يوم القيـامة ))إذن هذا أمـر من النبي صلى الله عليـه وسـلم لعقد الذكر وعـده وإحـصائه بالأنـامل ولم يـكتف أنـه بين لـهم هذا الحـكم الشـرعي بل قرن مـع البـيان الحـكمة ولا نـستطـيع أن نـقول العـلة في الأمـر بـعقد الذكـر والتـسبيح بالأنـامل قال علـيه السـلام : ((فإنـهن مـسؤولات ومـستنطقات يوم القـيامة ))يشـير عليـه السـلام بذلك إلى قوله تـعالى: { اليـوم نـختم على أفـواهــهم وتـكلمـنا أيديـهم وتـشهد أرجـلهم بـما كـانوا يـكـسبون}فهذه الأنـامل تـكون شـاهدة على صـاحبـها يوم القيـامة بأنـها ذكرت الله وسبـحت الله وَ وَ إلى آخـره..
والنـاس غـافلون أو مـعرضون عـن هذه السـنة هذا بيـان رقم واحد من الرسول بالقـول.
وبالفـعل أيـضا:
حيث روى أبو داود بإسـناده الصحـيح :
عن عـبد الله ابن عـمر ابن الخـطاب رضي الله عـنه أو عـن عـبد الله ابن عـمرو ابن العـاص -الشـك مني الآن ولعـل الثـاني هـو الأقـرب إلى الصـواب-: " أن رسـول الله صلى الله عـليه وآلـه وسلـم كـان يـعقد التـسبيح بيـمينه," أو قال: "رأيت رسول الله صلى الله عـليه وسـلم يـعقد التـسبيح بيـمينه"
فإذن إذا نـظرنـا إلى السـبحة من جـانب أنـها وسـيلة للعقد ولإحـصاء العدد فهـذا قد جـاء الرسول عـليه السـلام بخـير منهـا تـشهد هذه الـوسيلة لـصاحبها يـوم القـيامة شـهادة زاكيـة طيبة.
فالإعـراض عن هذه السـنة التي ثبتت بقوله عليـه السـلام وبفعـله مـع بيان الحـكمة بتـلك الشـهادة الإعـراض عـن هذا وهـذا بأن السبحة مـع الإعـتراف بأنـها لم تـكن في عـهد الرسول فهـي وسيـلة, نـقول الوسـائل كالغـايات إذا كـانت الوسـائل وُجد المـقتضي للعـمل بـها, ثـم لم يُـعمل بـها فـهل كـان السـلف بـعد أن وُجدت السبـحة كـانوا يـضعون تـسابحـهم في جـيوبهـم, فإذا مـا انتـهت الصـلاة أخـرجوهـا وجـلسوا يعدون الذكر المـشروع تعداده بالسبحة؟ أم كـانوا يعقدون التـسبيح بأيـمانهم؟
لا شك أنـهم هكذا كـانوا يـفعلون.
والسـبحة هي من بـدعة الصـوفية وكـفى ..
فمـع مخـالفة هذه البدعة للسـنة لا نـرى صواب قول ابن تيـمية بـجواز اسـتـعمـالها وكذلك من وافقه على هذا القول فإن لـنا غُنية عن استـعمـالها بمـا بين لنـا النبي صلى الله علـيه وسلم من هذه الوسيلة الطـيبة من العـقد باليـمنى قولا وفعـلا.
إلى الآن نـرى مـظاهر هذه السبحـة أنـها تقليـد من بعض المـسلمين قديـما للنـصارى فالسـبحة أصـلها من النـصارى تـسربت إلى المـسلمين النـصارى أخـذوهـا من البوديين فهي بدعـة قديـمة من بـعض أصحـاب الأديان السـابقة قبل الإسـلام تـسربت إلى النـصارى وابتـدعـوها كما ابتدعوا الرهبانية وغيرهـا ثم تسربت من النصارى إلى المـسلمين.
فلا نـرى نـحن جواز العـقد بالسـبحة لأنـها مـعارضة للسـنة الصحـيحة.
بالإضافة إلى مـا سبق:
إن السبحـة تجـر إلى أصحـابها انـحرافات سلوكية فنـحن نجد كثيرا من المتـظاهرين بالزهد وبالصلاح والتقوى يعلـقونـها على أعـناقهم ,نـجد بعض القراء المـصريين بخـاصة يلف السـبحة في مـعصمه ويرفع يده هكذا يقـرأ القرآن تـجده يـفعل هكذا مـرة وهـكذا مرة ويُلوح بـها هكذا أِشـكال وألوان ممـا يدخل في الريـاء, وأنـا أعـرف بـعض المـشايخ في دمشق الشـام كـان يتـظاهـر بأنـه ورع وتقي ومن ذلك أنـه يُدخـل يـده في جيب جبتـه والسبحة بيده, والسبحة في يده لا يـظهرها بل قد أخـفاهـا بالجـبة ,فإذا مر بـه المـار وسلم عليـه وإذا بـه يعمـل هكذا وعلـيكم السـلام راحـت السبحة في الهـواء مـا كـان خـافيا صـار ظـاهرا هذا ورع بـارد وتـكلف أبرد لـماذا هذا كـله؟
ذلك من تـسويد الشـيطان لبني الإنـسان ومصداق ذلك قوله عليـه السـلام ((خـير الهـدى هدى محـمد))هل كـان الرسول صلى الله عليه وسـلم يـعقد التـسبيح بالسبـحة؟ إن من ضلال العـامة أنـهم يقولون: إن الرسول عليـه السلام خلف كذا وكذا ومن جملة مـا خلف السبحة.
هذا من ضلالـهم فكـل هذه المـفاسد تترتب من وراء الإعـراض عـن السـنة والتـمسك بالبـدعة باخـتصار أقول : إن النـظر إلى السبحة كـوسيلة فقط مع مـعارضة ذلك للوسيلة المـشروعة وهي العـقد بالأنـامل فإنـه يترتب من وراء استـعمال السـبحة مـفاسد سلوكـية كثيـرة تـفسد النـوايا السـليمة ولذلك فلا نـرى جـواز اسـتعمـال السبحة .
تـفضل..

5-)فقـه حديـث ((الشـؤم في المـرأة والدار والفرس))
حديـث ابن عـمر في الصحيحين الشـؤم في المـرأة والدار والفـرس ,فمـا فقه هذا الحـديث ؟
هذا الحـديث جـاء بلفظين هذا أحـدهـما ((الشـؤم )) وجـاء بلفظ بـهذا المـعنى ((إنـما الشـؤم )) لكن اللفـظ الصحـيح هـو ((لو كـان الشؤم في شيء)) لـكان في هذه الأنـواع الثلاثة ((لو كـان الشؤم))
هذا الذي ينبغي الإعـتماد في رواية هذا الحـديث عن النبي صلى الله علـيه وسـلم لأن الألفـاظ الأخـرى مـع كـونـها مرجوحة رواية فهي مـخالفة للنـصوص الصـريحة التي تـقول : (( لا شـؤم في الإسـلام لا طـيرة في الإسـلام ))فقد نـهى النبي صلى الله علـيه السـلام عن التـطير فكـيف يقـره ويـجزم بوجـوده في الدار والمـرأة والفرس؟
لا هذا من حيـث الرواية شـاذ والرواية المـحفوظة الصحـيحة : ((لو كـان الشؤم في شيء لـكان في المـرأة والدار والفـرس)) هذا هو الجـواب عـن هذا السؤال .
تـفضـل ..


6-)هل في العروض زكاة
الســـائل :
هـل في العـروض زكـاة؟
الشيخ رحمه الله
فـيها اخـتلاف كبير قديم بين العـلماء الجـمهور يقولون بفرضية الزكـاة على عـروض التـجارة , وبـعض العـلماء ومنـهم ابن حـزم رحـمه الله ومن المتقدمين نـوعا مـا وصديق حسن خـان وغـيرهـما يقولون: لا زكـاة على عـروض الـتجـارة ,
وأنـا ارى رأيـهم لأنـه لم يثبت عـن أحد من الصحـابة مـا يؤيد قول الجـمهور بفريـضة الزكاة على عروض التـجارة .
.
وحـينما نـقول لا زكـاة على عـروض التـجارة فإنـما نـعني الزكـاة التي يـقول بـها الجـمهور وهي أنـهم يوجبون على كـل تـاجر في آخـر كل سنة أن يـحصوا مـا عـندهم من البـضائع وأن يقيـموها بأثـمانـها وبخـيمها الحـالية ثم يـخرجون من ذلك التـقويم بالمـائة اتنين ونص كـما لو كـانت هذه العـروض دنانير هذا النـوع من الفرض هـو فرض لا أصـل لـه في الشـرع ولو كـان لذلك وجـود مـا لكـان ممـا تتوفر الدواعي على نـقله عن سـلفنـا الصالح هذا من جـهة.
من جـهة أخـرى:
نـجد أحـاديث صحيحـة تتنـافى مع هذه الكـلية التي تـقول بفرضية الزكـاة على عـروض التـجارة.
فقد قال علـيه السـلام :((ليس على فرسـه (فرس المـؤمن) وعلى عبـده صدقة ))وهذا يـكون غالبـا من التـجارة وكـذلك جـاء في مـسند للإمـام أحـمد رحمه الله :
أن جـماعة من تـجار الخـير جـاؤوا من دمـشق الشـام إلى عـمر بن الخـطاب ومـعهـم خـيل للتـجارة. فقالوا لـه :"خذ منـا زكـاتهـا" فقال: لا زكاة عـليـها بل قال : "لم يفعلـه صاحباي من قبلي" وفي المـجلس أبو الحـسن علي ابن أبي طـالب رضي الله عـنه فقال أبو الحـسن: ((يـا أميـر المـؤمنين لو أخذتـها منـهم على انـها صدقة من الصـدقات )) فأخـذهـا منـهم على أنـها صدقة تـطوع وليـست صدقة فـريضة فـهذا يؤكد مـا هـو الأصـل ,إن الله عـز وجل فرض على لسـان نبيـه صلى الله عليـه وسلم الزكـاة على أنـواع مـنصوصة في السـنة مـعروفة مـتداولة في كـتب السـنة,
أمـا عـروض التـجارة مـع أنـها كانت مـوجودة في عـهد النبي صلى الله علـيه وآله وسلم فلم يأت ولا حـديث واحد صحـيح يوجب أخذ الزكـاة على عـروض التـجارة وبالتـقنين السـابق أو التـقويم السـابق أن هذه البـضاعة تـقوم
هذه مـكتبة -مثلا- للتـاجر الفلاني فلا بد من آخـر كل سنة تـقوم كما يـخرج منـها بالمـائة اتنين ونص هذا لا أصل له ولكــننا إذا أردنـا أن نُعـمل النـصوص العـامة في القـرآن الكـريم فــهذا بـقال بـوجوب إخـراج الزكاة عن كـل شيء يـملكه الإنـسان وهو في غـنى عـنه أي إن الله أغـناه بذلك فـيخرج منه من بـاب تـزكية الـنفس {قد أفلح من زكـاها وقد خـاب من دسـاها } ونحـو ذلك من الآيـات كقوله تـعالى {وآتـوا حـقه يوم حـصاده }
هذا نـص عـام ولكن نـعود إلى القـاعدة الـسابقة هـل جرى العـمل بـهذا النـص العـام فكـل مـا تنبـته الأرض يجب على المـسلم أن يُقـدر الحـاصل من هذه بـخمـسة أوساق -مـثلا- ثم يخـرج من هذه الخمسة أوساق إن كـان بعـلا فالعـشر وإن كـان سقـيا فنـصف العـشر لـم يـجر العـمل على هذا الإطـلاق أبدا بدليـل اتـفاق العـلماء على أن الخـضروات لا زكـاة علـيها ,واليـوم كـما تـعلمون أصبـح اسـتثمـار الأراضي بزرعـها من أشـكال وأنـواع من الخـضروات ممـا تـعطي مـالا وفيـرا لأصـحابـها, فـهل يـجب على أصحـابـها أن يخـرجـوا زكـاة هذه الخـضروات ؟
الجـواب: لا زكـاة على الخـضروات باتـفاق عـلماء أهـل السنة .
ولكن من باب كـما قلت تـزكية النـفس يخـرج شيئا منـها إعـمالا للآية السـابقة {وآتـوا حقه يـوم حـصاده }مـهمـا كـان هذا المـحصود يخـرج زكـاتـه إن كـان مـقننـا في الإسـلام فعلى هذا التـقنين وإن كـان مـطلقا فعلى هذا الإطـلاق هذا هو الذي تـوجبه الأدلة التي جـاء ذكـرهـا في الكـتاب والسـنة .
تـفضل ..

7-كيــفية التوفيق بين حديـــث : ((كـلتا يدي ربي يـمين ))وحديث:((يـطوي الله السـماوات بيـمينه والأرضين بـشمـاله))
السـائل :
أولا يـا شيـح بارك الله في عـلمك وفي عمـرك
الشيخ: الله يبـارك فيـك
السائل :وجـزاك الله خـيرا .
---ثـانيـا :
سؤالي عن حـديث عـقدي وهـو ما جـاء في صحـيح مســلم أن الرسول صلى الله عليـه وسلـم قال : ((كـلتا يدي ربي يـمين ))وفي نـفس صحـيح مـسلم حـديث آخـر من طـريق آخـر جـاء فيـه أن الرسول صلى الله عـليه وسـلم قال ((يـطوي الله السـماوات بيـمينه والأرضين بـشمـاله)) فـهنا قال(( بـشمـاله)) وهـناك قال : ((كـلتا يدي ربي يـمين)) فـكيف التـوفيق بين الحـديثين بـارك الله فـيكم .
جـواب الشيــخ :
الحقيـقة أنني أعـجب من بـعض اخـوانـنا الذين يوجـهون مـثل هـذا السـؤال, يـتوهـمون التـعارض بين مـا جـاء في بـعض الأحـاديث أن لله يـمينا ولله شـمالا وبين حـديث الذي قال فـيه علـيه السـلام ((وكـلتا يدي ربي يـمين )) يتـوهـمون التـعارض بين هذا الحـديث والأحـاديث التي تفـصل فتـقول إن لله يـمينا ولله شـمالا.
كهذا الحـديث حديث عـمر وأحـاديث القبضتين
التـي كنت أخـرجتها في أول المـجلد الأول من السلسلة الصحيـحة ففـيها:(( إن الله عـز وجل لما خلق الخـلق قبض القبضة بيمـينه -في عالم الأرواح- فقال هـؤلاء إلى الجـنة ولا أبالي وقبض قبضة بشـماله فقال هـؤلاء إلى النـار ولا أبالي ))
لا تـعارض ولا تـنافي بين هذا الحديث وما في معناه من إثبات الشمـال واليـمين وبين قوله عليه الصـلاة والسـلام ((وكلتا يدي ربي يمين)) لأن معنى ذلك كقوله تبارك وتعالى تمـاما في صفة السمـع والبـصر {ليس كـمثله شيء وهـو السـميع البصـير },
ليس كـمثله شيء
يساوي كلتا يديه يمين
وهـو سميع بـصير يسـاوي:
وله يمنى وله يسرى
فتنزيـها لله عـز وجل وبيـانا أن صفات الله عـز وجل لا تشبه صفات المـخلوقات قال الرسول عليه السـلام في الحديث المـذكور آنفا :((وكـلتا يدي ربي يـمين)) فنحن البشـر نصف أنفــسنا لنـا يمين ولنـا شـمال ,ولكن هل يـجوز لنـا أن نصف أنـفسنا فنـقول كمـا قال بـعض الوعـاظ المـصريين مخـاطبا الرسول علـيه السـلام يقول في تـعظيمه وفي مـدحه :
"يــا رسول الله **وكـلتـا يديك يمــين "
هذا هـو الضلال المـبين فلا يـجوز للمـسلم أن يصف نـفسه إلا بمـا هو مـعروف من بشريتـه فله يمـين وله شمـال ولكن لا يجـوز أن يصف بشرا مـا مـهما سـما وعلا ولو كـان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقـول وكـلتا يدي رسول الله يمـين لأن هذه الصفة ممـا تفرد بـها رب العـالمين تـبارك وتعالى
والأمـر في الصـفات كما تعلمون يوجد اشتراك لفظي بين صفات الله عز وجل وبين صفات العـباد,
الله سمـيع بصير كمت سمعتم في الآية السابقة ,ولـكنه قال بالنسبة لآدم { فجعلناه سميعا بصيرا} لكن هذا السمع وهذا البصر يختلف تـماما في حقيقتـهما عن حقيقة صـفة السمع والبـصر كـصفتين لله تـبارك وتعالى
تأكيدا لـهذا التـنزيه الذي ذكرهـا الله عـز وجل في قوله : {ليس كمثله شيء} من هذا الباب جاء قوله علـيه السـلام ((وكـلتا يدي ربي يمـين)) فاليمـين والشمـال يوجد اشتراك لفطي أمـا ((كلتا يدي ربي يـمين)) لا أحد يشاركـه في اللفظ فضلا عن المـعنى هذا هـو الجـواب عن هذا .
-انـــــتهت الأســـــئلة -
منقول
__________________
التوقيع :


To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
1-
To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.


2-
To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.


3-
To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.




رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:21 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.