أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
![]() |
![]() |
![]() |
|||||
|
![]() |
129300 | ![]() |
141719 |
#1
|
|||
|
|||
![]() التلازم بين أعمال القلوب وأعمال الجوارح والعلاقة بين الظاهر والباطن لفضيلة الشيخ علي بن حسن الحلبي الأثرينَبَّهَ شَيْخُنَا -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- فِي مُقَدِّمَتِهِ عَلَى كِتَابِ «رِيَاض الصَّالِحِينَ» (صفحة : ل-ن) -لِلإِمَامِ النَّووي- عَلَى خَطَإِ إِيْرَادِهِ -رَحِمَهُ اللهُ- لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -مَرْفُوعاً- بِلَفْظِ : «إِنَّ اللهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَامِكُمْ ، وَلاَ إِلَى صُورَكُمْ ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ»؛ فَقَالَ شَيْخُنَا -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- : «وَزَادَ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ فِي رِوَايَةٍ : «وَأَعْمَالِكُمْ» ، وَهُوَ مُخَرَّجٌ فِي «تَخْرِيجِ الحَلاَلِ وَالحَرَامِ» (410) . وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ هَامَّةٌ جِدًّا ؛ لأَنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ يَفْهَمُونَ الحَدِيثَ بِدُونِهَا فَهْماً خَاطِئاً ؛ فَإِذَا أَنْتَ أَمَرْتَهُمْ بِمَا أَمَرَهُمْ بِهِ الشَّرْعُ الحَكِيمُ مِنْ مِثْلِ إِعْفَاءِ اللِّحْيَةِ ، وَتَرْكِ التَّشَبُّهِ بِالكُفَّارِ -وَنَحْوِ ذلِكَ مِنَ التَّكَالِيفِ الشَّرْعِيَّةِ- : أَجَابُوكَ بِأَنَّ العُمْدَةَ عَلَى مَا فِي القَلْبِ ، وَاحْتَجُّوا عَلَى زَعْمِهِمْ بِهذَا الحَدِيثِ ! دُونَ أَنْ يَعْلَمُوا بِهذِهِ الزِّيَادَةِ الصَّحِيحَةِ الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّ اللهَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- يَنْظُرُ -أَيْضاً- إِلَى أَعْمَالِهِمْ ؛ فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَبِلَهَا ؛ وإِلاَّ رَدَّهَا عَلَيْهِمْ ، كَمَا تَدُلُّ عَلَى ذلِكَ عَدِيدٌ مِنَ النُّصُوصِ ؛ كَقَوْلِهِ ? : «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ». وَالحَقِيقَةُ أَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ تَصَوُّرُ صَلاَحِ القُلُوبِ إِلاَّ بِصَلاَحِ الأَعْمَالِ ، وَلاَ صَلاَحِ الأَعْمَالِ إِلاَّ بِصَلاَحِ القُلُوبِ . وَقَدْ بَيَّنَ ذلِكَ رَسُولُ اللهِ ? أَجْمَلَ بَيَانٍ فِي حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ : «... أَلاَ وَإِنْ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً ؛ إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ» ، وَحَدِيثِهِ الآخِرِ : «لَتُسَوُّنَّ صَفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ» ، أَيْ : قُلُوبِكُمْ ، وَقَوْلِهِ ? : «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمَالَ» ، وَهُوَ وَارِدٌ فِي الجَمَالِ المَادِّي المَشْرُوعِ -خَلاَفاً لِظَنِّ الكَثِيرِينَ-». ثُمَّ تَعَقَّبَ شَيْخُنَا -رَحِمَهُ اللهُ- ابْنَ عَلاَّنَ فِي «شَرْحِه» (4/406) لَمَّا قَالَ -شَارِحاً الحَدِيثَ- : «أَيْ : إِنَّهُ -تَعَالَى- لاَ يُرَتِّبُ الثَّوَابَ عَلَى كِبَرِ الجِسْمِ وَحُسْنِ الصُّورَةِ وَكَثْرَةِ العَمَلِ» ! فَرَدَّهُ -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- بِقَوْلِهِ : «وَهذَا الشَّرْحُ مِمَّا لاَ يَخْفَى بُطْلاَنُهُ ؛ لأَنَّهُ -مَعَ مُنَافَاتِهِ لِلْحَدِيثِ فِي نَصِّهِ الصَّحِيحِ- مُعَارِضٌ لِلنُّصُوصِ الكَثِيرَةِ مِنَ الكِتَابِ والسُّنَّةِ الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّ تَفَاضُلَ العِبَادِ فِي الدَّرَجَاتِ فِي الجَنَّةِ إِنَّمَا هُوَ بِالنِّسْبَةِ للأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ -كَثْرَةً وَقِلَّةً- ؛ مِنْ ذلِكَ قَوْلُهُ -تَعَالَى- : {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا} ، وَقَوْلُهُ فِي الحَدِيثِ القُدُسِيِّ : «... يَا عِبَادِي ! إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ ، أُحْصِيهَا لَكُمْ ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا ؛ فَمَنْ وَجَدَ خَيْراً فَلْيَحْمَدِ الله ...». وَكَيْفَ يُعْقَلُ أَنْ لاَ يَنْظُرَ اللهُ إِلَى العَمَلِ -كَالأَجْسَادِ وَالصُّوَرِ- ؛ وَهُوَ الأَسَاسُ فِي دُخُولِ الجَنَّةِ بَعْدَ الإِيمَانِ ؛ كَمَا قَالَ -تَعَالَى- : {ادْخُلُوا الجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}؟! فَتَأَمَّلْ كُمْ يُبْعِدُ التَّقْلِيدُ أَهْلَهُ عَنِ الصَّوَابِ ، وَيُلْقِي بِهِمْ فِي وَادٍ مِنَ الخَطإِ سَحِيقٍ ! وَمَا ذلِكَ إِلاَّ لإِعْرَاضِهِمْ عَنْ دِرَاسَةِ السُّنَّةِ فِي أُمَّهَاتِ كُتُبِهَا المُعْتَمَدَةِ ، واللهُ المُسْتَعَانُ». أَقُولُ : فهذَا أَصْلُ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ -الَّتِي بِهَا فَارَقُوا المُرْجِئَةَ -فِي مَسْأَلَةِ الإِيْمَانِ- الَّتِي مِنْهَا ضَلُّوا ، وَعَنْهَا انْحَرَفُوا ، وَهِيَ : حَقِيقَةُ التَّلاَزُمِ بَيْنَ الظَّاهِرِ -قَوْلاً وَعَمَلاً- ، وَالبَاطِنِ- تَصْدِيقاً وَإِذْعَاناً- ، وَنَابَذُوا أَقْوالَهُمْ -حَقِيقَةً وَلَفْظاً- . ولَكِنَّ جَهْلَ (البَعْضِ) بِحَقِيقَةِ قَاعِدَةِ (التَّلاَزُمِ) بَيْنَ شُعَبِ الإِيْمَانِ -بِأَنْواعِهَا -قُوَّةً وَضَعْفاً ، وُجُوداً وَانْتِفَاءاً- وَعَدَمَ اسْتِيعَابِهَا- أَوْقَعَهُمْ فِي الخَلْطِ وَالخَبْطِ فِي هذِهِ المَسْأَلَةِ الدَّقِيقَةِ ، وَعَدَمِ الضَّبْطِ لِهَا ، أَوْ مَعْرِفَةِ مَا يَنْبَنِي عَلَيْهَا !! وَلِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ -رَحِمَهُ اللهُ- كَلاَمٌ عَظِيمٌ فِي تَأْصِيلِ هذِهِ القَاعِدَةِ فِي «مَجْمُوعِ الفَتَاوَى» (7/642-644) : ذَكَرَهُ -رَحِمَهُ اللهُ- بَعْدَ بَيَانِهِ أَنَّهُ (لاَ شَيءَ أَفْضَلُ مِنْ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ) ، وَأَنَّ (أَحْسَنَ الحَسَنَاتِ التَّوحيدُ) ؛ فَقَالَ -رَحِمَهُ اللهُ- مَا نَصُّهُ : «فَأَصْلُ الإِيمَانِ فِي القَلْبِ - وَهُوَ قَوْلُ القَلْبِ وَعَمَلُهُ ، وَهُوَ إِقْرارٌ بِالتَّصْدِيقِ وَالحُبِّ وَالانْقِيَادِ -؛ وَمَا كَانَ فِي القَلْبِ فَلاَ بُدَّ أَنْ يَظْهَرَ مُوجَبُهُ وَمُقْتَضَاهُ عَلَى الجَوَارِحِ ، وَإِذَا لَمْ يَعْمَلْ بِمُوجَبِهِ وَمُقْتَضَاهُ دَلَّ عَلَى عَدَمِهِ أَوْ ضَعْفِهِ) . وَلِهذَا كَانَتِ الأَعْمَالُ الظَّاهِرَةُ مِنْ مُوجَبِ إِيمَانِ القَلْبِ وَمُقْتَضَاهُ ، وَهِيَ تَصْدِيقٌ لِمَا فِي القَلْبِ ، وَدَلِيلٌ علَيْهِ وَشَاهِدٌ لَهُ ، وَهِيَ شُعْبَةٌ مِنْ مَجْمُوعِ الإِيمَانِ المُطْلَقِ وَبَعْضٌ لَهُ ؛ لَكِنَّ مَا فِي القَلْبِ هُوَ الأَصْلُ لِمَا عَلَى الجَوَارِحِ» . أَقُولُ : هذَا هُوَ الكَلاَمُ الفصْل ، الَّذِي يُرَدُّ لَهُ كُلُّ فَرْعٍ وَفَصْل ؛ فَالوَاجِبُ تَأَمُّلُهُ ، وَتَفَهُّمُهُ ، وَضَبْطُهُ ... مِنْ أَجْلِ هذَا وَصَفَ الإِمَامُ ابْنُ قَيِّمِ الجَوْزِيَّةِ فِي «مَدَارِجِ السَّالِكِينَ» (1/101) (عَمَلَ القَلْبِ ؛ كَالمَحَبَّةِ لَهُ ، وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ ، وَالإِنَابَةِ إِلَيْهِ ... و ... و ... وَغَيْر ذلِكَ مِنْ أَعْمَالِ القُلُوبِ) ، بِأَنَّهَا : «أَفْرَضُ مِنْ أَعْمَالِ الجَوَارِحِ ، وَمُسْتَحَبُّهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ مُسْتَحَبِّهَا...». وَهذَا الكَلاَمُ -وَذَاكَ- مَبْنِيَّانِ عَلَى أَصْلٍ قَوِيمٍ رَاسِخٍ ، وَهُوَ : «أَنَّ شُعَبَ الإِيمَانِ قَدْ تَتَلاَزَمُ عِنْدَ القُوَّةِ ، وَلاَ تَتَلاَزَمُ عِنْدَ الضَّعْفِ ...» ؛ كَمَا قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ فِي «المَجْمُوع» (7/ 522). وَقَالَ -رَحِمَهُ اللهُ- (7/ 234) -فِي مَوْضِعٍ آخَرَ- مُعَلِّلاً- : «...فَإِنَّ قُوَّةَ المُسَبَّبِ دَلِيلٌ عَلَى قُوَّةِ السَّبَبِ ، وَهذِهِ الأُمُورُ نَشَأَتْ عَنِ العِلْمِ ؛ فَالعِلْمُ بِالمَحْبُوبِ يَسْتَلْزِمُ طَلَبَهُ ، وَالعِلْمُ بِالمَخُوفِ يَسْتَلْزِمُ الهَرَبَ مِنْهُ ؛ فَإِذَا لَمْ يَحْصُلِ الَّلاَزِمُ : دَلَّ عَلَى ضَعْفِ المَلْزُومِ ...» . وَقَالَ -رَحِمِهُ اللهُ- (7/198) : «وَذلِكَ لأَنَّ أَصْلَ الإِيمَانِ هُوَ مَا فِي القَلْبِ ، والأَعْمَالُ الظَّاهِرَةُ لاَزِمَةٌ لِذلِكَ ؛ لاَ يُتَصَوَّرُ وُجُودُ (إِيمَانِ القَلْبِ الوَاجبِ) مَعَ عَدَمِ جَمِيعِ أَعْمَالِ الجَوَارِحِ ؛ بَلْ مَتَى نَقَصَتِ الأَعْمَالُ الظَّاهِرَةُ كَانَ لِنَقْصِ الإِيمَانِ الَّذِي فِي القَلْبِ ؛ فَصَارَ الإِيمَانُ مُتَنَاوِلاً لِلْمَلْزُومِ وَاللاَّزِمِ -وإِنْ كَانَ أَصْلُهُ مَا فِي القَلْبِ- ؛ وَحَيْثُ عُطِفَتْ عَلَيْهِ الأَعْمَالُ ؛ فَإِنَّهُ أُرِيدَ أَنَّهُ لاَ يُكْتَفَى بِإِيمَانِ القَلْبِ ؛ بَلْ لاَ بُدَّ مَعَهُ مِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ...» . إِذاً ؛ «أَعْمَالُ القُلُوبِ هِيَ الأَصْلُ ، وَإِيْمَانُ القَلْبِ هُوَ الأَصْلُ»... أَقُولُ : وَمِنْ هذِهِ القَاعِدَةِ يُمْكِنُ تَصَوُّرُ وَفَهْمُ الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ الوَارِدَةِ فِي نَجَاةِ مَنْ قَالَ : (لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ) ، وَلَيْسَ فِي قَلْبِهِ إِلاَّ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيْمَانٍ ، وَتَصَوُّرُ حَقِيقَةِ التَّلاَزُمِ بَيْنَ الظَّاهِرِ وَالبَاطِنِ فِي هذَا الإِطَارِ ؛ وَذلِكَ بِضَمِيمَةِ كَلاَمِ شَيْخِ الإِسْلاَمِ فِي «مَجْمُوعِ الفَتَاوَى» (7/ 616) : «إِذَا كَانَ العَبْدُ يَفْعَلُ بَعْضَ المَأْمُورَاتِ وَيَتْرُكُ بَعْضَهَا : كَانَ مَعَهُ مِنَ الإِيْمَانِ بِحَسْبِ مَا فَعَلَهُ ، وَالإِيْمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ». وَهذَا أَصْلٌ مُهِمٌّ -غَايَةً- ؛ مَنْ فَهِمَهُ وَاسْتَوْعَبَ حَقِيقَتَهُ : حُلَّتْ لَهُ إِشْكَالِيَّةُ هذِهِ المَسْأَلَةِ –بَدْءاً وَانْتِهَاءً- |
#2
|
|||
|
|||
![]()
بارك الله في شيخنا علي وحفظه من كل مكروه
وبارك في الناقل محمد على نقله الموفق ![]()
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog |
#3
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
قول شيخ الإسلام رحمه الله (( أَنَّ شُعَبَ الإِيمَانِ قَدْ تَتَلاَزَمُ عِنْدَ القُوَّةِ ، وَلاَ تَتَلاَزَمُ عِنْدَ الضَّعْفِ )) لا يُفهم منه أن التلازم بين الباطن والظاهر منفك في حال العدم , وإنما المقصود بهذه العبارة أن ضعف الإيمان الباطن يؤدي إلى ضعف الانقياد الظاهر , مما يجعل المسلم قد يفعل فعل الكفار , أو يترك شيئاً من الواجبات . فالتلازم بين الباطن والظاهر تام : فعند القوة يقوى الظاهر لقوة الباطن . وعند الضعف يضعف الظاهر لضعف الباطن . وعند العدم يُعدم الظاهر لعدم الباطن . والعكس بالعكس . وهذا صريح قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله " . وهذا ظاهر قول شيخ الإسلام -رَحِمِهُ اللهُ- (7/198) : «وَذلِكَ لأَنَّ أَصْلَ الإِيمَانِ هُوَ مَا فِي القَلْبِ ، والأَعْمَالُ الظَّاهِرَةُ لاَزِمَةٌ لِذلِكَ ؛ لاَ يُتَصَوَّرُ وُجُودُ (إِيمَانِ القَلْبِ الوَاجبِ) مَعَ عَدَمِ جَمِيعِ أَعْمَالِ الجَوَارِحِ ؛ بَلْ مَتَى نَقَصَتِ الأَعْمَالُ الظَّاهِرَةُ كَانَ لِنَقْصِ الإِيمَانِ الَّذِي فِي القَلْبِ ؛ فَصَارَ الإِيمَانُ مُتَنَاوِلاً لِلْمَلْزُومِ وَاللاَّزِمِ -وإِنْ كَانَ أَصْلُهُ مَا فِي القَلْبِ- ؛ وَحَيْثُ عُطِفَتْ عَلَيْهِ الأَعْمَالُ ؛ فَإِنَّهُ أُرِيدَ أَنَّهُ لاَ يُكْتَفَى بِإِيمَانِ القَلْبِ ؛ بَلْ لاَ بُدَّ مَعَهُ مِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ...» فمن فسر معنى (( إيمان القلب الواجب )) بإيمان القلب الصحيح , زال عنده الإشكال . والله الموفق . |
#4
|
|||
|
|||
![]()
أخانا الفاضل اسمح لي بمداخلة
هل كلام شيخ الاسلام هدا يبين فيه خطأ المرجئة أم هو يؤصل ويقعد ؟؟؟ فهناك دقيقة في الموضوع |
#5
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
اقتباس:
تأصيلات وتفصيلات شيخ الإسلام في الإيمان كلها مفيدة , ولكن يجب فهم مراده كما نقل وكما أراد رحمه الله . فهو عندما يناقش الجهمية ويقول رحمه الله : (( من الممتنع أن يكون الإيمان كاملاً في القلب بدون شيء من عمل الجوارح )) انتهى بمعناه لا يجوز الاستشهاد بهذا الكلام على أن الامتناع مقتصر على هذه الصورة , فإن قال قائل : وكذلك مطلق الإيمان ممتنع مع عدم وجود شيء من أعمال الجوارح بالكلية . فيقول لك المستشهد : شيخ الإسلام إنما قال (( الإيمان المطلق الكامل )) !! فإذا قلت له : إنما هو يناقش الجهمية وغلاة المرجئة الذين يقولون بكمال الإيمان بدون عمل ! بل لو نقلت له موضع أخر لشيخ الإسلام يصرح بأن الإيمان الواجب ممتنع مع انتفاء أعمال الجوارح . فيقول لك : (( الإيمان الواجب )) هو هو (( الإيمان الكامل التام )) ؟!! وفي هذا نظر لأن (( الإيمان الواجب )) هو ما يوجب صحة الإيمان لا كماله . يقول شيخ الإسلام رحمه الله في شرحه على الأصفهانية : " فكذلك التصديق الجازم إذا حصل في القلب , تبعه عمل من عمل القلب لا محالة , لا يتصور أن ينفك عنه , بل يتبعه الممكن من عمل الجوارح , فمتى لم يتبعه شيء من عمل القلب , علم أنه ليس بتصديق جازم فلا يكون إيماناً ".اهـ فهذا صريح في أن التلازم بين الظاهر والباطن تام لا انفكاك بينهما عند شيخ الإسلام رحمه الله .والله الموفق |
#6
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً، واحمد الله تعالى على نعمه الظاهرة والباطنة بما يليق بجلالة..أما بعد، فيا أخي الكريم إن شيخ الإسلام ابن تيمية أولاً يؤصل ويعقد، وأيضاً يرد على المرجئة في جميع ما كتب أو قال رحمه الله رحمة واسعة. واسمح لي في البداية بهذا السؤال؟ ما هوالإيمان المطلق ؟ إن الإيمان المطلق هو قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح، وهي جميع شعب الإيمان الكامل، أي : كل ما شرعه الله ـ سبحانه وتعالى ـ من الأقوال، والأعمال الظاهرة والباطنة، كالصلاة والزكاة والصّيام والتوكل والخوف وغيرها مما تضمنت بعضَه الآيةُ الكريمة : ﴿إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم..|.... أولئك هم المؤمنون حقاً﴾. وكما قال ابن القيم:في كتابه (الصلاة) ص24: حقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل، والقول قسمان: [قول القلب : وهو الاعتقاد. وقول اللسان : وهو التكلم بكلمة الإسلام]. وهذا يؤدي إلى سؤال أخر ما معنى الإيمان الواجب؟ هو الإيمان الذي يشمل أصل الإيمان الباطن وأعماله الظاهرة الواجبة مع ترك المحرمات، مما يوجب لصاحبه الوعد ـ الجنة بلا عذاب ـ ويعبّر عنه بالمؤمن المطلق (19/294). وبمعنى آخر هو من أتى: 1ـ بأصل الإيمان 2ـ وبالأعمال الظاهرة الواجبة. 3ـ وترك المحرمات . أي: لم يفعل المستحبات قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في «الفتاوى» (7/21): (فتبين أن أهل رهبة الله يكونون مُتَّقين لله، مستحقين لجنته بلا عذاب، وهؤلاء هم الذين أتوا بالإيمان الواجب). وقال ـ أيضاً ـ في «الفتاوى» (7/358): فالمسلم الذي لم يقم بواجب الإيمان هو الظالم لنفسه، والمقتصد هو (المؤمن المطلق) الذي أدى الواجب وترك المحرم؛ والسابق بالخيرات هو المحسن الذي عبد الله كأنه يراه. وقال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في (الفتاوى) (7/243) ـ بعد ذكر قول الله- ـ تعالى :- ﴿ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا﴾، ـ ما نصه ـ: ومعلوم أنه ليس مَن لم يكن كذلك؛ يكون منافقاً من أهل الدرْك الأسفل من النار، بل لا يكون قد أتى بالإيمان الواجب، فنفى عنه كما ينفي سائر الأسماء عمن ترك بعض ما يجب عليه؛ فكذلك (الأعراب) لم يأتوا بالإيمان الواجب فنفى عنهم لذلك وإن كانوا مسلمين، معهم من الإيمان ما يثابون عليه وقال سبحانه و تعالى { قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئاً إن الله غفور رحيم} (الحجرات 14). وإذا قلنا ماهو أصل الإيمان ؟ فالجواب يكون: (هو قول القلب: وهو المعرفة والعلم والتصديق).وعمل القلب ويشمل الانقياد والمحبة والخضوع والتعظيم.وتارة يطلق على ما في القلب واللسان. قال ابن تيمية- رحمه الله - في الفتاوى(7/637): ( وهو مركب من أصل لا يتم بدونه ومن واجب ينقص بفواته نقصا يستحق صاحبه العقوبة ومن مستحب يفوت بفواته علو الدرجة فالناس فيه ظالم لنفسه ومقتصد). ولما جاءت بدعة الإرجاء، وأدركت زمن كثير من التابعين، والمرجئة هم الذين يقولون: إنه لا تضر مع الإيمان معصية! أنت مؤمن؟ تقول: نعم. يقول لك: لا تضرك المعصية مع الإيمان، تزني، وتسرق، وتشرب الخمر، وتقتل، ما دُمت مؤمناً، فأنت مؤمن كامل الإيمان، وإن فعلت كل معصية! ياللعجب أهكذا يكون الإيمان؟؟!! كما زعمت المرجئة، كلا والله؟! إنه كما قال شيخ الإسلام:- (أصل الإيمان فى القلب وهو قول القلب وعمله وهو إقرار بالتصديق والحب والانقياد وما كان فى القلب فلابد أن يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح واذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دل على عدمه أو ضعفه ولهذا كانت الأعمال الظاهرة من موجب ايمان القلب ومقتضاه وهى تصديق لما فى القلب ودليل عليه وشاهد له وهى شعبة من مجموع الإيمان المطلق وبعض له لكن ما فى القلب هو الأصل لما على الجوارح). ثم أخي الفاضل ارجع إلى كتب شيخ الإسلام ، وكتب أهل السنة والجماعة سوف تجد ما تصبو إليه نفسك من المعرفة، مثل كتاب شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، شرحة وفصله فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، رحمه الله وجزاه خيراً عن أمة الإسلام.
__________________
إن أول مراتب العلم حسن السؤال، ثم حسن الاستماع ثم حسن الفهم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم ) [الأحزاب: 70 ،71] . "محمد أبـو عبدالـلـه الســـــــــلفـي" |
#7
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
العكس غير صحيح في قضية المنافقين فظاهرهم يمكن أن يكون قوي بالصلاة والجهاد والصدقات... بينما باطنهم معدوم بل ممتلئ ببغض الله ودينه ونبيه |
#8
|
|||
|
|||
![]()
يا خالد لا دخل للمنافقين في بحثنا , فنحن نتكلم عن الإيمان النافع والمنجي لصاحبه فتنبه !
|
#9
|
|||
|
|||
![]()
أخي محمد السلف قاطبة يقولون : الإيمان هو قول وعمل واعتقاد .
فلماذا الآن أصبح هذا التعريف للإيمان المطلق وليس لمطلق الإيمان ؟ وما الذي جعل المثقال حبة خردل من إيمان خارج تعريف السلف ؟ وما جوابك عن هذا التفصيل لشيخ الإسلام المبين لحقيقة الإيمان وأنه لا تنفك أجزاءه بعضها عن بعض كما هو هذا : اقتباس:
|
![]() |
|
|
![]() |
![]() |