مُوَشَّحٌ أَنْدُلُسِيٌ بِنَكَهَةٍ مُوْصِلِيَّةٍ

[احمد بن ابي صالح]

مُوَشَّحٌ أَنْدُلُسِيٌ بِنَكَهَةٍ مُوْصِلِيَّةٍ أَبو محمد


يَا لَيَالِي الطِّيْبِ وَالأُنْسِ الْتِيْ
قَدْ قَضَيْنَاهَا بِأَرْضِ الْمُوْصِلِ

سَوْفَ يَبْقَىْ حُبُّنَا الأَسْمىْ وَمَا الْـ
حُبُّ إِلا لِلْحَبِيْبِ الأَوَّلِ

أَنْتِ يَا أُمُّ الرَّبِيْعِيْنِ الهَوَىْ
وَالفُؤَادُ الصَّبُّ فِيْكِ قَدْ هَوَىْ

لَيْسَ لِيْ صَبْرٌ عَلَيْكِ فِيْ الجَوَى
غَيْرَ أَنِّي فِيْ هَوَاكِ مُبْتَلِيْ

ذَلِكَ الزَّهْرُ الْجَمِيْلُ فِيْ الدُّنَا
يَرْقُصُ الطَّيْرُ عَلَيْهِ إِذْ دَنَى

مِنْ هُنَا يَأَتِي الرَّبِيْعُ مِنْ هُنَا
مَهْرَجَانٌ لِلرَّبِيْعِ الأَجْمَلِ

لَيْتَ شِعْرِيْ أَيُّ شَيءٍ أَدَّعِي
غَيْرَ أَنِّيْ مُوْصِلِيٌّ أَصْمَعِيْ

قَدْ جَمَعْتُ العِلْمَ وَالشِّعْرَ مَعِيْ
فَاسْْتَمِعْ صَوْتَ صَفِيْرِ البُلْبُلِ

كُلَّمَا نَادَتْ بِلادِيْ كُلَّمَا
هَزَّنِيْ شَوْقٌ إِلِيْهَا قَدْ نَمَا

لا تَسَلْنِيْ كَيْفَ هَذَا أَوْ لِمَا
بَلْ سَلِ الْحَدْبَاءَ يَا هَذَا سَلِ

يَا مَنَارَ الْعِلْمِ يَا حَدْبَاءُهُ
أَنْتِ أَلْفُ الْعِلْمِ أَنْتِ بَاءُهُ

قَدْ بَلَغْتِ الشَّأْوَ مُذْ أَبَاءُهُ
فَاوْصِلِيْ مَاضِيْكِ بِالْمُسْتَقْبَلِ

نَحْنُ أَبْنَاءُ البِلادِ نَيْنَوَىْ
قَدْ قَطَعْنَا الْعَهْدَ نَمْضِيْهِ سَوَا

فِيْ ذُرَىْ الْعَلْيَاءِ أَحْكَمْنَا الْلِوَا
أَنَّنَا نُعْلِيْكِ وَاللهُ العَلِيْ

نَحْنُ أَهْلُ الْعِلمِ وَالسَّيْفِ الْذِيْ
كُلُّ حَزْمٍ مِنْ هُداهُ يَحْتَذِيْ

قَدْ بَلَغْنَا نَجْمَةَ الصُّبْحِ النَّدِيْ
إِنْ جَهِلْتَ الأَمْرَ يَا هَذَا سَلِ

قَدْ جَمَعْنا الْبَأْسَ وَالْحِلْمَ النَّدِيْ
قَدْ سَبَقْنا الجُوْدَ فِيْ بَذْلِ اليَدِ

كَمْ قَصَمْنَا مِنْ ظُهُوْرِ المُعْتَدِيْ
كُلُّ لَيْلٍ فِيْ يدَيْنَا يَنْجَلِيْ

مِنْ هُنَا قَامَ ابْنُ مَتَّيْ يُوْنُسُ
يُعْلِنُ التَّوْحِيْدَ كَيْمَا يُؤْنَسُ

قَدْ دَعَانَا فِيْ ظَلامٍ يَدْمِسُ
فَاسْتَجَبْنَا لِلنَّبِيِّ الْمُبْتَلِيْ