وسطية الفرقة الناجية..
الحمد لله رب العالمين.والصلاة والسلام على النبي الأمين.وبعد. فهذا موضوع مختصر في وسطية أهل السنة والجماعة(الفرقة الناجية) ...وسبب توسط هذه الفرقة هو أنهم أعتمدوا النص وأخذوا بكل أطراف الأدلة وقدموها على العقل وعظموا قدرها في نفوسهم فلم يخالفوها برأي ساقط ولا بعقل متفاهت.بل سلكوا في فهمهم لهذه النصوص مسلك الصحابه رضي الله عنهم،فهم لا يأخذون معتقدهم إلا من الكتاب والسنة على سلف الأمة،فلا يدخلون في أبواب الإعتقاد متأولين بآرائهم ولا متوهمن بأفكارهم -بل يقولون ما قال السلف الصالح،ويعملون كما عمل السلف الصالح، ويقفون حيث وقف السلف الصالح..وهذه صور من وسطيتهم.أولا-وسطيتهم -في الأيمان بالأسماء والصفات بين الممثلة والمعطلة...فالمعطله وهم الجهمية أتباع الجهم بن صفوان.فإنهم عطلوا الله تعالى عن أسمائه وصفاته .والتمثيل.كأن يقال يد الله مثل أيدينا.أو وجهه مثل وجوهنا.تعالى الله عن ذلك علوا كبير فأهل السنة توسطوا فأثبتوا لله تعالى ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات في كتابه وما أثبته له نبيه صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل.ثانيا-وسطيتهم في باب مسائل الدين والأحكام.بين الخوارج والمرجئه.فالخوارج يكفرون مرتكب الكبيرة.وينكرون الشفاعة في الآخرة.والمرجئه يخرجون الأعمال من مسمى الأيمان ويقولون (لا يضر مع الأيمان ذنب) وأهل السنة توسطوا ..فلم يكفروا مرتكب الكبيرة ولا قالوا كما قالت المرجئه.بل يقولون أمره على الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له.ثالثا-وسطيتهم.في مساؤل القدر -بين- الجبرية والقدرية..رابعا-وسطيتهم في باب آل البيت والصحابة-بين الروافض والخوارج.فالروافض عظموا آل البيت ورفعوهم أعلى من منزلتهم .والخوارج جفوا في ذلك.فأهل السنة رضي الله عنهم توسطوا.خامسا -وسطيتهم في التعامل مع الحكام.وولاة الأمر بين من أرتمى في أحضانهم وجعلهم أربابا من دون الله فيحل ما أحلوه وإن كان حراما،ويحرم ما حرموه وإن كان حلالا.وبين من دعا للخروج عليهم وسفك دمائهم ووقع فيهم تبديعا وتكفيرا زاعما أنه من باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر..فجاء أهل السنة فقرروا أنه تجب طاعتهم بالمعروف.ولايجوز الخروج عليهم بقول أو فعل إلا إذا رأينا كفرا بواحا عندنا فيه برهان صحيح....والله تعالى أعلم..من كتاب (إتحاف أولي الألباب)للشيخ السعيدان -بتصرف
__________________
العلم قال الله قال رسوله §§ قال الصحابة هم أولو العرفان@
|