الاستدراكات على التراجعات للشيخ الألباني

[ابو اسحاق الجزائري]

- في هذا القسم أذكر بعض الأحاديث التي فاتت الأخ في كتابه [تراجعات الشيخ الألباني]وقد عثرت عليه في كتب الشيخ قد صرح إما بتضعيفها أو تصحيحها و أرجو من الإخوة أن يدعموا هذا الموضع لتعم الفائدة و الله المستعان و عليه التكلان .

1- "كان يبعث إلى المطاهر ، فيؤتى بالماء ، فيشربه يرجو بركة أيدي المسلمين" صححه في الصحيحة [2118] ثم ضعفه في الضعيفة [6479].قال رحمه الله :"وثبت ضعف الحديث ونكارته ، ثم وجدت عبدالرزاق في "المصنف" (1/74/338) قد تابع وكيعاً على إرساله .
وبعد كتابة ما تقدم لفت نظري أحد الإخوة - جزاه الله خيراً - إلى أن الحديث مخرج في "الصحيحة " برقم (2118) . فلما قرأت التخريج فيه ؛ وجدت الاختلاف بينه وبين تخريجه هنا أمراً طبيعياً جداً ، يقع ذلك كثيراً في بعض الأحاديث ".

2- "ما بال أقوام يصلون معنا لا يحسنون الطهور ؟ فإنما يلبس علينا القرآن أولئك" ضعفه في تمام المنة[ص180] ثم صححه في أصل صفة الصلاة [2/440]
قال رحمه الله :"{ وسنده جيد . هذا هو الذي استقر عليه الرأي أخيراً ؛ خلافاً لما كنت ذكرته في " تمام المنة " (ص 180) وغيره ؛ فليُعلم } ."

[ابو اسحاق الجزائري]

و أنا اتصفح القسم وجدت مشاركة تصب في هذا المعنى لأخينا عبدالله بن مسلم فبادرت لإضافتها و أرجو من له مشاركة في هذا الباب أن يسجلها لعل طالب علم نابه يؤلف في هذا الموضوع فيستفيد من المشاركات وجزاكم الله خيراً.
3- "ما يخرج رجل شيئاً من الصدقة حتى يفك عنها لَحْيَي سبعين شيطاناً "صححه في الصحيحة [1268] ثم ضعفه في الضعيفة [6823].قال رحمه الله :"قلت: وهذه فائدة عزيزة، حفظها لنا إمام السنة في " مسنده " جزاه الله خيراً ؛ كشفت لنا عن علة الحديث التي غفلنا عنها برهة من الدهر، تبعاً لغيرنا ؛ نقد قال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين "! ووافقه الذهبي! وأقررتهما في " الصحيحة " ( رقم 1268 )، وكانت غفلة أسأل الله أن يغفرها لي، مع أنني كنت تنبهت لها ؛ فذكرته في " ضعيف الترغيب " رقم ( 543 )

[عبد الله بن مسلم]

بارك الله فيك، موضوع مهم يستحق التثبيت! أرجو من الاخوة التفاعل.

و هذا حديث آخر أيضاً تراجع الشيخ الألباني رحمه الله عن تصحيحه:

4- أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ , وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ , أَوْ تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً , أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا , أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا , وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ شَهْرًا , وَمَنَ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ , وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ رَجَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَتَهَيَّأَ لَهُ أَثْبَتَ اللَّهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامِ .

و للفائدة، قد سألت الشيخ علي الحلبي عن صحة هذا الحديث، و هذا كان جوابه:

**حديث ضعيف!
وكان شيخنا يصححه..
ثم ضعّفه-رحمه الله-..

هذا كان جواب الشيخ علي عندما سألته مرة أخرى:

*حذفه شيخنا من رسالته (قيام رمضان)الطبعة الثانية!
بوركتم..

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=10472

[ابو اسحاق الجزائري]

جزاك الله خيراً أخي عبد الله على التفاعل
ووفقك لمرضاته.

[ابو اسحاق الجزائري]

وهذا حديث آخر قد فات أخانا المؤلف ـ وفقه الله ـ ذكره في كتابه [تراجعات العلامة الألباني]

4 -"من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة فقال عمر بن الخطاب إذا نستكثر يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكثر وأطيب".

ضعفه الشيخ في ضعيف الترغيب (893) ثم صححه في الصحيحة (589) وقال في آخر بحثه -رحمه الله-:"فإذا ضم إلى هذا المرسل الصحيح الموصولان من حديث معاذ و أبي هريرة ، تقوى الحديث ، و بلغ رتبة الحسن على أقل الدرجات ."

[ابو اسحاق الجزائري]

- ومما ينبغي أن يستدرك أو ينبه عليه من كتاب أخينا- وفقه الله- [وإن كنت مخطئً فليضحح لي الإخوة]أنه ذكرتضعيف الشيخ حديث عمر في سؤاله النبي وسقا من تمر وهو حق غير أنه أورد في كتابه بلفظ حديث صحيح من رواية بن مسعود ولمزيد بيان أورد ألفاظ الحديثين فأقول :
- أما حديث عمر فقد ضعفه الشيخ في السلسلة الضعيفة [6003]و لفظه :
"عن هاشم بن عبد الله بن الزبير:أنَّ عمر بن الخطاب أصابته مصيبة ، فأتى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فشكا إليه ذلك ، وسأله أن يأمر له بوَسَقٍ من تمر ، فقال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"إن شئت ، أمرن لك بوسق من تمر ، وإن شئت ، علمتك كلمات هي خيرلك قال : علِّمنيهنَّ ومُرْ لي بوسق ، فإني ذوحاجة إليه . فقال :"قُلِ اللهم ! احفظني بالإسلامِ قاعداً ، واحفظني بالإسلام قائماً ، واحفظني بالإسلام راقداً ، ولا تُطع فيّ عَدُوّاً حاسداً ، أعوذُ بك مِنْ شرِّ ما أنت آخذ بناصيته ، وأسألك من الخيرِ الذي بيدك كلِّه" .
أمَّا حديث بن مسعود فقد صححه الشيخ في الصحيحة[1540] ولفظه :" أنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يَدْعُو: اللهمَّ احفظني بالإسلامِ قائماً، واحفظني بالإسلام قاعداً، واحفظني بالإسلام راقداً، ولا تُشمِتْ بي عدواً ولا حاسداً، اللهمَّ إني أسألُكَ من كلِّ خير خزائِنهُ بيدك، وأعوذُ بك من كلِّ شرٍّ خزائنه بيدكَ ".
وقد ذكر الشيخ الفرق بينهما :
1- أن الأول فيه قصة لعمر بخلاف الثاني.
2- أن حديث عمر فيه أمر بالدعاء أما الثاني فالدعاء منه -صلى اللَّه علَيه وَسَلَّمَ- فشهادة الثاني للأول قاصرة فلا يحسن بها و لكن العكس صحيح.
قال الشيخ- رحمه الله- :"وإذا عرفت هذا ، فقد أخطأ المعلقون على "موارد الظمآن" بتحسين حديث الترجمة فإنهم تجاهلوا حال (معلى بن رؤية) ، فلم يتعرضوا له بذكر، وزادوا في الطين بِلَّة أنهم ذكروا حديث ابن مسعود شاهداً له ! غافلين أو متجاهلين أنه شاهد قاصر ، لأنه ليس فيه قصة عمر وطلبه الوسق ، ولا أمره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياه بالدعاء، فضلاً عن غفلتهم عن التحريف الذي وقع في اسم الراوي (أبي الصهباء)وكم لهم من مثل هذا ".
ومن كان له زيادة فائدة فليتحفنا و الله أعلم وأحكم .

[عبد الله بن مسلم]

جزاك الله خيراً!

[ابا عبد البر]

هل صحيح أن الشيخ الألباني تراجع عن الزيادة التي في التحية ومغفرته

[ابو اسحاق الجزائري]

ومما فات أخانا في كتابه المذكور :
5- " تكون إبل للشياطين، وبيوت للشياطين ، فأما إبل الشياطين ، فقد رأيتها ،
يخرج أحدكم بجنيبات معه قد أسمنها ، فلا يعلوبعيرا منها ، ويمر بأخيه قد
انقطع به ، فلا يحمله. وأما بيوت الشياطين ؛ فلم أرها "
صححه الشيخ في السلسلة الصحيحة (93) ثم ضعفه في السلسلة الضعيفة (2303) قال
– رحمه الله -:" ثم تبين أن فيه انقطاعا بين سعيد وأبي هريرة ، قال ابن
أبي حاتم في " المراسيل" ( ص 52 ) عن أبيه :" سعيد لم يلق أبا هريرة " ،
ونقله عنه العلائي ( 224/246 ) ، وأقره .
وقد كنت أوردت الحديث في " الصحيحة " برقم ( 93 ) قبل أن يتبين لي الانقطاع
المذكور ، فالحمد لله الذي هدانا لهذا ، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا
الله ".
و قد ذكر في مقدمة الكتاب كلاما ًبديعاً ، يكتب بماء الذَّهب يدل على بحثٍ
متجردٍ و انصافٍ ، اتحف به إخواني قال :" طال ما أقول مذكراً إخواني:
إن العلم لا يقبل الجمود، أكرر ذلك في مجالسي
ومحاضراتي، وفي تضاعيف بعض مؤلفاتي وذلك مما يوجب على المسلم أن يتراجع عن
خطئه عند ظهوره، وأن لا يجمد عليه، أسوة بالأئمة الذين كان للواحد منهم في
بعض الرواة أكثر من قول واحد توثيقاً وتجريحاً، وفي المسألة الفقهية
الواحدة أقوال عديدة وكل ذلك معروف عند العلماء. من أجل ذلك فإنه لا يصعب
علي أن أتراجع عن الخطأ إذا تبين لي و[ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ
عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا
يَشْكُرُونَ][يوسف-38]".
فَرحِم الله الشيخ رحمةً واسعةً ،وكما قال الذَّهبي :" الإِنصَافُ
عزِيز".

[عمربن محمد بدير]

بوركتما ....