أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
112715 92142

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الفقه وأصوله > منبر الحج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-14-2012, 12:04 AM
المدرسة السلفية المدرسة السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 49
افتراضي فضل أيام عشر ذي الحجَّة وبعض أحكام الأضحية


الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه, أما بعد:
فإننا نعيش في هذه الأوقات أياماً مباركات, تتوالى فيها النفحات, وتتنزل فيها الرحمات, من رب الأرض والسموات, فطوبى ثم طوبى لمن ملأها بالطاعات, وشغلها بالقربات.
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "افعلوا الخير دهركم، وتعرَّضوا لنفحاتِ رحمةِ الله، فإِنَّ لله نفحاتٍ من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا الله أن يسترَ عوراتِكم، وأن يؤمِّن روعاتِكم". (السلسلة الصحيحة/1890).
أيام عشر ذي الحجة أيام عظيمة فاضلة:
1ـ قال -تعالى-: "وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ". [الفجر:2,1]
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: "المراد بها عشر ذي الحجة. كما قاله ابن عباس، وابن الزبير، ومجاهد، وغير واحد من السلف والخلف".
2ـ قال -تعالى-: "وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ". [الحج : 28]
قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "أيام العشر, والأيام المعدودات: أيام التشريق". وكذا قال الحسن البصري, وسعيد بن جبير, وقتادة, وعطاء بن أبي رباح.
3ـ وهذه الأيام ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشرة". قالوا: يا رسول الله, ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله, إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء". أخرجه البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "والذي يظهَر أنّ السببَ في امتياز عشر ذي الحجة بهذه الامتيازاتِ لِمَكان اجتماع أمّهات العبادة فيها، وهي الصّلاة والصّيام والصّدقة والحجّ وغيرها، ولا يتأتّى ذلك في غيرها".اهـ
وفيها يوم عرفة:
* وهو اليوم المشهود: الذي قال عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اليوم الموعود يوم القيامة, واليوم المشهود يوم عرفة, والشاهد يوم الجمعة..". (صحيح الجامع/8201)
* وهو اليوم الذي صيامه يكفر ذنوب عامين كما جاء عنه -صلى الله عليه وسلم- في (صحيح مسلم) أنه سئل عن صوم يوم عرفة؟ فقال: "يكفر السنة الماضية والباقية".
* وهو يوم العتق من النار الذي قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة, و إنه ليدنو ، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟". ثم يقول: "اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم". (صحيح الترغيب والترهيب/1154)
وفيها يوم النَّحر:
* وهو أعظم أيام السنة على الإطلاق, فعن عبد الله بن قرط -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أعظم الأَيام عند الله يوم النَّحر ثم يوم القَرِّ". (صحيح الجامع/1064) ويوم القَرّ: هو اليوم الحادي عشر من ذي الحجة.
بعض أحكام الأضحية:
* هي سنة أمر بها ربنا -جل وعلا- بقوله: "فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ". [الكوثر : 2]
* وهي سنة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-, فقد ثبت عنه أنه ضحى بكبشين أقرنين أملحين يذبح ويكبر ويسمِّي ويضع رجله على صفحتهما. عن أنس قال: ضحى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكبشين أملحين أقرنين؛ ذبحهما بيده وسمَّى وكبَّر, قال: رأيته واضعاً قدمه على صفاحهما ويقول: "بسم الله والله أكبر". متفق عليه
* وأذكر في هذا المقام على وجه السرعة أهمَّ أحكام الأضحية بأخصر عبارة وأوجز إشارة:
1ـ لا تكون الأضحية إلا من بهيمة الأنعام, وهي ثلاثة: (الإبل والبقر, والغنم -ماعزاً أو ضأناً-).
2ـ وهي سنة واجبة على المستطيع في أصح أقوال العلماء, لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "من كان له سعة ولم يضحِّ فلا يقربنَّ مصلانا". (صحيح الجامع/6490).
3ـ وقت ذبحها من بعد صلاة العيد إلى غروب شمس رابع أيام العيد, وثالث أيام التشريق, لقوله -صلى الله عليه وسلم: "كلُّ أيام التَّشريق ذبح". (الصحيحة/2476) فمن ذبحها قبل هذا الوقت أو بعده لم تجزئه.
4ـ أن تكون الأضحية بالغةً السنَّ المعتبر شرعاً, لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تذبحوا إلا مُسِنَّةً". رواه مسلم
وذكر أهل العلم أن هذه المسنة هي الثنيّةُ من كل شيء, قال النووي -رحمه الله-: "قال العلماء: المسنة هي الثنية من كل شيء؛ من الإبل والبقر والغنم فما فوقها". "شرح مسلم"(13/117), وتفصيلها كالتالي:
في الإبل: أن تكون قد أتمت خمس سنوات ودخلت في السادسة, وهي تجزئ عن سبعة.
في البقر: أن تكون قد أتمت سنتين ودخلت في الثالثة, وهي تجزئ عن سبعة.
في الغنم (الماعز والضأن): أن تكون قد أتمَّت سنة ودخلت في الثانية, وتجزئ عن الرجل وأهل بيته.
وإذا تعذر وجود الثَّنيِّ من الضأن (وهو ما أتم سنة) أجزأ الجذع -من الضأن فقط-, وهو ما بلغ ستة أشهر فصاعداً, لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تذبحوا إلا مُسِنَّةً, إلا أن يعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن". رواه مسلم
قال شيخنا عبد المحسن العباد -حفظه الله-: " الجذع من المعز لا يجزئ في الأضحية، بل لابد من المسنة، وأما الضأن فإنه يجزئ فيه الجذع الذي أكمل ستة أشهر ولم يبلغ أن يكون ثنياً". "شرح سنن أبي داود"(15/175)
فما لم يتوفر فيها السن المطلوب لم تصلح أضحية, حتى ولو كان وزنها كبيراً, أو كانت مسمَّنةً.
5ـ أن تكون الأضحية سليمة من العيوب المانعة من الإجزاء, وهي أربعة مذكورة في النَّصِّ في حديث البراء بن عازب عنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البَيِّن عَوَرُها, والمريضة البَيِّن مرضُها, والعرجاءُ البَيِّن عَرَجُها, والعجفاءُ التي لا تُنقي". (إرواء الغليل/1148)
فكل ما كان فيه أحد هذه العيوب لم تصلح أن تكون أضحية.
6ـ يكره من الأضاحي: ما كان فيه عيب سوى هذه العيوب -مع صحة الأضحية-؛ لعدم وجود نص صحيح في كونها عيوباً مانعةً من الإجزاء, وهي:
العضباء: وهي التي ذهب أكثر أذنها أو قرنها طولاً أو عرضاً.
والشَّرْقَاءُ: وهِيَ الْمَشْقُوقَةُ الْأُذُنُ.
وَالْخَرْقَاءُ: وهِيَ الَّتِي يُخْرَقُ أُذُنُهَا لِلسُّمْنَةِ.
وَالْمُقَابَلَةُ: وهِيَ الَّتِي يُقْطَعُ طَرَفُ أُذُنِهَا.
وَالْمُدَابَرَةُ: هِيَ الَّتِي يُقْطَعُ مِنْ مُؤَخَّرِ أُذُنِهَا.
والجدَّاء: هي التي نشف ضرعها من الكبر.
7ـ يحرم إعطاء الجزار أجرته من الأضحية.
عن علي -رضي الله عنه- قال: أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أقوم على بُدْنه, وأن أتصدق بلحمها وجلودها وأجلتها, وأن لا أعطي الجزار منها؛ قال: "نحن نعطيه من عندنا". متفق عليه
8ـ لم يثبت في السنة مقدار محدد لتقسيم الأضحية, والأفضل أن يجمع المضحي بين أربع: الأكل منها, والادخار, والصدقة, والإهداء, لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "كلوا وأطعموا وادخروا". متفق عليه والمطلوب في الأضحية: الذبح والأكل والإطعام:
أما الأكل: فيراعى فيه حال أهل البيت ومدى حاجتهم إلى اللحم مقارنة مع من حولهم, حتى يأخذوا حاجتهم في هذا اليوم, ولا يشعروا بالنقص, وأما الإطعام فهو على وجهين: صدقة, وهدية. والله أعلم.
9ـ الأضحية البيضاء أفضل وأحب إلى الله من السوداء, لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "دم عفراء أحب إلى الله من دم سوداوين". (الصحيحة/1861)
10ـ يجوز التوكيل في ذبح الأضحية بلا خلاف, والأفضل أن يذبحها صاحبها بنفسه اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-. فعن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بكبش أقرن يطأ في سواد, وينظر في سواد, ويبرك في سواد, فأتي به, فضحى به, فقال: "يا عائشة, هلمّي المدية". ثم قال: "اشحذيها بحجر". ففعلت, فأخذها وأخذ الكبش؛ فأضجعه وذبحه, وقال: "بسم الله, اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد". ثم ضحى به -صلى الله عليه وسلم-. رواه مسلم
* مسألة:
من أراد أن يضحي ودخلت عليه العشر من ذي الحجة فلا يجوز له أن يأخذ من شعره ولا أظفاره ولا بشرته شيئاً, لما أخرج مسلم في صحيحه من حديث أم سلمة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا دخلت العشر، وأراد أحدُكم أن يضحيَ، فلا يمسَّ من شعره و بشره شيئاً". وفي راوية: "إذا دخل العشر وعنده أضحية يريد أن يضحي فلا يأخذن شعراً ولا يقلمن ظفراً".
وهذا -على الراجح- خاص بالمضحي فقط, وهو رب البيت, أما من يُضحَّى عنه من أهل البيت فلا يلزمهم ذلك على الصحيح, وهذا ما أحفظه عن علمائنا: الألباني, وابن باز, وابن عثيمين -رحمهم الله-, وقول شيخنا مشهور أيضاً -حفظه الله-, وهناك أيضاً فتوى للجنة الدائمة في ذلك.
إلا أن شيخنا الألباني -رحمه الله- يستحب ذلك لأهل البيت من باب التربية فقط لا على سبيل الوجوب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

إعداد: علي أبو هنيَّة
__________________
البريد الإلكتروني:
To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.

تابعونا عبر الفيس بوك: http://www.facebook.com/aqsasalafi
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-14-2012, 07:49 AM
محمد عميرة محمد عميرة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 126
افتراضي

جزاك الله خيرا ونفع بكم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-16-2012, 06:21 PM
ابو العبدين البصري ابو العبدين البصري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 2,253
افتراضي

جزاكم الله خيراً ونفع بكم .
__________________
قال الشاطبي _رحمه الله تعالى_ :" قال الغزالي في بعض كتبه : أكثر الجهالات إنما رسخت في قلوب العوام بتعصب جماعة من جهّال أهل الحق ، أظهروا الحق في معرض التحدي والإدْلال ونظروا إلى ضعفاء الخصوم بعين التحقير والازدراء ، فثارت من بواطنهم دواعي المعاندة والمخالفة ، ورسخت في قلوبهم الاعتقادات الباطلة ، وتعذر على العلماء المتلطفين محوها مع ظهور فسادها".
الاعتصام للشاطبي (1_494).

قلت:رحم الله الشاطبي والغزالي لو رأى حالنا اليوم كم نفرنا اناسا عن الحق وسددنا الطريق على العلماء الناصحين الربانيين؟!
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-16-2012, 06:55 PM
أنمارالسلفي أنمارالسلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
الدولة: الأردن - إربد
المشاركات: 229
افتراضي

جزاك الله خيرا وبارك فيك.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-16-2012, 09:01 PM
ابو الزهراء الشاوي ابو الزهراء الشاوي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الدولة: الجزائر
المشاركات: 660
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو العبدين البصري مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيراً ونفع بكم .
................................
__________________


عن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَبي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:(إِنَّما الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لكُلِّ امْرِىءٍ ما نَوَى، فَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُولِهِ، ومَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيا يُصِيبُها أو امْرأةٍ يَنْكِحُها فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ) متفق عليه



عبد الحق بن حسين لكحل

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10-16-2012, 11:16 PM
عبد الله الجزائري 18 عبد الله الجزائري 18 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 291
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو العبدين البصري مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيراً ونفع بكم .
................
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:23 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.