أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
27403 149194

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-05-2013, 07:40 AM
عمر عليو عمر عليو غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: اليمن
المشاركات: 155
افتراضي حُــب الأتْبَـــاع: ((ضـــلالة بعـــد الهُــدى)) عياذًا بالله تعالى

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعـــد:
فلقد كَثُرَتِ الفتن في هذه الأيام، وتطاولت أعناقها، واختلفت صور وأسماء رجالها، والمثيرين لها، والمذْكين لنارها، بزعم الدفاع عن السلفية والمنهج السلفي، مع أن من عرف طريق السلف، وطريقة أتباعهم من العلماء المعاصرين، من كبار علماء هذا العصر؛ يدرك أن الأمر كما قال القائل:
سارتْ مُشرِّقةً وسِرْت مُغرِّبـًا شَتَّانَ بين مُشَرِّقٍ و مُغَـرِّبِ

وكلُّ هذه الافتراءات على حملة المنهج السلفي، والدعاة إلى الله عز وجل في هذا الزمان؛ لا تَنْفُقُ إلا على أعشى البصيرة، قليل العزم و الحيلة، وإلا فإن من بصَّره الله بالحق، وبانت له السبيل؛ يرى هذه فقاقيع صابون، وسرابًا يحسبه الظمآن ماءً، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، وكم بين السراب والشراب، فلا يجامل المرء بدينه؛ فإن المجاملة بالدين، وبال على صاحبها يوم القيامة.

إن هناك معادن من الناس: يرون في قول الحق، والصبر عليه، والدعوة إليه؛ عزًّا في الدنيا والآخرة، فيهون عليهم الخطب، ويقلُّ مقدار الباطل وأهله في أعينهم - وإن كثروا - ويستأنسون بالحق وأهله، ويرون الرجل الذي يُحَكِّم الدليل على أقوال الرجال؛ خيرًا من ملء الأرض من الهَمَجِ الرَّعَاع، والمقلِّدة الأتباع، الذين لا يرفعون بالدليل رأسًا، إنما همهم نصرة قول فلان على قول فلان، دون أن يكلِّفوا أنفسهم أدنى مشقة، في معرفة دليل فلان أو فلان.

وهناك معادن أخرى: يعرفون الحق معرفة لا يعتريها لَبْس، ولكنهم يعجزون عن مواجهة زحف الباطل، وصولة المذهب العاطل، فيخافون أن يُحَذِّرَ منهم فلانٌ أو فلان؛ فعند ذاك يرون طأطأة الرأس سبيلًا للنجاة!! ويا ليتهم عند هذا الحد يقفون، بل يتمادى بهم الحال، وتتقاذف بهم أمواج الفتنة حتى يرفعوا راية الباطل، ويستعملوا ذكاءهم وفهمهم، بتأويلات سامجة، ويطيروا بها يمنة ويسرة، كي يرضى عنهم الآخرون؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون!!
إن هذا الصنف من الناس قد ابتلي بشهوات خفية، ومن ذلك حب الأتباع، ومن ابتلي بذلك؛ فإنه يشق عليه أن يفر عنه هؤلاء، ويرى أن الثبات على الحق؛ سيجرّ عليه قدح فلان، أوتحذير فلان، وعند ذاك فسيَنْفَضُّ عنه هؤلاء، فعند ذلك يرضخ للباطل، ويخضع للباغي المتطاول، وقد كان من الممكن أن يسلِّي نفسه بقوله تعالى، ذاكرًا عن موسى ما أوصى به قومه: {اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف:128]، وقوله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83]، وقوله تعالى: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} [القصص:5]، وقولــه تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِه} [الزمر:36] .

ولو عرَفَ هذا الصنف: قول العامة: «من كان الله معه؛ ما ضيّعه»؛لكان له في ذلك سُلْوان وتعزية، ولو عرف قول الفضيل: «لاتستوحش من قلة السالكين، ولا تغترَّ بكثرة الهالكين»؛ لكفاه ذلك، ولو عرف قول من قال: «الجماعة هي الحق، ولو كنت وحدك»؛ لحمله ذلك على الصبر والمضيّ في الطريق، فما بين الابتلاء والرفعة إلا غشاء رقيق من الصدق مع الله، وحسن الظن به سبحانه وتعالى، وصدق الله عز وجل القائل: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} [الأعراف:137]، والقائل سبحانه عز وجل: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24].

فوا أسفاه على هذا الصنف الذي ضل بعد هُدَىً كان عليه، وتفرَّقوا من بعد ما جاءه العلم بغيًا بينهم، وقد كان يسعه أن يسكت عن قول الحق - إن عجز عن الصدع به - أما أن ينطق بالباطل، ويزِّينَهُ ويزخرف به على الضعيف الجاهل، فتلك - والله - من البوائق، ومن نصر رجلًا في غير الحق؛ سلَّطه الله عليه.
ألا فَلْيُبْشِرْ هذا الصنف بسنن الله الكونية في الباطل وأهله، وما أقرب ذلك منهــم لـو كانوا يعلمون!! وعزاؤنا قولُ الله عز وجل عن يعقوب لبنيه: {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف:18].

وأما المقلِّدة الأذناب: فلا سبيل معهم - بعد نصحهم - إلا الإعراض عنهم، مع إغلاق الأبواب، كما قال ابن الوزير رحمه الله في «العواصم»(1 /224) فيمن كان كذلك:«فإنَّ العلاج لترقيق طبعه الجامد،هو الضربُ بالحديد البارد؛ ولذلك أمر الله بالإعراض عن الجاهلين، ومدح به عباده الصالحين» .اهـ.

من درر فضيلة شيخنا أبي الحسن السليماني وفقه الله
__________________
حسبي الله ونعم الوكيل
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:00 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.