نصيحة إلى إخواني جميعا أرجو الدخول لو تكرمتم

[ابو يعقوب الكويتي]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد؛
فنظرا لأن كثيرا من الشباب السلفي نسوا أو أنستهم الفتن منهج السلف في المسائل الكبار أنها للعلماء الكبار، أحببت أن أذكر نفسي وغيره بكلمات من كلام السلف في هذا الشأن لعل الله عز وجل أن ينفع بها

1- عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : (رأيت ثلاثمائة مِن أهلِ بدرٍ ما فيهم رجلٌ إلّا وهو يحبُّ الكفايةَ في الفَتْوَى )» رواه الخطيب في «الفقيه والمتفقه» (ص708).

2- وعن عطاء بن السّائب رحمه الله قال سمعت عبدَ الرحمن بنَ أبي ليلى رحمه الله يقول: (لقد أدركْتُ في هذا المسجد عشرين ومائة من الأنصار، وما منهم من أحدٍ يحدّث بحديث إلّا وَدّ أنّ أخاه كفاه الحديث، ولا يُسأل عن فتيا إلّا وَدّ أنّ أخاه كفاه الفُتْيا»( رواه ابن المبارك في «الزهد» (ص 19).
3- وممّا يدلّ دلالة واضحة على ما قلناه قولُ أبي حصين رحمه الله في النّازلة تنزل في عهد عمر رضي الله عنه ، والصّحابةُ متوافرون، وعمر رضي الله عنه كافيهم علمًا وخوفًا من الله، ومع هذا يقول: (إنّ أحدَهم ليفتي في المسألة، ولو وَرَدَت على عمر بن الخطاب لَجَمَعَ لها أهلَ بدر)ٍ» رواه البيهقي في «المدخل» (باب التوقي من الفتيا والتثبت فيها) (ح 657).

4- جاء رجل من العراق إلى مالك بن أنس - رحمه الله - فسأله عن أربعين مسألة، فأفتاه في ثلاث مسائل فقط - في إحدى الروايات - واعتذر عن سبع وثلاثين مسألة، فقال له السائل: نضرب إليك أكباد الإبل، ولا تعرف إلا ثلاث مسائل!! فقال له الإمام: اركب راحلتك، وقل لمن أرسلك: إنني وجدت مالك بن أنس لا يعلم في العلم شيئاً.
وبهذا التواضع والتورع في الفتوى نال الإمام مالك المنزلة الرفيعة، والمكان المرموق بين العلماء.
5- وكان الإمام أحمد كثيراً ما يتوقف عن الأجوبة التي تعرض له ، ويستدل بقول الله تعالى : [ وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ إنَّ الَذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ ] [النحل : 116]
6- وسئل مالك عن مسألة فقال: "لا أدري. فقال له السائل: إنها مسألة خفيفة سهلة، وإنما أردت أن أعلم بها الأمير، وكان السائل ذا قَدر؛ فغضب مالك وقال: مسألة خفيفة سهلة! ليس في العلم شيء خفيف، أما سمعت قول الله تعالى: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [المزمل: 5]؛ فالعلم كله ثقيل، وبخاصة ما يسأل عنه يوم القيامة".
في "ترتيب المدارك" "1/ 147-148"
7- قال عبد العزيز بن رفيع: سئل عطاء عن شئ، فقال: لا أدري، قيل: ألا تقول برأيك ؟ قال: إني أستحيي من الله أن يدان في الارض برأيي. سير اعلام النبلاء 5/86
8- قال أبو هلال: سألت قتادة عن مسألة، فقال: لا أدري، فقلت: قل فيها برأيك، قال: ما قلت برأي منذ أربعين سنة، وكان يومئذ له نحو من خمسين سنة. سير اعلام النبلاء 5/273
وأختم بكلام جميل لداعية إسلامي معلقا على أثر الإمام مالك رحمه الله المتقدم:( (هذا هو العلم، وأحلف بالله أن ثمة مسائل، ربما من هذه المسائل الثمان والأربعين أو غيرها، لو عرضت على مالك لاعتذر عنها وقال: لا أدري، ولكنها لو عرضت اليوم عليّ أو على بعض طلبة العلم ممن هم أقل شأناً، وأقل علماً، لهجموا عليها دون تردد، وتسارعوا إلى الكلام فيها والفتيا. وربما مسألة لو عرضت على عمر ، لجمع لها أهل بدر، لكن لو عرضت على واحد من صغار الطلبة، لرأى أن هذه المسألة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، ولا تحتاج إلى كلام، وكما كان السلف الصالح يتدافعون الفتيا، وكل واحد يحيلها على الآخر، أصبح الكثيرون اليوم يتنازعون الكلام، وكل واحد منهم يحاول أن يقول ويتكلم، ويفتي قبل أن يسبقه غيره إلى ذلك) هذا والله أعلم (الكلام مجموع)

[عمارالفهداوي]

بوركت على النصيحة أبا يعقوب..

[ابو يعقوب الكويتي]

وفيك بارك الله أخي الفاضل عمار الفهداوي

[ابو العبدين البصري]

بارك الله فيك أخي.

[أبو زيد العتيبي]

جزاك الله خيرا على النصيحة الغالية
وزادك ربي توفيقاً
ومن هذا الباب ما ذكرته في موضوع : (الحسبة على قنوات التواصل الاجتماعي مطلب شرعي ) .

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=52051

ومما نقلته فيها :
قال ابن عثيمين - رحمه الله - :
" يقول - صلى الله عليه وسلم - في استفتاح صلاة الليل : " اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيم " .
الله أكبر!
الرسول يقول : " اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك " .
فكيف بنا نحن المعرضون للخطر والخطأ ؟!!
أكثر الناس إذا قال قولاً يظن أنه على الصواب، يقول: هذا هو الصواب، وما عداه فهو خطأ .
سبحان الله!
هل تدري هل هديت إلى ما اختلف فيه من الحق بإذن الله ؟!
لا تدري، لست معصوماً، قد تخطئ وقد تصيب .
وإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يسأل ربه هذا السؤال، فجديرٌ بنا نحن أن نسأل الله هذا السؤال،
ولاسيما عندما يورد علينا استفتاء .
فإن الإنسان ينبغي له أن يلجأ إلى الله - عز وجل - بقلبه ولسانه وحاله أن يوفقه للصواب؛
لأن المفتي -يا إخواني!- معبر عمن؟ عن الله،
معبر عن الله فليست المسألة هينة،
ومع الأسف أن من الناس الآن من يتسابقون إلى الفتيا أيهم يفتي،
وليس عندهم من العلم ما يجعلهم أهلاً للفتيا.
السلف الصالح هل كانوا يتسابقون في الفتيا أو يتدافعونها؟
يتدافعونها، كل واحد يقول: اذهب للثاني،
لأن الإنسان يخشى،
والله نخشى من الفتيا،
ولولا أن الإنسان يخشى من كتمان العلم،
أو أن السائل يذهب إلى إنسان جاهل ويفتيه لكان الإنسان يتوقف عن الفتيا ليسلم،
لكن من استفتي وعنده علم فإن عدم إقدامه على الفتيا ليس بسلامة بل هو عطب ."

( دروس وفتاوى الحرم المدني : 103 - 104 ) .

[الأثري العراقي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زيد العتيبي

جزاك الله خيرا على النصيحة الغالية
وزادك ربي توفيقاً

اللهم آمين ... اللهم آمين

[طاهر نجم الدين المحسي]

جزاك الله خيراً أبايعقوب ونفع بك وبارك فيك ...

[ابوخزيمة الفضلي]

جزاك الله خيراً أبا يعقوب ونفع بك وبارك فيك ...

[محمد القصبي]

بارك الله فيك وزادك من توفيقه ، منهج السلف اعتزال الفتن بالبدن وباللسان أيضاً ، نسأل الله عز وجل أن يوفقنا لمرضاته

[أبو زيد السلفي]

جزاك الله خيرا على ما نصحت فنعم النصيحة هي.
لكن هنا شيء يجدر التنبيه إليه : أن هذا الكلام صار عند بعض الناس دعوة للتقليد؛ فما ذكرت -أخي - هو عين الصواب لو أُحسن العمل به، لكن المشكل الآن صار من عدة نواح:
من هم الكبار الذين يرجع اليهم؟
ففي كثير من الأحيان تجد المتعصبة لا يعنون بالكبار إلا مشايخهم ولو كانوا أقزاما أمام غيرهم!!
أو هم فلان وفلان ممن يقلدونهم ويتعصبون لهم!!
حتى أصبح مشايخ الشام - مثلا - مجرد طلاب علم صغار لا وزن لفتواهم!! ويصير آخر دفعته ممن لا يعرف بعلم العلامة الجهبذ المجاهد!!
ويصير ممن شهد له أهل الفن بنبوغه وعلمه في علم الحديث جاهلا ومن هو جاهل عالما لمجرد أن الأخير خريج جامعة أما الأول فلم يدرس في الجامعات مع كونه كبيرا علما وسنا بعكس الثاني.
وأحيانا أخرى يكون العالم كبيرا إذا كان يوفق قولهم أما إذا خالفه فلا عبرة به على الأقل إذا لم يُجَهَّل ويُغْمَز فيه!!
وكذلك لا بد من تحديد دقيق للمسائل الكبار؛ فإذا كانت - مثلا - من النوازل التي تنزل بالأمة مما لا نص فيه، أو كانت من الفتن التي تعصف بها ولا يدرك غورها إلا الراسخون في العلم فحيهلا.
أما إذا كانت أحكاما ظالمة على الناس مطيتها الكذب والحقد ونتيجتها دمار للدعوة ثم يقال لك فيها الزم الكبار ولا تتكلم بشيء مع وضوح الحق كوضوح الشمس فهذا من الظلم وانتهاك حدود الله.
كذلك إذا كانت أحكاما إجتهادية تبنى فيها بعض أهل العلم قولا مخالفا لقول المتعصبة جعلوا أهل العلم هؤلاء صغارا لا يؤخذ بقولهم أمام مشايخهم بحجة أن مشايخهم هم الكبار فقط وهم المختصون فيردون الحق بهذه الحجة الواهية والتي هي ليست إلا دعوة للتقليد المحض.
أخي الكريم الكلام في دين الله ليس سهلا وقد قيل أن على المفتي أن يعرض نفسه على الجنة والنار قبل أن يفتي فهي حمل ثقيل كان السلف يتدافعونه كما تكرمت ونقلت لكن لا بد لمن ينقل حكما أن يتنبه لما يقصد به في الواقع فيأخذ بالحق الذي فيه ويرد الباطل الوارد عليه إذا كان يقصد تأصيلا عاما أما إذا كان يقصد مسألة معينة فليبينها حتى لا تختلط الأمور.
والذي ذكرت عين الحق الذي يلزم كل من يؤمن بالله واليوم الآخر، لكن الذي شاع في استعماله باطل وظلم أفسد هذه الدعوة وكاد يقضي عليها فأحببت أن أنبه على هذا الجانب فمعذرة أخي