أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
38413 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-11-2014, 11:52 PM
ايمن خليفه ايمن خليفه غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: الاردن
المشاركات: 150
افتراضي خطأ انتشار الجهل بمعنى كلمة التوحيد للشيخ عبدالله العنقري حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم




خطأ انتشار الجهل بمعنى كلمة التوحيد


الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه .. أما بعد

فلا يخفى على مسلم أن أعظم كلمةٍ نطق بها لسانٌ هي كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) فهي دعوة الحق التي قال الله: (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ) كما فسر الآية بذلك علي وابن عباس وغيرُهم من السلف (1)

وهذه الكلمة هي أعظم العُدّة التي يرجو بها المؤمنُ النجاةَ يوم يلقى ربه, كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى (هَٰذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) قال ابن عباس:"يوم ينفع الموحِّدين توحيدهم"(2)

وهذه الكلمة سيسأل الربُّ عنها الجميع, فقد "قال عِدّة من أهل العلم في قول الله تعالى (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) عن قول لا إله إلا الله" ذكره البخاري في صحيحه(3)

ولا ريب أن كلمة التوحيد ذاتُ معنى عظيم , به فارق المسلمُ المشرك , وبه صار الناس فريقين: فريق في الجنة وفريق في السعير.

فمن قال هذه الكلمة بلسانه فإن عليه أن يعلم بقلبه معنى ما نطق به لسانُه, كما أن لهذه الكلمة شروطاَ لا تنفع قائلَها إلا باجتماعها.

وإن من الأخطاء المنتشرة أن ينشأ عدد من أبناء المسلمين وبناتِهم, جاهلين بمعنى هذه الكلمة, وبما يلزمهم من الإتيان بشروطها, بل إن هذا الجهل موجود حتى في بعض المتعلمين الذين انصبَّ اهتمامهم على العلوم الحديثة, وغفلوا عن العِلْم الأكبر الذي ينبغي أن تفوق العنايةَ به العنايةَ بكل علم سواه, مع أن تعلم معنى كلمة التوحيد ليس بالأمر العسير, ولكن الشأن في انبعاث الهمة لتعلمه بعد توفيق الله.

وسعياً في علاج هذا الخطأ المنتشر من الجهل بمعنى كلمة التوحيد وشروطها فقد لخّصت بيان هذا المعنى وهذه الشروط, ليسهل فهمه على من جهله. وسيكون بيان ذلك في الفقرتين الآتيتين بحول الله.

الفقرة الأولى: في بيان معنى كلمة التوحيد.

معنى هذه الكلمةِ إجمالاً هو: (لا معبود بحق إلا الله).

وهي مكونة من ركنين, أولهما: النفي في قولك: (لا إله)

وثانيهما: الإثبات في قولك: (إلا الله).

فالركن الأول (لا إله) فيه الكفر بما عُبِد من دون الله.

والركن الثاني (إلا الله) فيه حصر استحقاق العبادة في الله وحده, فإن معنى (الإله) في هذه الكلمة هو: المعبود.

ولذا فإن كل معبود يُعبَد من دون الله فعبادته باطلة, سواء أكان من المخلوقات العُلويَّة, كالملائكة والشمس والقمر والكواكب, أو كان من المخلوقات الأرضيّة من البشر أو الجن أو الشجر أو الحجر أو غيرِها.

وقد دل على أن معنى لا إله إلا الله هو ما ذكرنا عددٌ من النصوص, منها قول الله تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ) قال ابن كثير(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ) أي الإله الحق الذي لا تنبغي العبادة إلا له (وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ)أي من الأصنام والأنداد والأوثان, وكلِّ ما عُبِد من دونه تعالى, فهو باطل(4)

وقال تعالى (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى) فالعروة الوثقى هي كلمة التوحيد كما فسرها بذلك عدد من السلف(5) والطاغوت هو: المعبود من دون الله كما فسره بذلك مالك(6) وابن جرير(7) وغيرُهما.

فدلت الآية على أنه لا يتم الاستمساك بكلمة التوحيد إلا لمن جمع أمرين:

الأمر الأول: الكفر بالطاغوت .

الأمر الثاني: إفراد الله وحده بالعبادة.

وقد اتفقت جميع الرسل صلى الله عليهم وسلم على الدعوة إلى كلمة التوحيد, قبل أي شيء سواها, كما قال تعالى عن دعوة أول رسول بعد حدوث الشرك في البشرية: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ)

وقال تعالى (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ. مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ)

وقال تعالى (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ)

وقال تعالى (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ)

فهذه دعوة جميع الرسل بلا استثناء, كما قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)

وإنما انصرفت الرسل إلى الدعوة إلى إفراد الله بالعبادة, دون الدعوة إلى الإقرار بأن الله هو الرب الخالق, لأن الأمم التي بُعثت لها الرسل تُقرّ بأن الله هو الذي يخلق ويرزق وبيده الملك, وإليه تدبير الأمر وجميعُ أمور الربوبية, ولكنهم كانوا يشركون بالله في العبادة, كما دل على ذلك أكثرُ من آية في كتاب الله صُدِّرت بقوله تعالى: (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ) كقول الله تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) وغيرِها من الآيات الدالة على أنهم إذا سُئلوا عن أمور الربوبية كالخلق والرزق ونحوهما أجابوا بأنها إلى الله تعالى, ولكنهم كانوا يشركون به سبحانه في العبادة.

وهذا هو المراد بقول الله تعالى (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) كما قال ابن عباس في بيان معنى الآية: "مِن إيمانهم إذا قيل لهم: مَن خلق السماء ومن خلق الأرض ومَن خلق الجبال؟ قالوا: الله, وهم مشركون"(8)

وقال قتادة: "إنك لست تلقى أحداً منهم إلا أنبأك أن الله ربُّه, وهو الذي خلقه ورزقه, وهو مشرك في عبادته".(9)

وبه نعلم أن معنى كلمة التوحيد هو إفراد الله بالعبادة, والبراءةُ من عبادة كل ماسواه.

ولما كان هذا هو معنى كلمة التوحيد امتنع المشركون من الإقرار بها, لعلمهم بأنها تبطل عبادة آلهتهم, وتوجب على قائلها أن يحصر العبادة في الله وحده, كما قال الله تعالى عنهم (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ)

الفقرة الثانية في شروط كلمة التوحيد.

أما شروط كلمة التوحيد فهي سبعة:

العلم, اليقين, الإخلاص, الصدق, المحبة, الانقياد, القبول .

وقد جُمِعت هذه الشروط في هذا البيت:

علمٌ يقين وإخلاص وصدقك مع *** محبة وانقياد والقبولِ لها



وسأبين إن شاء الله المرادَ بهذه الشروط بإيجاز فيما يأتي:

فالشرط الأول هو العلم المنافي للجهل ,يراد به علمك بمعنى هذه الكلمةِ التي تنطق بها , قال تعالى (إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)

قال البغوي: أراد بشهادة الحق قولَ: لا إله إلا الله, (وَهُمْ يَعْلَمُونَ) بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم(10)

وعن عثمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة"رواه مسلم(11)

الشرط الثاني: اليقين المنافي للشك , فقائل هذه الكلمة يجب أن يكون مستيقناً بما تدل عليه, فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث طويل "مَن لقيتَ مِن وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة"رواه مسلم(12)

الشرط الثالث: الإخلاص المنافي للشرك, بأن يكون قائلُ هذه الكلمة مريداً بها وجهَ الله, لا أن يقولها قاصداً طمعاً من مطامع الدنيا, أو خائفاً من الناس.فعن عتبان بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فإن الله قد حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله" كما في الصحيحين(13)



الشرط الرابع: الصدق المنافي للكذب ,بأن يكون نطقه لهذه الكلمة باللسان مطابقاً لتصديق قلبه بها, بخلاف حال المنافقين القائلين لها باللسان, مع تكذيب قلوبهم بها, فلذا جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "شفاعتي لمن شهد أن لا إله إلا الله مخلصا يصدق قلبُه لسانَه ولسانُه قلبَه"(14)

وعن عتبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الشهادتين: "والذي نفسي بيده لا يقولها أحدٌ صادقا إلا وجبت له الجنة وحرمت عليه النار" رواه ابن خزيمة(15)

الشرط الخامس: المحبة المنافية للبغض ,بأن يُحِبّ هذه الكلمةَ ويحب ما دلَّت عليه من إفراد الله بالعبادة, وترك عبادة ما سواه.

وأهل الإيمان هم أهل المحبة الخالصة , ولذا فإنهم يفردون ربهم تعالى بالمحبة التي لا تصلح إلا له وحده .

وضابط هذه المحبة:أنها تكون بكمال الخضوع ونهاية الذل . أما المشركون فيجعلون لله شريكاً في هذه المحبة , مع أنها لا تصلح لغير الله أبداً, قال تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ).



الشرط السادس: الانقياد المنافي للترك ,فيلزم قائل هذه الكلمةِ أن ينقاد لمعناها الذي دلَّت عليه, لقول الله تعالى (وَمَنْ يُسْلِم وَجْهَهُ إِلَى اللَّه وَهُوَ مُحْسِن فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى)

فالعروة الوثقى هي:(لا إله إلا الله) كما تقدم, والمستمسك بها هو: مَن تذلل لله بالعبودية(وهو محسن)أي مُطيع لله في أمره ونهيه,كما ذكرذلك الطبري في معنى الآية (16)

الشرط السابع: القبول المنافي للرد , فالذي تقتضيه هذه الكلمة هو إفراد الله بالعبادة, وتركُ عبادة غيره, فكما يقول الكلمة بلسانه فلا بد أن يكون قابلاً ما اقتضته, أما إن قالها لكن لم يقبل ما يجب عليه من إفراد الله بالعبادة وترك الشرك, فإنه لا ينتفع بهذه الكلمة, وإن قالها. وهذا واقع من أناس يقولون هذه الكلمة باللسان, ثم يصرفون العبادة لغير الله, من دعاء وذبح وسجود ونحوها, وإذا أُنكر عليهم هذا الشرك وطلب منهم الكفّ عنه, لكونه مضادًّا لكلمة التوحيد أَبَوا ذلك ولم يقبلوا, مع أن هذا هو ما تقتضيه هذه الكلمةُ التي يردِّدون. فهؤلاء لم يحقِّقوا شرط القبول.



فاعرف وفقك الله معنى هذه الكلمةِ العظيمةِ التي ترددها في حياتك أُلوف المرات, واحرص على تحقيقها بشروطها, فإن أعظم ما تدخره ليوم الدين هو هذا التوحيد, كما تقدم في المراد بقول الله (هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ)حيث قال ابن عباس: "يوم ينفع الموحِّدين توحيدهم" وقال عمرو بن العاص: "إن أفضل ما نُعِدّ شهادةُ أن لا إله إلا الله وأن محمداَ رسول الله" رواه مسلم(17)

والله أعلم , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ انظر تفسير القرآن العظيم لابن كثير 2/507.

2 ـ انظر تفسير القرآن العظيم لابن كثير 2/122 والدر المنثور 3/242.

3ـ انظر الصحيح, كتاب الإيمان, باب من قال إن الإيمان هو العمل.

4ـ تفسير القرآن العظيم 3/232.

5ـ انظر تفسير ابن جرير 3/14 والدر المنثور 2/22ـ23.

6 ـ انظر الدر المنثور 2/22.

7 ـ انظر التفسير 3/13.

8 ـ رواه الطبري 13/50.

9ـ رواه الطبري 13/51.

10ـ معالم التنزيل 7/350.

11ـ (26).

12ـ (31).

13ـ البخاري (425) ومسلم (33) واللفظ للبخاري.

14ـ رواه أحمد 2/207.

15ـ التوحيد (504).

16ـ التفسير 21/50.


17- (121).
منقول من موقع الشيخ
__________________
قال الشيخ محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله :
"طريق الله طويل....ونحن نمضي فيه كالسلحفاء..
وليس الغاية أن نصل لنهاية الطريق ..
ولكن الغاية أن نموت على الطريق"


أبو عبد الرحمن
أيمن بن توفيق آل أبو خليفة
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-14-2014, 02:40 AM
كمال الابراهيمي الجزائري كمال الابراهيمي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 251
افتراضي

بوركت ، ماشاء الله .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-14-2014, 09:37 PM
ايمن خليفه ايمن خليفه غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: الاردن
المشاركات: 150
افتراضي

وفيك بارك اخي كمال وجزاك خيرا
__________________
قال الشيخ محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله :
"طريق الله طويل....ونحن نمضي فيه كالسلحفاء..
وليس الغاية أن نصل لنهاية الطريق ..
ولكن الغاية أن نموت على الطريق"


أبو عبد الرحمن
أيمن بن توفيق آل أبو خليفة
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:33 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.