قال الشيخ ابراهيم السويح - قدس الله روحه - في مقدمة كتابه:
[بيان الهدى من الضلال في الرد على صاحب الأغلال]
((إن من أعظم فساد التصور عكس الحقيقة الواضحة التي لاشك فيها عند جميع العقلاء وتغييرها عن حالتها الوضعية, وهذا التصور المعكوس قد تطور ظهوره في كثير من ذوي العقول الضعيفة المعجبين بأنفسهم من العصريين الذين لم يستضيئوا بنور الوحي ولم تفهم قلوبهم تعاليم الديانة الصحيحة, والقلب إن لم يستمد حياته من نور النبوة فانه لن يفلح بل يكون مظلماً مريضاً, فتكون آراؤه وتصوراته كلها مظلمة مريضة, لأنها صادرة عن تفكيره وارادته.
وهذا الضرب في الناس تجدهم بمجرد ما يبدو لهم أدنى لامع من لوامع المخترعات العصرية يقذفون بأنفسهم عليه كالفراش الذي يقذف بنفسه على ضوء المصباح الضئيل, فيعشقونه ويظلون دائرين حوله دوران الفراش على مصباحه فلا ينزعهم عنه نازع ولا يردهم عنه راد مهما حاول واجتهد, ما دام هذا اللامع الضئيل مضيئاً, حتى يحرقهم أو يطفأ ضوؤه. أما نور الشمس الواضح فإنهم لا يرونه إلا صدفة أو كرهاً, وإن قابلوه كاد أن يذهب بأبصارهم فتجدهم ينفرون منه ويهربون إلى كل نفق وملجأ)) ..