أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
51049 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الفقه وأصوله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-15-2014, 10:27 PM
ايمن خليفه ايمن خليفه غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: الاردن
المشاركات: 150
افتراضي ( أهم الأخطاء التي يقع فيها المؤذنون ) للشيخ عبدالله العنقري حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

( أهم الأخطاء التي يقع فيها المؤذنون )



الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه ... أما بعد

فإن الأذان إنما شُرع للإعلام بدخول وقت الصلاة ، وهو من أعظم شعارات الإسلام الظاهرة ، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا غزا بأصحابه قومًا لم يَـغزُ حتى يصبح وينظر،فإن سمع أذاناً كـَـفّ عنهم، وإن لم يسمع أذانا أغار عليهم , كما رواه البخاري (610 ) وبَـوّب عليه رحمه الله بقوله : (باب ما يُحقـَـن بالأذان من الدماء).

وهذا يدل على ما في الأذان من الشعار العظيم المميز للمسلمين عن غيرهم, وقد وردت عدة أحاديث بفضل الأذان وما للمؤذنين عند الله من المثوبة الكريمة , فيها بشارة لمن ولي هذا المنصب الديني الشريف .

وهذه الأحاديث تستدعي ممن يؤذن أمرين اثنين :

أولهما : احتساب الأجر.

والثاني: الحرص على إيقاع الأذان على وفق ما سَـنـّه رسول الله صلى الله عليه وسلم,فإن الأذان كما أن له جُمَلا محددة , فإن له صِـيغة شرعية ينبغي أن يُلقى على وفقها,بالنظر إلى أنه عبادة نلتزم فيها الهدي النبوي الذي وردت به, وكما يحرص المؤذن على ضبط جُـمَـل الأذان في عددها فلا يزيد فيها ولا ينقص , فإنّ عليه أن يحرص على ضبط هذه الجمل في كيفية أدائها.

وسأنبه بحول الله إخواني المؤذنين على عدد من الأخطاء التي يقع فيها بعضهم , وأرجو الله أن يعتنوا بها , فإن الأذان إذا انتشر بين المسلمين وسمعه الألوف بل الملايين ثم حصل في طريقة إلقاء المؤذنين له خطأ فلا بد أن يعتاد الناس هذا الخطأ ويألفـُـوه,فيتسلسل هذا الخطأ في أجيال كثيرة بسبب الإلف والاعتياد, فلذا وجب على المؤذن أن يراعي أمر صحة إلقاء الأذان جدا,ولاسيما وبعض الأخطاء الواقعة من المؤذنين تتضمن تغييرا شنيعا لمعنى الجملة الواردة,وقد يبطل الأذان بسبب هذا التغيير .

وقد قسم الفقهاء الـلـَّحن الواقع في الأذان إلى قسمين :

قسم لا يصح معه الأذان ، وهو الذي يتغير به المعنى , وقسم يصح به الأذان مع الكراهة، وهو الذي لا يتغير به المعنى , وذكروا أمثلة على كل نوع ( انظر الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين 2/62).

وبه نعلم أن الأخطاء التي يقع فيها المؤذنون ليست بدرجة واحدة في مقدار الخطأ , ولكن المؤكد أن إصلاح الخطأ وعدم الاستمرار فيه هو المتعـيـّن شرعا .

ويمكن القول :إن أشهر أخطاء المؤذنين على أربعة أنواع , هي على النحو الآتي :

النوع الأول:مَـدّ حروف لا يصح مدها , ومن المعلوم أن الحرف إذا مُـدّ فقد يتغير معنى الكلمة التي هو فيها بسبب هذا المد, كما سترى بإذن الله فيما سأورد من المواضع التي يحصل بمدها تغيـّر في المعنى ,أو على الأقل خطأ في إلقاء الأذان, وهذه المواضع على النحو الآتي :

أولا : مــدّ الألف في كل من (التكبير) و(الشهادتين) حيث يقول بعض المؤذنين عند التكبير: ( آلله أكبر) ويقول عند جملتي الشهادتين : (آشهد أن لا إله إلا الله) ويقول : ( آشهد أن محمدا رسول الله ) !

والإشكال بمد الألف هنا واضح,لأن الألف إذا مُــدّت صارت الجملة استفهامية , فالمؤذن بذلك كالذي يسأل: هل الله أكبر ؟هل أشهد أ ن لا إله إلا الله؟ هل أشهد أن محمدا رسول الله ؟

ومعلوم أن جملة التكبير وجملتي الشهادتين كلـَّها جُمَل يَجزِم المؤذن بمضمونها ولا يستفهم .

ورغبة في اتضاح الفرق بين مـدّ حرف الألف وعدم مـدّه نذكر آيتين من كتاب الله يستحضر بهما المؤذن فـَـرْقَ مابين الجملة الاستفهامية ممدودة الألف, والجملة الخبرية التي لا تـُـمدّ ألـِـفـُها .

الآية الأولى: قول الله: (الله الذي خلقكم من ضعف) فالآية هنا فيها الإخبار القاطع بأن الله خلقنا من ضعف.

الآية الثانية التي مدت فيها الألف,وصارت الجملة بها استفهامية هي قول الله تعالى : ( آلله أمركم بهذا أم على الله تفترون).

فالآية هنا فيها استفهام وليس فيها إخبار كالآية الأولى, والفرق بينهما مد الألف في الآية الثانية دون الأولى .

فعلى من يمد الألف في جُـمَل التكبير والشهادتين من المؤذنين أن يلاحظ هذا, نظرًا لما يُـحدثه المد من التغيير لمعاني هذه الجمل في الأذان .

ثانيا : من حروف الأذان التي تمدّ خطأ ويتغير بها المعنى تغيـّـرا شديدا : مدّ حرف الباء في كلمة التكبير: (أكبـَـر) فإنّ مدها بحيث ينطقها المؤذن (أكبار) قبيح المعنى جدا, لأن كلمة (أكبار) جَمـْـعُ (الكـَـبَــر) وهو الطبل.

وهذا أمر شنيع أن يقال في جُـمَـل الأذان , ويُـرفع به الصوت في بلاد الإسلام, حتى ينتشر هذا الانتشار في جُـملةٍ قـُـصِــد بها تعظيم رب العالمين , ثم انقلب المعنى فيها بمد حرف الباء هذا المد الخاطئ إلى معنى شنيع جدا تقشعر منه الجلود.

ولذا نص أهل العلم على أن مَـن مَـدّ الباء هذا المد فإن أذانه لا يصح ( انظر الشرح الممتع 2/62).

فالواجب أن يتفطن كل مؤذن يمد الباء هنا إلى الكف عن هذا المد, لما بيّـنـّاه من تغييره المعنى , وليلاحظ الاقتصار على التكبير بالجزم ( الله أكبـَر) بفتح الباء دون مد, قال النخعي رحمه الله :" التكبير جَـزْم " (رواه عبد الرزاق 2553) أي أنه لايُـمد , ولا يُـعرب آخر حرف فيه , ولكن يُـسكـَّـن, فيقال : الله أكبـَر.

ومراد النخعي بالجزم:القطع ( انظر لمعنى كلامه النهاية لابن الأثير1/270) .

ثالثا : من حروف الأذان التي تمد خطأ حروف أخرى ,تارة تكون في وسط الكلمات , وتارة تكون في أواخرها,وهي على النحو الآتي :

- مد حرف الهاء المضمومة في اسم (الله) العظيم, حيث يمد بعض المؤذنين الهاء عند التكبير فيقول : الله(و) أكبر, فيزيد بعد اسم الله حرف الواو.

وكذا عند قوله في الشهادة : إله, فيمد الهاء المفتوحة هكذا : أشهد أن لا (إلها )إلا الله.

وكذا يمد بعضهم الهاء المفتوحة في أشهَـد فيقول : (أشهاد ).

وكان المتعيـّـن أن لا يبالغ في إشباع حركة الهاء في هذه المواضع حتى لا تنقلب إلى المد.

- ومن ذلك مد حرف الدال المضمومة في :أشهد, فيقول بعضهم عند الشهادة أيضا: (أشهدو) .

- ومن ذلك مد حرف الألف المفتوحة في ( أن)عند لفظ الشهادة, فيقول:( أشهد آن).

- ومن ذلك مد حرف الميم المضمومة من اسم النبي صلى الله عليه وسلم فيقول : (موحمدا) .

- ومن ذلك مد حرف الحاء المفتوحة من اسم النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: (محامدا).

- ومن ذلك مد حرف الراء المفتوحة في كلمة :رسول ,فيقول ( راسول).

- ومن ذلك مد حرف الحاء المفتوحة في الحيعلتين عند قوله : حيّ، فكثيرا ما يمدها بعضهم هكذا: (حايّ).

- ومن ذلك مد الياء في (حي) فبعضهم يمدها هكذا:(حيّا).

- ومن ذلك مد حرف الصاد المفتوحة فيهما أيضا عند كلمة :الصلاة, فيقول : ( حي على الصالاة),ويتضح الخطأ إذا جعل التاء فيها كالتاء

المفتوحة فنَطـَـقَـَها هكذا:( الصالات) ,مع أنها عند الوقف يكون نـُطـْـقـُها نـُطـْـقَ الهاء (الصلاه).

ومَـدّ الصاد على هذا النحو قد يحيل المعنى, فالصالات جمع الصالة, وليست مقصود المؤذن عند دعوته إلى الصلاة .

- ومن ذلك مد حرف الفاء المفتوحة في كلمة:الفلاح فيقول بعضهم: (حي على الفالاح).

وكل ما تقدم من المدود نوع من الخطأ , وبعضه يغير المعنى تغييراً ظاهراً .

والســـــــــــبب فيه إشباع حركة الحرف حتى انقلبت من الفتح أو الضم إلى المد .

قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله:(التمديد الزائد عن المطلوب في الأذان ما ينبغي , فإن أحال المعنى فإنه يبطل الأذان , حروف المد إذا أعطيت أكثر من اللازم فلا ينبغي, حتى الحركات إذا مـُـدّت إن أحالت المعنى لم يصح,وإلا كـُـره) انظر فتاوى الشيخ(2/125).

النوع الثاني من الأخطاء :قلقلة حروف ليست من حروف القلقلة , ولاسيما حرف الكاف , حيث يقترب به بعض المؤذنين بسبب المبالغة في القلقلة من التشديد هكذا: (أكـّـبر) وربما كسر بعضهم حرف الكاف هكذا:(أكِبر) وكل هذا من الخطأ, لأن حركة حرف الكاف هنا هي السكون, فلا تـُكسَر, ولاهي بموضع للقلقلة .

النوع الثالث من الأخطاء:الـّلحن في نطق بعض الحروف ، ولاسيما عند الشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة ,حيث يفتح بعضهم اللام المضمومة في كلمة (رسولُ الله) فيقول :أشهد أن محمدا رسولَ الله.

وكلمة (رسولُ)هنا خبر (أنّ) مرفوع، فإذا نصب المؤذن كلمة (رسول) بقيت (أنّ) بلا خبر, وبذلك تكون جملة الشهادة بالرسالة في الأذان غير متضمنة ما قصد بها من الإخبار بأن محمدا رسول الله.

النوع الرابع من الأخطاء: التغني والتطريب بجُـمل الأذان ,وقد تقدم أن الأذان إعلام بدخول الوقت،فالواجب أن يكون هذا الإعلام بهذه الشعيرة العظيمة بعيدا عن التكلف أو المشابـَهة لأصحاب الغناء المحرم .

والتغني الواقع من بعض المؤذنين كما أنه في نفسه خطأ فإنه - مع ذلك - من أكثر أسباب وقوع المؤذنين في الأخطاء السابقة التي نوّهنا عنها, من مَدّ ما لا ينبغي مده أو قلقلة الحرف الذي لا تصح قلقلته , لأن المؤذن إذا تكلف في التغني والتطريب بالأذان وحرص أن يكون أذانه بالصيغة الملحَّـنة فسيقع في مد وقلقلة ما لا يصح مده أو قلقلته مراعاة منه للتلحين.

وقد كان السلف ينكرون على من جعل الأذان على مثل هذه الصيغ الملحـّنـة المتكلـَّـفة التي لا تناسب مقاما شريفا كمقام الأذان .

فروى ابن سعد : (5/382) أن مؤذنا لعمر بنِ عبد العزيز كان إذا أذن رعَّــد في صوته , فبعث إليه عمر :أذن أذانا سمحا ولا تغنـّه , وإلا فاجلس في بيتك .

وروى ابن أبي شيبة في باب : (التطريب في الأذان 2375) أن مؤذنا أذن فطـرَّب في أذانه فقال له عمر بن عبد العزيز : أذن أذان سمحًا وإلا فاعتزلنا .

وذكر البخاري منه قول عمر:(أذن أذانا سمحا وإلا فاعتزلنا) في (باب رفع الصوت بالنداء) من كتاب الأذان من صحيحه.

وإذا تأملنا قول عمر: (أذانا سمحا) علمنا أن الأذان لا ينبغي أن يكون موضع تكلف فهو سمح ميسّر , حوى من الجُـمَـل العظيمة من تكبير الله والشهادتين والدعوة إلى الصلاة والفلاح ما ينبغي أن نـُجـلّ معه هذه الشعيرة عن التغني والتطريب , فإن الأذان دعوة عظيمة للحق فينبغي أن يكون إلقاؤه متناسبا مع ما شُـرع لأجله , ومع ما تضمنه من هذه الجمل الجليلة, فلنبعده عن أصوات الملحنين وأهل الغناء فهو أرفع من ذلك وأنزه وأجل .

قال ابن حجر في بيان مراد عمر من نهي المؤذن عن صنيعه: ( الظاهر أنه خاف عليه من التطريب: الخروجُ عن الخشوع) ( فتح الباري 2 /116).

وذلك أن جمل الأذان حَـوَت من المعاني العظيمة ما إذا استحضرناه جلب لنا ذلك من الخشوع لربنا ما يجلبه ذكـرُ الله إذا استحضره قائله وسامعه .

نسأل الله لإخواننا المؤذنين التوفيق والسداد وصلاح النية وصدق الاتـّباع لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولسلف هذه الأمة, والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .


قاله و كتبه : د. عبد الله بن عبد العزيز العنقري أستاذ العقيدة المساعد بجامعة الملك سعود, غفر الله له ولوالديه ومشايخه والمسلمين,يوم الجمعة 1/8/1435





للاستماع


http://www.al-angarie.com/uploads/azan.mp3
__________________
قال الشيخ محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله :
"طريق الله طويل....ونحن نمضي فيه كالسلحفاء..
وليس الغاية أن نصل لنهاية الطريق ..
ولكن الغاية أن نموت على الطريق"


أبو عبد الرحمن
أيمن بن توفيق آل أبو خليفة
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-26-2014, 06:34 AM
ناصر اليماني ناصر اليماني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2014
الدولة: اليمن
المشاركات: 315
افتراضي

جزاك الله خيراً
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:02 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.