هل تقبل زيادة القطان في هذه الرواية ؟

[كامل الاثري]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخرج الحاكم في مستدركه هذا الأثر عن ابن عمر رضي الله عنه
عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ : أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ عَبْد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، إِنِّي وَاللَّهِ لَوْ حَرَصْتُ عَلَى أَنْ أَسْمُتَ سَمْتَكَ ، وَأَقْتَدِيَ بِكَ فِي أَمْرِ فُرْقَةِ النَّاسِ ، فَأَعْتَزِلَ الشَّرَّ مَا اسْتَطَعْتُ ، وَإِنِّي أَقْرَأُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّه مُحْكَمَةً ، فَقَدْ أَخَذَتْ بِقَلْبِي ، فَأَخْبِرْنِي عَنْهَا ، أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا سورة الحجرات آية 9 الآيَةُ ، أَخْبَرَنِي عَنْ هَذِهِ الآيَةِ ، فَقَالَ لَهُ عَبْد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ : مَا لَكَ وَلِذَلِكَ ؟ انْصَرِفْ عَنِّي ، فَقَامَ الرَّجُلُ وَانْطَلَقَ حَتَّى تَوَارَى مِنَّا سَوَادُهُ ، أَقْبَلَ عَلَيْنَا عَبْد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، فَقَالَ : مَا وَجَدْتُ فِي نَفْسِي شَيْئًا مِنْ أَمْرِ هَذِهِ الآيَةِ ، مَا وَجَدْتُ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ أُقَاتِلَ هَذِهِ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ كَمَا أَمَرَنِي اللَّه
و قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه
و وافقه الذهبي رحمه الله و كذلك مقبل الوادعي رحمه الله و لم يعقبا على قوله هذا و هذا دليل على موافقتهم اياه و قال أيضا محمد كمال السيوطي ان هذا الحديث ثابت إلى الزهري رحمه الله

و أخرج البيهقي رحمه الله في سننه هذا الحديث مع زيادة أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ و الزيادة هي :
فَقَالَ حَمْزَةُ : فَقُلْنَا لَهُ : وَمَنْ تَرَى الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ ؟ قَالَ ابْنُ عُمَرَ : ابْنُ الزُّبَيْرِ بَغَى عَلَى هَؤُلاءِ الْقَوْمِ ، فَأَخْرَجَهُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ ، وَنَكَثَ عَهْدَهُمْ . .

و الامام الذهبي قال عن القطان انه مجمع على ثقته
سؤالي هو بارك الله فيكم:
هل نقول عن زيادة القطان انها صحيحة ثابته لانه ثقة ؟
و بارك الله فيكم

[كامل الاثري]

هل من رد بارك الله فيكم ؟

[مسعودالجزائري]

الأخ كامل وفقني الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح.
الأثر صحيح. والصحابي الجليل ابن عمر رضي الله عنه له ثلاثة أقوال:
يقول الذهبي في سير أعلام النبلاء (3/232): « ولابن عمر أقوال وفتاوى يطول الكتاب بإيرادها وله قول ثالث في الفئة الباغية »
والأقوال هي: الفئة الباغية التي قاتلت علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعن الصحابة جميعا.
القول الثاني: الفئة الباغية هي ابن الزبير رضي الله عنه.
القول الثالث: الفئة الباغية هي الحجاج.
ولعل الجمع بين هذه الأقوال أن يقال:
الحق مع علي رضي الله عنه كما هو الصحيح، والمخالف كان من الفئة الباغية، ويجب علينا اتجهاهم حسن الظن بهم، وأنهم ما أرادوا إلا الخير، ثم اجتمعت الكلمة على معاوية رضي الله عنه. وبدأ به الملك، والخلافة الأموية. والمخالف لهم يعتبر من الفئة الباغية وهو ابن الزبير رضي الله عنه، مع احسان الظن به، وأنه ما أراد إلا الخير رضي الله عنه.
وأما قوله رضي الله عنه عن الحجاج، وندمه على عدم قتالهم، فمعناه ندمه على عدم القتال مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه. فوصفه بالبغي باعتبار البداية، وليس بعد أن استتب الأمر لمعاوية رضي الله عنه.