أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
24543 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر القرآن والسنة - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-04-2010, 05:10 PM
أم رضوان الأثرية أم رضوان الأثرية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: فلسطين
المشاركات: 2,087
افتراضي مساعدة يا طيبات حول حديث

السلام عليكم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم ! إنما أنا بشر، فأيما رجل من المسلمين سببته أو لعنته، أو جلدته، فاجعلها له زكاة ورحمة )

أخواتي الكريمات أرجو مساعدتي في كل ما يفيد حول هذا الحديث من حيث صحته وشرحه الخ ... وجزاكن الله خيرا
__________________
الحمد لله
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-04-2010, 07:21 PM
أم عبدالله الأثرية أم عبدالله الأثرية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: العراق
المشاركات: 729
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حياك الله أختي الكريمة وبارك فيك

لنبدأ أولا ببيان درجة صحة الحديث ومن خرجّه ثم نكمل إن شاء الله فوائد الحديث وشرحه

1- اللهم فأيما مؤمن سببته ، فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6361


2- دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان . فكلماه بشيء لا أدري ما هو . فأغضباه . فلعنهما وسبهما . فلما خرجا قلت : يا رسول الله ! من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان . قال " وما ذاك " قالت قلت : لعنتهما وسببتهما . قال " أو ما علمت ما شارطت عليه ربي ؟ قلت : اللهم ! إنما أنا بشر . فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا " .
الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2600

3- اللهم ! إنما أنا بشر . فأيما رجل من المسلمين سببته ، أو لعنته ، أو جلدته . فاجعلها له زكاة ورحمة . وفي رواية : عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . إلا أن فيه : زكاة وأجرا
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2601

- اللهم ! إنما محمد بشر . يغضب كما يغضب البشر . وإني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه . فأيما مؤمن آذيته ، أو سببته ، أو جلدته . فاجعلها له كفارة ، وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2601



4-إنما أنا بشر . وإني اشترطت على ربي عز وجل ، أي عبد من المسلمين سببته أو شتمته ، أن يكون ذلك له زكاة وأجرا
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2602


5- إنما أنا بشر ، و إني اشترطت على ربي عز و جل : أي عبد من المسلمين شتمته ، أو سببته ، أن يكون ذلك له زكاة و أجرا
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2343


6- أو ما علمت ما شارطت عليه ربي ؟ قلت : اللهم إنما أنا بشر ، فأي المسلمين لعنته ، أو سببته ، فاجعله له زكاة و أجرا
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2559


7- يا أم سليم ! أما تعلمين إني اشترطت على ربي فقلت : إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر ، و أغضب كما يغضب [ البشر ] ، فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهورا ، و زكاة و قربة تقربه بها منك يوم القيامة
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7856


8- أيما رجل من أمتي سببته سبة ، أو لعنته لعنة في غضبي فإنما أنا من ولد آدم ، أغضب كما يغضبون ، وإنما بعثني رحمة للعالمين ، فاجعلها عليهم صلاة يوم القيامة . والله لتنتهين ! أو لأكتبن إلى عمر
الراوي: عمرو بن أبي قرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4659


9- كان حذيفة بالمدائن فكان يذكر أشياء قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه في الغضب فينطلق ناس ممن سمع ذلك من حذيفة فيأتون سلمان فيذكرون له قول حذيفة فيقول سلمان حذيفة أعلم بما يقول فيرجعون إلى حذيفة فيقولون له قد ذكرنا قولك لسلمان فما صدقك ولا كذبك فأتى حذيفة سلمان في مبقلة فقال يا سلمان ما يمنعك أن تصدقني بما سمعت من رسول الله فقال سلمان إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغضب فيقول في الغضب لناس من أصحابه ويرضى فيقول في الرضا لناس من أصحابه أما تنتهي حتى تورث رجالا حب رجال ورجالا بغض رجال وحتى توقع اختلافا وفرقة ولقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال أيما رجل من أمتي سببته سبة أو لعنته في غضبي فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما تغضبون وإنما بعثني رحمة للعالمين فاجعلها عليهم صلاة يوم القيامة والله لتنتهين أو لأكتبن إلى عمر
الراوي: سلمان الفارسي المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 4/353
__________________
وعظ الشافعي تلميذه المزني فقال له: اتق الله ومثل الآخرة في قلبك واجعل الموت نصب عينك ولا تنس موقفك بين يدي الله، وكن من الله على وجل، واجتنب محارمه وأد فرائضه وكن مع الحق حيث كان، ولا تستصغرن نعم الله عليك وإن قلت وقابلها بالشكر وليكن صمتك تفكراً، وكلامك ذكراً، ونظرك عبره، واستعذ بالله من النار بالتقوى .(مناقب الشافعي 2/294)
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-05-2010, 07:10 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

بعد إذن أختنا الفاضلة أم عبد الله، أنقل لأختنا أم رضوان هذا البحث المستفيض من "السلسلة الصحيحة":

حديث رقم (82): عن ابن عباس -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث إلى معاوية ليكتب له، فقال: إنه يأكل. ثم بعث إليه، فقال: إنه يأكل. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " لا أشبع الله بطنه " يعني: معاوية.

قال الإمام الألباني -رحمه الله- في "السلسلة الصحيحة" (1/121):
رواه أبو داود الطيالسي في " مسنده " (2746): حدثنا هشام وأبو عوانة عن أبي حمزة القصاب عن ابن عباس ...

قلت [الألباني]: وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم, وفي أبي حمزة القصاب واسمه عمران بن أبي عطاء كلام من بعضهم لا يضره, فقد وثقه جماعة من الأئمة منهم أحمد و ابن معين و غيرهما , و من ضعفه لم يبين السبب , فهو جرح مبهم غير مقبول, و كأنه لذلك احتج به مسلم, وأخرج له هذا الحديث في " صحيحه " (8/27) من طريق شعبة عن أبي حمزة القصاب به.

وأخرجه أحمد (1/240, 291, 335, 338) عن شعبة وأبي عوانة عنه به, دون قوله : " لا أشبع الله بطنه " و كأنه من اختصار أحمد أو بعض شيوخه, وزاد في رواية: " و كان كاتبه " وسندها صحيح.

وقد يستغل بعض الفرق هذا الحديث ليتخذوا منه مطعنا في معاوية -رضي الله عنه-, وليس فيه ما يساعدهم على ذلك , كيف و فيه أنه كان كاتب النبي -صلى الله عليه وسلم- ?! ولذلك قال الحافظ ابن عساكر (16/349/2) " إنه أصح ما ورد في فضل معاوية " فالظاهر أن هذا الدعاء منه -صلى الله عليه وسلم- غير مقصود, بل هو ما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية كقوله -صلى الله عليه وسلم- في بعض نسائه " عقرى حلقى " و " تربت يمينك ".

ويمكن أن يكون ذلك منه -صلى الله عليه وسلم- بباعث البشرية التي أفصح عنها هو نفسه -عليه السلام- في أحاديث كثيرة متواترة.

منها: حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلان , فكلَّماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه, فلعنهما وسبهما, فلما خرجا قلت: يا رسول الله! من أصاب من الخير شيئًا ما أصابه هذان? قال: " وما ذاك? " قالت: قلت: لعنتهما وسببتهما, قال: " أو ما علمت ما شارطت عليه ربي? قلت: اللهم إنما أنا بشر, فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرًا ".

حديث رقم(83): " أو ما علمت ما شارطت عليه ربي? قلت: اللهم! إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة و أجرًا ".

قال الإمام الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1/122):
رواه مسلم مع الحديث الذي قبله في باب واحد هو " باب من لعنه النبي -صلى الله عليه وسلم- أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلاً لذلك كان له زكاة وأجرًا ورحمة ".
ثم ساق فيه من حديث أنس بن مالك قال: كانت عند أم سليم يتيمة وهي أم أنس, فرأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اليتيمة, فقال: " آنت هي? لقد كبرتِ لا كبر سنكِ "، فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي فقالت أم سليم: ما لك يا بنية?! فقالت الجارية: دعا علي نبي الله -صلى الله عليه وسلم- أن لا يكبر سني أبدًا, أو قالت: قرني, فخرجت أم سليم مستعجله تلوث خمارها حتى لقيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " ما لك يا أم سليم? "، فقالت: يا نبي الله! أدعوت على يتيمتي? قال: " وما ذاك يا أم سليم? "، قالت: زعمتْ أنك دعوتَ أن لا يكبر سنها, ولا يكبر قرنها. قال: فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, ثم قال: " يا أم سليم ! أما تعلمين أن شرطي على ربي? أني اشترطت على ربي فقلت: إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر, وأغضب كما يغضب البشر؛ فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل, أن يجعلها له طهورًا وزكاة و قربة يقربه بها منه يوم القيامة ".

حديث (84): " يا أم سليم ! أما تعلمين أن شرطي على ربي? أني اشترطت على ربي فقلت: إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهورًا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة " .

قال الإمام الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1/123):
ثم أتبع الإمام مسلم هذا الحديث بحديث معاوية وبه ختم الباب, إشارة منه -رحمه الله- إلى أنها من باب واحد, وفي معنى واحد, فكما لا يضر اليتيمة دعاؤه -صلى الله عليه وسلم- عليه -بل هو لها زكاة وقربة-, فكذلك دعاؤه -صلى الله عليه وسلم- على معاوية.

وقد قال الإمام النووي في " شرحه على مسلم " (2/325 طبع الهند):
" وأما دعاؤه -صلى الله عليه وسلم- على معاوية ففيه جوابان:
أحدهما: أنه جرى على اللسان بلا قصد.
والثاني: أنه عقوبة له لتأخره, وقد فهم مسلم -رحمه الله- من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقًّا الدعاء عليه, فلهذا أدخله في هذا الباب, وجعله غيره من
مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاء له.

وقد أشار الذهبي إلى هذا المعنى الثاني فقال في " سير أعلام النبلاء " (9/171/2): " قلت : لعل أن , يقال : هذه منقبة لمعاوية لقوله -صلى الله عليه وسلم- : " اللهم! مَن لعنته أو سببته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة " .

واعلم أن قوله -صلى الله عليه وسلم- في هذه الأحاديث: " إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر .." إنما هو تفصيل لقول الله -تبارك وتعالى-: {قُلْ إنَّمَا أنَا بَشَرٌ مِثلُكُم يُوحَى إِليَّ ...} الآية.

وقد يبادر بعض ذوي الأهواء أو العواطف الهوجاء إلى إنكار مثل هذا الحديث
بزعم تعظيم النبي -صلى الله عليه وسلم- وتنزيهه عن النطق به! ولا مجال إلى مثل هذا الإنكار؛ فإن الحديث صحيح؛ بل هو عندنا متواتر؛ فقد رواه مسلم من حديث عائشة وأم سلمة -كما ذكرنا-, ومن حديث أبي هريرة وجابر -رضي الله عنهما-, وورد من حديث سلمان وأنس وسمرة وأبي الطفيل وأبي سعيد وغيرهم.

انظر " كنز العمال " (2/124).

وتعظيم النبي -صلى الله عليه وسلم-تعظيمًا مشروعًا- إنما يكون بالإيمان بكل ما جاء عنه -صلى الله عليه وسلم- صحيحًا ثابتًا, وبذلك يجتمع الإيمان به -صلى الله عليه وسلم -عبدًا ورسولاً، دون إفراط ولا تفريط, فهو -صلى الله عليه وسلم- بشر بشهادة الكتاب والسنة, و لكنه سيد البشر وأفضلهم -إطلاقًا- بنص الأحاديث الصحيحة، وكما يدل عليه تاريخ حياته -صلى الله عليه وسلم- وسيرته , وما حباه الله -تعالى- به من الأخلاق الكريمة, والخصال الحميدة, التي لم تكتمل في بشر اكتمالها فيه -صلى الله عليه وسلم-, وصدق الله العظيم, إذ خاطبه بقوله الكريم: {وَإنكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظيم}. اهـ بشيء من التصرف.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-05-2010, 11:13 PM
أم رضوان الأثرية أم رضوان الأثرية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: فلسطين
المشاركات: 2,087
افتراضي

أم عبد الله الأثرية وأم زيد العزيزتان
جزاكما ربي كل خير وبارك فيكما

لكن هل من مزيد فائدة حول هذا الحديث إن كان خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه يدخل فيه عموم المسلمين أي بمعنى لو شخص سب آخر هل يعتبر ذلك زكاة له وهل لمن سب آخر من كفارة ؟؟؟
أرجو من أخواتي المساعدة إن أمكنهن ذلك وجزى الله الجميع كل خير
__________________
الحمد لله
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04-07-2010, 11:00 PM
أم جنادة السرعاوي أم جنادة السرعاوي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 144
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوات الفاضلات جزاكن الله خيرا وكتب أجركن ونفع بكن
تبارك الرحمن على هذا النظم العلمي الجيد ، والذي سررت برؤيته

أخواتي الكريمات الرواية التي ابتدأت بها الأخت أم رضوان رواية بلفظ " زكاة ورحمة " عند أبي داوود 12/72 وكذا عند مسلم 16/150
تقبلوا مروري
__________________
عن أم الدرداء قالت : لقد طلبت العبادة في كل شيء ، فما أصبت شيء أشفى من مجالسة العلماء ومذاكرتهم " تهذيب الكمال: 35/ 355.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 04-10-2010, 12:00 PM
أم سلمة السلفية أم سلمة السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,772
افتراضي

قال النووي رحمه الله :فالجواب ما أجاب به العلماء ومختصره وجهان :
أحدهما: أن المراد (ليس بأهل لذلك) عند الله تعالى وفي باطن الأمر ولكنه في الظاهر مستوجب له فيظهر له صلى الله عليه و سلم استحقاقه لذلك بأمارة شرعية ويكون في باطن الامر ليس أهلا لذلك وهو صلى الله عليه و سلم مأمور بالحكم بالظاهر والله يتولى السرائر.
والثاني: أن ما وقع من سبه ودعائه ونحوه ليس بمقصود بل هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية كقوله تربت
يمينك وعقرى حلقي .."شرح النووي على مسلم (16-152)
وقال الحافظ ابن حجر : كان لا يقول ولا يفعل صلى الله عليه وسلم في حال غضبه إلا الحق، لكن غضبه لله قد يحمله على تعجيل معاقبة مخالفه وترك الإغضاء والصفح، ويؤيده حديث عائشة "ما انتقم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمات الله" وهو في الصحيح. قلت: فعلى هذا فمعنى قوله: "ليس لها بأهل" أي من جهة تعين التعجيل. وفي الحديث كمال شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته وجميل خلقه وكرم ذاته حيث قصد مقابلة ما وقع منه بالجبر والتكريم، وهذا كله في حق معين في زمنه واضح، وأما ما وقع منه بطريق التعميم لغير معين حتى يتناول من لم يدرك زمنه صلى الله عليه وسلم فما أظنه يشمله، والله أعلم.
فتح الباري لابن حجرالعسقلاني(11-172)
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04-12-2010, 08:34 PM
أم رضوان الأثرية أم رضوان الأثرية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: فلسطين
المشاركات: 2,087
افتراضي

أختي الكريمة أم جنادة السرعاوي
أختي الكريمة أم سلمة السلفية
جزاكما الرحمن خير الجزاء على الإضافات النافعة نفع الله بكما
__________________
الحمد لله
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04-13-2010, 02:08 AM
أم عائشة أم عائشة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 282
افتراضي

أحسن اللهُ إليكن جميعا. فوائد جمة استفدتُها.بورك فيكن.
و قد تساءلت أختي أم رضوان :
"لكن هل من مزيد فائدة حول هذا الحديث إن كان خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه يدخل فيه عموم المسلمين أي بمعنى لو شخص سب آخر هل يعتبر ذلك زكاة له وهل لمن سب آخر من كفارة ؟؟؟"
قال السعدي رحمه الله في تفسير قوله تعالى:" لا يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيْعًا عَلِيْمًا": " يخبر تعالى أنه لا يحب الجهر بالسوء من القول، أي : يبغض ذلك ، و يمقته ، ويعاقب عليه ، ويشمل ذلك جميع الأقوال السيئة التي تسوء وتحزن : كالشتم ، والقذف ، والسب ونحو ذلك ، فإن ذلك كله من المنهي عنه الذي يبغضه الله .
ويدل مفهومها أنه يحب الحسن من القول : كالذكر ، والكلام الطيب الليِّن .
وقوله : ( إِلا مَن ظُلِمَ ) أي : فإنه يجوز له أن يدعو على من ظلمه ويتشكى منه ، ويجهر بالسوء لمن جهر له به ، من غير أن يكذب عليه ، ولا يزيد على مظلمته ، ولا يتعدى بشتمه غير ظالمه ، ومع ذلك فعفوه وعدم مقابلته أولى ، كما قال تعالى : ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )".
و قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:"الْمُسْْتَبّانِ مَا قَالا فَعَلَىْ البَادِئِ مِنْهُمَا ، مَا لَمْ يَعْتَدِ المَظْلُومُ "، أي إثم السبّ يعود على البادي منهما، إلا أن يتجاوز المظلوم في رده فيسبّ الأول أكثر مما سبه فيعتدي عليه بذلك.
و قد أخبر العلماء أنّ "كفارة" السب و ما شابه هي "الاستغفار والتوبة"، و اختلفوا في "التحلل" منها، و ذهب ابنُ القيم رحمه الله في كتابه "الوابل الصيب"(و لا أملكه الآن لكني أذكر كلامه) أنّ التوبة من الغيبة إنْ كان يحصل من إخبار المغتاب فيه مفسدة، فلا يُخبر بها، و يكتفي المغتاب بالاستغفار و التوبة, و الدعاء لمن اغتابَه.
فدعاء النبي صلى الله عليه وسلم مستجاب! فدعوته لمن سبه أن تكون زكاة له و رحمة هي متحققة بلا شك، و لكن دعاء غيره من الأشخاص لا يُتأكد تحققه..فتساؤلك أختي: شخص سب آخر هل يعتبر ذلك زكاة له؟ ورد حديث للنبي في السلسلة الصحيحة قوله في آخر الحديث:"..و إن امرؤ سبّك بأمر يعلمه فيك فلا تسبّه بأمر تعلمه فيه فإنه يكون لك أجر و يكون عليه وزر"(الحديث صحيح و سأبحث لك عن رقمه لأني حفظته هكذا)..
أرجو أن أكون قد أفدتكِ..و لعل للموضوع بقية تحقيق .
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 04-15-2010, 06:59 PM
أم جنادة السرعاوي أم جنادة السرعاوي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 144
افتراضي

جزاك الله أختي الكريمة أم عائشة - وكتب أجرك - على هذا الطرح الراقي
الحديث الذي عليه مدار البحث هو خاصية فقط بالرسول صلى الله عليه وسلم فيما أعلم من غير واحد من أهل العلم وهذا هذا خاص به عليه الصلاة والسلام ، فقد روى الإمام مسلم من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلانِ فَكَلَّمَاهُ بِشَيْءٍ - لا أَدْرِي مَا هُوَ - فَأَغْضَبَاهُ ، فَلَعَنَهُمَا وَسَبَّهُمَا ، فَلَمَّا خَرَجَا قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَصَابَ مِنْ الْخَيْرِ شَيْئًا مَا أَصَابَهُ هَذَانِ . قَالَ : وَمَا ذَاكِ ؟ قَالَتْ : قُلْتُ : لَعَنْتَهُمَا وَسَبَبْتَهُمَا . قَالَ : أَوَ مَا عَلِمْتِ مَا شَارَطْتُ عَلَيْهِ رَبِّي ؟ قُلْتُ : اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ ، فَأَيُّ الْمُسْلِمِينَ لَعَنْتُهُ أَوْ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا .
وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْ ذَلِكَ لَهُ قُرْبَةً إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . رواه البخاري ومسلم .

أسال الله الكريم رب العرش العظيم أن يسدد أقوالنا وأحرفنا للحق والصواب

هذا والله أعلم
__________________
عن أم الدرداء قالت : لقد طلبت العبادة في كل شيء ، فما أصبت شيء أشفى من مجالسة العلماء ومذاكرتهم " تهذيب الكمال: 35/ 355.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:05 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.