أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
51696 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-27-2009, 12:14 PM
ابو مصعب المهاجر ابو مصعب المهاجر غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 11
افتراضي ان امة التوحيد تمر بمرحلة ضعف لم يسبق لها مثيل في تاريخها

بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين و امام المجاهدين محمد ابن عبد الله و على آله و صحبه و من ولاه الى يوم الدين و بعد

لعلمكم يا اخوة انني عضو جديد بينكم فارجو ان تقبلوني اخا بينكم افيد واستفيد ان شاء الله

ارجو من الاخوة في هذا المنبر المبارك منبر التوحيد و العقيدة الصافية النقية ان تتسع قلوبهم لما ساكتبه لانني قرات موضوع

و مداخلا لبعض الاخوة وهم يحرمون العمليات الاستشهادية او الفدائية فلم اشعر بنفسي الا و انا اكتب لكم هذا الموضوع

فان اصبت فمن عند الله و ان اخطات فمن نفسي و الشيطان

الى من حرمو العمليات الاستشهادية

اتقو الله في هذه الامة التي هي الآن تمر بمرحلة ضعف و هوان لم يسبق لها مثيل في تاريخها

ان الامم الكفرية قد تكالبت على الاسلام و المسلمين و حتى نبينا صلى الله عليه و سلم لم يسلم منهم عليهم من الله ما يستحقون

و ان المسلمين يجابهون اعتى قوة في العالم من منطلق ضعف في العدة و العتاد في وقت اعدائنا مدججين بمختلف الاسلحة

الفتاكة و حبنا للدنيا و كراهيتنا للموت هي التي اخرت من نصرنا على اعدائنا في وزماننا هذا

لناخذ على سبيل المثال اخواننا في بيت المقدس فك الله اسره من ايدي ابناء القردة و الخنازير و فرج على اخواننا هناك

ان اليهود طغو في البلاد فاكثرو فيها الفساد و نكلو باخواننا و اخواتنا في بيت المقدس فكل يوم يقتلون و ياسرون العشرات بل

بعض الاحيان المائات فهم يرون الموت امام اعينهم و هم لا يستطيعون فعل اي شيء فوالله لولا العمليات الاستشهادية في بيت

المقدس و سائر بلادنا المغتصبة من طرف الشرك و المشركين

لكانت الآن جزيرة العرب و ارض الكنانة و سائر ديار المسلمين تحت وطئة ابناء القردة و الخنازير و النصارى و الروافض

الحاقدين عليهم من الله ما يستحقون و تحقق لهم شرق اوسطهم الكبير

ان هذه العمليات جائت في مرحلة ضعف تمر بها الامة فنحن ميتون ميتون سواء بالعمليات الاستشهادية او برصاص اليهود و

حلفائهم فالبنسبة لي افضل ان اموت موتة مشرفة و يموت معي العشرات من يهود و الكفار و يذوقون و لو اليسير مما نذوقه

افضل من ان اموت فيفرحو و يرقصو على اشلائنا و نحن نموت كالخراف

فوالله ان هذه العمليات زرعت الرعب في قلوب اعداء الامة و اخلطت كل اوراقهم و جعلتهم يراجعون حساباتهم اتجاه امة

التوحيد .

ان اهل مكة ادرى بشعابها

في الوقت الذي نحن فيه من وراء شاشات الكمبيوتر و تحت المكيفات و امامنا احلى و اطيب الاطعمة و نلبس افخر الالبسة

هناك اخوان لنا في فلسطين و افغانستان و العراق و الشيشان لا يجدون ما ياكلونه و لا يجدون منازل تحميهم قساوة الطبيعة

و عدوهم يتربص بهم و كل عائلة فيها على اقل شهيد او شهيدين نسائنا ترمل و اخواتنا تغتصب و شيوخنا تقتل بكل دم بارد

و اطفالنا محرومين من ابتسامة العيد و مقاعد الدراسة و لا ننسى اخواننا الذين هم خلف القضبان يذوقون اقسى العذاب من

اشرس الاعداء فلا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم

لذا لكل زمان مؤهلاته

فوالله ان الذي مات له ولد او اب او ام او اخ او اخت على يد هذه الطغمة الفاسدة و يعرف ان الدور القادم هو عليه

فوالله ان يموت و ياخذ معه ولو واحد من هؤلاء النجاس افضل من ان يموت كالبعير

يجب علينا ان نتقي الله و نعلم ان اخواننا في فلسطين و العراق و افغانستان و الشيشان و كشمير و سائر بلادنا

المغتصبة قلوبهم تدمي و اعينهم تدمع

و عدوهم لا يرحم الصغير و الكبير و لا الشيوخ و لا النساء

لن اطيل عليكم و في هذا القدر كفاية

اللهم عليك بكل من اراد بالاسلام و المسلمين سوء

اللهم انصر الاسلام و المسلمين

اللهم وحد كلمتنا و صفنا تحت راية التوحيد
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-28-2009, 03:01 AM
خالد الجزائري خالد الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 225
افتراضي

لا فض الله فوك , و بيّض الله وجوه علمائنا.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-28-2009, 07:03 AM
محمد صهيب العاصمي محمد صهيب العاصمي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 191
افتراضي


الأخ عمر بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على نصحك لأخيك

الأخ المهاجر،

أولا: نرحب بك معنا ونسأل الله تعالى أن تنفع وتنتفع

ثانيا: ينبغي أن تعرف أخي العزيز أن مرجعنا هو الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح

فالرجوع يكون للشرع، أما اتباع العواطف...فكما يقال: "العواطف عواصف"



واعلم وتيقن أخي الفاضل وأنت من قلت:

"إن أمة التوحيد تمر بمرحلة ضعف لم يسبق لها مثيل في تاريخها"

أن سبب ضعفها هو اعراضها عن توحيد ربها، ولا يحصل لها نصر إلا بالرجوع إليه

وأن سبب تسلط الأعداء علينا يرجع إلى معاصينا وذنوبنا، وأكبرها الشرك بالله

وأن الحل لا يكون بارتكاب معاصي أخرى، ومنها قتل الأنفس التي حرم الله

وإنما يكون بالتوبة والانابة، والرجوع إلى كتاب ربنا وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام



ولاشك أننا نوافقك الرأي في كون من عايش الأحداث وذاق مرارها، أكثر تأثرا واطلاعا من غيره، و"ليس الخبر كالمعاينة"

ولكن الشرع قد جعل لنا أصولا وضوابط تعالج جميع الحالات

فينبغي أن نرجع إليها، لا أن نرجع إلى آرائنا وعواطفنا فنَهلك ونُهلك.



وأعلم أيضا أخي الفاضل أن الله تعالى لم يكلف أمتنا الضعيفة بما لا تطيق

فكيف نريد أن نكلفها نحن بأمر لم يكلفها الله به

وقد أجاد الأخ عمر في بيان هذا الموضوع جزاه الله خيرا


وأنصحك أخي بقراءة المقالين المهمين التاليين للشيخ عبد المالك رمضاني حفظه الله، لعل الله أن يبصرك بحقيقة الأمر

وفيهما فوائد مهمة متعلقة بجهاد الدفع الذي غفل أو تغافل عن أحكامه كثير من الناس


1-السبيل إلى العز والتمكين (وفيه حديث عن حال الأمة وبيان لطرق رفع الذل عنها)
http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=10905

2-هل يشترط للنصر تحقيق التوحيد على الأعيان؟ (وفيه بيان ضرورة تحقق التوحيد لتحقق النصر)
http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=10694



والله أسأل أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه

وأن يوفق أمتنا للرجوع إليه وتحقيق توحيده، والاخلاص في عبادته، والاتباع لنبيه صلى الله عليه وسلم، فيكون ذلك سببا لنصرتها وتمكينها

وبالله التوفيق
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-28-2009, 12:02 PM
ابو مصعب المهاجر ابو مصعب المهاجر غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 11
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله فيكم اخواني في الله و نفع بكم الاسلام و المسلمين ان شاء الله

الحمد لله الذي جعلنا من امة القرآن و من اتباع سلفنا الصالح

يا اخوة اني قرات ردودكم و توجيهاتكم جزاكم الله عنا و عن الاسلام و المسلمين كل خير ان شاء الله

لو طرحنا هذا السؤال عن انفسنا فما هو جوبنا

لمذا وصلت امتنا لهذا الحال?

بالامس مسجدنا الاقصى فك الله اسره يستباح من حثالة الارض ابناء القردة و الخنازير

و من قبلها نبينا الكريم يهان من هذه الشرذمة

و قبلها بلاد الرافدين تحتل من هؤلاء الكفرة الفجرة

و قبلها بلاد خراسان افغانستان تغتصب و تنتهك اعراض نسائنا و بناتنا هناك

دنس مصحفنا الشريف في غوانتنامو و...و..و..


و نقول اننا في ضعف و لم يحن الوقت بعد لمجابهة هؤلاء المشركين

و ليس ببعيد عن بلاد الحرمين و باقي ديار المسلمين

الجواب هو تركنا الجهاد في سبيل الله و خوفنا من اعدائنا جعلنا نسقط الجهاد و نختلق الاعذار لهذا السبب

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم

ستتكالب عنكم الامم كما تتكالب الاكلة على قصعتها

قالو او من قلة يا رسول الله

قال سيكون غثائكم كغثاء السيل و لكن سيصيبكم الوهن

قالو وما الوهن يا رسول الله

قال حبكم للدنيا و كراهيتكم للموت


و ما حبنا للدنيا هو الذي جعل اعداءنا يتكالبون علينا و كلما راو طائفة من المؤمنين تتمسك بدينها استنفرو قواتهم لمحاربتها

و القضاء عليها

القلة و الضعف لا يسقط الجهاد في سبيل الله و الجهاد ماض الى يوم القيامة

يقول الله تعالى

** و اعدو لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم**

قال لنا الله في هذه الآية اعدو ما استطعتم لم يقل يجب ان تكونو متفوقين

على العدو في العدة و العتاد

يعني الاعداد يكون قدر المستطاع

و الاعداد الحقيقي هو تهيئة النفس بالنية الخالصة و الايمان بالله و ان النصر من عنده

وما النصر الا من عند الله هذا ما جاء في كتاب الله سبحانه و تعالى

النصر لا يكون من عندنا فهو من عند رب العالمين

و لا عزة للامة الا بالجهاد في سبيل الله

و في هذا القدر كفاية و فقنا الله لما فيه خير الامة و صلاحها

ارجو ان يتسع صدر اخواني لي

في انتضار ردودكم
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09-28-2009, 03:05 PM
أبو أيوب الجزائري أبو أيوب الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
الدولة: الجزائر, البليدة
المشاركات: 141
افتراضي وما النصر الا من عند الله

السلام عليكم
أخي أبا مصعب
و الله قلوبنا تتقطع عندما نشاهد ما وصلت إليه أحوال الأمة الإسلامية
لكن الحق أحق أن يتبع

في رأيك أخي أبا مصعب
- هل ينصر الله أمة تستغيث بغير الله في شدائدها
- هل ينصر الله أمة تقرب القرابين للأضرحة و الأموات
- هل ينصر الله أمة تطوف بالقبور
- هل ينصر الله أمة تطلب النصر من غير الله
- هل ينصر الله أمة فيها من يؤمن بالكهنة و الدجالين
- هل ينصر الله أمة تولي الرافضة الحاقدين


ما هو قولك فيمن يذهب ليجاهد أو ليفجر نفسه و هو قبوري يستغيث بغير الله
أخي أبا مصعب جاء في الحديث
عن أبي واقد الليثي قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها : ذات أنواط فمررنا بسدرة فقلنا : يارسول الله : اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال :رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"الله أكبر إنها السنن ! قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى :{ اجعل لنا إلها كما لهم ءالهة قال إنكم قوم تجهلون }لتركبن سنن من قبلكم " (رواه الترمذي وصححه )
لم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم إننا ذاهبون إلى حرب فلنترك هذا الأمر حتى نعود بل أنكر عليهمم وصحح فهمهم حتى إذا استشهد أحدهم كان على عقيدة صحيحة

أخي أبا مصعب
- لم يحن الوقت لأن غالب الأمة في جهل
- لم يحن الوقت لأن البدع و المبتدعة فيكل مكان
- لم يحن الوقت لأننا يجب علينا أن نتعلم ديننا
- لم يحن الوقت لأننا يجب علينا أن نوحد الله حق التوحيد (إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم)


أخي أبا مصعب أقول لك إلزم أقوال العلماء و لاتحيد عليه قيد أنملة و لا تقل بعد قولهم برأيك و الله إن قولهم هو النجاة

أخوك أبو أيوب
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09-28-2009, 03:49 PM
أبومسلم أبومسلم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,410
افتراضي

اعلم أبا مصعب أننا ان استوينا مع عدونا بالمعاصي, فاقنا بالعدة .

ولم أر في مقالك أي اشارة ولو من بعيد للاعداد الايماني, وهو المطلوب ابتداء.

ثم اعلم أن بني اسماعيل عليه السلام وهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم قد وصفهم الله تعالى بالحكمة.
وأما بني يعقوب عليه السلام وهم بني الأحمر فوصفهم بالقوة.

فتنبه لذلك وبارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 09-29-2009, 01:36 AM
خالد الجزائري خالد الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 225
افتراضي

الظاهر من كلامك أخي الكريم المهاجر أنك ترى أن سبب الذل الحالي هو ترك الجهاد ولعلك استنتجت هذا من قوله صلى الله عليه وسلم : "كراهية الموت"

هذا جزء من الداء نعم لكنه ليس كله, وعندما تتكلم عن الجهاد أنت تقصد بطبيعة الحال القتال وبالأخص قتال الطلب... فهذا نوع واحد من الجهاد منتفي الشروط اليوم وفي المقابل توجد شعب آخرى من الجهاد إحداها وأعلاها فرض عين علينا كلنا وهي جهاد النفس وأخرى هي فرض كفاية كجهاد أهل البدع والمنافقين والكفرة بالحجة والبيان... وقد قال صلى الله عليه وسلم : المجاهد من جاهد نفسه لله.

ألا ترى معي أخي الكريم أن هذا ابتلاء وامتحان من الله تبارك وتعالى إذا عصيناه فيه زادنا ذلا إلى ذلنا ؟ نلهث وراء جهاد هجومي متوفر الموانع يجلب لنا المفاسد أكثر من المصالح المتوهمة و نترك الجهاد الذي نستطيع القيام به...

إذا قدّر الله أمرا هيئ له أسبابه فكما لا يمكن لمن يريد الولد أن يعتزل النساء ويحتج بالقدر , أيضا لا يمكن لنا أن نطلب النصر بدون أسبابه وأسبابه الشرعية والكونية مفقودة فلا نحن رجعنا إلا ديننا ولا هيئنا أنفسنا ماديا.
بماذا سنغلب الكفار في المعارك ؟ بالأغاني القتالية المسماة بغير إسمها ؟

لماذا لا نفكر قبل أن نتورط في مغامرات ستضعف شوكة الإسلام أكثر و أكثر ؟

تخيل : من أمير المؤمنين عبد العزيز بوتفليقة إلى كلب الفرنسيس نيكولاي ساركوزي : أسلم تسلم أو اعطي الجزية عن يد وأنت صاغر إن كنت كتابيا وإلا سنمسح بك الأرض والسلام على من اتبع الهدى.

حاولنا أن "نغزوا" فرنسا ثم كان ماذا ؟ تحرك الإتحاد الأروبي حليفها ودمرنا واحتلت بلاد إسلامية أخرى وتقلصت الأرض الإسلامية اكثر مما كانت...

لا أجد أجمل مما قاله الشيخ الألباني رحمه الله :

اقتباس:
أسباب تسلط الذل على المسلمين [ فلسطين - مثالاً - ] !


إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله . ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ . [ آل عمران : 102 ] . ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا . [ النساء : 1 ] . ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا . [ الأحزاب : 70 - 71 ] . أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار . وبعد :

فقد روى الإمام أبو داوود في " سننه " ، والإمام أحمد في " مسنده " ، وغيرهما بإسنادين يقوي أحدهما الآخر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد في سبيل الله ؛ سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) .

في هذا الحديث الصحيح بيان للعلاج والدواء لهذا الذي حل بالمسلمين من الذل الذي سيطر عليهم أجمعين ، إلا أفرادًا قليلين منهم لا يزالون يتمسكون بالعروة الوثقى لا انفصام لها . لقد بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث المرض الذي إذا حل بالمسلمين أذلهم الله ، ثم وصف لهم الدواء والخلاص من هذا الداء ، فقد قال - عليه الصلاة والسلام - في مطلع هذا الحديث : ( إذا تبايعتم بالعينة ) . بيع العينة لا نريد الكلام عنه إلا بإيجاز ، هو : بيع من البيوع الربوية التي ابتلي بها كثير من الناس في العصر الحاضر ، وهو إنما ذكره الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - على سبيل التمثيل وليس على سبيل التحديد ، مما يقع فيه المسلمون فيستحقون به وبسببه أن يذلهم الله - تبارك وتعالى - ، ذكر بعض الأمثلة في نص هذا الحديث :

أولها : بيع العينة ، ثم ثنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ذلك فقال : ( وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ) . وهذا كناية عن تكالب المسلمين على جمع الدنيا وعلى الاهتمام بزخارفها ، ذلك الذي يصرفهم عن القيام بكثير من الواجبات الشرعية ، وضرب على ذلك مثلاً واحدًا - أيضًا - ، فقال - عليه الصلاة والسلام - في تمام الحديث : ( وتركتم الجهاد في سبيل الله ) . ( إذا تبايعتم بالعينة ) . أي : تعاملتم بالمعاملات المحرمة ومنها العينة . ( وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع ) . أي : انصرفتم عن القيام بواجباتكم الدينية إلى الاهتمام بالأمور الدنيوية ، وكسب المال بأي طريق كان ، وأدى ذلك بكم إلى ترك الجهاد في سبيل الله . ماذا يكون عقاب هذه الأمة حينما تقع في هذه الأمور التي لم يشرع ربنا - عز وجل - شيئًا منها !؟
قال - عليه الصلاة والسلام - من باب التحذير : ( سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) ، وهذا الذل المسلط على المسلمين أمرٌ لا يخفى على كل ذي عقل ، وهنا يحتاج الأمر إلى كثير من البيان ، وحسبنا تذكيرًا ما أصاب المسلمين في احتلال اليهود لفلسطين - فضلاً - عن البلاد الشامية الأخرى ، التي لا تزال الفتن فيها تترى ، ولا يزال الحكام غير المسلمين أو الحكام المسلمون جغرافيون يعيثون فيها فسادًا ، كل ذلك ذلٌ سلطه الله - تبارك وتعالى - على المسلمين ، وليس ذلك ظلم منه ، وحاشاه !

فإن ربنا - عز وجل - لا يظلم الناس شيئًا ، ولكن الناس أنفسهم يظلمون ، ربنا - عز وجل - يقول : ﴿ فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ . [ النساء : 160 ] . فالله - عز وجل - لما سلط الذل علينا فبظلمٍ منا ، فهو ظلم واضح في كثير من الأمور ، وقد ضرب الرسول - عليه السلام - لنا هذه الأمثلة الثلاثة : التبايع بما حرم الله . التكالب على حطام الدنيا . ترك الجهاد في سبيل الله . فكانت النتيجة أن يسلط الله علينا ذلك الذل المخيم بصورة مجسدة مجسمة في بلادنا العزيزة فلسطين ، وإذا كان هذا الذل ؛ فما الخلاص منه !؟ وما النجاة منه !؟

الدواء الناجع للخروج من الذل والمهانة : يقول الرسول - عليه الصلاة والسلام - الذي وصفه ربنا في القرآن بحق حين قال : ﴿ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ . [ التوبة : 128 ] . قال - عليه السلام - في تمام الحديث : ( سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) ، فهذا هو العلاج ، قد وصفه الرسول - عليه السلام - واضحًا مبينًا في خاتمة هذا الحديث حيث قال : ( حتى ترجعوا إلى دينكم ) .

وحينما أروي لكم هذا الحديث وأعلق بعض هذه التعليقات عليه لا آتيكم بشيء جديد ؛ لأن المسلمين جميعًا على ما بينهم من اختلافات في العقائد وفي الفروع - كما يقولون - ، كلهم مجمعون على أن سبب الذل الذي حل بالمسلمين إنما هو تركهم لدينهم ، وكلهم يقولون : إن العلاج هو الرجوع إلى الدين ، هذا كله أمر معروف لديهم أجمعين . لكن الشيء الذي أريد أن نذكِّر به ، وقد يكون أمرًا جديدًا بالنسبة لبعض الناس ، ولكنه هو الحق مثلما أنكم تنطقون ، هذا الشيء هو : لِمَ وصف الرسول - صلى الله عليه وسلم - الدواء لهؤلاء المسلمين المستذلين بسبب ما ارتكبوا من مخالفات لدينهم ، وصف لهم الدواء بأن يرجعوا إلى دينهم !؟

فما هو هذا الدين - هنا بيت القصيد في كلمتي هذه - ما هو هذا الدين الذي هو علاج المسلمين بنص هذا الحديث ، والمسلمون - كما ذكرنا - كلهم يقولون : على المسلمين أن يعملوا بدينهم ، لكن ما هو هذا الدين !؟

إن الشيء المؤسف أن هذا الدين الإسلامي قد أخذ مفاهيم عديدة جدًا في مسألة التاريخ الطويل من بعد السلف الصالح - رضي الله عنهم - ، ليس فقط في الأمور الفقهية التي يصفونها بأنها فرعية ؛ بل حتى في المسائل الاعتقادية ، وكلنا يعلم حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي أخبرنا بافتراق المسلمين إلى ثلاثٍ وسبعين فرقة ، حين قال : ( تفرقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة ، وتفرقت النصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة ، قالوا : من هم يا رسول الله !؟ قال : هم الجماعة ) . هذه هي الرواية الصحيحة ، وهناك رواية أخرى في سندها شيء من الضعف ، ولكن يوجد ما يشهد لها ، ألا وهي قوله - عليه السلام - : ( هي ما أنا عليه وأصحابي ) .

وفي الواقع هذه الرواية ليس فيها شيءٌ جديد بالنسبة للرواية الأولى إلا التوضيح والترتيب ، فالرسول - صلوات الله وسلامه عليه - حين قال في وصف الفرقة الناجية : ( هي الجماعة ) . فسرها في الرواية الأخرى بأنها هي التي تكون على ما كان عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه .
إذًا : فالرسول - عليه السلام - يخبرنا في هذا الحديث أن المسلمين سيتفرقون إلى ثلاث وسبعين فرقة ، وهذه الفرق كلها ضالة إلا فرقة واحدة ، صفتها : ما كان عليه الرسول - عليه الصلاة والسلام - وأصحابه ، نحن اليوم نعيش في خضم هذا الاختلاف الكثير والكثير جدًا ، الذي ورثناه طيلة هذه السنين الطويلة المديدة ، وكل من هذه الفرق ليس فيها طائفة تتبرأ من الإسلام ، ليس فيها طائفة تقول : ديننا غير الإسلام ، كلهم يقولون : ديننا الإسلام ، ومع ذلك - أيضًا - يقولون كلهم : علاج المسلمين هو تمسكهم بالدين .

إذًا : هذا الدين الذي تفرق فيه المسلمون إلى ثلاث وسبعين فرقة - أي : تفرقوا في فهمه هذا التفرق الشديد - إذا كان الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - قد جعل العلاج إنما هو بالرجوع إلى هذا الدين ، فبأي مفهوم ينبغي أن يفهم هذا الدين حتى يكون هو العلاج كما قال - عليه الصلاة والسلام - : ( سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم )

لا نذهب بكم بعيدًا في ضرب الأمثلة ، فها نحن في المثال الأول الذي نصبه الرسول - عليه الصلاة والسلام - أول هذا الحديث ، حيث قال : ( إذا تبايعتم بالعينة ) ، بيع العينة : المذاهب اليوم مختلفة فيه ، فمنهم من يبيحه ، ومنهم من يحرمه ، والرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث يجعل من أسباب مرض المسلمين واستحقاقهم الذل أنهم يتبايعون بالعينة ، فإذًا بأي منهج وبأي مفهوم للدين يجب أن نفهم هذا الدين حتى يكون عبادة وسببًا لخلاصنا من هذا الذل الذي سيطر علينا !؟
إن بيع العينة الذي ذكره الرسول - عليه السلام - في شرح هذا الحديث قد استباحه بعض المسلمين ، ولا أعني الجهلة والعامة ، وإنما أعني الخاصة وبعض المؤلفين والمصنفين من القدامى والمحدَثين ، ذكروا أن بيع العينة بيع حلال ، وهو داخل في عموم قوله تعالى : ﴿ وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا . [ البقرة : 275 ] . لكن هذا الحديث يبين لنا أن بيع العينة ليس مشروعًا بل هو محرم ، ولذلك جعله سببًا من أسباب استحقاق المسلمين للذل .
إذًا : معنى هذا الحديث أنه لا يجوز بيع العينة ، فإذا أردنا أن نرجع إلى ديننا ليعزنا ربنا - عز وجل - ، ويرفع الذل الذي سيطر علينا ، فنبيح بيع العينة أم نحرمه !؟ لابد أن نحرمه ، وهذا التحريم جاء في حديث ، لكن تحليله جاء في بعض الروايات وبعض الأقوال .

إذًا : حينما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - في آخر الحديث : ( حتى ترجعوا إلى دينكم ) ، إنما يعني الدين المذكور في القرآن والمفصل في حديث الرسول - عليه الصلاة والسلام - ، الدين كما قال - عز وجل - : ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلامُ . [ آل عمران : 19 ] ، وقال : ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ . [ المائدة : 3 ] . وقال : ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ . [ آل عمران : 85 ] . إلى آخر الآيات .
إذًا : الدين الذي هو العلاج هو الاستسلام ، لكن الإسلام قد فهم على وجوه شتى في الأصول - في العقائد - فضلاً عن الفروع .

وما أروع ما قاله الإمام ابن باز رحمه الله : الحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيله
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 09-29-2009, 01:49 AM
خالد الجزائري خالد الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 225
افتراضي

عندما سئل العلامة الألباني عن واقعنا الأليم...

السؤال : نعلم يا شيخنا في هذه الأيام أن الإسلام محارب في جميع الأرض، وبعدم اهتمام من الحكومات فماذا علينا نحن في هذا الأمر ؟، وهل نأثم بجلوسنا بعدم عمل أي شيء ؟

الجواب : إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده و رسوله. {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا و أنتم مسلمون}. {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيباً}. {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله، وقولوا قولاً سديداً، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً}.
أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها، و كل محدثة بدعة، وكل بدعه ضلالة، وكل ضلالة في النار.

السؤال كأنه من حيث ظاهره وألفاظه ،أقل مما يقصد لافظه؛ حيث يقول: نقعد، ولا نعمل أي شيء ! فهو يعني في أي شيء ـ ليس أي شيء مطلقاً ـ وإنما يعني شيئاً معيناً. لأنه لا أحدٌ إطلاقاً يقول: بأن المسلم عليه أن يعيش كما تعيش الأنعام لا يعمل أي شيء ـ لأنه خُلق لشيء عظيم جداً؛ وهو عبادة الله وحده لا شريك له. ولذلك فلا يتبادر إلى ذهن أحد من مثل هذا السؤال أنه يقصد ألا يعمل أي شيء، وإنما يقصد ألا يعمل شيئاً يناسب هذا الواقع الذي أحاط بالمسلمين من كل جانب ،هذا هو الظاهر من مقصود السائل و ليس بملفوظ السائل.
وعلى ذلك نجيب: إن و ضع المسلمين اليوم لا يختلف كثيراً و لا قليلاً عما كان عليه وضع الدعوة الإسلامية في عهدها الأول، وأعني به العهد المكي. أقول لا يختلف وضع الدعوة الإسلامية اليوم لا في قليل و لا في كثير عمّا كانت عليه الدعوة الإسلامية في عهدها الأول، ألا وهو العهد المكي، وكلنا يعلم أن القائم على الدعوة يومئذ ،هو نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. أعني بهذه الكلمة أن الدعوة كانت محاربة؛ من القوم الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أنفسهم، كما في القرآن الكريم ،ثم لما بدأت الدعوة تنتشر، وتتسع دائرتها بين القبائل العربية حتى أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالهجرة من مكة إلى المدينة –طبعاً نحن الآن نأتي برؤوس أقلام لأن التاريخ الإسلامي الأول والسيرة النبوية الأولى معروفة عند كثير من الحاضرين –لأنني أقصد – بهذا الإيجاز و الاختصار -، الوصول إلى المقصود من الإجابة على ذلك السؤال.

ولذلك فإنني أقول: بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتبعه بعض أصحابه إلى المدينة، وبدأ عليه الصلاة والسلام يضع النواة لإقامة الدولة المسلمة – هناك في المدينة المنورة - بدأت أيضاً عداوةُ جديدة بين هذه الدعوة الجديدة –أيضاً في المدينة - حيث اقتربت الدعوة من عقر دار النصارى وهي سورية يومئذِ؛ - التي كان فيها هرقل ملك الروم -،فصار هناك عداء جديد للدعوة ليس فقط من العرب في الجزيرة العربية؛ بل ومن النصارى أيضاً في شمال الجزيرة العربية –أي في سورية – ثم أيضاً ظهر عدوُ آخر ألا وهو فارس، فصارت الدعوة الإسلامية محاربة من كل الجهات؛ من المشركين في الجزيرة العربية، ومن النصارى و اليهود في بعض أطرافها، ثم من قبل فارس؛ التي كان العداء بينها و بين النصارى شديداً كما هو معلوم من قولة تبارك و تعالى: {ألم غلبت الروم، في أدنى الأرض، وهم من بعد غلبهم سيغلبون، في بضع سنين } [1]. الشاهد هنا: لا نستغربنَّ وضع الدعوة الإسلامية الآن، من حيث إنها تُحارب من كل جانب. فمن هذه الحيثية كانت الدعوة الإسلامية في منطلقها الأول أيضاً كذاك محاربة من كل الجهات. وحينئذٍ يأتي السؤال والجواب.
ما هو العمل ؟ ماذا عمل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه الذين كان عددهم يومئذٍ قليلاََ بالنسبة لعدد المسلمين اليوم – حيث صار عدداََ كثيراََ وكثيراََ جداََ ؟
هنا يبدأ الجواب: هل حارب المسلمون العرب المعادين لهم –أي قومهم –في أول الدعوة ؟ هل حارب المسلمون النصارى في أول الأمر ؟ هل حاربوا فارس في أول الأمر ؟
الجواب : لا، لا كل ذلك الجواب لا.
إذاََ ماذا فعل المسلمون ؟
نحن الآن يجب أن نفعل ما فعل المسلمون الأولون تماماََ. لأن ما يصيبنا هو الذي أصابهم، وما عالجوا به مصيبتهم هو الذي يجب علينا أن نعالج به مصيبتنا، وأظن أن هذه المقدمة توحي للحاضرين جميعاً بالجواب إشارةً وستتأيد هذه الإشارة بصريح العبارة. فأقول: يبدو من هذا التسلسل التاريخي و المنطقي في آنِ واحدِ أن الله عز وجل إنما نصر المؤمنين الأولين؛ الذين كان عددهم قليلاً جداً بالنسبة للكافرين والمشركين جميعاً من كل مذاهبهم ومللهم، إنما نصرهم الله تبارك وتعالى بإيمانهم.
إذاً ما كان العلاج أو الدواء يومئذٍ لذلك العداء الشديد الذي كان يحيط بالدعوة هو نفس الدواء ونفس العلاج الذي ينبغي على المسلمين اليوم أن يتعاطوه؛ لتحقيق ثمرة هذه المعالجة كما تحققت ثمرة تلك المعالجة الأولى، والأمر كما يقال: التاريخ يعيد نفسه؛ بل خير من هذا القول أن نقول إن الله عز وجل في عباده وفي كونه الذي خلقه ونظّمه وأحسن تنظيمه له في ذلك كله- سنن لا تتغير ولا تتبدل ( سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً )
هذه السنن لابد للمسلم أن يلاحظها، وأن يرعاها حق رعايتها. وبخاصةٍ ما كان فيها من السنن الشرعية. هنالك سنن شرعية وهنالك سنن كونية. وقد يقال اليوم- في العصر الحاضر- سنن طبيعية، هذه السنن الكونية الطبيعية يشترك في معرفتها المسلم و الكافر، و الصالح والطالح بمعنى؛ ما الذي يقوّم حياة الإنسان البدنية ؟ الطعام والشراب والهواء النقي و نحو ذلك. فإذا الإنسان لم يأكل ،لم يشرب، لم يتنفس الهواء النقي، فمعنى ذلك أنه عرَّض نفسه للموت موتاً مادياً. هل يمكن أن يعيش إذا ما خرج عن اتخاذه هذه السنن الكونية ؟
الجواب لا: (سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا ) هذا -كما قلت آنفاً -يعرفه معرفة تجريبية كل إنسان؛ لا فرق بين المسلم و الكافر والصالح والطالح. لكن الذي يهمنا الآن أن نعرف أن هناك سنناً شرعية يجب أن نعلم أن هناك سنناً شرعية، من اتخذها وصل الى أهدافها و جنى منها ثمراتها، ومن لم يتخذها فسوف لن يصل إلى الغايات التى وُضعت تلك السنن الشرعية لها؛ تماماً - كما قلنا - بالنسبة للسنن الكونية إذا تبنَّاها الإنسان و طبقها، و صل إلى أهدافها.
كذلك السنن الشرعية إذا أخذها المسلم؛ تحققت الغاية التي وضع الله تلك السنن من أجلها – من أجل تحقيقها – و إلا فلا. أظن هذا الكلام مفهوم و لكن يحتاج إلى شئٍ من التوضيح، وهنا بيت القصيد وهنا يبدأ الجواب عن ذاك السؤال الهام. كلنا يقرأ آية من آيات الله عز وجل بل إن هذه الآية قد يُزيّن بها صدور بعض المجالس أو جدر بعض البيوت وهي قوله تعالى {إن تنصروا الله ينصركم } [2] -لافتات - توضح وتكتب بخط ذهبي جميل رُقعي أو فارسي إلى آخره، وتوضع على الجدار، مع الأسف الشديد هذه الآية أصبحت الجدر مزينة بها، أما قلوب المسلمين فهي خاوية على روشها، لا نكاد نشعر ما هو الهدف الذي ترمي إليه هذه الآية {إن تنصروا الله ينصركم} ولذلك أصبح وضع العالم الإسلامي اليوم في بلبلة وقلقلة لا يكاد يجد لها مخرجاً، مع أن المخرج مذكور في كثير من الآيات، وهذه الآية من تلك الآيات، إذا ما ذكّرنا المسلمين بهذه الآية فأظن أن الأمر لا يحتاج إلى كبير شرح وبيان وإنما هو فقط التذكير و { الذكرى تنفع المؤمنين}.

كلنا يعلم –إن شاء الله – أن قوله تبارك وتعالى {إن تنصروا الله} شرطٌ، جوابه {ينصرْكم} إن تأكل إن تشرب إن ……إن الجواب تحيا، إن لم تأكل إن لم تشرب، ماذا؟ تموت ؟. كذلك تماماً المعنى في الآية {إن تنصروا الله ينصركم} المفهوم - وكما يقول الأصوليون - : مفهوم المخالفة، إن لم تنصروا الله لم ينصركم؛ هذا هو واقع المسلمين اليوم.
توضيح هذه الآية جاءت في السنة في عديد من النصوص الشرعية، وبخاصةٍ منها الأحاديث النبوية. {إن تنصروا الله} معلوم بداهة أن الله لا يعني أن ننصره على عدوه بجيوشنا وأساطيلنا وقواتنا المادية؛ لا ! إن الله عز وجل غالب على أمره، فهو ليس بحاجة إلى أن ينصره أحد نصراً مادياً – هذا أمر معروف بدهياً – لذلك كان معنى {إن تنصروا الله} أي إن تتبعوا أحكام الله، فذلك نصركم لله تبارك وتعالى.

والآن هل المسلمون قد قاموا بهذا الشرط ؟ قد قاموا بهذا الواجب –أولاً ؟ ثم هو شرط لتحقيق نصر الله للمسلمين – ثانياً -؟
الجواب: عند كل واحدٍ منكم، ما قام المسلمون بنصر الله عز وجل. وأريد أن أذكر هنا كلمةً؛ أيضاً من باب التذكير وليس من باب التعليم، على الأقل بالنسبة لبعض الحاضرين. إن عامة المسلمين اليوم قد انصرفوا عن معرفتهم، أو عن تعرفهم على دينهم ،- عن تعلمهم لأحكام دينهم -، فأكثرهم لا يعلمون الإسلام، وكثيرٌ أو الأكثرون منهم، إذا ما عرفوا من الإسلام شيئاً، عرفوه ليس إسلاماً حقيقياً؛ عرفوه إسلاماً منحرفاً عمّا كان عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه. لذلك فنصر الله الموعود به من نصر الله يقوم على معرفة الإسلام أولاً معرفةً صحيحة، كما جاء في القرآن والسنة، ثم على العمل به – ثانياً -، وإلا كانت المعرفة وبالاً على صاحبها، كما قال تعالى: {يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون} [3]. إذاً نحن بحاجة إلى تعلم الإسلام ،وإلى العمل بالإسلام.
فالذي أريد أن أذكّر به - كما قلت آنفاً - هو أن عادة جماهير المسلمين اليوم أن يصبّوا اللوم كل اللوم بسبب ما ران على المسلمين قاطبةً من ذلٍ وهوان على الحكام، أن يصبوا اللوم كل اللوم على حكامهم الذين لا ينتصرون لدينهم، وهم - مع الأسف - كذلك؛ لا ينتصرون لدينهم، لا ينتصرون للمسلمين الُمَذلّين من كبار الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم، هكذا العُرفُ القائم اليوم بين المسلمين ! صب اللوم كل اللوم على الحكام، ومع ذلك ! أن المحكومين كأنهم لا يشملهم اللوم الذي يوجهونه إلى الحاكمين ! والحقيقة أن هذا اللوم ينصب على جميع الأمة حكّامًا، و محكومين. و ليس هذا فقط بل هناك طائفة من أولئك اللائمين للحكام المسلمين بسبب عدم قيامهم بتطبيق أحكام دينهم، و هم محقون في هذا اللوم ،ولكن! قد خالفوا قولة تعالى {إن تنصروا الله}. أعني نفس المسلمين اللائمين للحاكمين حينما يخصونهم باللوم قد خالفوا أحكام الإسلام؛ حينما يسلكون سبيل تغيير هذا الوضع المحزن المحيط بالمسلمين بالطريقة التى تخالف طريقة الرسول صلى الله عليه و على آله و سلم. حيث إنهم يعلنون تكفير حكام المسلمين- هذا أولاً - ! ثم يعلنون وجوب الخروج عليهم - ثانياً - ! فتقع هنا فتنة عمياء صماء بكماء بيد المسلمين أنفسهم؛ حيث ينشق المسلمون بعضهم على بعض فمنهم هؤلاء الذين أشرت إليهم الذين يظنون أن تغيير هذا الوضع الذليل المصيب للمسلمين إنما تغييره بالخروج على الحاكمين، ثم لا يقف الأمر عند هذه المشكلة، وإنما تتسع وتتسع حتى يصبح الخلاف بين هؤلاء المسلمين أنفسهم ! ويصبح الحاكم في معزلٍ عن هذا الخلاف.

بدأ الخلاف من غلوّ بعض الإسلاميين في معالجة هذا الواقع الأليم أنه لابد من محاربة الحكام المسلمين لإصلاح الوضع !، وإذا بالأمر ينقلب إلى أن هؤلاء المسلمين يتخاصمون مع المسلمين الآخرين الذين يرون أن معالجة الواقع الأليم ليس هو بالخروج على الحاكمين، وإن كان كثيرون منهم يستحقون الخروج عليهم ! بسبب أنهم لا يحكمون بما أنزل الله؛ ولكن هل يكون العلاج –كما يزعم هؤلاء الناس – هل يكون إزالة الذي أصاب المسلمين من الكفار أن نبدأ بمحاكمة الحاكمين في بلاد الإسلام من المسلمين ؟– ولو أن بعضهم نعتبرهم مسلمين جغرافيين كما يقال في العصر الحاضر – هنا نحن نقول: أوردها سعدٌ وسعدٌ مشتملْ ما هكذا يا سعدُ تُورَد ُالإبلْ.
مما لا شك فيه أن موقف أعداء الإسلام أصآلةً وهم اليهود والنصارى والملاحدة من خارج بلاد الإسلام؛ هم أشد بلا شك ضرراً من بعض هؤلاء الحكام الذين لا يتجاوبون مع رغبات المسلمين أن يحكموهم بما أنزل الله فماذا يستطيع هؤلاء المسلمون ؟ وأعني طرفاً أو جانباً منهم وهم الذين يعلنون وجوب محاربة الحاكمين من المسلمين، ماذا يستطيع أن يفعل هؤلاء لو كان الخروج على الحكام واجباً قبل البدء بإصلاح نفوسنا نحن ؟!.
كما هو العلاج الذي بدأ به الرسول عليه السلام، إن هؤلاء لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً إطلاقاً؛ والواقع أكبر دليل على ذلك، مع أن العلاج الذي يتبعونه –وهو أن يبدؤوا بمحاربة الحكام المسلمين! –لا يثمر الثمرة المرجوة لأن العلة - كما قلت آنفاً - ليست في الحاكمين فقط؛ بل و في المحكومين أيضاً، فعليهم جميعاً أن يصلحوا أنفسهم و الإصلاح هذا له بحث آخر قد تكلمنا عليه مراراً و تكراراً و قد نتكلم قريباً إن شاء الله عنه. المهم الآن المسلمون كلهم متفقون على أن و ضعهم أمر لا يحسدون عليه و لا يغبطون عليه ؛بل هو من الذل و الهوان بحيث لا يعرفه الإسلام، فمن أين نبدأ ؟ هل يكون البدأ بمحاربة الحاكمين المسلمين ؟! أو يكون البدأ بمحاربة الكفار أجمعين من كل البلاد ؟! أم يكون البدأ بمحاربة النفس الأمارة بالسوء ؟ من هنا يجب البدأ، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله و سلم إنما بدأ بإصلاح نفوس أفراد المسلمين المدعوّين في أول دعوة الإسلام – كما ذكرنا في أول هذا الكلام- بدأت الدعوة في مكة ثم انتقلت إلى المدينة ثم بدأت المناوشة بين الكفار و المسلمين، ثم بين المسلمين و الروم، ثم بين المسلمين و فارس.. و هكذا - كما قلنا آنفاً - التاريخ يعيد نفسه0فالآن المسلمون عليهم أن ينصروا الله لمعالجة هذا الواقع الأليم، وليس بأن يُعالجوا جانباً لا يثمر الثمرة المرجوة فيها، لو استطاعوا القيام بها ! ما هو هذا الجانب ؟ محاربة الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله ! هذا أولاً – كما قلت آنفاً لابد من وقفة قصيرة – غير مستطاع اليوم، أن يُحارب الحكام؛ وذلك لأن هؤلاء الحكام لو كانوا كفاراً كاليهود والنصارى؛ فهل المسلمون اليوم يستطيعون محاربة اليهود والنصارى ؟
الجواب: لا، الأمر تماماً كما كان المسلمون الأولون في العهد المكي، كانوا مستضعفين، أذلاء، محاربين، معذبين، مُقَتَّلِين لماذا ؟! لأنهم كانوا ضعفاء لا حول لهم ولا قوة، إلا إيمانهم الذي حلّ في صدورهم، بسبب إتباعهم لدعوة نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ هذا الإتباع مع الصبر على الأذى هو الذي أثمر الثمرة المرجوة؛ التي نحن ننشدها اليوم، فما هو السبيل للوصول إلى هذه الثمرة ؟ نفس السبيل الذي سلكه الرسول عليه الصلاة والسلام مع أصحابه الكرام، إذاً اليوم لا يستطيع المسلمون محاربة الكفار على اختلاف ضلالاتهم، فماذا عليهم ؟ عليهم أن يُؤمنوا بالله ورسوله حقاً، ولكن المسلمين اليوم كما قال رب العالمين {ولكن أكثرهم لا يعلمون}. المسلمون اليوم اسماً وليسوا مسلمين حقاً ! أظنكم تشعرون معي بالمقصود من هذا النفي.
ولكني أذكركم بقوله تعالى: {قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون، والذين هم للزكاة فاعلون، والذين هم لفروجهم حافظون، إلا علي أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولائك هم العادون} [4] أي الباغون الظالمون. فإذا أخذنا هذه الخصال فقط، ولم نتعد هذه الآيات المتضمنة لهذه الخصال إلى آيات أخرى؛ التي فيها ذكر لبعض الصفات والخصال التي لم تُذكر في هذه الآيات، وهي كلها تدور حول العمل بالإسلام. فمن تحققت فيه هذه الصفات المذكورة في هذه الآيات المتلوه آنفاً وفي آيات أخرى؛ أولئك هم الذين قال الله عز وجل في حقهم {أولئك هم المؤمنون حقا} [5].

فهل نحن مؤمنون حقاً ؟!
الجواب: لا، إذاً يا إخواننا لا تضطربوا!
فنحن المصلين اليوم؛ - هذه الخصلة - {قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون} هل نحن خاشعون في صلاتنا ؟ أنا ما أتكلم عن فرد، اثنين، خمسة، عشرة، مائة، مائتين، ألف، ألفين.
لا. أتكلم [6] عن المسلمين على الأقل الذين يتساءلون، ما هو الحل لما أصاب المسلمين ؟ لا أعني أولئك المسلمين اللاهين الفاسقين الذين لا تهمهم آخرتهم، وإنما تهمهم شهواتهم و بطونهم لا. أنا أتكلم عن المسلمين المصلين.
فهل هؤلاء المصلون قد اتصفوا بهذه الصفات المذكورة في أول سورة المؤمنين ؟ الجواب: كجماعة، كأمة : لا.
إذاً: ترجو النجاةَ ولم تسلكْ مسالِكَها إن السفينةَ لا تجري على اليبسِ

فلابد من اتخاذ الأسباب؛ التي هي من تمام السنن الشرعية بعد السنن الكونية؛ حتى يرفع ربنا عز وجل هذا الذل الذي ران علينا جميعاً. أنا ذكرت هذه الأوصاف من صفات المؤمنين المذكورة في أول هذه السورة، لكن هناك في الأحاديث النبوية التي نذكّر بها إخواننا دائماً، ما يُذكّر بحـال المسلمين اليوم؛ وأنهم لو تذكروا هذا الحديث كان من العار عليهم أن يتساءلوا لماذا أصابنا هذا الذل ؟! لأنهم قد غفلوا عن مخالفتهم لشريعة الله، من تلك الأحاديث قوله عليه الصلاة و السلام: "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله؛ سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم " [7]. هذا الحديث تكلمت عليه كثيراً وكثيراً جداً وبمناسبات عديدة. وإنما أنا أقف فقط عند قوله "إذا تبايعتم بالعينة".العينة : نوع من الأعمال الربوية؛ - ولا أريد أيضاً أن أدخل فيها بالذات -. فهل منكم من يجهل تعامل المسلمين بأنواع من الربا، وهذه البنوك الربوية قائمة على ساق وقدم في كل بلاد الإسلام ومعترف فيها بكل الأنظمة القائمة في بلاد الإسلام. وأعود لأقول ليس فقط من الحكام؛ بل و من المحكومين لأن هؤلاء المحكومين هم الذين يتعاملون مع هذه البنوك و هم الذين إذا نُوقشوا، و قيل لهم: أنتم تعلمون أن الربا حرام و أن الأمر كما قال عليه السلام: "درهم ربا يأكله الرجل أشد عند الله عز وجل من ستٍ وثلاثين زنية " [8] لماذا يا أخي تتعامل بالربا ؟! "بيقلك شو بدّنا نساوي – بدنا نعيش" [9] !!، إذاً العلاقة ما لها علاقة بالحكام لها علاقة بالحكام والمحكومين. المحكومون هم في حقيقة أمرهم يليق بهم مثل هؤلاء الحكام، وكما يقولون "دود الخل منّه وفيه - دود الخل منّه وفيه" [10]. هؤلاء الحكام ما نزلوا علينا من المريخ !! وإنما نبعوا منّا وفينا فإذا أردنا صلاح أوضاعنا فلا يكون ذلك بأن نعلن الحرب الشعواء على حكّامنا وأن ننسى أنفسنا؛ والمشكلة منّا وفينا؛ حيث المشكلة القائمة في العالم الإسلامي.

لذلك نحن ننصح المسلمين أن يعودوا الى دينهم. وأن يطبقوا ما عرفوه من دينهم {ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله} [11]. كل المشاكل القائمة اليوم والتي يتحمس بعض الشباب ويقول ما العمل ؟! سواءٌ قلنا ما هو بجانبنا من المصيبة التي حلت بالعالم الإسلامي والعالم العربي ! وهي احتلال اليهود لفلسطين، أو قلنا محاربة الصليبين للمسلمين بإرتيريا وفي الصومال، في البوسنة والهرسك في في0000 إلى آخر البلاد المعروفة اليوم. هذه المشاكل كلها لا يمكن أن تعالج بالعاطفة وإنما تعالج بالعلم والعمل. {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون } [12]، {وقل اعملوا} الآن نقف عند هذه النقطة. العمل للإسلام اليوم في الساحة الإسلامية، له صور كثيرة وكثيرة جداً، وفي جماعات وأحزاب متعددة، والحقيقة أن هذه الأحزاب من مشكلة العالم الإسلامي التي تكّبر المشكلة أكثر مما يراها بعضهم. بعضهم يرى أن،المشكلة احتلال اليهود لفلسطين – أن المشكلة ما ذكرناه آنفاً، محاربة الكفار لكثير من البلاد الإسلامية وأهلها – لا!

نحن نقول: المشكلة أكبر وهي تفرق المسلمين. المسلمون أنفسهم متفرقون شيعاً وأحزاباً خلاف قول الله تبارك وتعالى: {ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزبٍ بما لديهم فرحون} [13]. الآن الجماعات الإسلامية مختلفون في طريقة معالجة المشكلة التي يشكو منها كل الجماعات الإسلامية، وهي الذل الذي ران على المسلمين، وكيف السبيل إلى الخلاص منه ؟
هناك طرق:
الطريقة الأولى: هي الطريقة المثلى التي لا ثاني لها، وهي التي ندعو إليها دائماً وأبداً. وهي فهم الإسلام فهماً صحيحاً وتطبيقهُ وتربية المسلمين على هذا الإسلام المصفّى، تلك هي سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ كما ذكرنا ونذكر أبداً. فرسول الله بدأ بأصحابه أن هداهم إلى الإيمان بالله ورسوله- أن علمهم بأحكام الإسلام-، وكانوا يشكون إليه ما يصيبهم من ظلم المشركين وتعذيبهم إياهم، كان يأمرهم بالصبر، يأمرهم بالصبر ! وأن هذه سنة الله في خلقه أن يُحارب الحق بالباطل وأن يُحارب المؤمنون [14] بالمشركين وهكذا، فالطريقة الأولى لمعالجة هذا الأمر الواقع هي العلم النافع والعمل الصالح. هناك حركات ودعوات أخرى، كلها تلتقي على خلاف الطريقة الأولى والمثلى والتي لا ثاني لها وهي اتركوا الإسلام الآن جانباً ! من حيث وجوب فهمه ! ومن حيث وجوب العمل به ! الأمر الأن أهم من هذا الأمر ! وهو أن نجتمع وأن نتوحد على محاربة الكفار !! سبحان الله، كيف يمكن محاربة الكفار بدون سلاح ؟! كل إنسان عنده ذرّة عقل أنه إذا لم يكن لديه سلاح مادي فهو لا يستطيع أن يحارب عدوه المسلّح، ليس بسلاح مادي بل بأسلحةِ مادية !. فإذا أراد أن يحارب عدوه - هذا -المسلح وهو غير مسلح ماذا يقال له ؟ حاربه دون أن تتسلح ؟! أم تسلح ثم حاربه ؟
لا خلاف في هذه المسآله أن الجواب: تسلح ثم حارب، هذا من الناحية المادية، لكن من الناحية المعنوية الأمر أهم بكثير من هذا، إذا أردنا أن نحارب الكفار؛ فسوف لا يمكننا أن نحارب الكفار بأن ندع الإسلام جانباً؛ لأن هذا خلاف ما أمر الله عز وجل ورسوله المؤمنين في مثل آيات كثيرة منها قوله تعالى {والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} [15]. {إن الإنسان لفي خسر}. نحن بلا شك الآن في خسر. لماذا ؟! لأننا لم نأخذ بما ذكر الله عز وجل من الاستثناء حين قال: {إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}. نحن الآن نقول آمنا بالله ورسوله، ولكن ! حينما ندعو المسلمين المتحزبين المتجمعين المتكتلين على خلاف دعوة الحق – الرجوع إلى الكتاب والسنة – يقولون هذا ندعه الآن جانباً! الأمر أهم !. هو محاربة الكفار !، فنقول: بسلاح أم بدون سلاح ؟ !. لابد من سلا حين، السلاح الأول: السلاح المعنوي، وهم يقولون الآن دعوا هذا السلاح المعنوي جانباً ! وخذوا بالسلاح المادي ! ثمّ، لا سلاح مادي !! لأن هذا غير مستطاع بالنسبة للأوضاع التي نُحكم بها الآن؛ ليس فقط من الكفار المحيطين بنا من كل جانب؛ بل ومن بعض الحكام الذين يحكموننا ! فنحن لا نستطيع اليوم رغم أنوفنا أن نأخذ بالاستعداد بالسلاح المادي – هذا لا نستطيعه –. فنقول : نريد نحارب بالسلاح المادي ! وهذا لا سبيل إليه، والسلاح المعنوي الذي هو بأيدينا – {فاعلم أنه لا إله إلا الله} [16] – العلم ثم العمل في حدود ما نستطيع، هذا نقول بكل بساطة متناهية دعوا هذا جانباً ! هذا مستطاع ونؤمر بتركه جانباً ! وذلك غير مستطاع. فنقول : يجب أن نحارب !! وبماذا نحارب ؟! خسرنا السلاحين معاً؛ السلاح المعنوي العلمي نقول نؤجله ! لأنه ليس هذا وقته وزمانه !! السلاح المادي لا نستطيعه فبقينا خراباً يباباً ضعفاء في السلاحين المعنوي والمادي. إذا رجعنا إلى العهد الأول الأنور؛ وهو عهد الرسول عليه السلام الأول، هل كان عنده سلاح مادي ؟ الجواب، لا بماذا إذاً كان مفتاح النصر ؟ آلسلاح المادي أم السلاح المعنوي ؟ لاشك أنه السلاح المعنوي، وبه بدأت الدعوة في مثل تلك الآية {فاعلم أنه لا إله إلا الله} إذاً العلم- قبل كل شئ – إذاً بالإسلام قبل كل شئ ثم تطبيق هذا الإسلام في حدود ما نستطيع. نستطيع أن نعرف العقيدة الإسلامية - الصحيحة طبعاً – نستطيع أن نعرف العبادات الإسلامية، نستطيع أن نعرف الأحكام الإسلامية، نستطيع أن نعرف السلوك الإسلامي ، هذه الأشياء كلها مع أنها مستطاعة فجماهير المسلمين بأحزابهم وتكتلاتهم هم معرضون عنها؛ ثم نرفع أصواتنا عاليةً نريد الجهاد ! أين الجهاد ؟! مادام السلاح الأول مفقود والسلاح الثاني غير موجود بأيدينا ؟!! نحن لو وجدنا اليوم جماعة من المسلمين متكتلين حقاً على الإسلام الصحيح وطبقوه تطبيقاً صحيحاً، لكن لا سلاح مادي عندهم؛ هؤلاء يأتيهم أمره تعالى في الآية المعروفة: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوةً، ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم} [17] لو كان عندنا السلاح الأول المعنوي؛ فنحن مخاطبون بهذا الإعداد المادي. فهل نحارب إذا لم يكن عندنا إعداد مادي ؟! الجواب : لا.لأننا لم نحقق هذه الآية التي تأمرنا بالإعداد المادي؛ فما بالنا، كيف نستطيع أن نحارب ونحن مفلسون من السلاحين المعنوي والمادي ؟ !. المادي الآن لا نستطيعه، المعنوي نستطيعه؛ إذاً {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها } [18]. {فاتقوا لله ما استطعتم} [19] فالذي نستطيعه الآن هو العلم النافع والعمل الصالح.

لعلي أطلت في هذا الجواب أكثر من اللازم، لكني أنا ألخص الآن فأقول:
ليست مشكلة المسلمين في فلسطين فقط - يا إخواننا-، لأنه مع الأسف الشديد من جملة الانحراف التي تصيب المسلمين اليوم؛ أنهم يخالفون علمهم عملاً ! حينما نتكلم عن الإسلام وعن الوطن الإسلامي، نقول: كل البلاد الإسلامية هي وطن لكل مسلم؛ ما في فرق بين عربي وعجمي، ما في فرق بين حجازي وأردني ومصري 00000 و إلى آخره، لكن هذه الفروق العملية موجودة، هذه الفروق عمليه موجودة ! ليس فقط سياسياً؛ هذا غير مستغرب أبداً، لكن موجودة حتى عند الإسلاميين ! مثلاً تجد بعض الدعاة الإسلاميين يهتمون بفلسطين؛ ثم لا يهمهم ما يصيب المسلمين الآخرين في البلاد الأخرى. مثلاً: حينما كانت الحرب قائمة بين المسلمين الأفغان وبين السوفييت وأذنابهم من الشيوعيين، لماذا ؟! لأن هؤلاء مثلاً ليسوا سوريين ! مصرين ! أو ما شابه ذلك. إذاً المشكلة الآن ليست محصورة في فلسطين فقط؛ بل تعدت إلى بلاد إسلامية كثيرة فكيف نعالج هذه المشكلة العامة ؟ بالقوتين المعنوية والمادية، بماذا نبدأ ؟
نبدأ قبل كل شيء بالأهم فالأهم وبخاصة إذا كان الأهم ميسوراً؛ وهو السلاح المعنوي – فهم الإسلام فهماً صحيحاً وتطبيقه تطبيقاً صحيحاً ثم السلاح المادي إذا كان ميسوراً. اليوم - مع الأسف الشديد –؛ الذي وقع في أفغانستان.... الأسلحة التي حارب المسلمون – الأسلحة المادية – التي حارب المسلمون بها الشيوعيين هل كانت أسلحة إسلامية ؟ الجواب: لا.
كانت أسلحة غربية، إذا نحن الآن من ناحية السلاح المادي مستعبدون؛ لو أردنا أن نحارب وكنا أقوياء من حيث القوة المعنوية، إذا أردنا أن نحارب بالسلاح المادي فنحن بحاجة إلى أن نستورد هذا السلاح؛ إما بالثمن وإما بالمنحة أو شيء مقابل شيء ! كما تعلمون السياسة الغربية اليوم على حدّ المثل العامّي: "حكّلّي لحكّلّك"! يعني أي دوله الآن حتى بالثمن لا تبيعك السلاح إلا مقابل تنازلات. تتنازل أنت أيها الشعب المسلم مقابل السلاح الذي تدفع ثمنه أيضاً فإذاً يا إخواننا الأمر ليس كما نتصور عبارة عن حماسات وحرارات الشباب وثورات كرغوة الصابون تثور ثم تخور في أرضها لا أثر لها إطلاقاً !. أخيراً أٌقول {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله..} إلى آخر الآية.
لكن أكرر أن العمل لا ينفع إلا إذا كان مقروناً بالعلم النافع؛ والعلم النافع إنما هو قال الله قال رسول الله كما قال إبن القيم رحمه الله:
العلم قال الله قال رسولـــــهُ*** قال الصحابةُ ليس بالتمويــــهِ
ما العلمُ نصبَكَ للخلاف سفاهــةً*** بين الرسولِ وبين قولِ سفيــــهِ
كلا ولا جحد الصفات ونفيــها*** حذرا من التعطيل التشويـــــهِ
مصيبة العالم الإسلامي مصيبة أخطر – وقد يستنكر بعضكم هذا الذي أقوله !-مصيبة العالم الإسلامي اليوم أخطر من احتلال اليهود لفلسطين ! مصيبة العالم الإسلامي اليوم أنهم ضلـوا سواء السبيل. أنهم ما عرفوا الإسلام الذي به تتحقق سعادة الدنيا والآخرة معاً. وإذا عاش المسلمون في بعض الظروف أذلاء مضطهدين من الكفار والمشركين وقتّلوا وصلّبوا ثم ماتوا فلا شك أنهم ماتوا سعداء ولو عاشوا في الدنيا أذلاء مضطهدين. أما من عاش عزيزاً في الدنيا وهو بعيد عن فهم الإسلام كما أراد الله عز وجل ورسوله فهو سيموت شقياً وإن عاش سعيداً في الظاهر.

إذاً بارك الله فيكم: العلاج هو فرّوا الى الله ! العلاج فرّوا الى الله ! فرّوا الى الله تعني أفهموا ما قال الله وقال رسول الله واعملوا بما قال الله وما قال رسول الله. وبهذا أنهي هذا الجواب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.

[1] الآية رقم 1-3 من سورة الروم.
[2] الآية رقم 7 من سورة محمد.
[3] الآية رقم 3 من سورة الصف.
[4] الآيات رقم 1–7 من سورة المؤمنون.
[5] الآية رقم 4 وكذا رقم 74 كلتاهما من سورة الأنفال.
[6] في الأصل: بتكلم باللهجة العامية حسب عادة الشيخ أحياناً في الفتاوى والمحاضرات وما أثبتناه هو المعهود لغةً.
[7] أخرجه أبو داود في سننه رقم 3462 وأحمد في مسنده رقم 5007، 5562 و الطبراني في مسند الشاميين رقم 2417 وغيرهم كلهم من حديث ابن عمر مرفوعاً.
[8] أخرجه أحمد في مسنده رقم 22007، 22008 والدارقطني في سننه 3/16 وغيرهما عن عبد الله بن حنظلة.
[9] باللهجة السورية العامية.
[10] مثل عامي شُهِر في بعض بلاد الشام.
[11] الآية رقم 5 من سورة الروم.
[12] الآية رقم 105 من سورة التوبة.
[13] الآية رقم 32 من سورة الروم.
[14] في الأصل بالياء والصحيح ما أثبتناه لكونه نائباً عن الفاعل.
[15] سورة العصر.
[16] الآية رقم 19 من سورة محمد.
[17] الآية رقم 60 من سورة الأنفال.
[18] الآية رقم 286 سورة البقرة.
[19] الآية رقم 16سورة التغابن.


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09-29-2009, 02:33 PM
ابو مصعب المهاجر ابو مصعب المهاجر غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 11
افتراضي

السلام عليك و رحمة الله تعالى و بركاته

اخواني في الله اخوة العقيدة الصحيحة و المنهج الصافي النقي الذي لم يتلوث بغبار عبادة الوثنية و اضرحة

ان منهج السلف الصالح هو الوحيد الذي قادة سفينة الامة الى بر النجاة

اخواني قرات ردودكم و تمعنت فيها و سارد عليكم بصفة عامة لان الحديث يطول و شيق معكم ليتنا كنا مجتمعين في مسجد

او عند احد منا نتبادل اطراف الحديث في واقعنا و كيف نخرج من ازامتنا في ضل الهيمنة الصهيوصليبية على امة الاسلام

المهم:

الى الاخوة الذين قالو باني اتكلم بعاطفتي اقول و الله انني اكلمكم بما جاء في شرعنا الحنيف و سنة نبينا

كيف و انا اقرا حديث رسول الله **الامة كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد

بالسهر و الحمى**


و كيف و انا اقرا**من لم يهمه امر المسلمين فليس منهم** و انا و اعوذ بالله من

كلمة انا من المسلمين

و من منا لم يسمع بقصة اختنا عبير الجنابي الاخت العراقية التي تهجم عليها خنازير

الامريكان و اغتصبوها و هي تستغيث

بامتها و لكن لا حياة لمن تنادي ثم قامو بقتلها و قتل عائلتها و القائمة طويلة لا يتسع الوقت لسردها

و كيف انعم بالنوم و الاكل و نبينا الكريم يهان من طرف ارذل الناس و انا اقول لم يحن الوقت بعد

و كيف اضحك و اتكلم و مصحفنا الشريف يدنس في بيوت الخلاء و اقول لم يحن الوقت بعد

و كيف اسافر و اتفسح و اقصانا الشريف يدنس من طرف ابناء القردة و الخنازير و اقول لم يحن الوقت بعد

اعلمو يا اخوة ان الحملة الصهيوصليبية بدات تنفذ مخططاتها ضد امة التوحيد بالامس فلسطين و اليوم افغانستان و العراق

و الصومال و السودان و ربما غدا بلاد الحرمين و الشام و ارض الكنانة و العياذ بالله

و الله عندي يقين انهم لن يستطيعو القضاء على امة التوحيد مادام الله قد احيا فريضة الجهاد في هذه الامة

و لا زالت الامة بخير و الحمد لله

والله ان لم نعد العدة و نصدق مع الله و نبقى نتكلم و نختلق الاعذار سياتي الدور على كل واحد منا و سنذبح كالخراف

سيقولو لي بعض الاخوة نقدر عاطفتك و الله ليست بعاطفة هاته و انما هو قلب ينبض و يخفق لدينه و امته و نبيه

عندما اقرا سيرة نبينا صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام رضي الله عن الجميع تدمع عيني و اتمنى لو عشت في ذاك الزمان

افضل من زمان الذل و الهوان و الانبطاح امام هؤلاء المشركين و اخوانهم ابناء القردة و الخنازير و من سار على دربهم

اين نحن من قول الله تعالى ** محمد رسول الله و الذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم**

قال تعالى ** و الذين جاهدو فينا لنهدينهم سبلنا **

و في هذا القدر كفاية

ارجو من اخوتي ان يتسع صدرهم لي و اعلمو اني احبكم في الله
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09-29-2009, 04:40 PM
أبو أيوب الجزائري أبو أيوب الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
الدولة: الجزائر, البليدة
المشاركات: 141
افتراضي آخر الكلام

السلام عليكم
أخي أبا مصعب
** محمد رسول الله و الذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم** يعبدون الله و حده و لايشركون به شيئا

الرسول صلى الله عليه و سلم عانا أكثر من ذلك في مكة و الصحابة كذلك عانوا كل أصناف التعذيب هل أمرهم الرسول صلى الله عليه و سلم بالجهاد أم أمرهم بالصبر لأن وقت الجهاد لم يحن بعد
عندما اشتد الحال بالمسلمين أتى أحد الصحابة إلى الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم وقال له يا رسول الله ألا تدعو لنا؟أألا تستنصر لنا؟
فرد عليه الرسول الكريم" لقد كان يؤتى بالرجل فيمن كان قبلكم فيحفر له حفره فيوضع فيها ويوضع أمشاط من حديد ما دون لحمه وعظمه لا يرده ذلك عن دينه شيئا, والله إنكم لقوم تستعجلون
"

ما قال و الله معك حق نحن على حق وهم على باطل فالله سينصرنا بل قال
والله إنكم لقوم تستعجلون


هذا الذل و الهوان هو ما نبأنا به رسول الله صلى الله عليه و سلم و علّمنا أن العزة و التمكين يكونان بالعودة الدين الصحيح و تصفية العقيدة من الشركيات التي دخلت عليها و أصبحت من الدين عند أغلب الناس و بعد تربية الناس على هذه العقيدة الصافية النقية هنا نقول
قال تعالى ** و الذين جاهدو فينا لنهدينهم سبلنا **
هذا عندما نكون على العقيدة السليمة حتى إذا مات أحد كان على التوحيد الخالص

أقول لك مرة أخرى ما هو قولك فيمن يذهب ليجاهد أو ليفجر نفسه و هو قبوري يستغيث بغير الله

وكذلك أعيد عليك

أخي أبا مصعب أقول لك مرة أخرى إلزم أقوال العلماء و لا تحيد عليه قيد أنملة و لا تقل بعد قولهم برأيك و الله إن قولهم لهو النجاة

المشفق عليك أبو أيوب
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:09 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.