أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
79642 74378

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-06-2009, 07:56 AM
أبو العباس أبو العباس غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 790
افتراضي بين منهجين (11) : الاتهام بالتكفيرية أو الخارجية

بين منهجين (11) : الاتهام بالتكفيرية أو الخارجية .


في ظل حمى التجريح يطلق المبتلون بها الذين ارتفعت حرارتهم بسببها ألوانا من التهم الجاهزة التي لا يهم أن يكون المتهم بها واقعا فيها , ولا يهم تحقيق المناط فيها , لكن المهم أنها تؤدي غرضها بصد الناس عنه , ولو كان بعيدا تمام البعد عنها , ومن ذلك تهمة (التكفير –غير المنضبط-) التي شاع إطلاقها في حق أناس من أهل العلم وطلبته السلفيين الذين عرفوا ببعدهم التام عن هذا النوع من التكفير , بل واشتهر عن بعضهم شدتهم وحربهم له ووقوفهم بوجهه , حتى كانوا في بلدانهم بمثابة صمام الأمان الذي حال دون انتشار هذا الفكر الوخيم فيها .
ومع هذا فقد وجد من اتهم أمثال هذا الصنف بأنهم (تكفيريون) , ومن ذلك اتهام :
الشيخ أحمد محمد شاكر : (خارجي تكفيري) .
ونفس التهمة وجهت للشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ : (خارجي تكفيري) .
ولم يسلم منها الشيخ عبد الرزاق عفيفي : (خارجي تكفيري) .
بل حتى الشيخ عبد الله بن حميد قيل فيه : (خارجي تكفيري) .
وكذلك الشيخ ابن جبرين قيل عنه : (خارجي تكفيري) .
والشيخ عبد الله الغديان لم يسلم من أن يقال فيه : (خارجي تكفيري) .
أما الشيخ بكر عبد الله أبو زيد فوصف كذلك بأنه : (تكفيري) .
والشيخ فتحي عبد الله الموصلي أيضا ممن قيل فيهم أنه : (تكفيري) .

بل لم يسلم من هذه التهمة أناس عرفوا بشدة محاربتهم للفكر التكفيري ووقوفهم بوجهه , وكتبهم ومؤلفاتهم ومحاضراتهم المسموعة والمرئية , بل ومناضرات بعضهم قاضية ببعدهم عن التكفير غير المنضبط , ومع ذلك لم يسلموا من أن يتهموا بأنهم (تكفيريون) , ومن هؤلاء :
شيخنا مشهور حسن : قيل فيه أنه : (يعرض بتكفير المجتمعات) , بل صرح بعضهم أنه (تكفيري , خارجي) .
ومنهم كذلك الشيخ المغراوي قيل فيه أنه "وقع في انحرافات كثيرة تخالف المنهج السلفي في أساسيات منها التكفير للمجتمعات الإسلامية والحكم عليهم بالردة وأن الأمة تتفق على الشرك وتتفق على الردة وتتفق على كذا وكذا الخ" , وأنه "يقول بقول الخوارج ويكفر الناس بالمعاصي , يكفر المسلمين ويجعل المعاصي كفرا , لا أنصحكم به , وهو تكفيري والذين يتبعونه ويجادلون عنه تكفيريون".
وأيضا الشيخ عدنان عرعور صاحب المناظرات المشهورة مع التكفيريين , أيضا وصف بأنه : (تكفيري) .
أما الشيخ أبو الحسن المأربي صاحب التقريرات البديعة في الرد على الفكر التكفيري الخارجي فلم يسلم هو نفسه من هذه التهمة , فقيل فيه ما قيل في سلفه بأنه : (تكفيري) .

وحمى الاتهام بالتكفير لم تقف عند حدود الأفراد بل تعدتها إلى الجماعات والجمعيات فهذه جمعية إحياء التراث حكم عليها بأنها جمعية (تكفيرية) وكانت النتيجة أن أدرجت هذه الجمعية ضمن (قائمة الجمعيات والمؤسسات الداعمة للإرهاب) التي أصدرتها الولايات المتحدة الأمريكية .
ودور تحفيظ القران الكريم في المغرب التي تشرف عليها جمعية الدعوة إلى القران والسنة حكم عليها بأنها (حزبية تكفيرية) –بسبب علاقتها بالشيخ المغراوي (!!!) - , وكانت النتيجة إغلاق العشرات من هذه الدور بفعل هذه التهمة وما زالت حملات الإغلاق مستمرة .
وكذلك جمعية دار البر حكم عليها بانها (جمعية حزبية تكفيرية) -بسبب موقفها من الشيخ أبي الحسن المأربي (!!!)- .
على الرغم من جهود ونشاطات هذه الجمعيات في طباعة الكتب وتوزيع الأشرطة وعقد الندوات والمحاضرات للتحذير من خطورة الفكر التكفير الخارجي , ومع ذلك يكابر البعض ويصفها بانهما جمعيات تكفيرية .
بل ووجد من المنتسبين للدعوة السلفية من حكم على الكثيرين من أئمة الدعوة النجدية من أبناء وطلاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتلامذتهم –حتى يومنا هذا- بأنهم (تكفيريون خوارج) , بسبب بعض عباراتهم وإطلاقاتهم (!!) .

بل حتى الشيخ ربيع المدخلي –المعروف بحربه لكل من ثبت عنده أنه (تكفيري أو خارجي)- لم يسلم هو نفسه من هذه التهمة فقال أحد كبار العلماء مستدركا قولا للشيخ ربيع طالبا منه (المبادرة إلى شطب هذا التكفير الضمني) , الذي ورد في بعض أقوال الشيخ ربيع.
وألف بعضهم كتابا أسماه (إعلان النكير على منهج الشيخ ربيع في التكفير) جمع فيه عشرات الأمثلة من أقوال الشيخ ربيع وإطلاقاته التي تضمنت أو استلزمت (التكفير غير المنضبط) .
وجمع آخر أقوالا للشيخ ربيع متفرقة في بعض أشرطته ونشرها ليدلل من خلالها على مضمون ما عنونه بأنه (أقوال الشيخ ربيع في تكفير الحكام) .

ولذلك فلما نظر البعض في هذه الأقوال المجموعة للشيخ ربيع بنفس العين التي نظر من خلالها لأقوال غيره من أهل العلم ممن حكم عليهم بأنهم (تكفيريون) , ووزنها بنفس الميزان , وعاملها بنفس المعاملة لم يجد مهربا من أن يصف الشيخ ربيع بأنه (تكفيري , خارجي) , وإلا أوقع نفسه بالتناقض والازدواجية والكيل بمكيالين والوزن بميزانين .
ولهذا فقد قال أحد أشد المنافحين عن الشيخ ربيع –سابقا- ممن كان الشيخ ربيع يزكيه ويثني عليه –سابقا كذلك- : أن الشيخ (ربيع وقع فيما وقع فيه سيد قطب التكفيري، لأن هذا الرجل كان مع الإخوان المسلمين، فنزعه عرق بقي فيه ولم يلفظه إلى الآن، فأخرج ما كان تعلق فيه من باطل القطبيين التكفيريين غلاة الخوارج في هذا العصر) .
وقال فيه –أيضا- : أنه –حفظه الله- قد وقع في (تكفير الشعوب مطلقاً، ورميها بالشرك مطلقاً، وتفسيقها مطلقاً) .
وقال آخر –ممن كان سابقا الشيخ ربيع يثني عليه وهو كان يثني على الشيخ ربيع- أن الشيخ ربيع قد (فتح الباب بالتكفير للجهلة الذين لا يفهمون قيود الكلام، وجرَّأ الصبيان المراهقين في الطلب على ولوج هذا الباب، فكانت سنةً سيئةً في الصف السلفي) .
ويقول غيرهم مستدركا على الشيخ ربيع بعض عباراته الشديدة في التجريح : (هل هذا هو "منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف" الذي ادعيتموه يا شيخ ربيع ، وكتبتم فيه ، ودعوتم إليه . لا شك أن هذا المنهج الذي يقوم على الظلم وتكفير المسلمين هو منهج الخوارج في تكفير المسلم بل إن الخوارج لم يقولوا مثل هذا في الذين يكفرونهم) .
وقال غير من تقدم : (السلفيون الذين يعنيهم ربيع هنا هم : نفسه ومن تأثر بمنهجه في تكفير المسلمين وتضليلهم) .
وقال –أيضا- مبينا وجه خلافه مع الشيخ ربيع أنه الشيخ ربيعا : (لما يئس أن أدخل فيما دخل هو فيه من التكفير بلا مكفر، والتبديع بلا مبدع، وتضليل سواد الأمة وعوامها، وهدم كل عامل للإسلام يصيب ويخطئ، وقد يجمع عملاً صالحاً وآخر سيئاً، عسى الله أن يتوب عليهم... كان لا بد عند الشيخ ربيع أن يلحقني بمن يبدعهم ويضللهم وينفر الناس عنهم) .

وفي وسط هذه المعمة العارمة من إطلاق التهم جزافا بعامة , وتهمة التكفير بخاصة , حتى كادت أن تصبح (التكفيرية الخارجية) تهمة لصيقة بالدعوة السلفية موجهة -ليس من قبل المخالفين كما هو المعتاد- بل من قبل أبنائها الذين يجتهد كلا منهم في دفع هذه التهمة عن نفسه , وبعضهم لا يهتم بأن تقع في حظن اخيه وصاحبه السلفي , بل بعضهم وقف نفسه على إصدار مثل هذه التهم في حق إخوانه السلفيين ابتداء بما يشعر بلوثة إرجائية خطيرة (!!!) , أو ديانة ضعيفة هزيلة في جانب (العلم , أو العمل , أو كليهما معا) , والله المستعان .

أقول : وفي وسط هذه المخاضة الهوجاء من الرمي بهذه التهمة العرجاء يقف طالب الحق متسائلا :
س1\ هل صحيح أن كل من ثبت عنه إصداره لبعض الأحكام التي يفهم منها التكفير أو تستلزمه , وقال فيه بعض المشايخ وطلبة العلم السلفيين أنه تكفيري , يكون تكفيريا فعلا ؟.
س2\ وما هو وجه التفريق بين كون فلان من المشايخ تكفيريا , وعلان ليس تكفيريا , وكلاهما قد وقعا في جنس الإإطلاق الموجب لهذا الوصف ؟.
س3\ وما الذي يصير فلانا سلفيا جبلا راسخا ثابتا , وهو قد وقع في جنس ما وقع فيه من اتهم بانه تكفيري خارجي ؟.
س4\ وهل يصح أن تلتمس التأويلات والأعذار لشيخ دون آخر , وكلاهما أصوله سلفية معتبرة؟.
س5\ وهل لحظوظ النفس دور وتأثير في إصدار مثل هذه الأحكام الخطيرة الجائرة ؟.
س6\ وهل أن أصول العلم السلفية عاجزة عن ضبط هذه الفوضى في إطلاق الاتهامات , بحيث صارت الأحكام الظالمة المتناقضة تطلق ذات اليمين وذات الشمال , وكل ينسب حكمه إلى الأصول السلفية ؟!, بل وبعضهم يزعم أن من خالف حكمه أو حكم شيخه فقد خالف أصلا سلفيا ؟!.
إلى غير ذلك من الأسئلة التي قد تتضح معالم الإجابة على بعضها من خلال تقرير الآتي :

أولا : لا ينسب الرجل إلى طائفة ما (تكفيرية , أو خارجية , أو غيرها) إلا أن يكون قائلا بما امتازت به هذه الطائفة عن غيرها , وأما إن كان قد قال بما تقوله هي وغيرها فلا يصح ان ينسب لا إليها , ولا إلى غيرها , كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (6\664) عند كلامه على مسألة صيغ الأمر وتعلقها بالكلام النفسي : "هذه المسألة هي أخص بمذهب الأشعري : يكون الرجل بها مختصا بكونه أشعريا ، ولهذا ذكر العلماء الخلاف فيها معه .
وأما سائر المسائل فتلك لا يختص هو بأحد الطرفين بها بل في كل طريق طوائف .
فإذا خالفه في خاصة مذهبه لزمه أن لا يكون متبعا له" .
فتأمل بديع كلام شيخ الإسلام –على وجازته- كم حمل من المعاني العلمية الدقيقة :
أولا : فالرجل لا ينسب إلى طائفة حتى يكون قائلا بما يميزها –مما اختصت به من المقالات- عن غيرها .
ثانيا : إن قال الرجل بمقالة اشترك بالقول بها طوائف عدة , فلا يصح أن ينسب لأحدها بمجرد ذلك .
ثالثا : من خالف شيخا في خاصة مذهبه لزمه أن لا يكون متبعا له .
فمن قال بكل ما امتازت به الطائفة نسب إليها مطلقا , ومن خالفها في بعض خصائصها لم تصح نسبته إليها بإطلاق , بل يقال هو منها فيما وافقها فيه مما اختصت به , وليس منها فيما خالفها فيهه مما امتازت به عن غيرها .
ومن أبرز خصائص الطائفة التكفيرية أنها تكفر المسلمين بما لا يوجب التكفير –شرعا- .
وأما تكفير من ثبت وقوعه في موجب التكفير فهو حق , ولا يحكم به على المعينين إلا بعد استكمال شروط التكفير وانتفاء موانعه ؛ فمن خالف في مسألة اعتبار شروط التكفير في حق المعينين كان واقعا في جنس ما وقع لطائفة من أصحاب الإمام الأحمد في تكفيرهم الجهمية , كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في مجموع الفتاوى (12\486-487) : "ثم طائفة من أصحابه يحكون عنه في تكفير أهل البدع مطلقا روايتين حتى يجعلوا المرجئة داخلين في ذلك وليس الأمر كذلك وعنه في تكفير من لا يكفر روايتان أصحهما لا يكفر وربما جعل بعضهم الخلاف في تكفير من لا يكفر مطلقا وهو خطأ محض والجهمية عند كثير من السلف مثل عبدالله بن المبارك ويوسف ابن أسباط وطائفة من أصحاب الإمام احمد وغيرهم ليسوا من الثنتين والسبعين فرقة التي افترقت عليها هذه الأمة بل أصول هذه عند هؤلاء هم الخوارج والشيعة والمرجئة والقدرية وهذا المأثور عن أحمد وهو المأثور عم عامة أئمة السنة والحديث انهم كانوا يقولون : (من قال القرآن مخلوق فهو كافر ومن قال ان الله لا يرى في الآخرة فهو كافر) ونحو ذلك .
ثم حكى أبو نصر السجزي عنهم في هذا قولين :
أحدهما : انه كفر ينقل عن الملة قال وهو قول الاكثرين .
والثاني : انه كفر لا ينقل , ولذلك قال الخطابي : (ان هذا قالوه على سبيل التغليظ) .
وكذلك تنازع المتأخرون من أصحابنا في تخليد المكفر من هؤلاء ؛ فأطلق أكثرهم عليه التخليد كما نقل ذلك عن طائفة من متقدمي علماء الحديث كأبي حاتم وأبي زرعة وغيرهم .
وامتنع بعضهم من القول بالتخليد .
وسبب هذا التنازع : تعارض الأدلة فانهم يرون أدلة توجب إلحاق أحكام الكفر بهم ثم انهم يرون من الأعيان الذين قالوا تلك المقالات من قام به من الايمان ما يمتنع ان يكون كافرا فيتعارض عندهم الدليلان وحقيقة الأمر انهم أصابهم في ألفاظ العموم في كلام الأئمة ما أصاب الأولين في الفاظ العموم في نصوص الشارع كلما رأوهم قالوا من قال كذا فهو كافر اعتقد المستمع ان هذا اللفظ شامل لكل من قاله ولم يتدبروا ان التكفير له شروط وموانع قد تنتفي في حق المعين وان تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين" .
ومع اتفاق أصحاب أحمد على أن مقالات الجهمية هي مما يوجب التكفير , إلا أنه لم يحكم من قال بتكفير الجهمية بأعيانهم على من لم يكفرهم بأنه مرجئي –مثلا- أو أنه مميع .
وبالمقابل لم يحكم من لم يكفر الجهمية بأعيانهم على من كفرهم بانه (تكفيري خارجي) , وذلك لان كلا الفريقين لم يقل بما هو من خصائص أهل الضلال ويوضحه بصورة أكبر :

ثانيا : ضرورة التفريق بين سلامة التأصيل والخطأ في تنزيل الأحكام على الأعيان في باب التكفير والتفسيق والتبديع وهذا مرده (للاجتهاد في تحقيق المناط) , فقد يكفر بعض أهل العلم أعيانا من الناس –أحيانا- لأنهم غلب على ظنهم أنهم كفار باجتهاد (سني سلفي) سائغ , لا بأصل (تكفيري خارجي) منحرف , ومع ذلك لا يصح أن ينسبوا إلى منهج التكفير الجائر , كما قال شيخ الإسلام في معرض رده على الرافضي الطاعن في صحابة النبي (صلى الله عليه وسلم) ببعض ما ينسب إليهم مما يفهم منه تكفير بعضهم لبعض وتنقص بعضهم بعضا كما في منهاج السنة النبوية (4\330-335) : "هب أن واحدا من الصحابة عائشة أو غيرها قال في ذلك على وجه الغضب إنكاره بعض ما ينكر ؛ فليس قوله حجة , ولا يقدح ذلك لا في إيمان القائل ولا المقول له , بل قد يكون كلاهما وليا لله تعالى من أهل الجنة , ويظن أحدهما جواز قتل الاخر , بل يظن كفره وهو مخطىء في هذا الظن , كما ثبت في الصحيحين عن علي وغيره في قصة حاطب بن أبي بلتعة ... [وفيها] قال عمر (رضي الله عنه) : (دعني أضرب عنق هذا المنافق) ... .
فإن عثمان وعليا وطلحة والزبير أفضل باتفاق المسلمين من حاطب ابن أبي بلتعة وكان حاطب مسيئا إلى مماليكه وكان ذنبه في مكاتبة المشركين وإعانتهم على النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه أعظم من الذنوب التي تضاف إلى هؤلاء , ومع هذا فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتله وكذب من قل إنه يدخل النار لأنه شهد بدرا والحديبية وأخبر بمغفرة الله لأهل بدر , ومع هذا فقد قال عمر رضي الله عنه دعني أضرب عنق هذا المنافق فسماه منافقا واستحل قتله ولم يقدح ذلك في إيمان واحد منهما ولا في كونه من أهل الجنة ... .
وقد قال أسيد بن حضير لسعد بن عبادة : (إنك منافق تجادل عن المنافقين) , وهذا مؤمن ولي لله من أهل الجنة وذاك مؤمن ولي الله من أهل الجنة ؛ فدل على أن الرجل قد يكفر اخر بالتأويل ولا يكون واحد منهما كافرا ... .
وإذا كان ذلك فإذا ثبت أن شخصا من الصحابة إما عائشة وإما عمار بن ياسر وإما غيرهما كفر اخر من الصحابة عثمان أو غيره أو أباح قتله على وجه التأويل كان هذا من باب التأويل المذكور ولم يقدح ذلك في إيمان واحد منهما ولا في كونه من أهل الجنة ؛ فإن عثمان وغيره أفضل من حاطب بن أبي بلتعة , وعمر أفضل من عمار وعائشة وغيرهما , وذنب حاطب أعظم ؛ فإذا غفر لحاطب ذنبه فالمغفرة لعثمان أولى .
وإذا جاز أن يجتهد مثل عمر وأسيد بن حضير في التكفير أو استحلال القتل ولا يكون ذلك مطابقا فصدور مثل ذلك من عائشة وعمار أولى".
قلت : والأصل الذي انطلق منه المذكورون من الصحابة في حكمهم على غيرهم بالنفاق الأكبر الموجب لضرب الرقاب هو أصل شرعي صحيح معتبر –لكن خطأهم كان في التنزيل- , كما قرر هذا المعنى شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (27\522-524) : "أن شعب الإيمان قد تتلازم عند القوة ولا تتلازم عند الضعف فإذا قوي ما فى القلب من التصديق والمعرفة والمحبة لله ورسوله أوجب بغض أعداء الله كما قال تعالى ولو كانوا يؤمنون بالله والنبى وما أنزل إليه ما إتخذوهم أولياء وقال لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب فى قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه وقد تحصل للرجل موادتهم لرحم أو حاجة فتكون ذنبا ينقص به إيمانه ولا يكون به كافرا كما حصل من حاطب بن أبي بلتعة لما كاتب المشركين ببعض أخبار النبى وأنزل الله فيه {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} .
وكما حصل لسعد بن عبادة لما إنتصر لإبن أبي فى قصة الافك فقال لسعد بن معاذ (كذبت والله لا تقتله ولا تقدر على قتله) , قالت عائشة : (وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن إحتملته الحمية) .
ولهذه الشبهة سمى عمر حاطبا منافقا فقال : (دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق ؛ فقال : إنه شهد بدرا) ؛ فكان عمر متأولا فى تسميته منافقا للشبهة التى فعلها .
وكذلك قول أسيد بن حضير لسعد بن عبادة : (كذبت لعمر الله لنقتلنه إنما أنت منافق تجادل عن المنافقين) هو من هذا الباب .
وكذلك قول من قال من الصحابة عن مالك بن الدخشم : (منافق) , وإن كان قال ذلك لما رأى فيه من نوع معاشرة ومودة للمنافقين .
ولهذا لم يكن المتهمون بالنفاق نوعا واحدا بل فيهم : المنافق المحض , وفيهم من فيه إيمان ونفاق , وفيهم من إيمانه غالب وفيه شعبة من النفاق , وكان كثير ذنوبهم بحسب ظهور الإيمان , ولما قوى الإيمان وظهر الإيمان وقوته عام تبوك صاروا يعاتبون من النفاق على ما لم يكونوا يعاتبون عليه قبل ذلك .
ومن هذا الباب ما يروى عن الحسن البصري ونحوه من السلف أنهم : (سموا الفساق منافقين) ؛ فجعل أهل المقالات هذا قولا مخالفا للجمهور إذا حكوا تنازع الناس فى الفاسق الملى هل هو : كافر , أو فاسق ليس معه ايمان , أو مؤمن كامل الايمان , أو مؤمن بما معه من الايمان فاسق بما معه من الفسق , أو منافق , والحسن -رحمه الله تعالى- لم يقل ما خرج به عن الجماعة لكن سماه منافقا على الوجه الذي ذكرناه" .
ففرق بين من يكفر المسلمين بناء على التأصيل الفاسد , وبين من يكفر بعضهم بناء على اجتهاد خاطيء مع سلامة أصوله في هذا الباب .
مع التنبيه إلى أن كثرة الأخطاء في الجزئيات الفرعية في باب الحكم على المعينين بدعوى الاجتهاد السائغ قد تؤول أو تدل عل وجود انحراف في أصل هذا الموضوع لدى الحاكم سواء في باب التكفير أو التفيسق أو التبديع .
قال الشاطبي –رحمه الله- في الاعتصام (2\200-201) : "أن هذه الفرق إنما تصير فرقا بخلافها للفرقة الناجية في معنى كل في الدين وقاعدة من قواعد الشريعة لا في جزئي من الجئزئيات إذ الجزئي والفرع الشاذ لا ينشأ عنه مخالفة يقع بسببه التفرق شيعا وإنما ينشا التفرق عند وقوع المخالفة في الامور الكلية لان الكليات نص من الجزئيات غير قليل وشاذها في الغالب أن لا يختص بمحل دون محل ولا بباب دون باب , واعتبر ذلك بمسألة التحسين العقلى فإن المخالفة فيها انشأت بين المخالفين خلافا في فروع لا تنحصر ما بين فروع عقائد وفروع أعمال .
ويجرى مجرى القاعدة الكلية كثرة الجزئيات فإن المبتدع إذا أكثر من إنشاء الفروع المخترعة عاد ذلك على كثير من الشريعة بالمعارضة كما تصير القاعدة الكلية معارضة ايضا .
وأما الجزئي فبخلاف ذلك بل يعد وقوع ذلك من المبتدع له كالزلة والفلتة -وإن كانت زلة العالم مما يهدم الدين-".
فكثرة إطلاق مثل هذه الأحكام الخاطئة في التكفير والتفسيق والتبديع ؛ بدعوى الاجتهاد السائغ قد تدل مجموعها على وجود انحراف في الأصول –فليتنبه- .

ثالثا : ضروة التفريق بين دلالات الألفاظ في إطلاق احكام التكفير , هل يراد منها الفاعل المطلق أم الفاعل المعين , فأهل العلم قديما وحديثا يطلقون عبارات في التكفير يريدون بها تكفير الفاعل المطلق لا المعين الذي لا يحكم بكفره إلا بعد ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه , فحمل عباراتهم على تكفير المعين من غير استحضار شروطهم هو من قبيل التقول عليهم , وهذا ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- بقوله في مجموع الفتاوى (12\485-489) : "المشهور من مذهب الإمام أحمد وعامة أئمة السنة تكفير الجهمية وهم المعطلة لصفات الرحمن ؛ فإن قولهم صريح في مناقضة ما جاءت به الرسل من الكتاب , وحقيقة قولهم جحود الصانع ففيه جحود الرب وجحود ما أخبر به عن نفسه على لسان رسله ؛ ولهذا قال عبد الله بن المبارك : (إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية) , وقال غير واحد من الأئمة : (إنهم أكفر من اليهود والنصارى) يعنون من هذه الجهة , ولهذا كفروا من يقول : (إن القرآن مخلوق , وإن الله لا يرى في الآخرة , وإن الله ليس على العرش , وإن الله ليس له علم ولا قدرة ولا رحمة ولا غضب ونحو ذلك من صفاته) .
والجهمية عند كثير من السلف : مثل عبد الله بن المبارك ويوسف بن أسباط وطائفة من أصحاب الإمام أحمد وغيرهم ليسوا منه الثنتين والسبعين فرقة التي افترقت عليها هذه الأمة ؛ بل أصول هذه عند هؤلاء : هم (الخوارج والشيعة والمرجئة والقدرية) , وهذا المأثور عن أحمد وهو المأثور عن عامة أئمة السنة والحديث أنهم كانوا يقولون : (من قال : القرآن مخلوق فهو كافر ومن قال : إن الله لا يرى في الآخرة فهو كافر) ونحو ذلك .
ثم حكى أبو نصر السجزي عنهم في هذا قولين :
أحدهما : أنه كفر ينقل عن الملة . قال : وهو قول الأكثرين .
والثاني : أنه كفر لا ينقل , ولذلك قال الخطابي : إن هذا قالوه على سبيل التغليظ .
وكذلك تنازع المتأخرون من أصحابنا في تخليد المكفر من هؤلاء ؛ فأطلق أكثرهم عليه التخليد كما نقل ذلك عن طائفة من متقدمي علماء الحديث ؛ كأبي حاتم ؟ وأبي زرعة وغيرهم وامتنع بعضهم من القول بالتخليد .
وسبب هذا التنازع [في تكفير الجهمية] تعارض الأدلة فإنهم يرون أدلة توجب إلحاق أحكام الكفر بهم ثم إنهم يرون من الأعيان الذين قالوا تلك المقالات من قام به من الإيمان ما يمتنع أن يكون كافرا فيتعارض عندهم الدليلان .
وحقيقة الأمر : أنهم أصابهم في ألفاظ العموم في كلام الأئمة ما أصاب الأولين في ألفاظ العموم في نصوص الشارع , كلما رأوهم قالوا : (من قال كذا فهو كافر) اعتقد المستمع أن هذا اللفظ شامل لكل من قاله , ولم يتدبروا أن التكفير له شروط وموانع قد تنتفي في حق المعين وأن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع .
يبين هذا أن الإمام أحمد وعامة الأئمة : الذين أطلقوا هذه العمومات لم يكفروا أكثر من تكلم بهذا الكلام بعينه ؛ فإن الإمام أحمد -مثلا- قد باشر الجهمية الذين دعوه إلى خلق القرآن ونفي الصفات وامتحنوه وسائر علماء وقته وفتنوا المؤمنين والمؤمنات الذين لم يوافقوهم على التجهم بالضرب والحبس والقتل والعزل عن الولايات وقطع الأرزاق ورد الشهادة وترك تخليصهم من أيدي العدو بحيث كان كثير من أولي الأمر إذ ذاك من الجهمية من الولاة والقضاة وغيرهم : يكفرون كل من لم يكن جهميا موافقا لهم على نفي الصفات مثل القول بخلق القرآن ويحكمون فيه بحكمهم في الكافر فلا يولونه ولاية ولا يفتكونه من عدو ولا يعطونه شيئا من بيت المال ولا يقبلون له شهادة ولا فتيا ولا رواية ويمتحنون الناس عند الولاية والشهادة والافتكاك من الأسر وغير ذلك . فمن أقر بخلق القرآن حكموا له بالإيمان ومن لم يقر به لم يحكموا له بحكم أهل الإيمان , ومن كان داعيا إلى غير التجهم قتلوه أو ضربوه وحبسوه .
ومعلوم أن هذا من أغلظ التجهم فإن الدعاء إلى المقالة أعظم من قولها وإثابة قائلها وعقوبة تاركها أعظم من مجرد الدعاء إليها والعقوبة بالقتل لقائلها أعظم من العقوبة بالضرب .
ثم إن الإمام أحمد دعا للخليفة وغيره ممن ضربه وحبسه واستغفر لهم وحللهم مما فعلوه به من الظلم والدعاء إلى القول الذي هو كفر ولو كانوا مرتدين عن الإسلام لم يجز الاستغفار لهم ؛ فإن الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنة والإجماع وهذه الأقوال والأعمال منه ومن غيره من الأئمة صريحة في أنهم لم يكفروا المعينين من الجهمية الذين كانوا يقولون : القرآن مخلوق وإن الله لا يرى في الآخرة .
وقد نقل عن أحمد ما يدل على أنه كفر به قوما معينين فأما أن يذكر عنه في المسألة روايتان ففيه نظر , أو يحمل الأمر على التفصيل ؛ فيقال : من كفره بعينه ؛ فلقيام الدليل على أنه وجدت فيه شروط التكفير وانتفت موانعه , ومن لم يكفره بعينه ؛ فلانتفاء ذلك في حقه هذه مع إطلاق قوله بالتكفير على سبيل العموم , والدليل على هذا الأصل : الكتاب والسنة والإجماع والاعتبار" .

رابعا : ضرورة التفريق في باب إطلاق الأحكام العامة بين إرادة المطلِقِ لها للعموم الكلي , أو العموم المخصوص , أو العموم الذي أريد به الخصوص ؛ فالمتكلم قد يتكلم باللفظ العام الذي لا يقترن مع ما يخصصه في نفس السياق فتكون دلالته كلية , ثم إن كانت القرينة المبينة لإرادة الخصوص مذكورة في السياق كان عاما أريد به الخصوص , أما إن كانت القرينة المخصصة خارجة عن السياق كان عاما مخصوصا .
قال الشوكاني في إرشاد الفحول (ص\242) : "العام الذي أريد الخصوص هو ما كان مصحوبًا بالقرينة عند التكلم به على إرادة المتكلم به بعض ما يتناوله بعمومه ... .
وأما العام المخصوص ، فهو الذي لا تقوم قرينة عند تكلم المتكلم به على أنه أراد بعض أفراده، فيبقى متناولًا لأفراده على العموم" .
ونقل ابن النجار في شرح الكوكب المنير (3\166-167) عن ابن دقيق العيد قوله في التفريق بين العام المخصوص والعام الذي أريد به الخصوص : "يجب أن يتنبه للفرق بينهما : فالعام المخصوص أعم من العام الذي أريد به الخصوص , ألا ترى أن المتكلم إذا أراد باللفظ أولا ما دل عليه ظاهره من العموم، ثم أخرج بعد ذلك بعض ما دل عليه اللفظ: كان عاما مخصوصا ، ولم يكن عاما أريد به الخصوص؟ ويقال: إنه منسوخ بالنسبة إلى البعض الذي أخرج.وهذا متوجه إذا قصد العموم.وفرق بينه وبين أن لا يقصد الخصوص ، بخلاف ما إذا نطق باللفظ العام مريدا به بعض ما تناوله في هذا" .
قلت : وعلى هذا تتنزل الأحكام العامة لبعض أئمة الدعوة السلفية على طوائف معينة من الناس بالكفر والشرك ؛ فهي محمولة منهم :
إما على إرادة خصوصهم بقرينة مذكورة في نفس سياق كلامهم .
أو على تخصيص عمومهم بمن وقع منهم في موجب الشرك والكفر وأقيمت عليهم الحجة وانتفت عنهم موانع التكفير .

خامسا: ضرورة التفريق بين الحكم باعتبار ظاهر الحال , وبين الحكم باعتبار تحقيق الآثار.
ثمة فرق بين إطلاقات أهل العلم لحكم (كافر على المعين) وهم يريدون به (تلبسه الظاهر بما يوجب الكفر) , وبين إرادتهم أن يكون كافرا في نفس الأمر ؛ فالمسلم لا يكفر بمجرد ارتكابه لما يوجب التكفير إلا بعد استكمال شروط وانتفاء موانع ؛ لكن لو قيل فيه أنه كافر ؛ فهذا باعتبار ظاهر حاله لا باعتبار كونه كافرا في نفس الأمر .
قال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- في كتاب القول المفيد (1\52) : " لا يجوز إطلاق الشرك أو الكفر أو اللعن على من فعل شيئاً من ذلك؛ لأن الحكم بذلك في هذه وغيرها له أسباب وله موانع؛ فلا نقول لمن أكل الربا: ملعون؛ لأنه قد يوجد مانع يمنع من حلول اللعنة عليه؛ كالجهل مثلاً، أو الشبهة، وما أشبه ذلك، وكذا الشرك لا نطلقه على من فعل شركاً؛ فقد تكون الحجة ما قامت عليه بسبب تفريط علمائهم، وكذا نقول: من صام رمضان إيماناً واحتساباً؛ غفر له ما تقدم من ذنبه، ولكن لا نحكم بهذا لشخص معين، إذ إن الحكم المعلق على الأوصاف لا ينطبق على الأشخاص إلا بتحقق شروط انطباقه وانتفاء موانعه.
فإذا رأينا شخصاً يتبرز في الطريق؛ فهل نقول له: لعنك الله؟
الجواب: لا، إلا إذا أريد باللعن في قوله: [اتقوا الملاعن] أن الناس أنفسهم يلعنون هذا الشخص ويكرهونه، ويرونه مخلاً بالأدب مؤذياً للمسلمين؛ فهذا شيء أخر.
فدعاء القبر شرك، لكن لا يمكن أن نقول لشخص معين فعله: هذا مشرك؛ حتى نعرف قيام الحجة عليه، أو نقول: هذا مشرك باعتبار ظاهر حاله".
وبنحو هذا قال الشيخ صالح آل الشيخ –حفظه الله- في شريط نصيحة للشباب : "البدعة حكم شرعي، والحكم على من قامت به بأنه مبتدع هذا حكم شرعي غليظ؛ لأن الأحكام الشرعية تبع الأشخاص: الكافر، ويليه المبتدع، ويليه الفاسق، وكل واحدة من هذه إنما يكون الحكم بها لأهل العلم؛ لأنه لا تلازم بين الكفر والكافر، فليس كل من قام به كفر فهو كافر، ثنائية غير متلازمة، وليس كل من قامت به بدعة فهو مبتدع، وليس كل من فعل فسوقا فهو فاسق بنفس الأمر، قد يُقال إنه كافر ظاهرا باعتبار الظاهر، وفاسق ظاهرا، ومبتدع ظاهرا، لكن هذا لا يعني إطلاق الحكم، فالتقييد بالظاهر غير إطلاق الحكم كما هو مقرر في موضعه.
فالحكم بالبدعة وبأن قائل هذا القول مبتدع وأن هذا القول بدعة ليس لآحاد من عرف السنة، وإنما هو لأهل العلم؛ لأنه لا يحكم بذلك إلا بعد وجود الشرائط وانتفاء الموانع، وهذه مسألة راجعة إلى أهل الفتوى وأنّ اجتماع الشروط وانتفاء الموانع من صنعة المفتي".


سادسا : ضرورة التفريق بين المذهب ولازم المذهب , والقول ولازم القول , والحكم ولازم الحكم , فكم من قول قاله قائله , ومذهب تبناه صاحبه , وحكم أصدره مطلقه لو علم ما يجره إليه من لوازم فاسدة لما اعتنقه , والإنسان لا يؤاخذ إلا بما قال أوصرح , لا بما استلزمه قوله ومذهبه , كما قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (5\306) : "لازم المذهب ليس بمذهب ؛ إلا أن يستلزمه صاحب المذهب فخلق كثير من الناس ينفون ألفاظا أو يثبتونها بل ينفون معاني أو يثبتونها ويكون ذلك مستلزما لأمور هي كفر وهم لا يعلمون بالملازمة بل يتناقضون وما أكثر تناقض الناس لا سيما في هذا الباب وليس التناقض كفرا" .
وقال في مجموع الفتاوى (16\461) : "ولازم المذهب لا يجب أن يكون مذهبا بل أكثر الناس يقولون أقوالا ولا يلتزمون لوازمها . فلا يلزم إذا قال القائل ما يستلزم التعطيل أن يكون معتقدا للتعطيل . بل يكون معتقدا للإثبات ولكن لا يعرف ذلك اللزوم" .
ومن نسب إلى القائل ما استلزمه قوله ومذهبه من غير أن يكون متبنيا له صراحة كان هذا من قبيل الكذب عليه , كما قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (20\217) : "لازم مذهب الإنسان ليس بمذهب له إذا لم يلتزمه ؛ فإنه إذا كان قد أنكره ونفاه كانت إضافته إليه كذبا عليه".
ولهذا كما قال ابن القيم في إعلام الموقعين (3\286) : "الواجب على من شرح الله صدره للإسلام إذا بلغته مقالة ضعيفة عن بعض الأئمة أن لا يحكيها لمن يتقلدها بل يسكت عن ذكرها إن تيقن صحتها , وإلا توقف في قبولها فكثيرا ما يحكى عن الائمة ما لا حقيقة له وكثير من المسائل يخرجها بعض الاتباع على قاعدة متبوعه مع ان ذلك الامام لو رأى انها تفضى الى ذلك لما التزمها وايضا فلازم المذهب ليس بمذهب وإن كان لازم النص حقا لان الشارع لا يجوز عليه التناقض فلازم قوله حق وأما من عداه فلا يمتنع عليه ان يقول الشيء ويخفى عليه لازمه ولو علم ان هذا لازمه لما قاله فلا يجوز ان يقال هذا مذهبه ويقول ما لم يقله" .


أنموذج سلفي معاصر : الشيخ ربيع المدخلي –حفظه الله- .

إذا استقر لنا ما تقدم ؛ عرفنا كيف نتعامل مع أقوال أهل العلم السلفيين من المتقدمين (كأمثال الإمام أحمد , وشيخ الإسلام ابن تيمية , وشيخ الإسلام محمد بن عبد عبد الوهاب , وأبناؤه وأحفاده , والمعاصرين -كأمثال من تقدم ذكرهم في مقدمة مقالنا- , والذين صدرت منهم عبارات تضمنت أو استلزمت التكفير , ومنهم الشيخ ربيع المدخلي –حفظه الله- والذي وقعت منه عبارات وإطلاقات نسبه بسببها البعض إلى منهج التكفير –ظلما وعدوانا- ؛ كمثل :
أولا : قوله العام الذي فهم منه البعض أنه من "أقوال ربيع في تكفيره للشعوب الإسلامية، ورميها بالشرك والفسق، ولم يستثنِ" , وذلك في معرض استدراكه على كلام المودودي : "إنَّ قيادة الفجار هي منشأ جميع الكوارث والنكبات التي مني بها الجنس البشري" بالقول : "قد تكون هي من الأسباب وإلى جانبها أسباب أخر هي كفر الشعوب بالله وإشراكها به وفسوقها عن هداية الأنبياء".
بل عقب آخر على قول الشيخ ربيع هذا بأنه "تكفير للمجتمعات الإسلامية على طريقة سيد قطب التكفيري والعياذ بالله" .

ثانيا : قوله في وصف المتعصبين لسيد قطب بأنهم يعبدونه ويؤلهونه ويقدسونه فوق تعظيمهم الأنبياء (!!) بما يتضمن تكفيرهم كما قال في شريط جلسة في الطائف : "سيد قطب عُبِدَ في هذه البلاد، ومُقَدَّس، إذا جاءك، وقلت: شف، هذا يطعن في نبي الله موسى؛رمى موسى بعيدًا،وتعلق بسيد قطب،في قداسة هذا الرجل العظيم، شف،من كثرة الدعايات التي قلبت عقول أبنائنا، تقول له: طعن في الصحابة؛ يرميهم بعيد، ويتعلق بسيد قطب،يدافع عنه، سيد قطب قال بوحدة الوجود؛ رمى العقيدة،وتعلق فيه،يعطل صفات الله؛رمى العقيدة، وتعلق فيه".
وقال في نفس الشريط : "فين عُبَّاد سيد قطب، الذين يُؤَلِّهونه، وتسقط كل المبادئ والعقائد في الذبِّ والحماية له، طيب أي دين بقى لهؤلاء" .
وقال في شريط لمحة عن التوحيد : "وشُغْلهم الشاغل سيد قطب،أنزلوه منـزلة الله رب العالمين ، لأنه إذا ما كان يغار على الأنبياء،ويغار عليه؛فهو فوق الأنبياء،وما فوق ذلك إلا الله رب العالمين" .
فعلق البعض على هذا الكلام من الشيخ بالقول : "وهذا التكفير واضح من ربيع، وهو ليس من العدل، بل هو من الظلم والله المستعان" .
وتعقب آخر كلام الشيخ ربيع هذا بالقول : "وتأمل كلامه الآتي لتعرف تأكيده هنا على المعنى القبيح الذي هو التكفير" .
وعلق قائلا : " أليس الكفر يكون بالقول والفعل والاعتقاد ؟!! فإذا كان هؤلاء أنزلوا سيد قطب منـزلة رب العالمين ، وجعلوه فوق الأنبياء بحالهم وفعالهم ، ألا يكونون كفاراً" .

ثالثا : قوله في جماعة الإخوان المسلمين أنهم آمنوا بالاشتراكية , وأنهم لو وصلوا سدة الحكم فسوف يطبقون اشتراكية أخطر من اشتراكية ماركس ولينين (!!!) بما يستلزم منه تكفيرهم , كما في كتاب جماعة واحدة لا جماعات (ص\128) : "كان الأولى بالطعن الموجه للسلفيين؛الإخوان المسلمون الذين آمنوا بالاشتراكية والديمقراطية، ودبَّجوا فيها المقالات،في مجلتهم الإخوانية،التي كانت تصدر في أيام حسن البنا، والتي كان لمحمد الغزالي فيها نصيب الأسد".
وقال في شريط : "الدفاع والعلم" (2/أ) وهو يتكلم عن حال الإخوان إذا وصلوا إلى زمام الحكم: "وإلا والله كانوا يطبقوا الاشتراكية في العالم الإسلامي؛ أخطر من اشتراكية ماركس، ولينين".
فقال بعضهم معقبا على هذا الكلام : "تأمل هذا الحَلِفَ على أمور غيبية لا يعلمها إلا الله عزوجل، والكلامَ المؤكد بالقسم بالله عز وجل: أنهم سيطبقون الكفر أشد مما طبقه رؤوس الكفر في هذا العصر" .

رابعا : قوله في المتصدين لسياسة الناس –بصورة عامة- كما في شريط مناظرة عن أفغانستان: "لكن يا إخوتاه السياسة، السياسة خطيرة جدا، السياسة تقوم على الكذب والمغالطات، كما قال مصطفى السباعي: (ما عرفت سياسيا لا يكذب)، يعني: الكذب قاعدة من قواعد السياسة، خصوصا في هذا الوقت يدرسون مذهب ميكافيللي، ميكافيللي تعرفونه يدرسونه سياسيا، كل سياسي الآن يدرسه، يتعلم كيف يراوغ الناس، كيف الناس، كيف يضحك على الناس، كيف يقلب الحقائق، الحق باطل، الباطل حق، وهكذا" .
رأى البعض أن هذا الكلام طعن في ولاة الأمر من الحكام فعلق أحدهم على هذا الكلام بالقول "يعمم الشيخ حكمه على السياسة والسياسيين في العصر الحاضر بالكذب والدجل والعلمنة" .
وقال آخر : "وهذا يقتضي الطعن في جميع الحكام ورجال السياسة بلا استثناء!" .
ونقل آخر كلام الشيخ ربيع في كتاب (أهل الحديث هم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية) والذي يقول فيه الشيخ : "إن السياسيين المنحرفين بتحزبهم مزَّقوا شباب الأمة، وفرقوهم أحزاباً وشيعاً، كل حزب بما لديهم فرحون، وتابعوا الأحزاب الكافرة الظاهرة والخفية في التنظيمات السرية والمشاركة في المجالس والبرلمانات والديمقراطية الكافرة في البلدان التي استعمرت ورضعت لبان الاستعمار بكل ما فيه من تقاليد وقوانين وأنظمة كافرة".
فتسائل الناقل لهذا الكلام عقبه بالقول : "الشاهد هنا ان ربيع وصف كل السياسين بالجاهلين ولا ندري هل هو تكفير لهم ام لا فان قيل لا فلمذا اتهم سيد قطب بتكفير المجتمعات الاسلامية لما وصفها بالجاهلة .ثم زاد الطين بلة لما قال(واتبعوا الاحزاب الكافرة) فهل مثلا جبهة التحرير كافرة..والمعلوم ان الحكومة منها ام هناك تفسير اخر..وختم هجومه بأن اتهم كل الدول التي استعمرت بأن السياسين فيها هم ممن رضع لبان المستعمر بكل ما فيه من تقاليد وقوانين وانظمة كافرة. فهل نقول ان ربيع يكفر الانظمة ام يدافع عنها ام كلامه مجمل يحتاج لتفصيل" , وجاء هذا الكلام منه في محاولة للإجابة على تساؤل أثاره وهو "ما الفرق بين ربيع المدخلي وسيد قطب" .

خامسا : موقفه من تكفير سلمان العودة للمجاهر بالمعصية وحكمه عليه بالردة , كما قال في شريط (جلسة على الرصيف) : "وبعضهم يتعدى به المجاهرة إلى أن يسجل المعصية على شريط ربما سجل بعضهم كما فعل بعض المغنيين ولا كرامة لهم لأنهم مرتدون بفعلهم هذا !! أن يسجل أغنية كيف انه غرر بفتاة وجرها إلى المنزل وارتكب معها الفاحشة ويذكر كيف وكيف وكيف ويذكر تفاصيل كثيرة ويجعل هذا في شريط يسمع عند بعض السفهاء وبعض الفساق وهذه ردة عن الإسلام!! .
وهذا مخلد والعياذ بالله في نار جهنم الا ان يتوب لماذا لأنه لا يؤمن بقول الله عز وجل {وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّه كَانَ فَاحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً}؛ بالله عليكم! الذي يَعرف أنّ الزنى حرام وفاحشة ويُسخط الله، هل يفتخر أمام الناس؟! أمام الملايين أو فئات الألوف من الناس؟! ... لا يَفعل هذا مؤمن أبدا! ...".
وقد عرض هذا الكلام عى الشيخ ربيع –حفظه الله- فقال : " لا يظهر لي أنّ في كلام سلمان هذا تكفيرًا" .
قلت: مع أن سلمان العودة قد صرح بردة المجاهر بهذه المعصية ؛ فإن لم يكن هذا تكفيرا للمصر على المعصية فلا أعرف ما هو ؟!, لكن يبدو أن الشيخ ربيع قد وقف في كلام سلمان على ما لم يظهر لنا من قرائن تدفع إرادة سلمان لتكفير المصر على المعصية –والله أعلم- !!!.
وقد فهم البعض من موقف الشيخ ربيع هذا أنه يقر سلمان العودة على تكفير المجاهر بالمعصية فقال أحدهم : "شهد عليه [على الشيخ ربيع] علي الشريف، وأحمد الجهني، وعبد اللطيف، وخالد بن حمزة، وغيرهم؛ بأنّه لمّا سمع كلام سلمان في (جلسة على الرصيف) في تكفير المجاهر بالمعصية، فأقرّ الشيخ ربيع كلام سلْمان" .

سادسا : كلامه في عدد غير قليل من حكومات وزعامات بعض الدول الإسلامية بما يشابه عبارات التكفيريين الخوارج فيهم , ومن ذلك قوله في شريط (النقد منهج شرعي) مثل طعنه بحكام السودان وأفغانستان بأنهم منحرفون بعيدون كل البعد عن عقائد الإسلام ؛ فقال : "أهل النقد عندنا يهيِّجُون على دولة إسلامية عندها أخطاء لا يتكلمون على هذه الأوضاع ولا يقولون هذه الحقيقة أبداً لماذا ؟! لأن بينهم روابط حزبية وهذه الروابط والوشائج بينهم وبين حكومة السودان وبين حكومة أفغانستان هي التي تخرس ألسنتهم وتسكتهم وتحول بينهم وبين أن يقولوا الحقيقة ، والحقيقة قد يقولها الكافر والمسلم لكن هؤلاء لا يمكن أن يقولوا شيئاً من هذه الحقائق لماذا ؟! لأن هناك روابط حزبية بين هؤلاء المشهرين المشاغبين وبين هؤلاء الحكام المنحرفين البعيدين كل البعد عن عقائد الإسلام وعن سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام وعن منهج السلف الصالح بعيدين عن هذه الأمور".
وضرب مثلا بحكومات ليبيا وسوريا والعراق واليمن في معرض كلامه عن الحكام العلمانيين الملاحدة الزنادقة البعيدون عن لا إله إلا الله , الذين لا يزالون في دائرة الكفر كما قال في شريط (مناظرة عن أفغانستان) : "ومن الخطأ الآن تأتي لواحد علماني ملحد زنديق تجي تصارعه على الكرسي، أولاً ادعه إلى التوحيد كدعوة موسى فرعون إلى توحيد الله تبارك وتعالى {هل أتاك حديث موسى. إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى، اذهب إلى فرعون إنه طغى. فقل هل لك إلى أن تزكى. وأهديك إلى ربك فتخشى. فأراه الآية الكبرى فكذب وعصى....} إلى آخر الآيات، دعاه إلى توحيد الله تبارك وتعالى، فهذا الطاغية الخبيث المنحرف تدعوه إلى توحيد الله، إذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وعرف معناها، قل له: تعال أحكم بما أنزل الله، وإلا أنت لا تزال في دائرة الكفر ما خرجت إلى الآن، لكن من الخطأ أن تسدل الستار على كل هذه الأشياء، وتأتي تناوش القذافي ولا صدام ولا الأسد على الحاكمية، وتطالبه بدستور، وتأتي مع حكومة عدن الشيوعية وتطالبها بدستور قبل أن تبين لها التوحيد الإسلام، هذه صراعات سياسية لها أهواء وأغراض فقط للوصول إلى العرش" .
فعلق بعضهم على قول الشيخ ربيع هذا فقال : "صرح الشيخ ربيع المدخلي بتكفير عدد من حكام وحكومات العرب، لأنهم علمانيون زنادقة لا يعرفون التوحيد" .
وقال –أيضا- عقب إيراده لكلام الشيخ : "هذا كلام صريح للشيخ في تكفير من لم يحكم بما أنزل الله، مع أمثلة واقعية في تعيين العلمانيين الملاحدة الزنادقة، فتأمل" .
وعلق آخر قائلا : "الا يعتبر هذا من التهييج على الحكام".

سابعا : استنكاره عدم الكلام في حكومات بعض الدول الإسلامية (كالسودان واليمن , وأفغانستان) وانتقاد أخطائها , ووصفه لبعضها بانها طاغوتية , فقال في شريط (غربة التوحيد والسنة) : "لماذا ما يتكلمون في حكومة السودان وهي طاغوتية الآن، لماذا لا يتكلمون في حكومة اليمن، لماذا لا يتكلمون في حكومة إيران، لماذا لا يتكلمون في حكومة أفغانستان" .
فعلق بعضهم على هذا الكلام بالقول أن الشيخ ربيع : "يلمح بكفر حكومة السودان _ والكلام يفهم منه أنه يكفرها _ التي قد أعلنت عزمها على تطبيق الشريعة الإسلامية ... , هكذا ينكر الشيخ على من لا يتكلم في حكومات السودان واليمن وإيران وأفغانستان، علما بأن الشيخ ينكر أشد النكير على من يكفر الحكام الذين لا يحكمون بالشريعة، ويشنع أشد التشنيع على من يطالب الحكومات العلمانية بتحكيم الشريعة، ويصف من يكفرهم بالتكفيريين! وأنهم يناطحون الحكام!
ونسي الشيخ نفسه هنا، فأظهر قرونه ليناطح ويناوش حكام السودان واليمن وإيران وأفغانستان وليبيا وسوريا... الخ" .
ونقل بعضهم عن كتاب العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم –للشيخ ربيع قوله (ص\136) : "اليست هذه الأنظمة الثورية التى تحكم الناس اليوم بالحديد والنار فى العراق والشام والجزائر وليبيا وتونس قد فرخوا فى مبيض الناصرية وريشوا فى هذه البلدان" .
ونقل قوله في نفس الكتاب (ص\20) : "فان اصروا وعاندوا فنقول لهم تأولوا كلام اهل الضلال جميعا من جمال عبد الناصر وابي رقيبة وابي مدين وصدام والأسد وحكام اليمن والسودان".
فعلق بعضهم على كلام الشيخ ربيع هذا بالقول : "فماذا يقول مريدوه والمتحزبين له وهل من تفسير يقنعنا ان ربيع يدعوا للأمن ويحافظ علي البلدان العربية وهم يصفهم بالضلال ويشهر بحكامهم ثم يعيب علي غيره فعل ذالك ويتهمه بانه خارجي تكفيري ام حلال عليك حرام علي؟, ام مالكم كيف تحكمون" .

ثامنا : موقفه من حكومة البعث الحاكمة للعراق -سابقا- فهو كان يرى أنه كان المفروض على من يريد أن يقاتل الكافر الأمريكي المحتل أن يقاتل الاحتلال البعثي (!!) –إن كان يمتلك القدرة على ذلك- فقال الشيخ ربيع في أجوبته لأسئلة مرسلة إليه من العراق ومنشورة في شبكة سحاب : "قلتم في السؤال الأول أصبح العراق بلداً محتلاً بشهادة القاصي والداني وبشهادة المحتل نفسه إلخ ؛ فأقول: إنَّ العراق أصبح بلداً محتلاً منذ قامت الثورة الشيوعية فيه وحكمها، ثم خلفهم البعثيون .
والحركات التي تقاوم الاحتلال الجديد لا شك أنها تكفر الشيوعيين والبعثيين فما هو السر في عدم جهادهم للاحتلال الأول؟ فإنْ قالوا السبب هو العجز؛ قلنا: أنتم الآن أشد عجزاً.
وإن قالوا: إنَّ المحتل الأول عربي مواطن؛ قلنا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بدءوا بجهاد العرب المواطنين الأقربين".
http://www.sahab.net/FORUMS/showthread.php?p=593469
قلت : وهذا القول غريب صدوره عن مثل الشيخ ربيع –حفظه الله- (!!) , إذ يلزم منه أنه كما أوجب جهاد النظام البعثي الذي كان محتلا للعراق ؛ فيجب –كذلك- جهاد النظام البعثي الحاكم في سورية في حال وجود القدرة ؟! –للاشتراك في المناط (هيمنة البعث على مقاليد الحكم)- , وهل يصح أن يقال أن سورية بلد محتل بسبب هيمنة الحكومة البعثية على مقاليد الحكم فيه (؟!) , وما هو وجه التفريق بين قول الشيخ ربيع هذا وقول الجماعات التكفيرية التي ترى كفر وردة أنظمة الحكم في البلدان الإسلامية , وترفع شعار جهاد الدفع في مقاتلتها لها (؟!) .

وأخيرا أقول : إن النظر إلى الطروحات السابقة للشيخ ربيع من منظار غلاة التجريح الذين لا يرون اعتبار مفصل الأقوال والأحوال , والذين لا يتعاملون مع مخالفيهم من أهل السنة من منطلق الرحمة بالتماس الأعذار , ويتسرعون في إطلاق الأحكام , فإنه يلزمون –عقلا-بأن يعاملوا الشيخ ربيع –حفظه الله- بسبب هذه الإطلاقات وأضعافها معاملة من حكموا عليهم بأنهم تكفيريون خوارج , وهم قد قالوا من العبارات ما هو أخف من هذه الإطلاقات بأشواط .
ولو أننا نظرنا إلى طروحات الشيخ ربيع وأقواله السابقة –وغيرها- من منظار أهل السنة والجماعة المتقدم بيانه في اول المقالة , لأُلزِمنا بمعاملة الشيخ ربيع بالعلم والعدل , ولبرأناه من تهمة التكفير والخارجية , كما برأنا غيره من أئمة الدعوة السلفية من المتقدمين والمعاصرين والذين وقعوا في جنس ما وقع فيه الشيخ ربيع من الإطلاقات .
ونحن نكاد نقطع معظم ما أخذ على مشايخ الدعوة السلفية كأمثال المذكورة أسماؤهم في مقدمة مقالنا مما رموا بسببه إلى التكفير والخروج –وليس الشيخ ربيع فقط- لا يخرج صدوره إلا عمن تعامل مع أقوالهم كما تعامل الجناة مع اقوال شيخ الإسلام ابن تيمية من وصفهم العلامة بكر عبد الله أبو زيد –رحمه الله- , في المداخل إلى آثار شيخ الإسلام (ص\76-77) بالقول :"أما الجناة كل الجناة: فهم في عصرنا طلاب الطّروس، الذين يُظهرون الانتساب إلى الحديث وأهله، وينادون بالسنة ونصرتها، ثم يمدون إلى الباطل أنبوبًا، وللتضليل يستدلون عليه بكلام لشيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- حتى يغرِّر أحدهم بالناس، ويضلل أهل السنة والجماعة، ويعدل بهم عن الحق الذي قرره شيخ الإسلام، وهذه فتنة عمياء، وانشقاق في صف أهل السنة والجماعة، وبذر للشقاق، وغرس لحنظل الخلاف، وهكذا يكون الفتون، نسأل الله السلامة والعافية، ولهم في ذلك من الباطل طرق شتى منها:
1- الأخذ بالمتشابه، وهجر المحكم.
2- التقاط العبارات المجملة، أو المحتملة، أو الموهمة، والإعراض عن الصريحة الواضحة.
3- المغالطة في دلالة بعض العبارات.
4- قطع الكلام المستدل به عن السباق واللحاق الذي لا يتضح إلا بهما.
5- بتر الكلام في أوله أو مثانيه أو آخره.
6- إبدال لفظة بأخرى.
7- توظيف النص على غير المراد منه.
8- توظيف لفظة في غير ما يدل عليها السياق في واحدة من دلالات الألفاظ الثلاث: اللغوية، والشرعية، والعرفية.
9- يكون له كلام مجمل في موضع، لكنه مفصل مبسوط في موضع آخر، فيأخذ المجمل، ويترك المفصل".
__________________

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في الرد على البكري (2\705) :
"فغير الرسول -صلى الله وعليه وسلم- إذا عبر بعبارة موهمة مقرونة بما يزيل الإيهام كان هذا سائغا باتفاق أهل الإسلام .
وأيضا : فالوهم إذا كان لسوء فهم المستمع لا لتفريط المتكلمين لم يكن على المتكلم بذلك بأس ولا يشترط في العلماء إذا تكلموا في العلم أن لا يتوهم متوهم من ألفاظهم خلاف مرادهم؛ بل ما زال الناس يتوهمون من أقوال الناس خلاف مرادهم ولا يقدح ذلك في المتكلمين بالحق
".
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-30-2009, 05:18 PM
أبو حذيفة الجزائري أبو حذيفة الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 103
افتراضي

جــــــــــــــــــــزاكم الله خيرا أخانا و استاذنا الفاضل , و نفع بمقالاتكم الماتعة .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-31-2009, 01:43 PM
ابو الزبير ابو الزبير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 196
افتراضي

قلت : وهذا القول غريب صدوره عن مثل الشيخ ربيع –حفظه الله- (!!) , إذ يلزم منه أنه كما أوجب جهاد النظام البعثي الذي كان محتلا للعراق ؛ فيجب –كذلك- جهاد النظام البعثي الحاكم في سورية في حال وجود القدرة ؟! –للاشتراك في المناط (هيمنة البعث على مقاليد الحكم)- , وهل يصح أن يقال أن سورية بلد محتل بسبب هيمنة الحكومة البعثية على مقاليد الحكم فيه (؟!) , وما هو وجه التفريق بين قول الشيخ ربيع هذا وقول الجماعات التكفيرية التي ترى كفر وردة أنظمة الحكم في البلدان الإسلامية , وترفع شعار جهاد الدفع في مقاتلتها لها (؟!) .


اخي العزيز ممكن توضح لنا ما هو اعتقادك في هذه القضيه (وهل انت تتصور ان بلادا يحكمها حزب مثل حزب البعث لا تعد محتله ولا يجوز الخروج عليها في حال توفر القدره اضافه الى غيرها من الضوابط!!!!!!!)
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-31-2009, 02:35 PM
رضوان بن غلاب أبوسارية رضوان بن غلاب أبوسارية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر.العاصمة.الأبيار
المشاركات: 2,896
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

وأيضا الشيخ عدنان عرعور صاحب المناظرات المشهورة مع التكفيريين , أيضا وصف بأنه : (تكفيري).

ربما هذا مشهور عندكم ... عندنا المشهور هو تلاعبه وسعيه بوجهين ولعب على الحبلين أيام الفتنة بالجزائر ... والمشهور عندنا هو ردوده على الشيعة مؤخرا .

أخوكم ابوسارية
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-31-2009, 03:18 PM
أبو العباس أبو العباس غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 790
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو الزبير مشاهدة المشاركة
قلت : وهذا القول غريب صدوره عن مثل الشيخ ربيع –حفظه الله- (!!) , إذ يلزم منه أنه كما أوجب جهاد النظام البعثي الذي كان محتلا للعراق ؛ فيجب –كذلك- جهاد النظام البعثي الحاكم في سورية في حال وجود القدرة ؟! –للاشتراك في المناط (هيمنة البعث على مقاليد الحكم)- , وهل يصح أن يقال أن سورية بلد محتل بسبب هيمنة الحكومة البعثية على مقاليد الحكم فيه (؟!) , وما هو وجه التفريق بين قول الشيخ ربيع هذا وقول الجماعات التكفيرية التي ترى كفر وردة أنظمة الحكم في البلدان الإسلامية , وترفع شعار جهاد الدفع في مقاتلتها لها (؟!) .


اخي العزيز ممكن توضح لنا ما هو اعتقادك في هذه القضيه (وهل انت تتصور ان بلادا يحكمها حزب مثل حزب البعث لا تعد محتله ولا يجوز الخروج عليها في حال توفر القدره اضافه الى غيرها من الضوابط!!!!!!!)
أخي الفاضل:
نعم لا تعد البلدان التي يحكمها حزب البعث بلدانا محتلة ؛ ففرق كبير بين من كان الأصل فيه الاسلام ثم طرأ عليه الكفر , وبين من كان كافرا أصليا .
وفرق كبير بين من كان تكفيره بالنص , ومن كان تكفيره باجتهاد متعلق (بتحقيق المناط) .
وفرق بين تكفير الجيش المحتل , وبين تكفير طائفة منتسبة للإسلام تختلف أحوال أهلها ودوافعهم ومقالاتهم فمنهم المشرع , ومنهم التابع , ومنهم المقلد , ومنهم المكره .... إلخ .
أضف إلى ذلك : أن كتب العلم عندما كانت تتطرق إلى مسالة (ردة الحاكم) كانوا يناقشونه ضمن أبواب موجبات عزل الحاكم , لا اعتبار أن القطر الإسلامي الذي ارتد حاكمه أصبح محتلا .

أضف إلى ذلك أن اعتبار أن البلدان التي يحكمها حزب البعث هي بلدانا محتلة هو عين طروحات الجماعات التكفيرية والتي كان منظرها أبو محمد المقدسي منصفا مع نفسه , عندما كتب مقالا عنونه بالقول (إلى متى يبقى شباب الاسلام وقودا لمعارك لا ناقة لنا فيها ولا جمل) دعا فيه إلى عدم المشاركة في نصرة العراق في حرب الكفار الأمريكان ومن حالفهم , بدعوى أن الحرب هي بين كافرين (أصلي ومرتد) .
ورحم الله الشيخ الألباني الذي قال في سلسلة الهدى والنور (ش\467) ردا على بعض جوانب هذا الطرح بجواب لا أرى إلا أن الله تعالى قد فتح عليه به ؛ فأطلعه 0لقوة بصيرته- على ما وقع بعد ثلاثة عشر عاما من تاريخ كلامه فقال :
"فإذا أنت أخذت الجواب باعتبارك أنك لو كنت من الدول التي ما تحالفت مع الكفر ما تحالفت مع ذلك نقول لا تجاهدوا فرادى لأن هذه المحاذير كثيرة جدا بمعنى أنه في سبيل القيام بواجب فيضيع واجبات هذا الفرد أما إذا ذهب مع الدولة باستعداداتها التي تتناسب مع المصير هناك يمكن أن يجاهد وان يتحقق النصر الذي ننشده للشعب العراقي وليس للنظام العراقي ولا لحزب البعث ولا لشخص صدام .

وإنما يجب على المسلمين أن تكون نظرتهم عميقة وعميقة جدا وان ننظر مإذا وراء عاقبة انتصار الكفار على الشعب العراقي , وعلى العكس مإذا وراء انتصار الشعب العراقي على الكفار؟ .
تعود المسألة إلى قاعدة ذكرتها أنفا لمناسبة ما أن المسلم إذا وقع بين شرين أن يختار أقلهما شرا .

فالآن يتوهم كثير من المسلمين بأن مناصرة الكافرين على الشعب العراقي أخف من مناصرة الشعب العراقي على الكافرين ومن معهم من المتحالفين.الأمر ليس كذلك وبخاصة بعد أن كشفوا عن نابهم هؤلاء الكفار واظهروا نواياهم السيئة وأنهم يريدون التنظيم الجديد للشرق الأوسط ويعنون بذلك إعادة تقسيم البلاد العربية الإسلامية تحت وصاية ورعاية أما الدولة الأمريكية وحدها أو بعض الدول القوية الآخرى كفرنسا وغيرها .
وقريبا سمعنا من بعض الإذاعات أما فرنسا الآن تفكر أن لها يدا في موضوع الدخول في التنظيم يعني أنهم كما قسموا الشام إلى دويلات دولة سورية ودولة أردنية ودولة لبنانية جعلوا في الأولى البريطاني والآخرى الفرنسيس وهكذا هذا التنظيم نفسه سيعرض اليوم لا سامح الله لو انتصر الكفار على الشعب العراقي ... .

فالآن لاشك ولا ريب انه إذا انتصر الأمريكان على الشعب العراقي تغيرت خارطة البلاد العربية وغير العربية وصارت تحت يد اليهود وتحت استعمارها وهو استعمار أمريكي .
أما العكس لو فرضنا أن العراق انتصرت وذلك الذي نرجوه على الأمريكان وعاد الأمريكان والبريطان معهم خزايا نداما مقهورين مدحورين ما الذي نخشاه على الدول العربية الإسلامية الذي يخشى هو أن ينتشر حزب البعث في البلاد العربية هذا يخشى .
ولكن ايهما اضر للشعوب الإسلامية أن تصبح هذه البلاد مستعمرة يهودية وإلا أن ينتشر فيها هذا الحزب البعثي الذي لا يمكن أن يستقيم أو أن تقوم له قائمة في البلاد العربية كلها -هذا من جهة- .
من جهة أخرى وهذه نقطة أرجو أن تنتبهوا لها. الدول الكافرة هي تمثل شعوبها وشعوبها معها في مقاتلتها للمسلمين , آما حزب البعث في العراق لا يمثل الشعب العراقي كحزب البعث عندنا في سوريا لا يمثل الشعب السوري وذلك لا ينبغي أن نتصور انه لو انتصر العراق تم مد خرطومه إلى البلاد العربية الآخرى ليس معنى ذلك أن حزب البعث هو الذي يسيطر لأن حزب البعث لا يمثل هذا الشعب الذي استطاع أن يتغلب على الكفار كلهم لا هذا قد يكون برهة من الزمن ثم لابد أن يقضى على كل حزب سواء كان بعثيا أو شيوعيا والواقع اكبر دليل .

لو كانت السيطرة للدول الحاكمة الكافرة هذه ومعنى ذلك أن الشعوب الكافرة هي التي استولت على البلاد المسلمة بخلاف ما لو انتصر الشعب العراقي على الكفار هؤلاء فليس معنى ذلك أن حزب البعث هو الذي سيسيطر وإنما قد يسيطر.
ثم هناك شيء فيجب ملاحظة لو أن العراق انتصر وذلك نرجوه حتى تعود إليه قوته السابقة أنا في اعتقادي أن حزب البعث سيقضى عليه قبل أن يعود إلى قوته السابقة
" .

فرحم الله إمامنا الألباني : ما أثقب نظره , وما أوسع بصيرته ؛ فهكذا يكون كلام العلماء الربانيين , وإلا فدعني من بنيات الطريق .

__________________

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في الرد على البكري (2\705) :
"فغير الرسول -صلى الله وعليه وسلم- إذا عبر بعبارة موهمة مقرونة بما يزيل الإيهام كان هذا سائغا باتفاق أهل الإسلام .
وأيضا : فالوهم إذا كان لسوء فهم المستمع لا لتفريط المتكلمين لم يكن على المتكلم بذلك بأس ولا يشترط في العلماء إذا تكلموا في العلم أن لا يتوهم متوهم من ألفاظهم خلاف مرادهم؛ بل ما زال الناس يتوهمون من أقوال الناس خلاف مرادهم ولا يقدح ذلك في المتكلمين بالحق
".
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10-31-2009, 04:06 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
Lightbulb

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوسارية مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله

وأيضا الشيخ عدنان عرعور صاحب المناظرات المشهورة مع التكفيريين , أيضا وصف بأنه : (تكفيري).

ربما هذا مشهور عندكم ... عندنا المشهور هو تلاعبه وسعيه بوجهين ولعب على الحبلين أيام الفتنة بالجزائر ... والمشهور عندنا هو ردوده على الشيعة مؤخرا .

أخوكم ابوسارية
اخي ابا ساريةَ وفقك الله لمرضاته :

يعني ربما صحّ ،ما ذهبت إليه ، لكن الشيخ عدنان ، له تسجيلات وزعتها إذاعة القرآن الكــريم بالجزائر ..
تتضمن : مكالمات معه ومع الشيخ عبد المالك والشيخ علي الحلبي بمشاركة الشيخ أبي سعيد ..يؤكد حرمة أفعال هؤلاء بالجزائر ..
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10-31-2009, 04:14 PM
أبو العباس أبو العباس غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 790
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوسارية مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله

وأيضا الشيخ عدنان عرعور صاحب المناظرات المشهورة مع التكفيريين , أيضا وصف بأنه : (تكفيري).

ربما هذا مشهور عندكم ... عندنا المشهور هو تلاعبه وسعيه بوجهين ولعب على الحبلين أيام الفتنة بالجزائر ... والمشهور عندنا هو ردوده على الشيعة مؤخرا .

أخوكم ابوسارية
الأخ ابو سارية :
ما كل مشهور يكون صحيحا ؛ والصحيح الثابت الكامل من كلامه -غير المبتور- : هو ما سطره الشيخ عدنان عرعور في كتابه (منهج الاعتدال) حول مسألة التكفير والخروج .
والصحيح الثابت المشاهد هو مناظرته المعلومة المشهورة مع الفزازي التكفيري .

فهذا هو المحكم الصحيح الصريح من أقواله وصنيعه .

وأما الموهم من أقواله وإطلاقاته ؛ فلا أظنه اكثر إيهاما من أقوال الشيخ ربيع -حفظهما الله- .
__________________

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في الرد على البكري (2\705) :
"فغير الرسول -صلى الله وعليه وسلم- إذا عبر بعبارة موهمة مقرونة بما يزيل الإيهام كان هذا سائغا باتفاق أهل الإسلام .
وأيضا : فالوهم إذا كان لسوء فهم المستمع لا لتفريط المتكلمين لم يكن على المتكلم بذلك بأس ولا يشترط في العلماء إذا تكلموا في العلم أن لا يتوهم متوهم من ألفاظهم خلاف مرادهم؛ بل ما زال الناس يتوهمون من أقوال الناس خلاف مرادهم ولا يقدح ذلك في المتكلمين بالحق
".
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10-31-2009, 05:41 PM
رضوان بن غلاب أبوسارية رضوان بن غلاب أبوسارية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر.العاصمة.الأبيار
المشاركات: 2,896
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

ما كل مشهور يكون صحيحا ؛ والصحيح الثابت الكامل من كلامه -غير المبتور- : هو ما سطره الشيخ عدنان عرعور في كتابه (منهج الاعتدال) حول مسألة التكفير والخروج .
نعم والحمد لله لا نأخذ بالمشهور ... وماسطر حق ولكن أنا أقصد المشهور من المناظرات مع التكفيريينلم نسمع به عندنا مع أن كل الأنواع كانت عندنا ولم نعلم له مناظرة واحدة .
والصحيح الثابت المشاهد هو مناظرته المعلومة المشهورة مع الفزازي التكفيري .
الحمد لله كي لا يلوث هذا التكفيري عقول شبابكم ... لكن فرق بين مناظرة ومناظرات ...و شهرة هذه المناظرات.
فهذا هو المحكم الصحيح الصريح من أقواله وصنيعه .
هذا رأيك أخي ورأي من يثق بعدلان عرعور ثبته الله ... لأن له أحكام وأقوال صريحة في قضيتنا وفي منهج أهل السنة مفصلة ولا نستطيع أن نقول مجملة قد بينها الشيخ عبد المالك رمضاني حفظه الله .
وأما الموهم من أقواله وإطلاقاته ؛ فلا أظنه اكثر إيهاما من أقوال الشيخ ربيع -حفظهما الله- .
لا بل أكثر لدرجة أن العلامة الفوزان والعلامة عبد المحسن العباد وفقهما الله أثبتا أن له تخليط وتلبيس عكس الشيخ ربيع وفقه الله الذي لا يعدوا أن يكون كلامه عام وليس تنزيل أحكام .
والمشهور على كل حال عندنا أن عبد المالك رد عليه في كتاب قد ألفه في الرد على أكبر وأشهر تكفيري في الوقت الحاضر وهو أبو القتاد (أبو قتادة الفلسطيني) فقرن رده عليه مع رده على التكفيري!!؟؟

أخوكم ابوسارية
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10-31-2009, 10:56 PM
أبو عبد الرحمن الوهراني أبو عبد الرحمن الوهراني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 678
افتراضي

يشهد الله أني كلما بلغني خبر عن الذي يحدث في بلاد العلماء أتذكر كلام الشيخ الذي ذكرته فحقا كانت له نظرة ثاقبة

رحمة من الله أن يخرج سبحانه رجل من قلب أروبا ليجدد دين أمة الاسلام


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو العباس مشاهدة المشاركة


أ
ورحم الله الشيخ الألباني الذي قال في سلسلة الهدى والنور (ش\467) ردا على بعض جوانب هذا الطرح بجواب لا أرى إلا أن الله تعالى قد فتح عليه به ؛ فأطلعه 0لقوة بصيرته- على ما وقع بعد ثلاثة عشر عاما من تاريخ كلامه فقال :
"فإذا أنت أخذت الجواب باعتبارك أنك لو كنت من الدول التي ما تحالفت مع الكفر ما تحالفت مع ذلك نقول لا تجاهدوا فرادى لأن هذه المحاذير كثيرة جدا بمعنى أنه في سبيل القيام بواجب فيضيع واجبات هذا الفرد أما إذا ذهب مع الدولة باستعداداتها التي تتناسب مع المصير هناك يمكن أن يجاهد وان يتحقق النصر الذي ننشده للشعب العراقي وليس للنظام العراقي ولا لحزب البعث ولا لشخص صدام .

وإنما يجب على المسلمين أن تكون نظرتهم عميقة وعميقة جدا وان ننظر مإذا وراء عاقبة انتصار الكفار على الشعب العراقي , وعلى العكس مإذا وراء انتصار الشعب العراقي على الكفار؟ .
تعود المسألة إلى قاعدة ذكرتها أنفا لمناسبة ما أن المسلم إذا وقع بين شرين أن يختار أقلهما شرا .

فالآن يتوهم كثير من المسلمين بأن مناصرة الكافرين على الشعب العراقي أخف من مناصرة الشعب العراقي على الكافرين ومن معهم من المتحالفين.الأمر ليس كذلك وبخاصة بعد أن كشفوا عن نابهم هؤلاء الكفار واظهروا نواياهم السيئة وأنهم يريدون التنظيم الجديد للشرق الأوسط ويعنون بذلك إعادة تقسيم البلاد العربية الإسلامية تحت وصاية ورعاية أما الدولة الأمريكية وحدها أو بعض الدول القوية الآخرى كفرنسا وغيرها .
وقريبا سمعنا من بعض الإذاعات أما فرنسا الآن تفكر أن لها يدا في موضوع الدخول في التنظيم يعني أنهم كما قسموا الشام إلى دويلات دولة سورية ودولة أردنية ودولة لبنانية جعلوا في الأولى البريطاني والآخرى الفرنسيس وهكذا هذا التنظيم نفسه سيعرض اليوم لا سامح الله لو انتصر الكفار على الشعب العراقي ... .

فالآن لاشك ولا ريب انه إذا انتصر الأمريكان على الشعب العراقي تغيرت خارطة البلاد العربية وغير العربية وصارت تحت يد اليهود وتحت استعمارها وهو استعمار أمريكي .
أما العكس لو فرضنا أن العراق انتصرت وذلك الذي نرجوه على الأمريكان وعاد الأمريكان والبريطان معهم خزايا نداما مقهورين مدحورين ما الذي نخشاه على الدول العربية الإسلامية الذي يخشى هو أن ينتشر حزب البعث في البلاد العربية هذا يخشى .
ولكن ايهما اضر للشعوب الإسلامية أن تصبح هذه البلاد مستعمرة يهودية وإلا أن ينتشر فيها هذا الحزب البعثي الذي لا يمكن أن يستقيم أو أن تقوم له قائمة في البلاد العربية كلها -هذا من جهة- .
من جهة أخرى وهذه نقطة أرجو أن تنتبهوا لها. الدول الكافرة هي تمثل شعوبها وشعوبها معها في مقاتلتها للمسلمين , آما حزب البعث في العراق لا يمثل الشعب العراقي كحزب البعث عندنا في سوريا لا يمثل الشعب السوري وذلك لا ينبغي أن نتصور انه لو انتصر العراق تم مد خرطومه إلى البلاد العربية الآخرى ليس معنى ذلك أن حزب البعث هو الذي يسيطر لأن حزب البعث لا يمثل هذا الشعب الذي استطاع أن يتغلب على الكفار كلهم لا هذا قد يكون برهة من الزمن ثم لابد أن يقضى على كل حزب سواء كان بعثيا أو شيوعيا والواقع اكبر دليل .

لو كانت السيطرة للدول الحاكمة الكافرة هذه ومعنى ذلك أن الشعوب الكافرة هي التي استولت على البلاد المسلمة بخلاف ما لو انتصر الشعب العراقي على الكفار هؤلاء فليس معنى ذلك أن حزب البعث هو الذي سيسيطر وإنما قد يسيطر.
ثم هناك شيء فيجب ملاحظة لو أن العراق انتصر وذلك نرجوه حتى تعود إليه قوته السابقة أنا في اعتقادي أن حزب البعث سيقضى عليه قبل أن يعود إلى قوته السابقة
" .

فرحم الله إمامنا الألباني : ما أثقب نظره , وما أوسع بصيرته ؛ فهكذا يكون كلام العلماء الربانيين , وإلا فدعني من بنيات الطريق .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 11-01-2009, 11:07 PM
خالد بن إبراهيم آل كاملة خالد بن إبراهيم آل كاملة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 5,683
افتراضي

جزاك ربي الجنة

دائما تأتينا بفرائد و فوائد
__________________

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.


To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:27 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.