أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
31867 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-08-2009, 08:47 AM
محمد صهيب العاصمي محمد صهيب العاصمي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 191
افتراضي "الأخلاق الجميلة داخلة في علم التوحيد" / للعلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم




الأخلاق الجميلة داخلة في علم التوحيد





قال العلاَّمة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله:





حُسْنُ الخُلُق



هذا هو مادة الأخلاق الجميلة كلِّها،


وقد اتفق الشرع والعقل على حسنه، ورفعة قدره، وعلو مرتبته، ومداره على قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) } [الأعراف] ، أي خذ ما تيسر وعفى وتسهل من أخلاق الناس، ولا تطالبهم بما لا تقتضيه طباعهم، ولا تسمح به أخلاقهم. هذا فيما يأتيك منهم.


وأما ما تأتي إليهم فالأمر بالعرف، وهو نصحهم وأمرهم بكلِّ مستحسن شرعاً، وعقلاً وفطرة،


وأعرض عمن جهل عليك بقوله أو فعله، فللَّه ما أحلى هذه الأخلاق وما أجمعها لكلِّ خير. وقال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)} [فصلت] .


ويُمِدّه الصبرَ والحلمَ وسعةَ العقل. وفضل هذا الخلق ومرتبته فوق ما يصفه الواصف.



ومن فوائد هذا المقام الجليل:

أنَّ صاحبه مستريح القلب، مطمئن النفس

قد وطّن نفسه على ما يصيبه من الناس من الأذى،

وقد وطّن نفسه أيضاً على إيصال النفع إليهم بكلِّ مقدوره،

وقد تمكّن من إرضاء الكبير والصغير والنظير،

وقد تحمَّل مَنْ لا تَحْمِلُهُ مِن ثقله الجبال،

وقد خفت عنه الأثقال،

وقد انقلب عدوه صديقاً حميماً،

وقد أمن من فلتات الجاهلين ومضرة الأعداء أجمعين،

وقد سهل عليه مطلوبه من الناس، وتيسر له نصحهم وإرشادهم والاقتداء بنبيه في قوله تعالى في وصفه: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ } [آل عمران: 159] الآية.


ويتولد عنه خلق:


الـرحمـة


وهي رقة القلب وصفوه ورحمته للخلق وزوال قسوته وغلظته، وهو من أخلاق صفوة الخلق.


قال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) } [التوبة] .


فرأفته صلى الله عليه وسلم ورحمته لا يقاربه فيها أحد من الخلق، وهذه الرأفة والرحمة ظهرت آثارها في معاملته للخلق، ولا تنافي قوة القلب وصبره.


فقد كان صلى الله عليه وسلم أصبر الخلق وأشجعهم وأقواهم قلباً مع كمال رحمته.


فقوة القلب من آثارها: الصبر والحلم والشجاعة القولية والفعلية، والقيام التام بأمر الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.


ورحمة القلب من آثارها: الشفقة والحنو والنصيحة، وبذل الإحسان المتنوع، فأيُّ أخلاق تقارب هذه الأخلاق السامية الجليلة. فقوة القلب وشجاعته تنفي الضعف والخور، ورحمته تنفي القسوة والغلظة والشراسة.



وهذه الأخلاق الجميلة وإن كانت من علم الأخلاق والتربية على أحسنها، فإنَّها أيضاً داخلة في علم التوحيد، كما دخل فيه الخوف والرجاء والدعاء وغيرها.


فهي من جهة: التعبد لله تعالى بها والتقرب إليه داخلةٌ في علم التوحيد.

ومن جهة: تكميلها للعبد وترقيتها لأخلاقه وتهذيب النفوس وتزكيتها داخلةٌ في علم الأخلاق.


وهذا أعظم البراهين على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى أنَّ ما جاء به من القرآن والدين هو الحق الذي لا رقي ولا علو ولا كمال ولا سعادة إلا به، وأنَّه هو الهدى العلمي الإرشادي، والهدى العملي، والتربية النافعة.


والحمد لله رب العالمين. اهـ















المصدر: "فتح الرحيم الملك العلام في علم العقائد والتوحيد والأخلاق والأحكام المستنبطة من القرآن" للعلامة السعدي رحمه الله / تحقيق عبدالرزاق البدر وفقه الله
__________________
"اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم."
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-08-2009, 10:17 PM
كمال الجزائري كمال الجزائري غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 82
افتراضي

أحسنت نقلا واصبت لبا وعقلا أخي الكريم صهيب حفظه الله
موضوع الأخلاق وصلته بالعقيدة أشار إليه الشيخ عبد المحسن العباد في كتابه من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في إشارات بديعات في أول الكتاب .
كما أشار إليه الشيخ الفاضل عبد المالك رمضاني في كتابه الموعظة الحسنة في الاخلاق الحسنة .فليراجعا .
وقد كنت أتعمد سؤال الإخوة السلفيين في منطقتي عن أعظم خلق في الإسلام حتى أنبه إلى هذا الموضوع : موضوع تمييع الأخلاق ...
فلا أجل من خلق التوحيد أدبا مع الخالق جل وعلا ، وشكرا لنعمه وحمدا على فضله وكرمه . ولا أجل من خلق الإتباع أدبا مع النبي صلى الله عليه وسلم لفضله ونزله عند ربه .
وهذا هو امتحان التقوى الذي ذكره رب العزة في كتابه في سورة الحجرات التي سماها بعض العلماء سورة الأخلاق .
"إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ "
وقد قال قبل ذلك : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "
وهذا فيه الأدب مع الله وشرعه إجمالا .
ثم قال :"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ "
وهذا فيه الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم .
وهما خلقان من أعظم الأخلاق التي جاء بها الإسلام . بعيدا عن تمييع المصطلح بلغة الحزبيين والحركيين .
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:25 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.