أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
36743 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-19-2009, 01:23 AM
حامد بن حسين بدر حامد بن حسين بدر غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 1,115
افتراضي «أهميَّةُ الردِّ على المُخالف»، وبَينَ الخَطَأ وَالعصمةِ -وما (الكبيرُ) في العلم-


«أهميَّةُ الردِّ على المُخالف» مركوزةٌ في قُلوبِ دُعاة السُّنَّة، وحَمَلَةِ منهج السَّلَفِ؛ لِما يتضمَّنَهُ الردُّ «مِن ثِمار» عظيمة، حافظتْ على منهج السَّلَفِ مِن كيدِ الكائدِين، وجهْلِ الجاهلين..

ويكفي في تأصيل هذا الأُسِّ المهمّ: قولُ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «يحملُ هذا العلمَ مِن كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ؛ ينفونَ عنهُ تحريفَ الغالِين، وانتحالَ المُبْطِلِين، وتأويل الجاهلين» [حديثٌ حسنٌ]:

فالنَّفيُ -هُنا-: النقضُ والرَّدُّ.

وهو العلمُ العالي، المُوَجَّهُ بسيفِ الحقّ إلى:

- تحريفِ كُلِّ غالٍ؛ يدفعُه غُلُوُّهُ إلى الظُّلْمِ ومجاوزةِ الحَدِّ.
- وانْتِحالِ كُلِّ مُبطِل: يَؤُزُّهُ باطلُهُ إلى ردِّ الحقِّ بالتسلُّق الفاسِد...
- وتأويل كُلِّ جاهلٍ: يَرمِي به جهلُهُ في مهامِهِ الدّعاوى الغبيَّةِ الفارغة...

ولكنَّ العِبْرَةَ -كُلَّ العبرةِ- في ضبطِ وُجوهِ هذا الردِّ -إذا كان موجَّهاً إلى سُنِّيٍّ، سَلَفِيٍّ-: بالعِلم والبصيرةِ، وبالحِلم والأَناة، وبالرِّفْقِ واللِّين...

نَعَمْ؛ قد يُغْلَظُ على (المبتدِع) الذي ذَرَّ قرنُ بدعتِه، ولا رجاءَ لشفائِه...

فـ:
... إلى حيث ألْقَتْ رحلَها أُمُّ قَشْعَمِ!!

وإنَّما الكلام -بالالتزام- مُوَجَّهٌ لأهلِ السُّنَّةِ الكِرام -بينهم- دون خَصْمٍ ولا تشغيبٍ، ولا اتِّهام -بل ولا إلْزام-...


بين الخطأ والعصمة -وما (الكبير) في العلم-؟:

قال فضيلة الشيخُ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- في «بيان فساد المعيار» (ص24):

«أنا لم أدّعِ العصمةَ والكمال في شَيْءٍ من أعمالي العلمية -ولا غيرها-.
ولا ادَّعى هذا أحدٌ مِن أهل العلم والعقل؛ فقد يقعُ العالِم في الأخطاء والمخالفات الكثيرة للكتاب والسُّنَّة، فضلاً عن الأخطاء اللغوية والإملائية ...
وقد يكون إماماً في فَنٍّ مِن الفنون، فَتُوجد له كبوات في فنه؛ فهذا سيبويه إمام في اللغة قد استدرك عليه ابن تيمية ثمانين خطأً.
وكم مِن فقيه له أخطاؤه؟!
وكم مِن محدِّث ومفسِّر لهم أخطاؤهم الكثيرة!!؟
وكل هذه الأخطاء لا تضرُّ أصحابَها، ولا تحطُّ مِن مكانتهم؛ إذ لا يحطُّ مِن مكانة الرَّجل إلا ارتكابُ الكبائر، أو اقتحامُ البدع، وعداءُ أهل السُّنَّة.
هذا هو منهج أهل السُّنَّة والجماعة.
أمَّا أهلُ البدع -لا سيَّما الحاقدون منهم- فإنَّهم -لحرصهم على إسقاط أهل السُّنَّة- يفرحون بمثل هذه السقطات التي لا يسلَمُ منها أحد! ظناً منهم أنهم قد ظفروا بما يحلمون به ويتمنّونه؛ انتقاماً لسادتهم الذين خرجوا عن منهج أهل السُّنَّة -عقيدة وشريعة- مُتَعمِّدين لكثير مما خرجوا عنه.
فإذا ظفروا بشيء مِن الهفوات -التي لا تضرُّ- جعلوها في مصافِّ البدع الكبرى! وصوَّروها في صور الموبقات المهلكات!!!!
تلك الأخطاء التي يقع في أكثرَ منها بعضُ الأئمَّة -ولا تضرُّهم-، فطار المساكين بها فَرَحاً، وضخّموها، وهوّلوا عليها بالعناوين الضخمة التي يصدُقُ عليها المَثل: (يبنون مِن الحَبّة قُبَّة)!
جاهلين أنهم ينادون على أنفسهم بهذا الأسلوب بأنهم أجهلُ النَّاس بمنهج (أهل السُّنَّة والجماعة) في الفَرق بين (ما يُسقِط) و(ما لا يُسقِط)!».

وقال الشيخ ربيع -حفظه الله- في «النقد منهج شرعي»:
«وكتبي هذه: خذوها واقرأوها، وأنا لا أقول لكم: إنَّ كلَّ ما فيها صواب لا بُدّ!
وأؤكد لكم أن فيها أخطاءً.
قال أحدُهم -مرةً-: فلان يريدُ أن يناقشَك؟
قلت: فلْيسرع قبل أن أموت يُبَيّن أخطائي.

وأنا أرجوكم؛ اذهبوا وترجَّوْا (سلمان) و(سفر) كلَّهم: يجمعوا كتبي، ويُناقشوها، ويبينوا الحقَّ فيها؛ حتى أتوبَ منها قبل موتي.
ما نغضبُ مِن النَّقد أبداً، واللهِ نفرح.

وأنا أحمِّلُ كلاً منكم المسؤوليَّة: يذهب إليهم ليأخذوا كتبي ويناقشوها، والذي يَطْلَع بخطأ أقول له: جزاك الله خيراً، وأُرسل لهم جوائز، وإذا عجزتُ أدعو لهم.

واللهِ ما نخافُ مِن النَّقد؛ لأننا لسنا معصومين...
وأستغفر اللهَ العظيمَ، مَنْ نحن حتى نقول: لسنا بمعصومين؟!
هذا يقال للصحابة والأئمة (الكبار)؛ أما نحن - والعياذ بالله - فالزللُ والأخطاء الكبيرة مُتَوَقَّعةٌ منّا..

فأنا أرجو أن يأخذوا كتبي هذه، وينتقدوها: في الصفحةِ الفلانيةِ قلتَ كذا؛ وهو غلطٌ! واستدلالك غلطٌ من الوجه الفلاني، والوجه الفلاني! والحديث الفلاني أخطأتَ في الاستدلال به! والحديثُ نقلتَه غلط!
هيا -يا أخي- تفضَّل؛ لماذا تغضبون وتُعلِّمون النَّاسَ التَّعصُّبَ والهوى والجهلَ والهمجية والفوضى؟!
لماذا تُدَمِّرون عقولَ الشَّبابِ بهذه العصبيَّةِ العمياءِ؟!
هل في يوم من الأيام تعصَّبَ أناسٌ للشافعيِّ ومالكٍ مثلَ هذا التَّعصُّب؟
هذا التَّعصُّب لا نعرفُه إلا من الروافض! يعني: يُرْفَعُ الرجلُ إلى درجة الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- ما يُنتقد!
أنا أسمعُ من بعض الناس أنه يقول : نحن نفرح بالنقدِ، ونرحب بالنقد، لكن -والله- إنه يموت من النقد، والناس يموتون وراءه، لماذا تنتقده؟!
لهذا رأينا كُلَّ ما وَجَّهْنَاهُ من نقد إلى أخطائهم لا يتراجعون عنها -أبداً-، لا هم ولا أتباعُهم، يعني: كأن دينَنا غيرُ دينهم! كأنَّ عندنا ديناً غيرَ الدين الذي عرفوه!

يا أخي؛ أليس تقولون: إن منهجكم سلفيٌّ، وأنكم تدعون إلى الكتاب والسنة! ما معنى الدعوة إلى الكتاب والسنة؟!
أن ننقد أخطاءَ الناسِ -كلِّهم-.
وليس معناها: أن نجمع أخطاءكَ، ونقول: الكتاب والسنة!
أخطاؤك أنت وفلان وفلان من الشباب الذين ما نضجوا، ولا عرفوا العلمَ.
لهذا تجدُ الأشرطةَ مليئةً بالأخطاء، والكتب مليئة بالأخطاء؛ فكر سيد قطب والبنا والمودودي -كلُّها- مسيطرةٌ على كتاباتهم، وهي ضلالاتٌ وبدعٌ؛ لأنهم كثيراً ما ينطلقون إلا من مشرب هؤلاء.
ولا بد أن يكون هناك أخطاءٌ كبيرةٌ جسيمةٌ.
فإذا كانوا صادقين وقعوا في هذه الأخطاء من حيث لا يدرون! ويظنُّون أن المودودي والبنا على حق! ثم تبين لهم أن هؤلاء مبتدعةٌ أهلُ ضلال.

تبيَّن لهم بالنقد -منَّا أو من غيرنا- أن هؤلاء أهلُ ضلالٍ، وأهلُ هوىً، فلا يجوزُ الاعتمادُ على كتبِهِم، ولا على فكرهم، ولا على مناهجِهم -أبداً-؛ لأن ما عندهم علمٌ، أهلُ ضلالٍ وبدعٍ.
فأنت -يا أخي- نشأت في بلاد التوحيد وبلاد السنة، وبلاد ميَّزها اللهُ -تبارك وتعالى-، وارتفعت فيها رايةُ التوحيد والسنة، ومنار الإسلام فيها واضحٌ عالٍ، وأمات اللهُ فيها البدعَ وأذلَّ أهلَها، وأرغمَ أنوفَهم في التراب.

فهذه نعمةٌ من الله يجب أن تشكرَها، وأن تعكُفَ على هذا المنهج، وعلى هذا التراث العظيم، وتنهلَ منه، وتُقَدِّم للأمة من هذا.
وفي نفس الوقت -أيضاً- هذا المنهجُ منهجُ حقٍّ، لكن الأئمةَ والعلماءَ الذين كتبوا ومنهجُهم صحيحٌ قد يكون لهم أخطاءٌ، فابنُ تيميَّة لو كان عنده خطأٌ -والله- لا نقبلُه؛ ابن تيميَّة، وابن القيم، وابن عبد الوهاب، وابن باز -وغيرهم-: إذا عندهم أخطاءٌ نعرضُها على كتاب الله وسنة الرسول -على المنهج السلفي-، ونقول: هذا خطأ -وجزاك الله خيراً-.

لا ذمٌّ، لا طعن، لا تجريح، لا تشهير، لكنْ: بيانٌ للناس أن هذا الكلامَ يتنافى مع الأصل الفلاني، ومع النص الفلاني -بغايةِ الأدبِ وبغايةِ الاحترام -.

كما يقولُ شيخُ الإسلام ابن تيميَّة وابن رجب -وغيرهما-: إِن هؤلاء نناقشُ أقوالهَم باحترام وبأدب ومقاصد حسنةَ.
والمراد: البيان».


مقتبس من مقال شيخنا علي الحلبي حفظه الله، ( تصويب (النصح الأمين) لأساليب (التشغيب!) المشين)
__________________
قال العلامة صالح آل الشيخ: " لو كان الفقه مراجعة الكتب لسهل الأمر من قديم، لكن الفقه ملكة تكون بطول ملازمة العلم، بطول ملازمة الفقه"
وقال: "ممكن أن تورد ما شئت من الأقوال، الموجودة في بطون الكتب، لكن الكلام في فقهها، وكيف تصوب الصواب وترد الخطأ"
"واعلم أن التبديع والتفسيق والتكفير حكم شرعي يقوم به الراسخون من أهل العلم والفتوى ، وتنزيله على الأعيان ليس لآحاد من عرف السنة ، إذ لا بد فيه من تحقق الشروط وانتفاء الموانع، حتى لا يصبح الأمر خبط عشواء ،والله المستعان"
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-19-2009, 03:27 AM
عزام عبد المعطي الاشهب عزام عبد المعطي الاشهب غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: القــــدس
المشاركات: 953
افتراضي

جزاك الله خيراً

ونفع بك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-19-2009, 12:26 PM
مجدي أبو لبدة مجدي أبو لبدة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 410
افتراضي

جزاك الله خيرا على هذا الكلمات المقتبسة,التي لن يدرك أهميتها الا من اشرب قلبه تعظيم الخالق لا تعظيم المخلوق-مهما عظم أمره وعلا شأنه-,فنحن والله نقدر العلماء ولا نقدسهم,ونحترمهم ولانبخسهم ووننزلهم المنزلة التي أعطاهم الله اياها-من دون غلو أوجفاء-بخلاف أقوام ظنوا أن احترام العلماء يكون باعطائهم هالة من التقديس والتقليد الاعمى,وكأن العلماء ليسوا من البشر-يصيبون ويخطئون-,أو أنهم لايرد عليهم اذا أخطئوا.هل نسي هؤلاء القوم أن الدعوة السلفية ما حوربت من الحزبيين الا لأنها تحارب التعصب والتقليد الاعمى,وهل نسي هؤلاء الاخوة-بصرهم الله بالحق- أن الاتباع المجرد لا يكون الا لرسول الله-صلى الله عليه وسلم-,وأنا والله أتعجب من بعض اخواننا-نعم اخواننا- الذين كانوا الى عهد قريب بحبوننا ونحبهم-ولازلنا-ويشاركونا ونشاركهم هموم الدعوة في فلسطين الحبيبة,كيف هانت عليهم العشرة والايام الطيبة ألتي قضيناها معهم في طاعة الله,لا لشئ الا لأننا اختلفنا معهم في مسائل هي من موارد الاجتهاد,اختلف فيها العلماء سابقا وسيختلفون فيها لاحقا,فأصبحوا لا يسلمون علينا,بل ولايردون علينا اذا سلمنا عليهم-بحجة الهجر-,بل وصل الامر بكبيرهم-هداه الله وجنبه بطانة السوء-الى أن يقول لبعض الناس-لا تصلوا وراء هؤلاء الاخوة لأنهم خوارج خرجوا علينا- وما ذلك الا لأن هؤلاء الاخوة خالفوه في بعض آراءه,هل هكذا يكون التعامل بين الاخوة,وهل هكذا كان علماء السلف,هل هذا هو دين الله الذي ندعوا الناس اليه ,ما الذي حدث لكم يا اخواننا,اين ذهبت عقولكم,عودوا الى رشدكم وتوبوا الى ربكم ونحن -والله- لا نجد في أنفسنا غضاضة من العفو عنكم لنعود كما كنا من قبل اخوانا متحابين متناصحين,أسأل الله أن يحقق لنا ذلك,ووالله ان هذا الكلام ما هو الا نفثة مصدور وأنة موجوع ونصح حريص.أسأل الله أن يجمعنا واياكم على الحق الذي هو-والله- أحب الينا من أنفسنا وأهلنا انه سميع مجيب ,والله المستعان.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:14 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.