أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
44848 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-27-2011, 11:10 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي أوائـِـــل

أوائل

الحمـــــــد لله رب العالمــــــين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبــــــه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

يُذكرُ الأوائل في كلّ مِنَ الأسماء والأقوال والأفعال، وفيمن أحسن وأساء، وكل ابن آدم خطاء ... ما أجمل أن يكون لنا من هذا الموضوع العظة، والعبرة، والعلم النافع القائم على الدليل الصحيح، والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة.

ويسرني مشاركة الأخوات الفاضلات، وإثراء هذا الموضوع بما يتيسّر لهنّ مِن معلومات في هذا الباب، على أن يراعينَ الإستشهاد بالدليل مع توثيق المصدر إن وُجِـــــد، جعلــــكنّ الله أحبتي الغاليــــات من السابقــــات إلى الخيرات بإذنه، ولنــــــبدأ على بركــَـــةِ الله، بذكر الله - جلّ في علاه -:

1. الله هو الأول: ﴿سَبَّحَ لِلهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ۞ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ۞ هوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [سورة الحديد: 1 - 3].

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال: أتت فاطمة النبي - صلى الله عليه وسلم - تسأله خادما فقال لها: (ما عندي ما أعطيك) فرجعت فأتاها بعد ذلك فقال: (الذي سألت أحب إليك أو ما هو خير منه) فقال لها علي قولي: «لا بل ما هو خير منه» فقالت، فقال: (قولي اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، منزل التوراة والإنجيل والقرآن العظيم، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر) قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر: [سنن ابن ماجة 2/ 1259 رقم 3831].

قال الله – تعالى -: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ [سورة المائدة: 48].

أختـــاه : تتفاوت الهمم، ولكن ينبغي على كلّ مؤمنٍ ومؤمنـــــة أن يسعوْنَ حثيثاً إلى التميّز، إلى التوحيد النقيّ الخالص لا الشرك، إلى الاتباع لا الابتداع، إلى مرضاة الله، وأن لا يَرْضَوْن بالدونيـــّــة، لا يَرْضَوْنَ بأن يكونوا مع الخوالف، بل يسابقون بالخيرات ويسارعون إلى الطاعات، فقد امتدح اللهُ – تعالى - السابقين الأولين بقوله: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِين َوَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّه ُعَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدً اذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [سورة التوبة 100].

أسأل الله - تعالى أن يجعلنا وإياكم منهم، وأن يجعلنا على أثرهم، وأن يحشرنا معهم.

فلنشمّر أختـــــــاه عن ساعــــد الجدّ، ونُجمِع الهمـــة إلى الأمــــام على طريق الإستقامـــــــة، ولا نلتفت فنتأخر.
وحذارِ حذارِ من المُعَوّقات على مضمار السباق، ولنربأ بأنفسنا أن نكونَ من السابقات إلى شرك، أو رياءٍ أو بدعــــةٍ أو معصيـــــةٍ أوحزبيـــــةٍ أو عصبيـــــة، أو أن نُعين عليها فنبوء بوزرها ووزر من عمل بها؛ نسأل الله العافيــــة في الدنيا والآخرة.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-27-2011, 11:28 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي أول شيء خلقه الله القلم

أول شيء خلقه الله القلم

عن عمران بن حصين قال : إني كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء قوم من بني تميم فقال : (اقبلوا البشرى يا بني تميم، قالوا : بشرتنا فأعطنا، فدخل ناس من أهل اليمن، فقال : اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم. قالوا : قبلنا جئناك لنتفقه في الدين، ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان ؟ قال : كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السماوات والأرض، وكتب في الذكر كل شيء، ثم أتاني رجل فقال : يا عمران ! أدرك ناقتك فقد ذهبت، فانطلقت أطلبها، وأيم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم) (صحيح) رواه (البخاري). انظر : [مشكاة المصابيح جـ 3 رقم 5698].

وعن أبي حفصة قال : قال عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - لابنه : يا بني إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان، حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : (إن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب، قال : رب وماذا أكتب ؟ قال : اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة، يا بني ! إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : من مات على غير هذا فليس مني) قال الشيخ الألباني : (صحيح) انظر : [سنن أبي داود 4/ 225 رقم 4700].

وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن أول ما خلق الله القلم، فقال له : اكتب، قال : ما أكتب ؟ قال : اكتب القدر، ما كان، وما هو كائن إلى الأبد) (حديث صحيح) انظر : [صحيح الجامع رقم: 2017]. ‌

وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن أول ما خلق الله القلم، فقال له : اكتب، قال : يا رب ! وما أكتب، قال : اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة، من مات على غير هذا فليس مني) (حديث صحيح) انظر: [صحيح الجامع رقم: 2018].

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن أول شيء خلقه الله القلم، فأمره فكتب كل شيء يكون) (حديث صحيح) انظر: [صحيح الجامع رقم: 2016].

وعنه - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن أول شيء خلقه الله القلم، وأمره أن يكتب كل شيء يكون) (حديث صحيح) انظر: [السلسلة الصحيحة 133].

قال شيخنا الألباني - رحمه الله - في التعليق على الحديث :

[من فوائد الحديث :

وفي الحديث إشارة إلى ردّ ما يتناقله الناس، حتى صار ذلك عقيدة راسخة في قلوب كثيرمنهم، وهو النور المحمدي هو أول ما خلق الله - تبارك وتعالى -، وليس لذلك أساس من الصحــــــة، وحديث عبد الرزاق غير معروف إسناده، ولعلنا نفرده بالكلام في الأحاديث الضعيفة إن شاء الله - تعالى -.

وفيه ردّ على من يقول بأنّ العرش هو أول مخلوق، ولا نصّ في ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنما يقول به من قال كابن تيمية وغيره استنباطاً واجتهاداً، فالأخذ بهذا الحديث - وفي معناه أحاديث أخرى - أولى، لأنه نصّ في المسألة، ولا اجتهاد في مورد النصّ.

وتأويله بأنّ القلم مخلوقٌ بعد العرش باطل، لأنه يصحّ مثل هذا التأويل لو كان هناكَ نصّ قاطعٌ على أن العرش أول المخلوقات كلها، ومنها القلم، أما مثل هذا النصّ مفقود، فلا يجوز هذا التأويل.

وفيه ردٌ أيضاً على مَن يقول بحوادث لا أول لها، وأنه ما مِن مخلوقٍ إلا وهو مسبوقٌ بمخلوقٍ قبله، وهكذا إلى ما لا بداية له، بحيثُ لا يُمكن أن يُقال : هذا أول مخلوق، فليس قبله قطعاً أيُ مخلوق.


ولقد أطال ابن تيمية - رحمه الله - في الكلام في ردّه على الفلاسفة، مُحاولاً إثبات حوادث لا أول لها، وجاء في أثناء ذلك بما تحارُ فيه العقول، ولا تقبلهُ أكثرُ القلوب، حتى اتهمه خصومه بأن يقول بأن المخلوقات قديمة لا أول لها، مع أنه يقول ويُصرّح بأنّ ما مِن مخلوق إلا هو مسبوقٌ بالعدم، ولكنهُ مع ذلك يقول بتسلسل الحوادث إلى ما لا نهاية، فذلك القولَ منه غير مقبول، بل هو مرفوض بهذا الحديث.

وكَمْ كنا نوَدّ لو أن لا يلجَ ابن تيمية - رحمه الله - هذا المولج، لأنّ الكلام فيه شبيهٌ بالفلسفة وعلم الكلام الذي تعلمنا مِنه التحذير والتنفير مِنه، ولكن صدقَ الإمام مالك - رحمه الله - حين قال: ما منكم من أحدٍ إلا رَدّ وَرُدّ عليه إلا صاحب هذا القبر - صلى الله عليه وسلم -] ا هـ.

رحم الله الإمامين الجليلين ابن تيمية والألباني - رحمة واسعة - وأسكنهما فسيح الجنان، وجزى الله نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - خير ما جزى به نبيًا عن أمته.


يُتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-27-2011, 11:53 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي أول مخلوق بشر ذكر وأول من بدأ بتحية الإسلام وأول من رد التحية بزيادة: ورحمة الله

أول مخلوق بشر ذكر : أبو البشر : أبونا آدم - عليه الصلاة والسلام -.

وهو أول من بدأ بتحية الإسلام:
السلام عليكم.
وأول من رد التحية بزيادة ورحمة الله: الملائكة.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعا، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر، وهم نفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فذهب فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، قال: فزادوه ورحمة الله. قال: فكل من يدخل الجنة على صورة آدم وطوله ستون ذراعا، فلم يزل الخلق ينقص بعده حتى الآن) (متفق عليه).

قال شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى - في التعليق على الحديث: [(فائدة): قال الحافظ في الفتح: وهذه الرواية تؤيد قول من قال إن الضمير لآدم والمعنى أن الله - تعالى - أوجده على الهيئة التي خلقه عليها لم ينتقل في النشأة أحوالاً، ولا تردّد في الأرحام أطوارًا كذريته، بل خلقهُ اللهُ رجلاً كاملاً سوياً من أول ما نَفَخَ فيه الروح.

قلت - والقول لشيخنا الألباني رحمه الله تعالى -: [وأما حديث: (خلق الله آدم على صورة الرحمن) فهو منكر كما بينته بتفصيل في الضعيفة برقم 1175 و 1176] ا هـ.

وهو أول من عطس من البشر بعد نفخ الروح فيه، وأول من حمد الله - تعالى - بإذنه، وأول مَن شمَّتَه عندما عطس: الله - جل في علاه -.

عن أنس – رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لما نفخ في آدم الروح مارَتْ وطارَتْ فصارت في رأسه فعطس، فقال: الحمد لله رب العالمين، فقال الله: يرحمك الله) (حديث صحيح) رواه: (ابن حبان والحاكم)؛ انظر: [صحيح الجامع رقم : 5216] و[السلسلة الصحيحة رقم : 2159]. ‌

كل مولود يولد على الفطرة التي فطر الله الناس عليها، والتي أشهدهم عليها الله - جلّ في علاه -

قال الله - تعالى -: ﴿وَإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَني آدَمَ مِن ظُهورِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَأَشهَدَهُم عَلى أَنفُسِهِم أَلَستُ بِرَبِّكُم قالوا بَلى شَهِدنا أَن تَقولوا يَومَ القِيامَةِ إِنّا كُنّا عَن هـذا غافِلينَ ۞ أَو تَقولوا إِنَّما أَشرَكَ آباؤُنا مِن قَبلُ وَكُنّا ذُرِّيَّةً مِن بَعدِهِم أَفَتُهلِكُنا بِما فَعَلَ المُبطِلونَ [سورة الأعراف 172 – 173].

وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنَّ الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بنعمان يوم عرفة، وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر، ثم كلَّمهُم قبلًا قال : ﴿أَلَستُ بِرَبِّكُم قالوا بَلى شَهِدنا أَن تَقولوا يَومَ القِيامَةِ إِنّا كُنّا عَن هـذا غافِلينَ ۞ أَو تَقولوا إِنَّما أَشرَكَ آباؤُنا مِن قَبلُ وَكُنّا ذُرِّيَّةً مِن بَعدِهِم أَفَتُهلِكُنا بِما فَعَلَ المُبطِلونَ [السلسلة الصحيحة 1623] و [صحيح الجامع 1701].

وعن هشام بن حكيم - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله أخذ ذرية آدم من ظهره ثم ﴿أَشهَدَهُم عَلى أَنفُسِهِم أَلَستُ بِرَبِّكُم قالوا بَلى ثم أفاض بهم في كفيه فقال : هؤلاء في الجنة، وهؤلاء في النار، فأهل الجنة ميسَّرون لعمل أهل الجنة، وأهل النار مُيسَّرون لعمل أهل النار) [صحيح الجامع 1702] و [السلسلة الصحيحة 48].

وآدم - عليه الصلاة والسلام - هو أول من نسي فنسيت ذريته. ومن يومئذ أمِرَ بالكتاب والشهود.

فعن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، ثم جعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصًا من نور، ثم عرضهم على آدم، فقال : أي رب ! من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء ذريتك، فرأى رجلا منهم أعجبه نور ما بين عينيه، فقال : أي رب ! مَن هذا ؟ قال : رجل من ذريتك في آخر الأمم، يقال له داود، قال : أي رب ! كم عمره ؟ قال ستون سنة، قال : فزده من عمري أربعين سنة، قال : إذن يُكتب ويُختم ولا يُبدل، فلما انقضى عُمرُ آدم جاء ملكُ الموت، فقال : أوَ لَمْ يبقَ مِن عمري أربعون سنة ؟ قال : أوَ لم تعطها ابنك داود ؟. فجحد، فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته) (حديث صحيح) رواه: (الترمذي والحاكم) انظر: [صحيح الجامع رقم: 5208].‌

وفي رواية أخرى عنه – رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس، فقال الحمد لله، فحمد الله بإذنه، فقال له ربه: يرحمك الله يا آدم، اذهب إلى أولئك الملائكة، إلى ملأ منهم جلوس فقل: السلام عليكم، قالوا: وعليك السلام ورحمة الله، ثم رجع إلى ربه، فقال: إن هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم، فقال الله له ويداه مقبوضتان: اختر أيهما شئت، قال: اخترت يمين ربي، وكلتا يديْ ربي يمينٌ مباركة، ثم بسطها فإذا فيها آدم وذريته ،فقال: أي رب ! ما هؤلاء ؟ قال: هؤلاء ذريتك، فإذا كلّ إنسان مكتوبٌ عمرُه بين عينيه، فإذا فيهم رجل أضوؤهم، أو من أضوئهم، قال: يا رب ! من هذا ؟ قال: هذا ابنك داود وقد كتبت له عمر أربعين سنة، قال: يا رب ! زد في عمره، قال ذاك الذي كتبت له، قال: أي رب فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة، قال: أنت وذاك، ثم أسكن الجنة ما شاء الله ثم أهبط منها، فكان آدم يُعِدّ لنفسه، فأتاه ملكُ الموت، فقال له آدم: قد تعجلت قد كُتِبَ لي ألف سنة، قال: بلى، ولكنك جعلت لابنك داود ستين سنة، فجحد فجحدت ذريته، ونسي فنسيت ذريته، فمن يومئذ أمر بالكتاب والشهود) (حديث صحيح) رواه: (الترمذي والحاكم) انظر: [صحيح الجامع رقم: 5209] و[مشكاة المصابيح 4662‌].


يُتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-28-2011, 01:36 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي آدم - عليه الصلاة والسلام - : هو أول نبي مكلم وأول مَن غسلته الملائكة وألحد في قبره،

أول نبي مكلم: آدم - عليه الصلاة والسلام -

عن أبي ذر – رضي الله عنه - قال: قلت: «يا رسول الله ! أي الأنبياء كان أول ؟»، قال: (آدم). قلت: «يا رسول الله ! ونبي كان ؟»، قال: (نعم نبي مكلم) . قلت: «يا رسول الله ! كم المرسلون ؟»، قال: (ثلاثمائة وبضع عشر جماً غفيرا).

وفي رواية عن أبي أمامة – رضي الله عنه - قال: قال أبو ذر – رضي الله عنه - قلت: «يا رسول الله ! كم وفاءَ عدة الأنبياء ؟»، قال: (مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جماً غفيرا). (صحيح) انظر: [مشكاة المصابيح جـ 3 رقم 5737].

و(آدم) هو أول مَن غسلته الملائكة بالماء وتراً، وأول مَن ألحِدَ في قبره.

فعن أبيّ – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لما توفي آدم غسلته الملائكة بالماء وتراً وألحدوا له وقالوا: هذه سنة آدم في ولده) (حديث صحيح) (رواه الحاكم) انظر: [صحيح الجامع رقم: 5207].

وهو أول من يدعى يوم القيامة.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أول من يدعى يوم القيامة آدم، فتتراءى له ذريته، فيقال : هذا أبوكم آدم، فيقول: لبيك وسعديك، فيقول: أخرج بعث جهنم من ذريتك، فيقول: يا رب كم أخرج ؟ فيقول : أخرج من كل مائة تسعة وتسعين، قالوا: يا رسول الله ! إذا أخذ منا من كل مائة تسعة وتسعون، فماذا يبقي منا ؟ قال: إن أمتي في الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود) (حديث صحيح) (رواه البخاري) (4/ 237). ‌


يُتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-28-2011, 01:44 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي أول مخلوق بشر أنثى : أمنا حواء.

أول مخلوق بشر أنثى: أمنا حواء.

قال الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ، واحِدَةٍ، وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا ونِسَاءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [سورة النساء:1].

قال ابن كثير رحمه الله تعالى: [يقول تعالى آمرًا خلقه بتقواه؛ وهي عبادته وحده لا شريك له، ومُنَبّهًا لهم على قدرته التي خلقهم بها من نفس واحدة وهي آدم عليه السلام ﴿وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وهي حواء عليها السلام، خلقت من ضِلعه الأيسر من خلفه وهو نائم، فاستيقظ فرآها فأعجبته، فأنِسَ إليها وأنِسَتْ إليه وروى ابن أبي حاتم حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مقاتل، حدثنا وكيع عن أبي هلال عن قتادة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : [خُلقَت المرأة من الرجل] اهـ. [تفسير ابن كثير (2/ 206)].
عن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن المرأة خلقت من ضلع، لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها) (صحيح) (رواه مسلم).
وقوله خلقت من ضلع: أي بداية خلقها من ضلع آدم؛ وفي الضلع اعوجاج.

ولذلك أوصى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما في الحديث الذي رواه عنه أبي هريرة – رضي الله عنه - أنه قال: (استوصوا بالنساء خيرا، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء) (متفق عليه).
جزاه الله عنا خير ما جزى به نبيًا عن أمتـــه، فقد أوصى بالنساء خيرا.

قال أبو الحسن بن سلمة حدثنا أحمد بن موسى بن معقل ثنا أبو اليمان المصري قال: سألت الشافعي عن حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: (يُرش من بوْل الغلام، ويُغسل من بول الجارية، والماءان جميعًا واحد ؟ قال: [لأن بولَ الغلامِ من الماء والطين، وبول الجارية من اللحم والدم، ثم قال لي: فهمت ؟ أو قال : لقنت ؟ قال: قلت: لا، قال: إن الله - تعالى - لما خلق آدم خُلقت حواءُ من ضلعه القصير، فصار بول الغلام من الماء والطين، وصار بول الجارية من اللحم والدم، قال: قال لي فهمت ؟ قلت: نعم. قال لي: نفعك الله به]. قال شيخنا الألباني - رحمه الله -: (حديث صحيح) انظر: [سنن ابن ماجه 1/ 174 رقم 525].
وعن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي عن أبيه عن علي - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال في بول الرضيع: (يُنضح بول الغلام، ويغسل بول الجارية). (حديث حسن) انظر: [صحيح الجامع 8172] و [مشكاة المصابيح 501].


يُتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-28-2011, 02:02 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي أول فساد الطعام، وخيانة النساء.

أول فساد الطعام، وخيانة النساء

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لولا بنو إسرائيل لم يخبث الطعام، ولم يخنز اللحم *، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجَها الدهر *) (متفق عليه).

قال شيخنا الأباني - رحمه الله تعالى - في التعليق على الحديث :

* لم يخنز اللحم :
أي لم يتغيّر، ولم ينتِن، قال العلماء : معناه أن بني إسرائيل لمّا أنزل الله عليهم المنّ والسلوى، نُهوا عن ادخارهما فادَّخروا، ففسد وأنتَن، واستمرّ من ذلك الوقت.

* ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها : أي لولا أن حواء خانَت آدم في إغرائِهِ وتحريضِهِ على مُخالفةِ الأمر بتناول الشجرة، وَسَنّتْ هذه السّنّة لَما سلكتها أنثى مع زوجها، وذلك منها خيانة له، فنَزَعَ العِرْقُ في بَناتِها، وليْسَ المراد بالخيانة هنا الزنا]. انتهى كلامه - رحمه الله تعالى -. انظر: الحاشية [مختصر صحيح مسلم رقم 846 ص 219]


يُتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 03-28-2011, 03:26 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي أوّل نبي أرسل، وأوّل من ضيّف الضيف، ومن اختتن، ومن يُكسى يوم القيامة.

أول نبي أرسل هو : نوح - عليه الصلاة والسلام -

قال الله - تعالى - : ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا ۞ وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ۞ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا [سورة النساء 163 - 165].

يتبيّن لنا من الآية الكريمة خطأ من قال من المؤرخين أن إدريس كان قبل نوح - عليهما الصلاة والسلام -، وكذلك دلت على هذا الخطأ الأحاديث الشريفة التالية : عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول - صلى الله عليه وسلم - : (أول نبي أرسل نوح) تحقيق الألباني : (صحيح) انظر : [صحيح الجامع حديث رقم: 2585]. ‌

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه - مرفوعًا في حديث الشفاعة الطويل وفيه : (فيأتون نوحًا فيقولون : يا نوح أنت أوَّل الرسل إلى الأرض). أخرجه مسلم والترمذي وقال هذا حديث (حسن صحيح) انظر : [السلسلة الصحيحة 3/ 280 رقم 1289].

أول من ضيف الضيف، ومن اختتن : إبراهيم - عليه الصلاة والسلام -

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : (كان أول من ضيف الضيف إبراهيم، وهو أول من اختتن على رأس ثمانين سنة، واختتن بالقدوم) (حديث حسن) انظر : [السلسلة الصحيحة 2/ 351 رقم 725].

وأول من قص الشارب، وأول من قص الظفر، وأول من شاب إبراهيم - عليه الصلاة والسلام -.

عن حماد بن يزيد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : (اختتن إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن عشرين ومائة ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة : قال سعيد : (إبراهيم أول من اختتن وأول من أضاف، وأول من قص الشارب، وأول من قص الظفر، وأول من شاب، فقال : يا رب ما هذا ؟ قال : وَقار، قال : يا رب زدني وَقارا) قال الألباني : (صحيح الإسناد موقوفا ومقطوعا) انظر: [الأدب المفرد 1/ 428 رقم 1250].

وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (إنكم محشورون حفاة عُراةً غُرْلا ثم قرأ : ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (1)، وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم، وإن ناسًا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول أصَيْحابي أصَيْحابي، فيقول : إنهم لن يزالوا مرتدين على أعقابهم مذ فارقتَهم. فأقول كما قال العبد الصالح : ﴿وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ إلى قوله ﴿العزيز الحكيم (2) ، (متفق عليه). انظر : [مشكاة المصابيح جـ 3 رقم 5535].

أول ما تكلم به نبي الله عيسى - عليه الصلاة والسلام -

كان مِن أول ما تكلم به نبي الله عيسى - عليه الصلاة والسلام - في المهد، بعد إقراره بعبوديته لله - تبارك وتعالى - : برّه بوالدته، قال الله - تعالى - : ﴿فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ۞ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ۞ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ۞ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ۞ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ۞ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ۞ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا [سورة مريم 27 – 33].


يُتبع - إن شاء الله تعالى -.
_________

(1) الآية الكريمة : ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ [سورة الأنبياء : 104].
(2) الآيات الكريمة : ﴿مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ۞ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [سورة المائدة : 117 - 118].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 03-28-2011, 08:38 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي أول من جــــــــــاء بالمصافحـــــــــة

أوْلى الناس بالله، وأوَّل من جــــــــــاء بالمصافحـــــــــة

عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن أوْلى الناس بالله، من بدأهم بالسلام) (صـحـيـح) انظر: [صحيح الجامع 2011] و [مشكاة المصابيح 4646].

عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : "
لما جاء أهل اليمن قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (قد أقبل أهل اليمن، وهم أرق قلوبًا منكم) قال أنس بن مالك - رضي الله عنه – : [فهم أول من جاء بالمصافحة] (صـحـيـح) انظر : [الأدب المفرد للإمام البخاري رقم : 967].

وفي رواية عن يحيى بن أيوب قال : سمعت أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (يقدم عليكم غدًا أقوام هم أرقُّ قلوبًا للإسلام منكم). قال : " فقدم الأشعريون، فيهم أبو موسى الأشعري - فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون يقولون : غدًا نلقى الأحبة، محمدًا وحزبه. فلما أن قدموا تصافحوا فكانوا هم أول من أحدث المصافحة" (صحيح). أخرجه أحمد [3/ 155 و 223]. [السلسلة الصحيحة 2/ 61 رقم 527].

جزاهم الله عنا خير الجزاء وجعل هذا السبق في ميزان حسناتهم، فعن البراء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان، إلا غُـفِرَ لهما قبل أن يفترقا) قال شيخنا الألباني : (صحيح). انظر : [سنن أبي داود 4/ 354 رقم 5212].

وفي رواية عن حذيفة - رضي الله عنه – أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – لَقِيَهُ فقال : (يا حذيفة ! ناولني يدك) فقبض يده، ثم الثانية، ثم الثالثة، فقال : (ما يمنعك؟) فقال : " إني جنب"، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : (إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه، وأخذ بيده فصافحه، تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر) (صحيح). انظر : [السلسلة الصحيحة 2/ 59 رقم 526].


يُتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 03-28-2011, 08:53 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي أول أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبدءُ الوحي، وأول بقعة خلص إليها نور النبوة.

أوّلُ أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - :

أولُ ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرؤيا الصادقة في النوم.

وأول كلمـــــة دوّى بها وحيُ السماء، كلمة " اقرأ ". وكررها الوحيُ مرارًا لعلوّ قدرها ورفع مقامها.
ورددت أصداءها أرجاء المعمورة، وتجاوبت بها جنبات الوجود، ولفتت أنظار العالم أجمع إلى أسمى رسالات السماء منذ بدء الخليقة وإلى الأبد.

وأول من آمنت بنبوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصدقت برسالته وهدأت مِن روعه وأعانته "أم المؤمنين خديجــــــة - رضي الله عنها -".

فعن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت : (كان أول ما بُدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حُبِّبَ إليه الخلاء، فكان يلحق بغار حِراء فيتحنث فيه، قال : والتحنث التعبد - الليالي ذوات العدد قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود بمثلها حتى فَجَأَهُ الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال : اقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما أنا بقارئ). قال : (فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال : اقرأ، قلت : ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال : اقرأ قلت : ما أنا بقارىء، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال : ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ۞ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ۞ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ۞ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ۞ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ. الآيات. فرجع بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترجف بوادره، حتى دخل على خديجة فقال : (زملوني زملوني). فزملوه حتى ذهب عنه الروع. قال لخديجة : (أي خديجة، ما لي لقد خشيت على نفسي). فأخبرها الخبر. قالت خديجة : كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل، وهو ابن عم خديجة أخي أبيها، وكان امرءٌ تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخاً كبيراً قد عمي، فقالت خديجة : يا ابن عمّ اسمع من ابن أخيك، قال ورقة : يا ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبر ما رأى، فقال ورقة : هذا الناموس الذي كان ينْزِلَ على موسى، يا ليتني فيها جذعا [1]، ليتني أكون حيًا حين يُخرجك قومك [2]، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أوَ مُخْرِجِيَّ هُم ؟). قال ورقة : نعم؛ لم يأت أحدٌ بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومُك أنصرك نصرًا مؤزرا. ثم لم ينشب ورقة أن توفيَ، وفتر الوحي فترة حتى حزِنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا - [3] غدا منه مِرارًا كي يَتردّى من رؤوس شواهق الجبال، فكلَّما أوفى بِذَرْوَةٍ جبلٍ لكيْ يُلقي نفسه، تبدّى له جِبريل فقال : (يا محمد ! إنكَ رسول الله حقّا، فيسكُن لذلك جأشه، وتقرَّ نفسه فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، قال : فإذا أوفى بِذَرْوَةٍ جبلٍ تبدّى له جِبريل، فقال له مثل ذلك). (صحيح) رواه البخاري مطوَّلًا في باب "التعبير" رقم (6982) وفي بدء الوحي رقم (3) وفي التفسير رقم (4953). وانظر : [صحيح السيرة النبوية ص 85 - 86]. بقلم الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله - تعالى -.

قال جابر بن عبدالله الأنصاري وهو يحدِّثُ عن فترة الوحي : فقال في حديثه : بينما أنا أمشي إذ سمعتُ صوتًا مِنَ السماء فرفعتُ بصري فإذا الملكُ الذي جاءني بـ(حراء) جالسٌ على كُرسي بين السماء والأرض، فرعبتُ منه فرجعتُ فقلت : زمِّلوني زمِّلوني، فأنزل الله : ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ۞ قُمْ فَأَنْذِرْ ۞ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ۞ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ۞ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ [سورة المدَّثِّر 1 - 5]. فحمِيَ الوَحْيُ وتتابع). أخرجه البخاري بهذا اللفظ رقم (4 و 4954) عقب حديث عائشة - رضي الله عنها الذي قبله، وأخرجه مفصولًا عنه في مواضع أخرى (3238 و 4925 و 4926 و 6214) ثم رواه هو (4922 و 4923 و 4924). ومسلم ( 1/ 99) عن جابر نحوه.

وعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لا تسبّوا ورقة بن نوفل، فإني قد رأيت له جنة أو جنتين). ‌(صحيح) انظر : [صحيح الجامع 7320].‌

واستجاب الله - جلّ في عُلاه - دعوةَ إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - وكان بِدءُ أمر النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -.
فقد أخبرنا الله - تعالى - عن دعاء إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - وذلك بقوله : ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [سورة البقرة : 129].

وروى الإمام احمد - رحمه الله تعالى - عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : " قلت : يا رسول الله ! ما كانَ بدءُ أمرك ؟ قال : (دعوةُ أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي أنه يخرجُ منها نورٌ أضاءتْ له قصور الشام) [المسند 5/ 262] و [السلسلة الصحيحة 1546]. قال الألباني - رحمه الله تعالى - : وإسنادهُ جيدٌ في الشواهد.

وقال - رحمه الله تعالى - : [ومعنى هذا : أنه أراد بدءَ أمْرِهِ بينَ الناس، واشتهارُ ذكره وانتشاره، فَذِكْرُ دعوة إبراهيم الذي تُنسَبُ إليهِ العرب، ثمّ بُشرى عيسى الذي هو خاتمُ إنبياء بني إسرائيل، يَدُلّ هذا على أنّ مَنْ بينهما مِنَ الأنبياء بشّروا به أيضا.

وفيه بشارة لأهل محلّتنا أرض بُصرى، وأنها أولُ بقعةٍ مِن أرض الشام خلصَ إليها نور النبوّة، ولله الحمد والمنّــة.

ولهذا كانت أول مدينة فتحت مِن أرضِ الشام، وكان فتحُها صُلحًا في خِلافَةِ أبي بكر - رضيَ الله عنه -] ا هـ. انظر : [صحيح السيرة النبوية بقلم الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى - ص 13 و 53].

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : حدثني أبو سفيان بن حرب مِنْ فيهِ إلى فِيّ قال : [انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : فبينا أنا بالشام، إذ جيءَ بكتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل. قال : وكان دِحية الكلبي جاء به فدفعه إلى عظيم بُصرى، فدفعه عظيمُ بُصرى إلى هرقل، فقال هرقل : هل هنا أحد من قوم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ؟ قالوا : نعم فدُعيتُ في نفر من قريش، فدخلنا على هرقل، فأجلسنا بين يديه فقال : أيكم أقربُ نسباً مِن هذا الرجل الذي يزعُمُ أنه نبي ؟ قال : أبو سفيان : فقلت : أنا، فأجلسوني بين يديه، وأجلسوا أصحابي خلفي، ثم دعا بترجمانه فقال : قل لهم : إني سائلٌ هذا عن هذا الرجل الذي يزعم أنه نبيٌ فإن كذبني فكذبوه. قال أبو سفيان : وأيمُ الله لولا مخافة أن يؤثَرَ عليّ الكذبَ لكذّبتُه، ثم قال لترجمانه : سلهُ كيف حَسَبُهُ فيكم ؟ قال : قلت : هو فينا ذو حسب. قال : فهل كان من آبائه من ملك ؟ قلت : لا. قال : فهل كنتم تتهمونهُ بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قلت : لا. قال : ومن يتبعه ؟ أشراف الناس أم ضعفاؤهم ؟ قال : قلت : بل ضعفاؤهم. قال : أيزيدونَ أم ينقصون ؟ قلت : لا، بل يزيدون. قال : هل يرتدّ أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيهِ سخطةً له ؟ قال : قلت : لا. قال : فهل قاتلتموه ؟ قلت : نعم . قال : فكيف كان قتالكم إياه ؟ قال، قلت : يكون الحرب بيننا وبينه سجالا، يصيب منا ونصيب منه. قال : فهل يغدر ؟ قلت : لا، ونحن منه في هذه المدة، لا ندري ما هو صانع فيها ؟ قال : والله ما أمكنني من كلمةٍ أدخل فيها شيئا غير هذه. قال : فهل هذا القول أحد قبله ؟ قلت لا. ثم قال لترجمانه، قل له إني سألتكَ عن حسبه فيكم فزعمتَ أنه فيكم ذو حسب وكذلك الرسل تبعث في أحساب قومها. وسألتكَ هل كان في آبائه ملِك ؟ فزعمتَ أن لا، فقلتُ لو كان من آبائه ملِك. قلت رجل يطلب ملكَ آبائه. وسألتك عن أتباعه أضعفاؤهم أم أشرافهم ؟ فقلتُ بل ضعفاؤهم وهم أتباع الرسل. وسألتكَ هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ فزعمتَ أن لا، فعرفتُ أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس، ثم يذهب فيكذب على الله. وسألتكَ هل يرتدَّ أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له ؟ فزعمتَ أن لا، وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشته القلوب. وسألتكَ هل يزيدون أم ينقصون ؟ فزعمتَ أنهم يزيدون، وكذلك الإيمان حتى يتم وسألتكَ هل قاتلتموه ؟ فزعمتَ أنكم قاتلتموه، فتكون الحرب بينكم وبينه سجالًا ينال منكم وتنالون منه، وكذلك الرسل تبتلى، ثم تكون لها العاقبة. وسألتكَ هل يغدر ؟ فزعمتَ أنه لا يغدر، وكذلكَ الرسل لا تغدر، وسألتك : هل قال هذا القول أحد قبله ؟ فزعمتَ أن لا، فقلت : لو كان قال هذا القول أحد قبله، قلت رجل أئتمّ بقول قيل قبله. قال ثم قال بما يأمركم ؟ قلنا يأمرنا بالصلاة والزكاة والصلة والعفاف. قال إن يَكُ ما تقول حقًا فإنه نبي، وقد كنت أعلم أنه خارجٌ ولم أكن أظنه منكم، ولو أنّي أعلم أني أخلص إليه لأحببت لقاءه، ولو كنتُ عندهُ لغسلتُ عن قدميه، وليبلغن مُلكه ما تحت قدمي. ثم دعا بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأه) (متفق عليه).

ـــــــــــــــــــــــ
[1] يا ليتني فيها جذعا : أي : يا ليتني اليوم أكون شبًّا متمكِّنًا مِن الإيمان والعلم النافع والعمل الصالح.
[2] ليتني أكون حيًا حين يُخرجك قومك : يعني : حتى أخرج معك وأنصرك.
[3] فيما بلغنا : قال شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى - : [القائل هو : ابن شهاب الزهري راوي الحديث عن عروة عن عائشة - رضي الله عنهم -، فقوله هذا يُشعِر بأن هذه الفقرة ليست على شرط الصحيح، لأنها من بلاغات الزهري، فليست موصولة، كما في "الفتح" فتنبَّه، وكأنه لذلك لم يَسُقها مُسلم في "صحيحه" كما سيذكره المؤلف رحمه الله - تعالى -، وهو عنده في (الإيمان) (1/ 97 - 98).


يُتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 03-28-2011, 11:34 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي أول من صلى صلاة الجمعة بالمدينة، وأول جمعة جمعت في الإسلام في غير المسجد النبوي.

أول من أظهر الإسلام سبعة : روى الإمام أحمد وابن ماجه عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : أول من أظهر الإسلام سبعة : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد. فأما رسول الله - صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدرع الحديد وصهروهم في الشمس فما منهم من أحد إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلالًا فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهانَ على قومه فأخذوه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب (مكة) وهو يقول : أحد أحد) [صحيح السيرة النبوية ص 121].

سيدا كهول أهل الجنة : عن أنس – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : (أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين) ( صحيح لشواهده ) . رواه الترمذي . انظر : [مشكاة المصابيح جـ 3 رقم 6050].

وعن ابن عمر – رضي الله عنهما - قال : (كنا في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا نعدل بأبي بكر أحدًا ثم عمر ثم عثمان ثم نترك أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لا نفاضل بينهم). رواه (البخاري).

وفي رواية أخرى قال : (كنا نقول ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - حي أفضل أمة النبي - صلى الله عليه وسلم - بعده أبو بكر ثم عمر ثم عثمان - رضي الله عنهم -) (صحيح). انظر : [مشكاة المصابيح جـ 3 رقم 6016].

أول أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحاقًا به فاطمة - رضي الله عنها وأرضاها - فعنها أنها قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحاقًا بي فاتقي الله واصبري، فإنه نعم السلف أنا لك) (متفق عليه) [صحيح الجامع 2054].

فكلمة السلف ليست بدعًا من القول، إنما قالها نبي الأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - مقرًا بها، مفاخرًا بها لابنته فاطمة - رضي الله عنها -.

وأول من ماتت من أمهات المؤمنين بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينب بنت جحش - رضي الله عنها -، فكانت أسرع أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم – لُحوقـــًـا به بعد وفاته : فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أسرعكُنَّ لحاقًا بى أطولكُنَّ يدًا) قالت : (فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا. قالت : أطولنا يدًا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتصدّق) [مختصر صحيح مسلم 1675].

وأورد البخاري حديثا عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت : أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قلن للنبي - صلى الله عليه وسلم - : "أينا أسرع بك لحوقا ؟"، قال : (أطولكنّ يدًا *). فأخذوا قصبة يذرعونها، فكانت سوْدة أطولهن يدا، فعلمنا بعد : أنما كانت طول يدها : الصدقة، وكانت أسرعنا لحوقًا به، وكانت تحب الصدقة) [أخرجه البخاري برقم : 1354].

* (يقصد بطول اليد : الصدقة).

فكانت أم المؤمنين زينب - رضى الله عنها - أول من ماتت من أمهات المؤمنين بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان ذلك في سنة 20 هـ عن عمر يناهز الخمسين عاما.

وأوّل من حُمِل على نعش من نساء المسلمين كانت أم المؤمنين زينب - رضى الله عنها - : فعن عارم قال : حدثنا حماد، حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : [لما ماتت زينب بنت جحش أمر عمر مناديًا ألاّ يخرج معها إلاّ ذو محرم. فقالت بنت عميس : ألا أريك شيئًا رأيتُ الحبَشَةَ تصنعه بنسائهم ؟ فجعلتْ نعشا وغشّته ثوبا. فقال : ما أحسن هذا وأستره !. فأمر مناديًا فنادى أن اخرجوا على أمّكم] إسناده (صحيح). انظر : [سير اعلام النبلاء 2/ 3] و [طبقات ابن سعد 8/ 111].

وهذا يدل على أن أم المؤمنين زينب - رضى الله عنها - هي أوّل من حُمِل على نعش من نساء المسلمين، وليست فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما في أحاديث الشيعة وغيرهم.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:52 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.