أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
![]() |
![]() |
![]() |
|||||
|
![]() |
85036 | ![]() |
98094 |
#1
|
|||
|
|||
![]() بعض ما ورد في إزالة العوائق عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعريّ ، قال : سمعت أبي و هو بحضرة العدوّ يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنّ أبواب الجنّة تحت ظلال السيوف»، فقام رجل رثّ الهيئة فقال: يا أبا موسى! آنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا؟ قال : نعم ؛ فرجع إلى أصحابه ، فقال: أقرأ عليكم السلام، ثمّ كسر جَفْن سيفه [أي: غلاف سيفه] فألقاه، ثمّ مشى بسيفه إلى العدو، فضرب به حتى قُتل [أخرجه مسلم : 1902].للشيخ حسين العوايشة حفظه الله وعن جابر رضي الله عنه قال : «قال رجل: أين أنا يا رسول الله إن قُتلتُ ؟ قال : » في الجنة« فألقى تمرات كُنّ في يده، ثمّ قاتل حتى قُتل» [أخرجه مسلم : 1899]. قام رجل رثَّ الهيئة ، فقال : » يا أبا موسى! آنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا ؟ «. فأول ما نبادر إليه ونسارع ؛ إزالة ما لم يصحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا نعمل إلا بعد التوثُّق والتأكّد ، وألسنا نحن أولى بالتمحيص منه ، وقد كان يعيش مع الصحابة -رضي الله عنهم- ؟ وبعد أن أزال هذا العائق العظيم ، كسر جَفن سيفه ، كيلا يُفكِّر في العودة . ومثله ذلك الصحابي الجليل الذي سأل النّبي صلى الله عليه وسلم عن مكانة إذا قُتل ، فما أن سمِع بالجنّة، حتى ألقى تمرات كُنّ في يده، ذلك لأنه يرى أنّ هذه التمرات تؤخّره وتعيقه عن دخولها -وهي ممّا أحلَّ الله تعالى- فكيف بالمعيقات والمؤخّرات التي حرّمها الله سبحانه؟ وفي حديث أنس رضي الله عنه قال عمير بن الحُمام: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه ؛ إنها لحياة طويلة ، قال : فرمى بما كان معه من التمر ، ثمّ قاتلهم حتى قُتل [أخرجه مسلم : 1901]. فسعياً أخي المسلم للأمام ، فألقِ الهوى ، وأَزِل حبّ المال الذي حرمك رضوان الله -تعالى- وذر المحرّمات والشهوات والشبهات، وحبّ الإمارة والرئاسة والظهور، واترك البغي والظلم بأصنافه وأشكاله . ثمّ لا تنسَ -يرحمك الله- أن تعجّل بالعمل الطيب الصالح -ما استطعت إلى ذلك سبيلاً- فلا تؤخر ولا تؤجّل، وحذار حذار من (( سوف )) ؛ فإنها من جند إبليس. سمع ذلك الرجل الفاضل رثّ الهيئة من أبي موسى رضي الله عنهقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : » إنّ أبواب الجنّة تحت ظلال السيوف « ؛ فما أجّل أو أخّر القتال في سبيل الله -تعالى- ولم يقُلْ: سأقاتل بعد سنة أو سنتين ، أو بعد أن أُنهي مشروعي التجاري ، أو أفرُغ من شغلي. وكذلك الحال مع ذلك الصحابي الجليل رضي الله عنه فما أن سمع بالجنّة ثواباً من عند الله -تعالى- لمن قُتل في سبيل الله شهيداً ، حتى ألقى تمراته من يده ، دون تأخر أو تردّد. فالمسارعة المسارعة -أخي المسلم- لا التأجيل ولا التأخير . ثمّ سَلْ نفسك -يا عبد الله- لِـمَ اعتَرتني رغبة التأجيل؟ أهذه الرغبة من الدين؟ وهل هي ممّا يرضي الله -تعالى- ؟ أم أنها أسلوبٌ شيطاني يمهّد للتفلّت من الائتمار بأمر الله -سبحانه- والانتهاء عن نهيه ؟ لا بُدّ لك أن تنتهز النّفحات الإيمانية في المسابقة للعمل النّافع ، دون تأنّ أو تأجيل، هذا وأنت تضع في أعماقك قوله صلى الله عليه وسلم : » التؤُدة في كلّ شيء، إلا في عمل الآخرة « [أخرجه أبو داود وغيره ، وانظر ((الصحيحة )) (1794) ]. فإذا سمعت بمن يدعو لعمل خير ؛ من تبرّعٍ لبناء مسجد ، أو صلة رحم ، أو إصلاح بين متخاصمين ، أو عيادة مريض ؛ فلا تتردّد في الاستجابة ولا تتمهّل . واعلم أنّ أنسب وقت للعمل هو اللحظة التي سمعت فيها النّداء ، وإلا فمن لك باللحظات التي بعدها ، كما أنّ وسوسة الشيطان تظل تنمو مع التأجيل ، فتفتر الهمّة ويضعُف العزم ، وبذلك لا يمكنك أن تخطوَ للإيمان خطوةً واحدةً ، ولا مجال لتغّير ما فيك من علّة أو ذنب أو عيب |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |