( حكم التداوي بزيت الحية وبيعها )

[ابوعبدالله الخليفي]

الجـواب :

الحمدُ لله ربِّ العالمين ، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين ، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين ، أمّا بعد :

فإذا كانت الزيت مستخرجةً من الحية حقيقة ، فإنَّ الحية كالفأرة والحشرات معدودةٌ من الحيوانات المستخبثة المستقذرة يحرم أكلها بالإجماع ، وكذا التداوي بها ، لقوله - تعالى - : ﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ ﴾ [ الأعراف : 157 ] ، جريًا على قاعدة : « التَّحْرِيمُ يَتْبَعُ الخُبْثَ وَالضَّرَرَ » ، قال ابن تيمية - رحمه الله - : « أكل الخبائث وأكل الحيات والعقارب حرام بإجماع المسلمين ، فمن أكلها مستحلاًّ لذلك فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل ، ومن اعتقد التحريم وأكلها فإنه فاسق عاص لله ورسوله » ( 1 ) .

هذا ، وإذا ما حُرِّم ملابسته كالنجاسات حُرِّم أكله والانتفاع به بالدُّهن والتداوي ، و « إِذَا حَرَّمَ اللهُ الانْتِفَاعَ بِشَيْءٍ حَرَّمَ الاعْتِيَاضَ عَنْ تِلْكَ المَنْفَعَةِ » ( 2 ) ، لقوله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - : « لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ ، إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيْهِمُ الشُّحُومَ جَمَلُوهُ ثُمَّ بَاعُوهُ فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ ، إِنَّ اللهَ إِذَا حَرَّمَ شَيْئًا حَرَّمَ ثَمَنَهُ » ( 3 ) .

أمَّا إذا أضيفت الزيت إلى الحية من باب التسمية لا الحقيقة بأن تكون مستخرجةً من عموم الطيِّبات كالزيوت النباتية أو الحيوانية الطاهرة التي لا مضرَّة فيها فيجوز الانتفاع بها في التغذية والتداوي والادهان والبيع ، لقوله - تعالى - : ﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ﴾ [ المائدة : 4 ] ، ويجوز الاستعانة بها على الطاعة دون المعصية ، لقوله - تعالى - : ﴿ لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ ﴾ [ المائدة : 93 ] ، مع الشكر عليها لقوله - تعالى - : ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾ [ التكاثر : 8 ] ، أي : عن الشكر عليه .

والعلمُ عند اللهِ - تعالى - ، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين ، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين ، وسَلَّم تسليمًا .

بقلم : فضيلة الشيخ الدكتور محمد علي فركوس - حفظه الله -
الجزائر في : 2 رمضان 1429 ه / الموافق ل : 2 سبتمبر 2008 م

[أبو سلمى رشيد]

أخي الفاضل اللّيبي
السؤال الأول:
هل يصحّ أن نقول أنّ الإجماع ثابت على تحريم أكل الحية ؟
بعدما علمنَا أن الإمام مالك -رحمه الله- يقول: يجوز أكلُها بعد تذكيتها؟
وبعده سيدي خليل
وبعده الشرّاح على مختصر خليل
أيصحّ أن نحرّم زيت الحية على الناسِ بحجة هذا الإجماعِ ؟
السؤال الثاني:
قد علمنا أن الطباع مختلفة في المستقذر وقد يختلف أبناء القرية الواحدة، ولا يخفى عليك استقذار النبي صلى الله عليه وسلم للضبّ.
فما السبيل إلى ضبطه ضبطًا شرعيًا ؟
وكيف يقع الإجماعُ على شيء هو -أصلًا- مختلف فيه ؟

[علي السحابي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سلمى رشيد

ولا يخفى عليك استقذار النبي صلى الله عليه وسلم للضبّ.

وما يُدريك أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يأكله ـ أي الضب ـ استقذاراً؟ بل؛ أوله عليه الصلاة والسلام، بأن قومه لا يأكلوه وقد أكله خالد ابن الوليد ـ رضي الله عنه ـ وهو من القرية ذاتها التي كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسكنها!، فالعبرة بعدم أكلها كون القوم لم يأكلها. ـ والله أعلم ـ.

[أسامة بن عبد الله الطيبي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي السحابي

وما يُدريك أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يأكله ـ أي الضب ـ استقذاراً؟ بل؛ أوله عليه الصلاة والسلام، بأن قومه لا يأكلوه وقد أكله خالد ابن الوليد ـ رضي الله عنه ـ وهو من القرية ذاتها التي كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسكنها!، فالعبرة بعدم أكلها كون القوم لم يأكلها. ـ والله أعلم ـ.

عن ابن عباس قال دخلت على خالتي ميمونة وخالد بن الوليد ( وهي خالته أيضا ) فقالت ميمونة يا رسول الله ألا أطعمك مما أهدى لي أخي من البادية فقربت ضبين مشويين على قنو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوا فإنه ليس من طعام قومي أجدني أعافه
السلسلة الصحيحة(2320)

[ابوعبدالله الخليفي]

أخي الفاضل لماذا أهملت تعليل الشيخ بكونها من الخبائث ؟ و النبي صلى الله عليه وسلم( نهى عن الدواء الخبيث) والحديث صحيح (المشكاة 4529) وأيضا قولهُ (من تداوى بحرام لم يجعل الله فيه شفاء)والحديث حسن (الصحيحة 2881) وايضا قولهُ(لم يجعل شفاؤُكم فيما حرم عليكم) وأيضا قولهُ (فتداووا ولا تتداووابحرام ) صحيح (الصحيحة 1633) !!!

[ابوعبدالله الخليفي]

اخي بارك الله فيك ليتك تذكر الادلة التي استند اليها الامام مالك لتعم الفائدة

[أبو سلمى رشيد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامة بن عبد الله الطيبي

...فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوا فإنه ليس من طعام قومي أجدني أعافه
السلسلة الصحيحة(2320)

نعم النصّ صريح في كون النبي صلى الله عليه وسلّم لم يأكله استقذارًا ولله الحمدُ الذي وفقنا على الكلامِ في الدّين استنادًا على نصوصِ الدّينِ .جزاكم الله خيرًا أخي أسامة.

[أبو سلمى رشيد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي السحابي

وما يُدريك أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يأكله ـ أي الضب ـ استقذاراً؟ بل؛ أوله عليه الصلاة والسلام، بأن قومه لا يأكلوه وقد أكله خالد ابن الوليد ـ رضي الله عنه ـ وهو من القرية ذاتها التي كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسكنها!، فالعبرة بعدم أكلها كون القوم لم يأكلها. ـ والله أعلم ـ.

ها قد أجبناك على هذه النّقطة
وحتى لو ثبت أن النبي صلى الله علي وسلم أكل الضبّ فهل تصحّ فتوى الشيخ فركوس في تحريم الزيت ؟

[ابوعبدالله الخليفي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سلمى رشيد

ها قد أجبناك على هذه النّقطة
وحتى لو ثبت أن النبي صلى الله علي وسلم أكل الضبّ فهل تصحّ فتوى الشيخ فركوس في تحريم الزيت ؟

بارك الله فيك اُذكر الدليل الذي استند اليه الامام

[أبو سلمى رشيد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوعبدالله الخليفي

بارك الله فيك اُذكر الدليل الذي استند اليه الامام

وفيك بارك الله أخي . لم أفهم مشاركتك هذه