أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
15377 100474

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-03-2013, 09:35 AM
علاء الدين عبد العزيز علاء الدين عبد العزيز غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: السودان - الخرطوم
المشاركات: 89
افتراضي " نسوا الله فنسيهم" هل الله - عز و جل - ينسى ؟

من الثابت في أصول العقيدة الإسلامية أن الله سبحانه وتعالى متصف بصفات الكمال، ومنـزَّه عن صفات النقص، وقد قال تعالى مقررًا هذه العقيدة غاية التقرير: {ليس كمثله شيء} (الشورى:11)، وقال سبحانه أيضًا: {أفمن يخلق كمن لا يخلق} (النحل:17)؛ والعقل يقتضي كذلك، أن الخالق غير المخلوق.

وقد وردت في القرآن الكريم بعض الآيات، تتحدث عن نسبة النسيان لله سبحانه، من ذلك قوله تعالى: {نسوا الله فنسيهم} (التوبة:67)؛ وبالمقابل، فقد وردت آيات أخرى، تنفي عنه سبحانه صفة النسيان، كقوله عز وجل: {وما كان ربك نسيا} (مريم:64).

وقد يبدو للوهلة الأولى، أن بين الآيتين تعارضًا؛ فكيف السبيل لرفع ما يبدو من تعارض ظاهر؟


لقد أجاب أغلب المفسرين عن هذا التعارض، بأن قالوا: إن النسيان يطلق على معنيين؛ أحدهما: النسيان الذي هو ضد الذكر ومقابل له، وهو الحالة الذهنية التي تطرأ على الإنسان، فتغيِّب عن ذاكرته بعض الأمور؛ ثانيهما: يطلق النسيان ويراد به (الترك)؛ قالوا: والنسيان بمعنى (الترك) مشهور في اللغة، يقال: أنسيت الشيء، إذا أمرت بتركه؛ ويقول الرجل لصاحبه: لا تنسني من عطيتك، أي: لا تتركني منها.

وبناء على هذا المعنى الثاني للنسيان، وتأسيسًا عليه، وجهوا قوله تعالى: {نسوا الله فنسيهم}، فقالوا: إن الآية جاءت على أسلوب المشاكلة والمقابلة والمجاراة، وهو أسلوب معهود في كلام العرب، بحيث يذكرون الشيء بلفظ غيره؛ لوقوعه في صحبته؛ وبحسب هذا الأسلوب، جاء قول عمرو بن كلثوم في معلقته المشهورة:

ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا

فسمى جزاء الجهل جهلاً؛ مصاحبة للكلام، ومشاكلة له.


وجريًا على هذا الأسلوب جاء قوله تعالى: {نسوا الله فنسيهم}، أي: تركوا طاعة الله، وأعرضوا عن اتباع أمره، فتركهم الله من توفيقه وهدايته ورحمته.


يقول الشيخ ابن باز - رحمه الله- (...وإنما يُنسب التأويل إلى الأشاعرة وسائر أهل البدع الذين تأوّلوا النصوص على غير تأويلها.

أما الأمثلة التي مثل بها الأخ الصابوني للتأويل عند أهل السنة فلا حجة له فيها وليس كلامهم فيها من باب التأويل بل هو من باب إيضاح المعنى وإزالة اللبس عن بعض الناس في معناها. وهاك الجواب عنها: أما قوله تعالى: " نسوا الله فنسيهم " فليس المراد بالنسيان فيها النسيان في قوله تعالى " وما كان ربك نسيا " وفي قوله تعالى: " في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى " بل ذلك له معنى والنسيان المثبت له معنى آخر، فالنسيان المثبت في قوله تعالى" نسوا الله فنسيهم " هو تركه إياهم في ضلالهم وإعراضه عنهم سبحانه لتركهم أوامره وإعراضهم عن دينه لنفاقهم وتكذيبهم. والنسيان المنفي عن الله سبحانه هو النسيان الذي بمعنى الذهول والغفلة، فالله سبحانه منزّه عن ذلك لكمال علمه وكمال بصيرته بأحوال عباده وإحاطته بكل شئونهم، فهو الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم ولا ينسى ولا يغفل تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا، وبذلك يعلم أن تفسير النسيان بالترك في قوله تعالى :" المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمعررف وينهون عن المنكر ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم" الآية، ليس من باب التأويل ولكنه من باب تفسير النسيان في هذا المقام بمعناها اللغوي لأن كلمة النسيان مشتركة يختلف معناها بحسب مواردها كما بين ذلك علماء التفسير - رحمهم الله - قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في معنى الآية ما نصه: " نسوا الله " أي نسوا ذكر الله، فنسيهم: أي عاملهم معاملة من نسيهم كقوله تعالى :" وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا " إ. هـ.
المجلد الثالث > تنبيهات هامة على ما كتبه الشيخ محمد علي الصابوني في صفات الله عز وجل الصفحة رقم: 75-76
يقول الله " نسوا الله فنسيهم " ويقول " وكذلك اليوم تنسى "

سئل الشيخ ابن عثيمين في " مجموع فتاوى ورسائل " التوحيد 1-117

هل يوصف الله تعالى بالنسيان؟

فأجاب رحمه الله بقوله : للنسيان معنيان:

أحدهما:الذهول عن شيء معلوم مثل قوله تعالى" ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا" ومثل قوله تعالى: " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً" على أحد القولين، ومثل قوله صلى الله عليه وسلم : " إنما أنا بشر انسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني". وقوله : " من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها
" .
وهذا المعنى للنسيان منتف عن الله عز وجل بالدليلين السمعي، والعقلي.
أما السمعي: فقوله تعالى: " يعلم مابين أيديهم وما خلفهم"وقوله عن موسى: "قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولاينسى" . فقوله" يعلم ما بين أيديهم " أي مستقبلهم يدل على انتفاء الجهل عن الله تعالى

وقوله "وما خلفهم
" أي ماضيهم يدل على انتفاء النسيان عنه . والآية الثانية دلالتها على ذلك ظاهرة.

وأما العقلي: فإن النسيان نقص، والله تعالى منزه عن النقص، موصوف بالكمال، كما قال الله تعالى: " ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم
" وعلى هذا فلا يجوز وصف الله بالنسيان بهذا المعنى على كل حال .

والمعنى الثاني للنسيان : الترك عن علم وعمد، مثل قوله تعالى"فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء
" الآية
ومثل قوله تعالى"ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً
" على أحد القولين.

ومثل قوله صلى الله عليه وسلم في أقسام أهل الخيل: "ورجل ربطها تغنياً وتعففاً، ولم ينس حق الله في رقابها وظهورها فهي له كذلك ستر" . وهذا المعنى من النسيان ثابت لله تعالى عز وجل قال الله تعالى: "فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم
".

وقال تعالى في المنافقين" نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون
"
وفي صحيح مسلم في كتاب الزهد والرقائق عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟

فذكر الحديث، وفيه" أن الله تعالى يلقى العبد فيقول : أفظننت أنك ملاقي ؟ فيقول : لا. فيقول: فإني أنساك كما نسيتني
".
وتركه سبحانه للشيء صفة من صفاته الفعلية الواقعة بمشيئته التابعة لحكمته، قال الله تعالى "وتركهم في ظلمات لا يبصرون
"

وقال تعالى" وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض" وقال: " ولقد تركنا منها آية بينة
".

والنصوص في ثبوت الترك وغيره من أفعاله المتعلقة بمشيئته كثيرة، معلومة، وهي دالة على كمال قدرته وسلطانه. وقيام هذه الأفعال به سبحانه لا يماثل قيامها بالمخلوقين، وإن شاركه في أصل المعنى ، كما هو معلوم عند أهل السنة.
هذا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

__________________
أخي إن من الرجال بهيمة ... في صورة الرجل السميع المبصرِ
فطنٌ بكل مصيبة في ماله ... واذا يصاب بدينه لم يشعرِ
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:57 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.