أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
85506 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-17-2009, 07:08 PM
أمجد عمران رمضان سلهب أمجد عمران رمضان سلهب غير متواجد حالياً
عضو مراقب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 60
افتراضي تحذير أولي الأفهام من موسم النبي موسى -عليه السلام-

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على إحسانه, والشكر له على توفيقه وامتنانه, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماًلشانه, وأشهد أن محمداً -صلى الله عليه وسلم- عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه, وعلى آله وصحبه أجمعين, وبعد:
فـ«يقول الله -تعالى- ممتنًّا على عباده: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا"[المائدة:3].
فهذه الآية الكريمة تدلُّ على تمام الشريعة وكمالها، وكفايتِها لكلِّ ما يحتاجه الخلق الذين أنزل الله -سبحانه- قوله فيهم: "وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعبُدُونِ"[الذاريات:56].
يقول الإمام ابن كثير في «تفسيره» (2/19): «هذه أكبر نعم الله -تعالى- على هذه الأمة, حيث أكمل -تعالى- لهم دينهم، فلا يحتاجون إلى دينٍ غيره، ولا إلى نبيٍّ غير نبيهم -صلوات الله وسلامه عليه-, ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء، وبعثه إلى الإنس والجنّ، فلا حلال إِلا ما أَحلَّه، ولا حرام إلا ما حرَّمه، ولا دين إلا ما شرعه، وكلّ شيء أخبر به فهو حق وصدق، لا كذبَ فيه ولا خُلْف، كما قال -تعالى-: "وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً"[الأنعام : 115]؛ أي: صدقاً في الأخبار، وعدلاً في الأوامر والنواهي، فلمَّا أكمل لهم الدين, تمت النعمة عليهم».
«فلا يُتصوَّر أنيجيء إنسان ويخترع في الشريعة شيئاً؛ لأن الزيادة عليها تعتبر استدراكاً على الله سبحانه وتعالى-، وتوحي بأن الشريعةَ ناقصةٌ، وهذا يخالف ما جاء به كتابُ الله -تبارك وتعالى-.
فلا يُتصوَّر إنسان يزيد على شرع الله، ويكون غير مذموم».
ولقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقًّا عليه أن يدلَّ أُمَّته على خير ما يعلمه لهم، وينذرَهم شرَّ ما يعلمه لهم...».
وأخرج الطبراني في «معجمه الكبير» (1647) عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه-؛ قال: تَرَكَنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما طائرٌ يقلِّب جناحيه في الهواء؛ إلا وهو يذكر لنا منه علماً. قال: فقال -صلى الله عليه وسلم-: «ما بقي شيء يُقرّب من الجنة ويباعد من النار؛ إلا وقد بُيِّن لكم».
فهذا الحديث النبوي الشريف فيه التصريح الجليُّ الواضح بأنَّ كلَّ ما يقرِّب من الجنَّة قد بينه لنا رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، وأن كلَّ ما يباعدنا عن النار؛ إلا وقد بيَّنه لنا –أيضاً- رسولنا -عليه الصلاة والسلام-.
فأيُّ إحداثٍ أو ابتداعٍ إِنمّا هو استدراكٌ على الشريعةِ، وجرأةٌ قبيحةٌ ينادي بها صاحبها: أن الشريعة لم تَكْفِ، ولم تكتمل(!)، فاحتاجت إلى إحداثه وابتداعه!!
وهذا ما فهمه تماماً أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ كما صحَّ عن ابن مسعودٍ -رضي الله عنه- أنه قال: «اتَّبعوا ولا تبتدعوا؛ فقد كفيتم، وكلُّ بدعة ضلالة».
«فإذا كان الله قد أكمل دينه قبل أن يقبض نبيه -صلى الله عليه وسلم-؛ فما هذا الرأي الذي أحدثه أهلُه بعد أن أكمل الله دينه؟!
إن كان من الدين في اعتقادهم؛ فهو لم يكمل عندهم إلا برأيهم(!) وهذا فيه ردٌّ للقرآن!
وإن لم يكن من الدين؛ فأي فائدةٍ في الاشتغال بما ليس من الدين؟!».اهـ بتصرف من كتاب «علم أصول البدع»(ص17-21) لشيخنا الفاضل علي الحلبي -حفظه الله-.
* حقيقة مقام النبي موسى عليه السلام وموسمه:
ومن هذه البدع والمحدثات في الدين, التي حدثت في ديار الموحدين, وعمل بها كثير من المسلمين, وتتابع عليها عوامّهم وجهالهم, تعظيم القبور والمزارات, والأضرحة والمشاهد, والعكوف عليها, وشدُّ الرحال إليها, والقيام عندها بأعمال شركية مبتدعة تنافي وتُضادُّ ما جاء به ديننا الحنيف من توحيد الله -جلّ وعلا- وإفراده بالعبادة.
ومن أشهر هذه المقامات والأضرحة التي تزار في بلادنا, ويُشدُّ إليها الرحال ما يسمى بـ(مقام النبي موسى)الموجود على طريق مدينة أريحا, وقد جرت العادة في مثل هذه الأيام بالاحتفال بموسم النبي موسى -عليه السلام-, بل أصبح يعتبر -كما في «الموسوعة الحرة» على شبكة الإنترنت-: «جزءاً من تراث مدينة القدس الديني والشعبي، يحتفل به الفلسطيون منذ ما يقارب تسعة قرون(!!)، والذي يعتبر مع مواسم أخرى مثل: مواسم النبي صالح قرب رام الله، وموسم المنطار في غزة، وموسم النبي روبين قرب الرملة، من المواسم التي استحدثت زمن صلاح الدين الأيوبي! في نفس الفترة التي تقام فيها أعياد الفصح (للنصارى.
مع أن هذا المقام في حقيقته لا علاقة له بنبي الله موسى -عليه السلام-, والذي لا يُعْرف مكان قبره على وجه التحديد كغيره من الأنبياء والمرسلين ما عدا نبينا محمّداً -صلى الله عليه وسلم-, كما حكى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- عن الإمام مالك بن أنس -رحمه الله- أنه قال: «ليس في الدنيا قبر نبي يعرف إلا قبر نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-». انظر «مجموع الفتاوى»(27/444).
وقد ذكر بعضهم أنه جرت العادة بالاحتفال بهذاالموسم المزعوم منذ عام 1925م؛ حيث كان العديد من الوفود -على مستوى الوطن العربي- تحتفل بهذه المناسبة التي تنطلق فعالياتها في السابع من الشهر الحالي (نيسان) وحتى نهايته، من خلال مشاركتها بوفود دينية!!! خاصة وأن الاحتفال يأخذالطابع الديني!!! وقد ذكر أن استحداث هذا الموسم تحسُّباً من مشاركة المسلمين في احتفالات الفصح لدى الطوائف النصرانية والافتتان بها, في الوقت الذي يؤمُّ المواطنون المكان من أجل الدعاء, والصلاة, والذبح, والوفاء بالنذور, وحلق شعر الأطفال, والختان, وشراء حلاوة النبي موسى!! التي تصنع خِصِّيصاً من أجل هذه المناسبة, ويذكر بعضهم:أنَّ أولَ من أقام قبةً وبنى مسجداً في ذلك المكان هو: الظاهر بيبرس سنة 668 هـ, عند عودته من الحج وزيارة بيت المقدس, ثم زِيد على البناء سنة 875 هـ, ثم أكملت عمارته سنة 885هـ, وقد زعم بعض الكاتبين أن السلطان صلاح الدين الأيوبي هو أول من أنشأ موسم النبي موسى لمواجهة التجمُّعات الصليبية التي كانت تقام في عيد الفصح؛ ولكنَّ هذا الزعم ليس عليه دليل صحيح، وقد ذكر بعض من أنكر هذه البدعة! وبيَّن أنه لا يوجد في الكتب التي ترجمت لصلاح الدين الأيوبي أدنى إشارة إلى هذا الاحتفال المزعوم! أو أية علاقةلصلاح الدين بالموسم!! وأوضح أن هذا الاحتفال أول ما بدأ كان في القرن الثامن الهجري.
وجاء في جريدة القدس يوم الأربعاء (عدد/13515) 16 ربيع أول 1428هـ، والموافق 04 نيسان 2007م مقال بعنوان: (موسم النبي موسى) قال فيه كاتبه: «منذ نعومة أظفارنا ونحن نسمع من الآباء والأمهات والأجداد والجدات عن موسم النبي موسى، كانوا يحدثوننا عن بهجة الموسم، والاستعداد له في القدس والمدن الفلسطينية الأخرى .. حدثونا عن نزول بيرق الطرق الصوفية الخلوتية ... حدثونا عن أغاني وأهازيج, قال لنا الأجداد، إن عائلات القدس كانت تتناوب سنويًّا سقايةَ وإِطعامَ الوافدين من الشمال والجنوب، كيف كانت دلاء الماء وعصير الليمون والتمر هندي تنقل إلى باب العامود حين وصول أهل الشمال يوم الأحد .. والى باب الخليل حين وصول أهل الجنوب يوم الخميس، كيف كان شباب القدس يستقبلون أهل الشمال ويرافقونهم حين نزولهم إلى النبي موسى.. وكيف كانوا يستقبلون أهل الجنوب وينطلقون معاً بعد صلاة يوم الجمعة إلى النبي موسى من باب الأسباط، أخذنا الأجداد إلى نزول موكب البيارق مشياً على الأقدام أو على ظهور الخيل والحمير أوعربات تجرها البغال .. وحدثنا الآباء عن الذهاب هناك بالحافلات والسيارات ... عادوا بنا إلى الخيام التي كانت تنصب حول (مقام النبي موسى) وحدثونا عن الغرف التي كانت تُخصَّص داخل البناء للعائلات المقدسية وضيوفها من شتى أنحاء فلسطين؛ أخبرونا عن حلقات الذكر، عن الصاجات والطبول، حدثونا عن الحكواتي الذي كان يقصُّ عليهم كل مساء حكايةأبو زيد الهلالي ودليلة والزيبق وحمدة البهلوان وسيف بن ذي يزن وعنترة وعبلة؛ حدثونا عن المساجلات الشعرية، استذكروا حلقات الدبكة، وشرب القهوة والشاي والنارجيلة مع أحاديث المساء، ونار المساء في الليالي الباردة .. حدثونا عن الذبائح، ومعظمها من الجمال التي تُعقر لإطعام الوافدين!!!، جميل أن نأخذ أبناءنا إلى هناك لنقصَّ عليهم ذكريات الموسم ... ذكريات الأجداد والآباء وهم يستعدون للموسم، حتى نستمر بالمحافظة على تراثنا الاجتماعي والثقافي».اهـ
وتقول إحدى المشارِكات فيهذا الاحتفال: «جئت للوفاء بنذرٍ قطعته على نفسي حيث منَّ الله على ابني بطفل ذكربعد مرور أحدَ عشرَ عاماً على زواجه، وقد انتظرت مدة أربع سنوات للوفاء بسب الانتفاضة ومنع إسرائيل لنا بالاحتفال بهذه المناسبة الدينية، والنذر الذي قطعته على نفسي كان أن أَلُفَّ ضريح أحد الصالحين بالشاش الأخضر، إذا منَّ الله على ابني بمولود، والحمد لله ها أنا وفَّيت بنذري، وأنا سعيدة لذلك!!!».اهـ
وتقول أخرى: «حضرت إلى المقام منذ حوالي أسبوع لأحجز لنفسي مكاناً في هذا المقام المبارك من أجل الصلاة أنا وعائلتي،ليمنَّ الله علينا بالخير واليُمن والبركات !!!» فيما انشغل عدد من النسوة بالبحث عن حلاق للوفاء بنذور كُنّ قد قطعنهن على أنفسهن، حيث أعربن عن: «استيائهن الشديد من عدم وجود حلاقين هذا العام، الأمر الذي سيجعلهن ينتظرن عاماً آخر للوفاءبنذورهن!!!».
وفي يوم الجمعة 18 ربيع أول 1428هـ، الموافق 06 نيسان 2007م دعا خطيب المسجد الأقصى المباركِ في خطبته الناسَ إلى شد الرحال إلى ما يسمى بمقام النبي موسى -عليه السلام-، وضرورة إحياء هذا الموسم، وذكر أَنَّ هناك حافلاتٍ تنتظر بعد انقضاء صلاة الجمعة لحملهم إلى المقام!!
وجاء في بعض مواقع الشبكة العنكبوتية إعلان مفاده: «القدس تحيي بعد أيام (موسم النبي موسى) ضمن فعاليات(عاصمة الثقافة)».
بل أنشد بعضهم:
أَيَّها الموسمُ، هل أنتَ سِوى***صورةِ المجدِ الذي كان لنا
قَد مَشى الدَّهرُ عليه وَطَوى***صُـحُفاً كُـنَّ سنـاءً وَسَـنا




لا إلهَ إلا َّ الله! ولَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله! فوالله ما ضرب الأعداء ضربتهم للدين الإسلامي, ولا طعنوا طعونهم فيه كضربة هؤلاء المغفلين له وطعنهم فيه, الذين تزعموا الناس باسم العلم والدين، ولولا أننا نعلم أنهم لم يتدبروا عواقب ما قالوا ولم يعوا نتائج ما نطقوا به -تلك النتائج التي مآلها-عياذاً بالله-: الشرك بالله -عزّ وجلّ-, وإهمال الفرائض الدينية, وتشجيع الفساق لارتكاب الموبقات- لقلنا: إنهم أرادوا إفساد دين الإسلام, فتظاهروا بلباس العلماء الفقهاء الأعلام، ولكنهم لم يقصدوا ذلك، بل قصدوا -بزعمهم- خدمة الوطن والدين, وما يقرب الناس إلى رب العالمين، فقالوا ما قالوا!! وحسن القصد لا يغني شيئاً عَمَّن ضلَّ الطريق الصحيح.
فأين هم من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى» متفق عليه.
«وفي هذا الحديث: تحريم شدّ الرحال إلى كل مسجد أو بقعة يُظَنّ فضلها بعينها، سوى هذه المساجد الثلاثة ، سواء كانت تلك البقاع مذكورة بفضل أو بركة كالطور، أو لم تذكر، وسواء كانت قبر نبي من الأنبياء، أو أثراً من آثاره، ولو كان قبر نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-». «مجانبة أهل الثبور»(ص85).
فيجب الحذر من خطورة الاحتفال بهذه المواسم، التي تتكرر في كل سنة؛ فإنها من الأعياد المحدثة والشرائع المبتدعة التي لا أصل لها في الشرع الحنيف، التي لم ينزل الله -تعالى- بها سلطاناً، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «... وإيّاكم ومحدثات الأمور؛ فإن كلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة».
إن ما تشتمل عليه هذه الأعياد من الفساد في الدين لا يدركه كل أحدٍ، بل ولا أكثر الناس، ولا سيَّما إن كانت من جنس العبادات المشروعة، بل أُولو الألباب هم الذين يدركون بعض ما فيه من الفساد, وأما مايحدثه بعض الناس من مضاهاة للنصارى أو تقليدهم فقد حذر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- من هذا, وذكر أَنَّ فئةً من أمته سيتبعون أعداء الله -تعالى- في بعض شعائرهم وعاداتهم،وذلك في حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لتتبعن سَنَن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم، قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟»متفق عليه.
«فقد قبض الله -سبحانه- نبيه محمداً -صلى الله عليه وسلم-، ولم يترك خيراً إلا دل الأمة عليه، وحثها إليه، ولا شرًّا إلا حذرها منه، وأبعدها عنه، بل وما من سبيل ولا ذريعة إلى شر إلا وقد حذر منها، مخافة أن ينتهي الحال بسالكها إلى مغبة لا يُحمد عقباها، خاصة ما كان خطره على معاقد الإيمان، ومعاصم الإسلام، كالشرك بالله -تعالى-، وذرائعه ووسائله، بل حذر-صلى الله عليه وسلم- من مشابهة المشركين، ومحاكاة الكافرين، ولو كان ذلك في اللبس والهيئة، فكيف بالعبادة والطاعة؟!
وكان من أشد ما خشيه النبي-صلى الله عليه وسلم- على أمته: الشرك بالله، وما يفضي إليه، ولما مرض -صلى الله عليه وسلم- مرض موته، وكان وعكه شديداً: لم يشغله مرضه الشديد، ولا ما كان فيه -صلى الله عليه وسلم- من تحذير أمته من الشرك ووسائله قبل قبض روحه الطاهرة بخمس ليال، فقال-صلى الله عليه وسلم-وهو كذلك-: «ألا وإن من كان قبلكم، كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك». رواه مسلم في «صحيحه» عن جندب بن عبد الله -رضي الله عنه-». «مجانبة أهل الثبور»(ص9-10 بتصرف).
«فوقع كثير منهم فيما حذر منه النبي -صلى الله عليه وسلم- وخشيه، حتى عمّ ذلك كثيراً من بلاد المسلمين، فبُنيت المشاهد على القبور، وعُظِّم من فيها من مقبور، وصرفت له أنواع من العبادات؛ فهم يدعونه! ويستغيثون ويستشفعون، ويتوسلون إلى الله به! ويطوفون حوله! ويذبحون وينذرون له! ويحلفون به! يرجون رحمته ويخافون عقابه! حتى أصبح الرجل لا يكاد يجد في بلادٍ كثيرة من بلاد المسلمين، مسجداً خالياً من قبر، بل بلغ الحال بكثير من أصحابها: أن حجوا إليها، وعظموا تربتها، وتبرّكوا بجنباتها، وفضلوا الصلاة فيها على كثير من بيوت الله الخالية من ذلك، بل إن حال جماعات منهم، يقتضي تفضيلها على المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها، فمنهم من يحج إليها كل عام، ولم يحج حجة الإسلام! أو حج مرة وكَفَتْهُ.
أما مشاهد المشركين ومعابدهم حول القبور وفيها: فلا تكفيه فيها مرة ، عياذاً بالله من الخذلان.
ومما زاد من ضلال هؤلاء وإغوائهم، وتحكم أدوائهم بأبدانهم: علماء السوء، وشيوخ الضلالة، نُوّاب إبليس، وأئمة كلّ مفلس بئيس، الذين زينوا لهم سوء أعمالهم، وقبيح أفعالهم، إما تعبداً منهم لله -تعالى- بهذه الأعمال الشركية، من جنس تعبد مشركي الجاهلية، وإما تكسباً، وأكلاً لأموال الناس بالباطل، حين يبذلونها لتلك الأجداث، فإذا انصرفوا -مفلسين من دينهم ومن كرائم أموالهم- خَلُصَ أولئك اللصوص المبطلون إليها، فأخذوها واستأثروا بها».اهـ
ولعل هذا الكلام الأخير الذي نقلته من كتاب: «مجانبة أهل الثبور المصلين في المشاهد وعند القبور»(ص72-73) فيه غنية عن كثير مما جال فينفسي, وتردد في خاطري من مسائل أحببت أن أذكرَها, وأُطلعَ عليها غيري, من باب الغَيْرةعلى الدِّين, والحفاظ على عِرض التوحيد المصون.
نَدعُو إِلى التَّوحيدِ طُـولَ حَياتِنـا***في كـلِّ حينٍفي الخَفَا والمَشْـهدِ
وَنُحارِبُ الشِّركَ الخَبيثَ وَأَهلَهُ***حَربًا ضَرُوسًا باللسـانِ وَباليَدِ
وَكـذلكَ البـدعَ الخبيثـةَ كلَّــها***نَقضِي عَليها دُونَ بابِ المَسجدِ




قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كما في «مجموع الفتاوى»(24/321): «وأما التمسح بالقبر, أو الصلاة عنده, أو قصده لأجل الدعاء عنده, مُعتقداً أن الدعاء هناك أفضل من الدعاء في غيره, أو النذر له, ونحو ذلك؛ فليس هذا من دين المسلمين, بل هو مما أُحدث من البدع القبيحة التي هي من شُعَبِ الشرك, والله أعلم وأحكم».
فنسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين جميعاً, ويمنحهم الفقه في الدين, ويوفقنا وإياهم للتمسك بالحق, والثبات عليه, وترك ما خالفه, إنه ولي ذلك والقادر عليه, وصلّى الله وسلّم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


القدس/المسجد الأقصى
الجمعة:21ربيع الثاني1430 هـ
الموافق 17/4/2009م



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-17-2009, 07:15 PM
أسامة بن عبد الله الطيبي أسامة بن عبد الله الطيبي غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 393
افتراضي

شكر الله لأخينا أمجد سلهب هذه الكتابة
والتي تدل على غيرة شديدة على التوحيد
أسأل الله أن يكتب له الأجر على ذلك
وأن يعظم له المثوبة
ومزيداً من السير إخوتى على منهج الأنبياء والمرسلين
وفق الله الجميع..
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-17-2009, 09:02 PM
محمد أبو الحسن محمد أبو الحسن غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 310
افتراضي

بارك الله فيك أخي
__________________
كلمات قرآنية كان يكررها الشيخ العلامة الألباني رحمه الله كثيرا على طلابه
{سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ}
اللهم ألف بين قلوبنا و اجمعنا على الحق
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-17-2009, 09:52 PM
علي بن محمد أبو هنية علي بن محمد أبو هنية غير متواجد حالياً
نائب المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 523
افتراضي

ما شاء الله!
بوركت أخي الحبيب أبا عثمان
وجزيت خيراً على ما خطَّت يمينك
وأبشِّرك أن النشرة تم توزيعها على المناطق ولاقت قبولاً واستحساناً عند الناس ولله الحمد
بل إن بعض الإخوة الغيورين أخبرني أنه وزع قسماً منها في المقام نفسه! وبين المحتفلين في الموسم!!
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04-17-2009, 09:55 PM
عماد عبد القادر عماد عبد القادر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المملكة الأردنية الهاشمية
المشاركات: 3,334
افتراضي

جُزيت خيرا أبا عثمان
__________________


كما أننا أبرياء من التكفير المنفلت وكذلك أبرياء من التبديع المنفلت
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 04-17-2009, 11:15 PM
محمد أحمد سعيد الأخرس محمد أحمد سعيد الأخرس غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: طولكرم
المشاركات: 7
افتراضي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.

جزاك الله خيرا أبا عثمان على هذه الكتابة الطيبة ونسأل الله أن يجعلك من طلبة العلم الذابين عن التوحيد والمنافحين عنه , وهذا عهدنا بك إن شاء الله تعالى.
ونسأل الله جل في علاه أن يبصر المسلمين في التوحيد الذي هو أوجب الواجبات وأن يبصرهم فيما يخالفه, والله المستعان
__________________
إن من أعظم الكرامة لزوم الاستقامة
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04-18-2009, 05:17 AM
أبو يحيى أبو يحيى غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: سجن المؤمن
المشاركات: 53
افتراضي

جزاك الله خيرا على تذكيرك
ونسأل الله أن يطهّر فلسطين من أدران الشرك والإلحاد والإحتلال
__________________

" ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد "
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04-18-2009, 06:15 AM
أبو عبد الله إياد الشريف أبو عبد الله إياد الشريف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: فلسطين - القدس
المشاركات: 194
افتراضي

وقد وزعت هذه النشرة الطيبة التي فيها ذبُ عن حياض التوحيد في المسجد الأقصى المبارك
نسأل الله تعالى أن يجزي الشيخ أمجد سلهب خير الجزاء
__________________
قال البخاري رحمه الله"باب العلم قبل القول والعمل"
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 04-18-2009, 08:20 AM
مجدي أبو لبدة مجدي أبو لبدة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 410
افتراضي

جزيت خيرا أخانا الحبيب أبا عثمان.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 04-18-2009, 10:51 AM
عبدالله المقدسي عبدالله المقدسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: القدس
المشاركات: 545
افتراضي

جزاكم الله خيرا.

"وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ"
__________________
[COLOR="Purple"][FONT="ae_Cortoba"][CENTER]كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض يوما خيلا وعنده عيينة بن حصن بن بدر الفزاري فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أفرس بالخيل منك فقال عيينة وأنا أفرس بالرجال منك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وكيف ذاك قال خير الرجال رجال يحملون سيوفهم على عواتقهم جاعلين رماحهم على مناسج خيولهم لابسو البرود من أهل نجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبت [COLOR="Red"]بل خير الرجال رجال أهل اليمن والإيمان يمان إلى لخم وجذام و عاملة[/COLOR][/CENTER][/FONT][/COLOR]
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:25 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.