أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
32387 | 98094 |
#1
|
|||
|
|||
الحسد يفضي بصاحبه إلى التلف من غير نكاية في عدو و لا إضرار بالمحسود
ذم الحسد
الحسد : هو تمني زوال نعمة المحسود ، أو البغض و الكراهية لما يراه من حسن حال المحسود . (1) و الحسد داء عضال ، و سم قتال ، لا يسلم منه إلا من سلمه الكبير المتعال . عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دب إليكم داء الأمم قبلكم : الحسد و البغضاء ، و البغضاء هى الحالقة ، لا أقول تحلق الشعر ، ولكن تحلق الدين ، والذى نفسىي بيده ، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أفلا أنبئكم بما يثبت ذلك لكم؟ أفشوا السلام بينكم ". (*) أخبر صلى الله عليه وسلم بحال الحسد وأن التحابب ينفيه ، وأن السلام يبعث على التحابب ، فصار السلام إذا نافيًًا للحسد ، وقد جاء في كتاب الله تعالى ما يوافق هذا القول فقال الله تعالى : " ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ" [فصلت 34]. قال مجاهد : معناه ادفع بالسلام إساءة المسيء . و قد قال معاوية رضي الله عنه : "ليس في خصال الشر أعدل من الحسد، يقتل الحاسدَ قبل أن يصل إلى المحسود" . و قال بعض الحكماء : يكفيك من الحاسد أنه يغتم في وقت سرورك . و قيل في منثور الحكم : عقوبة الحاسد من نفسه. وقال الأصمعيّ : قلت لأعرابي : ما أطولَ عُمرك ؟، قال : تركت الحسد فبقيت . و قال رجل لشُرَيح القاضي : إني لأحسُدُك على ما أرى من صبرك على الخصوم، و وقوفك على غامض الحُكْم . فقال : ما نفعك الله بذلك و لا ضَرَّني . و لهذا قيل : " ما خلا جسد من حسد ، و لكن اللئيم يبديه و الكريم يخفيه " (2) فما أكثر وقوع الحسد بين الناس ، فهذا يحسد لعلمه ، وهذا يحسد لماله ، و هذا لجاهه ، و هذا لمنزلته بين الناس . و أكثر ما يقع بين النظراء ، و المتشاركين ، و أكثر منه ما يكون في صفوف النساء . و الحسد خلق ذميم ، و مسلك شائن ، فهو مضر بالبدن و الدين ، وهو من أعظم الأسباب الموجبة للفرقة و الإختلاف . وقال بعض السلف : "الحسد أول ذنب عُصِي الله به في السماء" (3) ، يعني حسد إبليس لآدم عليه السلام ، وأول ذنب عُصي الله به في الأرض ، يعني حسد ابن آدم لأخيه حتى قتله. و الحسد - في الحقيقة - إعتراض على قضاء الله و حكمته . قال بعض الحكماء : "من رضي بقضاء الله تعالى لم يُسْخِطه أحد ، ومن قنع بعطائه لم يدخله حسد".(4) ثم إن الحاسد هو أول متضرر من حسده ، فالضرر لاحق به لا محالة . قال بعض الأدباء :"ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحسود نَفَس دائم ، وهمّ لازم ، و قلب هائم". (5) وقال بعض البلغاء : "الناس حاسد ومحسود، ولكل نعمة حسود". قال بعض الشعراء : إنّ الحسود الظلوم في كُرَبٍ يخاله من يراه مظلوماً ذا نفَس دائم على نَفَس يظهر منها ما كان مكتوماً و قال عبد الله بن المعتز رحمه الله تعالى : اصبرْ على كيد الحسو دِ فإن صبرك قاتلُه فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكُلُهْ قال أبن المقفع : " ليكن ما تصرف به الأذى عن نفسك ألا تكون حسوداً ؛ فإن الحسد خلق لئيم . و من لؤمه أنه موكل بالأدنى فالأدنى من الأقارب ، و الأكفاء ، و المعارف ، و الخلطاء ، و الإخوان " (6) و لو لم يكن من ذم الحسد إلا أنه خلق دنيء ، يتوجه نحو الأكفاء و الأقارب ، و يختص بالمخالط و المصاحب ، لكانت التراهة عنه كرماً ، و السلامة منه مَغْنماً ، فكيف و هو بالنفْس مُضر ، و على الهمّ مُصِرٌّ ، حتى ربما أفضى بصاحبه إلى التلف ، من غير نكاية في عدوّ ، و لا إضرار بمحسود . و قال الشيخ الألباني رحمه الله : إني أنصح كل من أراد أن يرد علي- أو على غيري- ويبين لي ما يكون قد زل به قلمي ، أو اشتط عن الصواب فكري ، أن يكون رائده من الرد النصح والإرشاد ، والتواصي بالحق ، وليس البغضاء والحسد ، فإنها المستأصلة للدين . كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "دب إليكم داء الأمم قبلكم : البغضاء والحسد، والبغضاء هي الحالقة، ليس حالقة الشعر، ولكن حالقة الدين ". ( و هذا هو الشاهد ) . كما هو شأن ذوي الأهواء والبدع مع أهل الحديث وأنصار السنة في كل زمان ومكان، وكما فعل معي بالذات كثير منهم- ولا يزالون مع الأسف- كالأعظمي، والغماري، ومن نحا نحوهم من المتعصبة الجهلة! -------------------------------------- (1) (2) أنظر : أمراض القلوب و شفاؤها لابن تيمية ، تحقيق حماد سلامة ص 134 (*) أخرجه الترمذى (2/83) وأحمد (1/165، 167) (3) (4) (5) أدب الدنيا و الدين ص 269 (6) الأدب الصغير و الأدب الكبير ص 144
__________________
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-: «لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53) |
#2
|
|||
|
|||
قال - صلى الله عليه وسلم -: "دب إليكم داء الأمم قبلكم : البغضاء والحسد، والبغضاء هي الحالقة، ليس حالقة الشعر ولكن حالقة الدين ". صدق رسول الله
__________________
اخوكم المحب لكم خالد بن محمد النبابته لا تخف من مواجهة الحياة... فإن بدا عليك الخوف زادت عليك الصعاب. |
|
|