أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
12835 100474

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الفقه وأصوله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-06-2013, 03:27 AM
الطحاوي الطحاوي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
الدولة: مصر
المشاركات: 32
افتراضي تفريغ شرح الباعث الحثيث للشيخ شعبان العودة حفظه الله (المحاضرة الاولى )

الباعث الحثيث
المحاضرة الأولى
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله صحابته أجمعين ثم أما بعد:
يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ﴾ [البينة: 5].
أعز شيء في هذه الحياة الدنيا بالنسبة إلى طالب العلم هو إخلاص النية لله تبارك وتعالى فيما يطلب.
وكما قال بعض السلف رحمهم الله «وكم اجتهد في إسقاط الرياء من قبلي وكأنه ينبت فيه على لونا آخر».
فالرياء عياذا بالله داء عضال كبير ينبت في قلب طالب العلم في كل مرة على شاكلة غير الأخرى، وبخاصة من يتعلم بعض هذه العلم كالعلم الذي سوف نتعرض إليه اليوم بمشيئة الله تبارك وتعالى وهو علم أصول الحديث مصطلح الحديث فيجد الإنسان نفسه قل تعلم بعض الأشياء مما يجهله كثير من خلقه الله تبارك وتعالى ولهذا كان لابد من التنبيه على النية في بداية هذا الدرس، لابد من التذكير بصلاح النية والذي أسأل الله أن ينفع بهذه التذكرة وأن يجزي عنها الله تبارك وتعالى.
الإخلاص تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين فمتى أفرت ربك بالطاعة وتناسيت رؤية الناس وحينها يكون قد وقع الإخلاص فإن شغل الإنسان نفسه بالناس وبما عندهم من أقوال وأفعال حينها يقع القادم في الإخلاص.
ويعين على هذا الإخلاص وبخاصة في علوم الآلات علوم الآلات هذه تحتاج إلى نية صعبة لأن الإنسان حينها يدرس القرآن تتأتى له النية وحينما يدرس الفقه تتأتى له النية أما حينما يدرس مصطلح الحديث أو أصول الفقه أو علوم اللغة فأنى له هذه النية ولهذا تجد الكثير من طلبة العلم لا يحسنون هذه العلوم لصعوبة النية ولجهل الكثير من الطلبة بإدراك النية في هذا المطلوب.
من أهم هذه الأشياء التي تعين الإنسان على نية حسنة في هذا الباب أو في هذه العلوم هو حمل المشاقة، حمل المشق هذه نية تصلح في كافة علوم الآلات حيما تعلم أن سلفنا ذاقوا الأمرين وحملوا المشاق الصعبة في إيصال هذا العلم خاصة وهو علم الحديث حينما تستشعر هذه المشاق وتنوي أن تتحمل هذا العلم خاصة لتصله إلى الناس وتتحمل هذا العلم خاصة لكي تدرك شيئين:
الشيء الأول: هو تمييز الأخبار الصحية والسقيمة التي جاءت على لسان النبي صلى الله عليه وسلم.
الشيء الثاني: تتفهم كلام الأئمة الذين هم المرجع الأول والأخير في الحكم على أخبار النبي صلى الله عليه وسلم.
فإذا نوى الإنسان في مثل هذا العلم هذه النية يسر الله عز وجل له فهما وعلما في هذا الباب.
فإن نوى به ترفعا، نوى به تميزا، نوى به عملا لأن علم الحديث هذا سمي صنعة «صنعة الحديث» يرتزق منه الناس قديما وحديثا.
قديما: كانوا يمسون بالقصاص يقص الأخبار الموضوعة والتافة على الناس ويرتزق يعطيه الناس أمولا.
الآن: يعملون في مكاتب التحقيق وغيرها، فيدرسون هذا العلم لهذا الغرض فأنى له أن يتفهم هذا؟ يصعب على الإنسان بداية تفهم هذا العلم.
لماذا نتفهم؟ لماذا نتفقه؟ لماذا نطلب العلم؟
أي علم من العلوم ما هو إلا عبادة من العبادات وقربة من القرابات فإن خلصت فيه النية قبل وزكى وإلا أصبح كالأرض البور.
أي علم يطلبه الإنسان فإن كان فيه نية صالحة زكى «هيكبر» الإنسان ويفهم أكثر كلما قرأ كتبا، وإذا لم تكذ ثم نية صحيحة وقع سوء الفهم، حتى وإن كان الإنسان صاحب همة عالية وينهي كتابا فإنه (يستفيد من الكتاب الاستفادة التامة التي ترجى من وراء هذا الباب فإن ساءت النية فالخبر عند الترمذي «عن كعب بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من طلب العلم ليجاري به العلماء أو يماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس الناس إليه أدخله الله النار» والخبر قبله للكثير من أهل العلم.
هذا الحديث قاض على طالب العلم لأنه إن ساءت النية في شيء واحد فقط انقلب عليه الأمر وأصبحت النية كما في هذا الخبر إذن حسن النية شيء مطلوب.
يقول ابن جماعة: حسن النية في طلب العلم بأن يقصد به وجه الله تعالى والعمل به وتنوير قلبه وتحلية باطنه، والقرب من الله تعالى يوم القيامة.
﴿يرفع.... درجات﴾.
أما إذا نوى به إنسان غير هذا فالخزي واقع في الحياة وبعد الممات.
يقول أبو يوسف صاحب الإمام أبو حنيفة رحمه الله: يا قوم ابدوا بعلمكم وجهه الله فإني لم أجلس مجلسا قط أنوي فيه أن أتواضع إلا لم أقم حتى أعلوهم، ولم أجلس مجلسا قط أنوي فيه أن أعلوهم إلا لم أقم حتى أفتضح.
فالإنسان إذا نوى للعلم ترفعا على الناس لا يجد إلا سوء الفهم ويضحك عليه الناس أما إذا أرد به وجهه الله تبارك وتعالى فحينها يفتح الله عز وجل عليه في كافة العلوم وكافة الفنون.
فالحذر الإنسان الرياء والنفاق، يعمل العمل لغير وجه الله ترفعا، يطلب زينة الحياة الدنيا كافة الأشياء المحببة للإنسان من حب الظهور والترفع على الناس فهذه زينة، وهكذا النفاق فيطلب هذا العلم كما قال بعض العلماء أحذر أن تكون منافقا وأنت لا تشعر، مرائيا من حيث لا تعلم قال أحذر الشهوية الخفية فإن كثيرا من طلبة العلم سقطوا لما غفلوا عن تلك الشهوة الخفية شهوة الترفع وحب الظهور، شهوة كسب الاحترام والتوقير، شهوة طلب الشهرة وإن يشار إليه بالبنان.
فالإنسان إن طلب العلم وأراد من الناس احتراما وتوقيرا (أراد) يريد هذا ويسعى إليه، هذا شيء قادم من نيته وإنما النبي صلى الله عليه وسلم حديث من بعض الجهال جهالات، في خبر أنس «لما جاء الأعرابي فقبض برقبة النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا محمد أعطني من هذا المال فليس مالك ولا مال أبيك، هذا إيذاء للنبي صلى الله عليه وسلم أم لا؟ فهكذا طالب العلم يتعرض لمثل هذا الإيذاء فلا يكون هذا صاد له عن هذا الطريق ولا يكون هو طالب لهذا، وإنما يقع هذا لطالب العلم لا للنبي صلى الله عليه وسلم وإنما لطالب العلم من كثيرة ذنوبه وإلى غير ذلك من الأشياء الذي تعتريه فهو يريد الترفع فيرزق بمن يوقع هذا الأمر فيه فيقع فيه بلاء في هذا الضرب وفي هذا الباب.
لا أريد أن أطيل فما هي إلا تذكرة ولأننا في صدد دراسة علم وهو علم مصطلح الحديث أو أصول الحديث تتعلم أشياء كثير من الناس لا يفقهها «مباحث طويلة ومناقشات وأقوال».
ثم تحكم بعد ذلك على أقوال النبي صلى الله عليه وسلم إذا تفهت كثير من القواعد، فتسوء النية في هذا الباب فلا يحسن هذا العلم كثير من طلبة العلم.
علم مصطلح الحديث:
لعلم مصطلح الحديث أهمية عظيم نص عليها العلماء عليهم رحمة الله تبارك وتعالى وقد أشار إلى أهمية هذا العلم الحافظ العراقي عليه رحمة الله تبارك وتعالى في شرحه على ألفيته فقد نظم مقدمة ابن الصلاح وشرحها هو كما شرحها (السخاوي) وكما شرحها (السيوطي) وكما شرحها غير واحد، الشاهد أنه قال: «وبعد، فعلم الحديث خطيرا وقعه كبير نفعه عليه، مدار أكثر الأحكام وبه يعرف الحلال والحرام ولأهله اصطلاحا لابد للطالب من فهمه فلهذا نبه إلى تقديم العناية بكتاب في علمه».
إذن علم مصطلح الحديث إذا نظر الإنسان لم يدرس هذا العلم؟ بداية: لتفهم كلام العلماء فلكل صنعة عبارات و(الحديث) أيضا لأهله عبارات.
فإذا قال محدث هذا خبر صحيح ماذا يعني بصحيح.
إذا قال محدث: هذا خبر مرسل، مقطوع مرفعوه، عال، نازل، مدبج، مدرج، هذه اصطلاحات استخدموها وطالب العلم حينما يدرس المصطلح هو يدرس كلام هؤلاء الأئمة هذه بداية.
ثم يدرس جملة من القواعد النظرية يستعين بها على الحكم على هذه الأخبار النبوية.
إذن بداية المصطلح وحده لا يكفي للحكم على الأخبار، وإنما الغاية الكبرى من وراء المصطلح هي «تفهم كلام العلماء» تم دراسة بعض القواعد لأن كير من القواعد التي يحتاجها طالب من خلال دراسة أسانيد والحكم على أخبار النبي صلى الله عليه وسلم إنما هي عن طريق الاستقراء وعن طريق الممارسة، ولا يستطيع طالب علم أبدا أن يدرس كتاب مصطلح ثم يذهب فيحكم على الأخبار لا يمكن يقع منه التخليط واتفاقا بلا خلاف.
علم الحديث
يختص بسند ويختص بمتن ويختص بسند ومتن.
حينما أقول حدثنا الإمام البخاري حدثنا القعنبي عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: كذاب.
قول النبي صلى الله عليه وسلم يسمى متن، وهذه الحكاية من الرجال تسمى إسناد أو سند فهناك علوم في علم الحديث تختص بالإسناد فقط.
وهناك علوم في علم الحديث تختص بالمتن فقط.
وهناك علوم تختص بالسند والمتن.
العلوم التي تختص بالإسناد:
1- علم الجرح والتعديل.
2- علم المؤتلف والمختلف.
3- علم المتفق المفترق.
4- علم المتشابه.
فعندما نقول «سلام أم سلام» فهذا علم، «عبيدة أم عبيدة» «أحمد أم أجمد» هناك روا اسمه أجمد، حتى نميز لابد من علم من العلوم يطرقه الإنسان لأن يعلم ضبط الرواه.
5- الأنساب: هذا الراوي بغدادي هذا الراوي دمشقي، هذا الراوي مصري، هذا الراوي يمني غير ذلك لنتواصل من خلال الأنساب أو البلدان نتواصل من خلالهما إلى بعض الفوائد التي تختص بباب من الأبواب وهو باب المراسيل، فيقولوا هذا مثلا عيسي وغير من الأشياء التي تنسب للقبائل.
6- الوفيات: هذا علم أيضا يختص بعلم الإسناد، وفيات الرواة، متى مات هذا الراوي لنتوصل به إلى علم من العلوم وهو علم هام جدا وهو علم المراسيل فحينما يروي ذلك الراوي عن ذاك فنقول لم يسمع عنه لماذا؟ لأنه توفي سنة كذا فهذا أيضا علم من العلوم.
وكل هذه الأنواع صنفت فيها آلاف الكتب والكتاب الواحد يصل إلى ثمانين مجلد يصف هذه الكتب وصل إلى هذا العدد.
العلوم التي تختص بالمتن: ألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم
1- علم غريب الحديث: الكلمات التي وقعت في نص أخبار النبي صلى الله عليه وسلم.
2- علم الناس والمنسوخ.
3- علم مختلف الحديث.
4- علم أسباب الحديث.
وهو هذه علوم تختص بالمتن فقط.
- علوم تختص بكلا الأمرين (علم الإسناد وعلم المتن):
- مثل: علم العلل:
نحن ألن ندرس علم مصطلح الحديث الشامل لكل هذا، فالمصطلح يعرف الإنسان قواعد الجرح والتعديل ويعرفه علم المؤتلف والمختلف والمتفق والمتفرق والمتشابه والأنساب والبلدان والوفيات، يعرفه بكل هذا ويعرفه بغري الحديث والناسخ والمنسوخ ومختلف الحديث وأسباب الحديث، يجعل طالب العلم يتصور كافة فروع السنة النبوية.
إذن علم مصطلح الحديث:
الاصطلاح: هو اتفاق طائفة معينة على إطلاق ألفاظ معينة على معان معينة.
طائفة من الناس من العلماء اجتمعوا وقالوا: إذا قلنا كذا يقصد بها كذا مثالا هذا شيء.
أو الإنسان يعلم هذا استقراءا لم ينصه بل علمنا هذا من استقراء كلام هذه الطائفة في هذا المصطلح كما هو الغالب في دراستنا.
مثلا: نريد أن نعرف مصطلح (مجهول) كيف استخدمه أهل الحديث فنأتي بأكثر واحد أثر عنه هذا اللفظ مثلا: «أبو حاتم الرازي وعلى بن المديني ويحي وأحمد وغير ذلك» نأتي وندرس كل راو من الرواة من الذين قيل فيهم مجهول بالنسبة إلى هذا الإمام وتخرج بنتيجة أن علماء الحديث استخدموا مجهول في 1، 2، 3 مفهوم يا أخواني؟
فأصل علم المصطلح هو فهم خطاب أهل الحديث ويدرس فيه أيضا بعض القواعد النظرية التي يستعين من خلالها طالب العلم على الحكم على أخبار النبي صلى الله عليه وسلم.
يقول الشيخ سلمان الندوي رحمه الله وهو يتحدث عن تحقيق معنى السنة ومكانة السنة بين العلوم.
قال الراوية: أمر ضروري «الآن هذه الروايات هل تحتاج إلى علم لكي تدرس نقول نعم وإلا لا يصح لنا دين من غير هذه الروايات فإن لم ندرس هذا العلم ونتوصل من خلاله إلى دراسة الأسانيد التي نقلت لنا الدين (السنة) فأنى لنا أن نأخذ أحكاما لا نستطيع أن نأخذ أحكاما أبدا.
قال: الراوية أمر ضروري لا ممدوحة عنه لعلم من العلوم ولا لشأن من شئون الدنيا عن النقل والرواية لأنه لا يمكن لكل إنسان أن يكون حاضر في كل الحوادث.
إذن لا يتصور علم الوقائع للغائبين عنها إلا عن طريق الرواية شفاهة أو تحريرا.
لا يمكن للإنسان أن يستغني عن علم الرواية حتى في أصارنا لماذا؟
ينقل لك عن إمام من الأئمة أنه قال: كذا، أنت تحتاج علم الرواية حتى تثبت هذا الكلام إن كان يسر في أعصارنا ولكن قديما يصعب كذلك أقول النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والأئمة كيف تثبت لهؤلاء الأئمة والنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة التابعين والأئمة كيف نثبت لهؤلاء الأئمة والنبي صلى الله عليه وسلم من قبل هذا الكلام لأننا ما شاهدنا هذا ولم نحضر ها فلابد من علم يسمى علم الرواية.
فكان الاهتمام الأكبر من علماء الأمة في الأعصار الأولى القرون الثلاثة الأولى وما بعدها بالاهتمام بهذه السنن والتفرغ التام لدراستها وتميز الصحيح والضعيف.
متى نشأ هذا العلم وهو علم المصطلح؟
علم المصطلح أي علم من العلوم يبتدئ ابتدائ غايته فكان من المفترض أن علم مصطلح الحديث يبدئ برواية الرواية بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وفي حياته أيضا فيكون ثم علما يسمى بعلم مصطلح الحديث من خلاله تميز الأخبار، ولكن طبعا كما تعلمون ما من علم إلا وتدبلور بعد ذلك، فالصحابة كانوا يعلمون كثيرا من القواعد التي؟؟ نعمل بها الآن، لأن سلسلة الإسناد عندهم قصيرة بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم صغار الصحابة كابن عباس وابن عمر وغيرهما ابتدءوا يأتي إليهم بعض الأسانيد عن النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق بعض الرواة يعني يقول بعض التابعين حدثنا فلان عن أبي هريرة أنه قال كذا.
أثر عن ابن عباس أنه قال: ما أقبل هذا، لما حدث بعض التابعين أمامه بأكثر من خمسة أو ستة أخبار، وقال: مالك يا بان عباس لا تلتفت إلي قال: قديما أنا إذا قال الإنسان وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصتنا أما الآن فلا.
الآن وضع قاعدة لما وجد التخليط ليس كذاب وإنما تخليط يكون أبو هريرة قال كلمة (قال أبو هريرة، كذا) فالراوي من الرواة يقول: قال أب هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم فينسب هذا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقع التخليط في الرواة فلما رأى هذا ابن عباس أصبح لا يقبل هذه الرواية إلا من الأثبات.
وكما أثر أيضا عن الإمام الزهري حينما قال له رجل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أني لك هذا، يعني هذا مثل الريح لا أقبل هذا منك، بينك وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم سنين فنأخذ القاعدة أن الإمام الزهري لا يقبل خبر منقطع أو المرسل أو المعلق.
هم كانوا يعلمون هذه القواعد ويطبقونها ولكن لم تسطر ولم تكتب في كتاب ولم يتلفظوا بها ويلهجوا بها.
ثم جاء أهل العلم بعد هذا بعد انتشار الرواية، وتدوين السنة «سنة النبي صلى الله عليه وسلم» ووجدوا أن كثير من هذه المباحث معلومة ولكن لم تصنف وتكتب، فكتب علم المصطلح أو بعض مباحث علم المصطلح من تدوين السنة مع انتشار التأليف فمع انتشار التأليف من قبل الموطأ وما بعده، وابتدأ الناس يصنفون بداية في أخبار النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك تتابعوا فتكبوا المسائل عن أبي حنيفة (مسائل الفقه) وأهل الحديث كانوا يذمون هذه الطريقة «الحارث بن المحاسبي» وغيره ذمه أحمد لماذا؟ لأنه صنف تصنيفا غير الحديث فكانوا يرون أن التصنيف محصور في السنة النبي صلى الله عليه وسلم، كتابه سنة النبي صلى الله عليه وسلم فقط، فلما ألف أبو حنيفة مثل هذه الكتب وأثبت عنه، لما ألف الحارث هذه الكتب وأثبت عنه يعني لم يقبلوها، بل تكلموا فيها، حينما سئل أحد أصحاب أحمد لما يتكلم أحمد بن حنبل في الحارث قال: لهذه الكتب التي أثبتها (كتب التزكية) وهي كتب لا تختص بكلام النبي صلى الله عليه وسلم فقط وإنما تختص بكلام المؤلف هو الذي يؤلف ويكتب، فكانوا يذمون أيضا هذه الطريقة ولهذا تجد من تأثر بعلم السلف يؤلف على طريقة السلف، فالشيخ محمد بن عبد الوهاب مثلا في كتاب التوحيد لا يذكر كثير كلام من عنده وإنما يقول «قال الله قال رسول الله قال الصحابة» وهكذا، هكذا الأمام البخاري كل الأئمة على هذا الأمر إنما يصنفون على الأبواب، يذكرون أخبار النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الأسانيد.
إذن بدء تدوين المصطلح كان من بداية تدوين السنة، لا أقول علم المصطلح كافة وغنما فروع هذا العلم وقت أثناء كتابة سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
من أول من أثر عنه الكتابة في بعض هذه المباحث وهي هي مباحث علم مصطلح الحديث الغمام الشافعي عليه رحمة الله تبارك وتعالى في كتابه «الرسالة» طبعا كتاب الرسالة أشمل من أن يكون كتاب مصطلح هو كتاب أصول فقه أقرب ولهذا تجد أن كل علماء لأصول من الشافعية وتأثر فيهم الحنفية والحنابلة وغير ذلك يعقدون باب في علم مصطلح الحديث في كتب أصول الفقه ولا يدرس طبعا علم المصطلح من كتب أصول الفقه بل في واد وأهل الحديث في واد آخر.
الإمام الشافعي عليه رحمة الله تبارك وتعالى تكلم في الرسالة على بعض مباحث علوم الحديث أو علم مصطلح الحديث وكان كلام الإمام عليه رحمة الله تبارك وتعالى لا يختص بتميز المصلح «مصطلح أهل الحديث» وإنما يختص بماذا؟
يختص بمعرفة المقبول والردود في بعض قضايا الخلاف فتكلم عن المرسل وفصل هذا التفصيل الذي سوف نذكره بمشيئة الله تبارك وتعالى وقال أن المرسل لا نقبله مطلقا ولا نرده مطلقا وفصل فيه التفصيل الذي سوف يأتي تكلم عن روايات المدلس ووضع القاعدة التي سوف تناقش بعد هذا «أن من شرح بالتحديث قبلناه ومن عنعن لن نقبله» هكذا قال ولهذا بحث بمشيئة الله، استعمل مصطلح الحسن، وهو أول من العلماء الذين استخدموا هذا المصطلح وهو مصطلح الحسن.
فجاء كتابه الرسالة بمثابة النواة لهذا العلم وكأنه يعني يشير على العلماء بكتابة هذا الفن وتدوين مصطلح الحديث أو لغة أهل الحديث.
ثم كتب أيضا إمام من الأئمة وهو عبد الله بن الزبير الحميدي شيخ الإمام البخاري عليه رحمة الله تبارك وتعالى، إذا أنتم ممن يقرأ كتابة الكفاية، أو كتاب الأخلاق للخطيب أو بعض الكتب الأخرى كتب المتقدمين تجد أن الإمام الخطيب مثلا ينقل كلام من رسالة للإمام الحميدي «عبد الله بن الزبير» هذه الرسالة صنفها الإمام وتكلم فيها على كثير من المباحث «الحديث المقبول الجرح والتعديل وغير ذلك» تكلم بأسلوب نثري لا يقول مثلا كما يفعل الخطيب «باب التدليس» ثم يذكر أقوال شعبة وأقوال فلان وفلان وفلان لا وإنما يقول الخبر الصحيح عند أهل الحديث هو كذا وكذا كالمتن الذي يصنفه المتأخرون، هذا الإمام هو عبد الله بن الزبير الحميدي ولعل البعض وهو مشروع علمي يتتبع هذه الرسالة عن الكفاية ومن الجامع للخطيب لا أدري الحاكم كر له بعض هذه الأشياء في معرفة علوم الحديث أم لا، أظن الرامهرمزي في المحدث الفاصل ذكر طرفًا منها في الكتب الكبرى مثل كتاب فتح المغيث أو التبيين لعلك تجد طرفا من هذه الرسالة إذا جمعت ورتبت على كتب ابن الصلاح، هذا مشروع حسن.
أرى أن الناس تطلع على مذهب الإمام الحميدي عليه رحمة الله تبارك وتعالى في هذا العلم وبخاصة لأنه إمام متقدم فتبين مراد القوم، لأنه معاصر بخلاف من جاء بعده.
جاء الإمام مسلم أيضا الآن لم يصنف تصنيف مفرد فيعلم المصطلح حتى الآن جاء الإمام مسلم وصنف الصحيح وقدم لصحيح بمقدمة وهذه المقدمة على خلاف أهل العصر فأهل عصر الإمام مسلم لم يكتبوا هذه المقدمات وهذه الكلمات مثل «الإمام البخاري – الإمام أبي داود، الإمام الترمذي –الإمام النسائي– الإمام ابن ماجة- الإمام أحمد بن حنبل» كافة كتب الحديث لا تجد فيها مقدمة وإن وجدت مثلا في مثل كتاب الدارمي مقدمة فتجد أنه باب أتباع السنة قال النبي صلى الله عليه وسلم: كذا أو ابن ماجة وغير ذلك لكن الإمام مسلم عقد باب في الخبر المعنعن، عقد باب في تقسم الرواة ومن المقبول على أنفراد غيره وتكلم عن مباحث هامة جد أن مقدمته ولعلنا إن شاء الله فتناول هذه المقدمة بالشرح في دروس الشاهد أن الإمام مسلم تعرض إلى مباحث في أصول الحديث وفي علم مصطلح الحديث في هذا الكتاب وكان هذا أيضا بمعاية النواة وقد أفاد ابن الصلاح حينما وصنع هذا التعريف الجامع المانع للحديث الصحيح أفاد في كتابه على مسلم الحسمي (صيانة صحيح مسلم) بين أن تعريف الحديث الصحيح إنما هو مأخوذ مقدمة الإمام مسلم حتى نتبين ونعلم ما الذي فعله ابن الصلاح، ابن الصلاح لم يفعل شيء إلى التجميع والاجتهاد في بعض القضايا جمع الأشياء المنثورة فقط.
أيضا من الذين نوهوا بذكر هذا الفن في هذه الطبقة هو الإمام الترمذي عليه رحمة الله تبارك وتعالى في كتابه الجامع، طبعا جامع الإمام الترمذي هذا كالبحر.
يقول أبو بكر بن العربي في شرحه على الترمذي المسمى بعارضة الأحوزي «وليس في قدر كتاب أبي عيسى حلاوة؟؟ ونفاسة منزع وعذوبة متفرع وفيه أربعة عشرة علما فرائض».
سنن الترمذي هو يقول الآن أربعة علما سوف نأتي إلى استدراك ابن رشد عليه أن أكثر من هذا ويحدد بعض العلوم أبو بكر بن العربي «فيقول: صنف الأحاديث على الأبواب» أي رتب الأحاديث على الأبواب وهذه ميزة «وأسند وصحيح و\اشهر» يعني قال هذا الخبر مشهور أو غير مشهور عند العلماء، وعدد الفرق قال أخر به فلان وفلان من طريقه فلان وغير ذلك، وجرح، بعد الخبر يقول وفي هذا الإسناد فلان وهو مجروح أو ثقة، وعدل وأسمى وأكنى، يقول أبو فلان اسمه كذا أو محمد بن علي مثلا يكنى بأبي كذا فهذا علم من العلوم يسمى بعلم الكنى وهو من علم الإسناد، ووصل وقطع بعض الأشياء المقطوعة عند غيره وسلها، وأوضع المعمول به والمتروك، في آخر الحديث يقول هذا الخبر عمل به إسحاق بن راهوية وأحمد ولم يعمل به فلان للعلة الفلانية وفي خر الجامع في كتاب العلل الصغيرة قال ماذا؟ قال كل ما في هذه السنن معمول به إلا حديثين:
1- حديث (إذا شرب الخمر فاجلدوه فإن عد في الرابعة فاقتلوه).
2- حديث (أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في المدينة من غير خوف ولا سفر).
فهو يبين المعمول به وغير المعمول به، بتنبيه أن بعض الأخبار صحيحة سليمة ليس بمنسوخة غير معمول بها لأسباب كثيرة.
«وبين اختلاف العلماء في الرد والقبول لآثاره وذكر اختلافهم في تأويله».
يقول محمد بن رشيد: هذا الذي قاله القاضي أبو بكر في بعضه تداخل مع أنه لم يستوفي علومه وعد بعد هذا فقال فقد حسن واستغرق فيه التابعات والشواهد وزيادة التتمة وبين المرفوع والموقوف والمرسل والموصول والمزيد في متصل الأسانيد ورواية الصحابة بعضهم عن بعض ورواية التباعين بعضهم عن بعض» فالناظر في كتاب الترمذي وحده يستخلق.
فالناظر في كتاب الترمذي وحده يستخلص لعله عشرون أو ثلاثون نوع من أنواع علوم الحديث:
ثم ختم الإمام الترمذي هذا الجامع وبكتاب العلل الصغير ومن فيه الكثير من هذه الباحث التي أصبحت أنواع مستقلة عند المتأخرين.
كذا الإمام أبو داود كتب رسالة لأهل مكة يبين فيها السنن، (كتابه السنن) ويبين شرطه فيه وها هو المعمول به وغير المعمول به فيها فوائد كثيرة جدا تستفاد.
النسائي أيضا له بعض الكلمات والمباحث في سننه الكبير والصغير وكذا عمل اليوم والليلة له.
إذن القرن الثالث الهجري الذي مر الآن هذا يعني أشار كل إمام من الأئمة لبعض هذه المباحث ولم يكتب بعده أيضا من خلال هذا وبعض هذه الفترة، كان قبلها أقصد إمام من الأئمة كبير وهو الإمام علي بن المديني عليه رحمة تالله تبارك وتعالى وله قرابة المائة تصنيف مائة كتاب في علوم الحديث، لا يوجد منهم الآن إلا قرابة أربعة أو خمسة كتب مطبوعة ويستطيع الباحث أن يعد قرابة تسعة وعشرون أو ثلاثيون كتاب مخطوط لا يستطيع أن يأتي بالمائة.
الإمام علي بن المديني رحمه الله تبارك وتعالى قدر الله عز وجل له فقد التصانيف حتى أنه صنف كتابه العلل الكبير أو المسند المعل أما سماه البعض، كتاب قرابة ثلاثين مجلد في العلل، فتخيل علي بن المديني عندما يكتب في العلل.
ثم طرقت له سفرة، فأتى بالكتاب ثم ليث عليه بالطين أي بني عليه الجران أو الفرن بالطين وسافر حينما عاد وجد أن المطر سقط عليه وفسد الكتاب قال: فلن أنشط إلى كتابة العلل مرة يانية، فما بالك لو وصل إلينا هذا الكتاب.
الدار قطني خمسة عشر مجلد في العلل، علي بن المديني يعني الإمام الدارقطني أقصد لا يأتي شيء في علي بن المديني، لا يذكر في علي بن المديني والبخاري يقول ما أستصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني، فعلي بن المديني إمام على الإطلاق في هذا الباب، ومع هنا لم يقدر الله تبارك وتعالى وصول أشيائه إلينا إلا جزء من العلل له، من قرأ بداية الكتاب يعلم فعلا أن علي بن المديني تصور علم السنة النبوية، حينما يبدأ الكتاب: «يقول: نظرت إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم فوجدتها تدور على فلان وفلان وفلان»، انظر فإنه يقول أن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بتدور على هؤلاء العشرة وعن هؤلاء العشرة هؤلاء الخمسة وعن هؤلاء هؤلاء وأسانيد أهل البصرة تدور على فلان واسانيد بغداد تدور على فلان، فهو تصور علم السنة النبوية وأسانيد الستة النبوية فهو إمام جليل في هذا القدر ومع هذا لم يصل إلينا أثباتا واحد في كتب المصطلح إلا كتاب أطلقت عليه جزء طليف الرواة من الأخوة والأخوات، يقول مثلا: أبنار ابن سرين (حفظه ومحمد وفلان وفلان)، عن الصحابة من التابعين، يعرف لك الأخوة حتى لا يقع التخليط في هذا الباب.
كذا إمام من الأئمة وهو الإمام أبو زرعة الدمشقي فالإمام أبو زرعة الدمشقي له كتاب التاريخ، وهذا الكتاب محشو بالفوائد وملأن بهذه الفوائد الحديثية التي إذا استقرء طالب العلم هذا الكتاب استقراء تام يجد أن فيه من الفوائد الشيء الكثير، فالكتاب ملأن بفوائد غزيرة وكثير، كلام عن الإمام ابن شهاب الزهري، كلام عن الإمام الأوزاعي، عن الإمام مالك، من استقراء مثل هذا الكتب توقف على طرفا من هذا الأمر.
ثم كتاب أخر وهو معرفة أو كتاب المعرفة والتاريخ، للإمام يعقوب بن سفيان الفسوي، هذا الكتاب حقيقة كتاب ماتع سواء في علم الجرح والتعديل أو في علم الاصطلاح.
هذه الكتب جلها كتب متقدمين أو كلها كتب متقدمين ليست هي على نسق المتأخرين بمعنى أنك تجد الأمر مرتب أو غير ذلك، لا إنما تجد الفائدة منثورة داخل هذا الكتاب فالذي يستقراء الكتاب من أوله إلى أخره يجد فعلان بعض الفوائد في علم مصطلح الحديث من التعامل مع الرواة وكيفية التعامل مع راوي مبتدع والمدلس والوضاعين وغير ذلك.
هناك حافظة إمام كبير علم وهو أبو بكر أحمد بن عمر بن عبد الخالق البزار ذكر له العراقي في شرحه على الألفية أن له جزء في معرفة من يترك حديثه.
فهذه مجمل التعاريف التي ذكر فيها هذا العلم وهو علم مصطلح الحديث في القرن الرابع الهجري، لعلنا نقف هذا في الباعث إن شاء الله ونكمل المرة القادمة ونقرأ قليلا في منظومة ابن عبد القوي عليه رحمة الله تبارك وتعالى في الآداب الشرعية.
__________________
قال الامام المنذري رحمه الله :
وناسخ العلم النافع :له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
وناسخ ما فيه إثم :عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .
معا لنشر السنة (
To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
)
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:25 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.