أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
13755 74378

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-02-2014, 03:23 PM
طارق نعماني طارق نعماني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
المشاركات: 262
افتراضي بطلان احتجاج ابن رسلان السبكي بخبر الإمام عامر الشعبي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فقد احتج ابن رسلان -هداه الله- بقول عن الشعبي فيه تفضيل كناسة داره على مسجد لأهل الرأي
وهذا الاحتجاج باطل لعدة أسباب
الأول :-
وهو قاطع ، رغم أن ترتيبه يجب أن يكون لاحقًا على النسق العلمي ، بعد الوجه الأصولي ، لكن سأقدمه لظهور وجلاء قطعه حجة ابن رسلان
قال الذهبي مترجما للإمام الشعبي :-
"
اقتباس:
قال ابن سعد قال أصحابنا : كان الشعبي فيمن خرج مع القُرَّاء على الحجاج ، ثم اختفى زمانا ، وكان يكتب إلى يزيد بن أبي مسلم أن يكلم فيه الحجاج .
قلت : خرج القراء ، وهم أهل القرآن والصلاح بالعراق على الحجاج لظلمه وتأخيره الصلاة والجمع في الحضر ، وكان ذلك مذهبا واهيا لبني أمية كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- : يكون عليكم أمراء يُمِيتون الصلاة فخرج على الحجاج عبد الرحمن بن الأشعث بن قيس الكندي ، وكان شريفا مطاعا ، وجَدَّتُه أخت الصِّدِّيق ، فالتفَّ على مائة ألف أو يزيدون ، وضاقت على الحجاج الدنيا ، وكاد أن يزول ملكه* ، وهزموه مرات ، وعاين التلف وهو ثابت مقدام ، إلى أن انتصر وتمزق جمع ابن الأشعث . وقُتِلَ خَلْقٌ كثير من الفريقين ، فكان من ظفر به الحجاج منهم قتله إلا من باء منهم بالكفر على نفسه فيدعه .
"
انتهى كلام الذهبي
*في الأصل هلكه ، والصواب ما أثبتُّه.
والمقصود من هذا النقل أن قول الشعبي وفعله ليس بحجة ، وإلا فلو جاز احتجاجكم بقوله لجاز احتجاجكم بفعله من الخروج على الحجاج كذلك.

ولا جواب لك يا دكتور رسلان ، وهذه من المضايق التي حصرت
-ولا أقول زنقت كما هي لغتك- نفسك فيها ، وما أكثرها ، ولكن يبدو أن عندك أصلا وهو جواز النقل لأي قول عن أي أحد ؛ كما فعلت من النقل عن سفر الحوالي والمقدسي التكفيريين القطبيين ، وبغير عزو كما تعرف يا دكتور وتتجنب وتتحاشى الرد على نقلك عنهما ، ويجبن مريدوك عن تخطئتك.

السبب الثاني وهو أصولي ، متفرع عن مسألة حجية قول الصحابي ، فهي محل خلاف بين الأصوليين ، والمحققون على أنه حجة بشروط
قال العثيمين:-


(وقد تقدم الخلاف في حجية قول الصحابي، وبيان الخلاف فيه وأن القول الصحيح هو أنه حجة بثلاثة شروط:

1 ـ أن يكون الصحابي من فقهاء الصحابة.

2 ـ ألا يخالف نصاً.

3 ـ ألا يخالف قول صحابي آخر.

فإن كان ليس من فقهاء الصحابة، فقوله ليس بحجة، وإن كان من فقهائهم، ولكن خالف نصاً، فالعبرة بالنص، ولا عبرة بقوله، وإن كان من فقهاء الصحابة، ولم يخالف نصاً ولكن خالفه صحابي آخر، فإننا نطلب المرجح.)
فإن كان قول الصحابي لا يحتج به دون قيد فقول من بعده ومن دونه أولى بالتقييد
هذا في باب الأخبار والأفعال الشرعية المضافة إلى الشرع.
السبب الثالث :-
قول الشعبي لا متعلق له بالحجة الشرعية المضافة إلى الشرع ، فهو ليس خبرا عن الشرع بل هو خبر نفساني عن شئ حصل له في نفسه ليس مضافا إلى الشرع. وهذا باب أوسع من باب المضافات إلى الشرع المحاطة بسياج الآثار

فبضم السببين الثاني مع الثالث ينتفي الاحتجاج بخبر الشعبي ، وسيأتيك مزيد تعضيد كما في السبب الخامس.

السبب الرابع :-
من أصول السنة الاحتجاج بالآثار لا بالنُّظار
وهذا المعنى مشهور عن أئمتنا كالإمام أحمد رضي الله تعالى عنه شهرة تغني عن حكاية السند إليهم

السبب الخامس :-
أن الشعبي عين المقصودين في كلامه كما في كتاب "تاريخ دمشق" لابن عساكر :-

أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ ، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا إبراهيم بن نصر ، نا المبارك بن سعيد ، نا صالح بن مسلم ، قال : لقيت الشعبي بالسدة ، فمشيت معه حتى حازتنا أبواب المسجد فنظر إليه ، فقال : الله يعلم ، لقد بغض إلي هؤلاء هذا المسجد حتى لهو أبغض إلي من كناسة داري ، قلت : من يا أبا عمرو ؟ قال : هؤلاء الرأييون أصحاب الرأي ، قلت لصالح : من في المسجد ؟ قال : الحكم بن عتيبة ونظراؤه .
___

فمن هو الحكم بن عُتيبة ؟

بالرجوع إلى "تذكرة الحفاظ" نجد الآتي :-
اقتباس:

الحكم بن عتيبة

الحافظ الفقيه أبو عمر الكندي مولاهم الكوفي شيخ الكوفة: حدث عن أبي جحيفة السوائي والقاضي شريح وأبي وائل وإبراهيم وعبد الرحمن بن أبي ليلى وسعيد بن جبير وخلق وعنه مسعر والأوزاعي وحمزة الزيات وشعبة وأبو عوانة وآخرون قال عبدة بن أبي لبابة: ما بين لابتيها أفقه من الحكم. وقال أحمد بن حنبل: الحكم أثبت الناس في إبراهيم وقال الحكم: كنت في جنازة وأنا غلام فصلى عليها زيد بن أرقم.
اقتباس:
وقال ابن عيينة: ما كان بالكوفة مثل الحكم وحماد
وقال العجلي: ثقة ثبت فقيه صاحب سنة واتباع وقال مغيرة: كان الحكم إذا قدم المدينة خلوا له سارية النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إليها.
اقتباس:
قال ليث بن أبي سليم: كان الحكم أفقه من الشعبي
. وروى أبو إسرائيل الملائي عن مجاهد بن رومي قال: ما كنت أعرف فضل الحكم إلا إذا اجتمع علماء الناس في مسجد مني نظرت إليهم عيال عليه. مات في سنة خمس عشرة ومائة وقيل بل توفي سنة أربع عشرة ومائة.

وبالرجوع إلى سير أعلام النبلاء نجد الآتي:-
اقتباس:
الحكم بن عتيبة الإمام الكبير عالم أهل الكوفة أبو محمد الكندي مولاهم الكوفي ويقال أبو عمرو ويقال أبو عبد الله حدث عن أبي جحيفة السوائي وشريح القاضي وعبد الرحمن بن أبي ليلى وأبي وائل شقيق بن سلمة وإبراهيم النخعي وسعيد بن جبير ومصعب بن سعد وطاووس وعكرمة ومجاهد وأبي الضحى وعلي بن الحسين وأبي الشعثاء المحاربي وعامر الشعبي وعطاء بن أبي رباح والحسن بن مسلم وعمرو بن ميمون الأودي ومقسم وأبي عمر الصيني وعراك بن مالك ويحيى بن الجزار وخيثمة بن عبد الرحمن وسالم بن أبي الجعد وقيس بن أبي حازم وعمرو بن نافع وأبي صالح السمان وإبراهيم التيمي وخلق سواهم وعنه منصور والأعمش وزيد بن أبي أنيسة وأبان بن تغلب ومسعر ابن كدام ومالك بن مغول والأوزاعي وحمزة بن حبيب الزيات وشعبة وقيس بن الربيع وأبو عوانة ومعقل بن عبيد الله وآخرون قال أحمد بن حنبل هو من أقران إبراهيم النخعي ولدا في عام واحد قلت ما عين السنة وهي نحو سنة ست وأربعين
كتب إلي من سمع أبا حفص المعلم أنبأنا ابن المبارك أنبأنا أبو محمد الخطيب أنبأنا ابن حبابة حدثنا البغوي حدثنا محمد بن غيلان حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال كان ابن شهاب في أصحابه بمنزلة الحكم في أصحابه قال الأوزاعي حججت فلقيت عبدة ابن أبي لبابة فقال لي هل لقيت الحكم قلت لا قال فالقه فما بين لابتيها أفقه منه قال أحمد بن حنبل هو أثبت الناس في إبراهيم قال سفيان بن عيينة ما كان بالكوفة مثل الحكم وحماد بن أبي سليمان قال عباس الدوري كان الحكم صاحب عبادة وفضل وقال أحمد بن عبد الله العجلي كان الحكم ثقة ثبتا فقيها من كبار أصحاب إبراهيم وكان صاحب سنة واتباع قال سليمان الشاذكوني حدثنا يحيى بن سعيد سمعت شعبة يقول كان الحكم يفضل عليا على أبي بكر وعمر قلت الشاذكوني ليس بمتعمد وما أظن أن الحكم يقع منه هذا وروى أبو إسرائيل الملائي عن مجاهد بن رومي قال ما كنت أعرف فضل الحكم إلا إذا اجتمع علماء الناس في مسجد منى نظرت إليهم ( فإذا هم ) عيال عليه
وبإسنادي إلى البغوي حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا ابن نمير حدثنا ابن إدريس عن أبيه قال رأيت الحكم وحمادا في مجلس محارب وهو على القضاء أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله فينظر إلى هذا مرة وإلى هذا مرة
قال شعبة أحاديث الحكم عن مقسم كتاب سوى خمسة أحاديث ثم قال يحيى القطان هي حديث الوتر وحديث القنوت وحديث عزيمة الطلاق وجزاء الصيد وإتيان الحائض ثم قال يحيى والحجامة للصائم ليس بصحيح حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا بهز وأبو داود قالا حدثنا شعبة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم بالقاحة لم يقل بهز بالقاحة حدثنا أحمد بن حنبل قال قال يحيى بن سعيد قال شعبة لم يسمع الحكم من مقسم يعني حديث الحجامة
اقتباس:
حدثنا أبو خيثمة حدثنا محمد بن خازم حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال والله إن الذي يفتي الناس في كل ما يسألونه لمجنون قال الأعمش قال لي الحكم لو سمعت هذا منك قبل اليوم ما كنت أفتي في كثير مما كنت أفتي
حدثنا أحمد بن محمد القاضي حدثنا مسلم حدثنا شعبة عن الحكم قال خرجت على جنازة وأنا غلام فصلى عليها زيد بن أرقم فسمعت الناس يقولون كبر عليها أربعا وقال معقل بن عبيد الله قلت للحكم يا أبا محمد قال علي بن المديني قلت ليحيى أي أصحاب إبراهيم أحب إليك قال الحكم ومنصور ما أقربهما قال المدائني الحكم بن عتيبة كندي ويقال أسدي مولى قال حجاج بن محمد سمعت أبا إسرائيل يقول إن أول يوم عرفت فيه الحكم يوم مات الشعبي جاء إنسان يسأل عن مسألة فقالوا عليك بالحكم بن عتيبة أحمد بن زهير حدثنا ابن معين حدثنا جرير عن مغيرة قال كان الحكم إذا قدم المدينة فرغت له سارية النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إليها
حميد بن عبد الرحمن سمعت ابن أبي ليلى يقول كان الشعبي يقول ما قالت الصعافقة ما قال الناس يعني الحكم
وقال ضمرة عن الأوزاعي لقيت الحكم بمنى فإذا رجل حسن السمت متقنعا
وقال أبو همام حدثنا الوليد بن مسلم حدثني الأوزاعي قال قال لي يحيى بن أبي كثير ونحن بمنى لقيت الحكم بن عتيبة قلت نعم قال ما بين لابتيها أحد أفقه منه قال وبها عطاء وأصحابه

قلت -أنا صاحب هذه المقالة -
انظر كيف رد الذهبي الجرح المنقول عن الشعبي ، وأحسن الظن بالحكم.
ونحن لا نقبل كل جرح بإطلاق ولا نرد كل جرح بإطلاق.

السبب السادس :-
أنه كلام الشعبي قد يكون خرج مخرج الحسد لأن الحكم ربما كان أفقه منه
أو خرج مخرج المبالغة في بغض أهل الرأي ظنا منه أن الحكم كان من أهل الأهواء ، لأن أهل الرأي على نوعين ، نوع يعطل الآثار ويضادها برأيه وينفيها بقياسه ، وهؤلاء هم المستحقون للذم ، ونوع يُعمل نظره واجتهاده فيما لا نص فيه قياسا على ما فيه نص بجامع بينهما ، وهذا النوع محمود ومنه أئمة الإسلام مثل أبي حنيفة رحمه الله تعالى.

فبثبوت أن الشعبي قصد الحكم بن عتيبة ، لا ينبغي التعويل على هذا الخبر ، وإنما يُذكر ويمرر ، ويُحمد للشعبي رأيه من باب حب الآثار لا الرأي وأهله.

السبب السابع :-
أن قول الشعبي في تفضيل الكناسة على المسجد الذي فيه الحكم بن عتيبة أو أهل الرأي ، هو نفسه رأي محض ، ومن أصول مذهب الشعبي ترك الرأي المنزوع الحجة ، فنترك رأي الشعبي إعمالا لمذهب الشعبي ضمن مذهب السلف

السبب الثامن :-
لو وافقناكم في التأصيل فما أبين مخالفتنا إياكم في التنزيل ، فما أبعدنا عن الرأي وأهله مثل آرائكم الواهية وشغبكم وفتنتكم في المسلمين وانتظام الكذب في مسالككم ومساكنكم ، وما أسهل علينا من قول "كناسة دورنا أحب إلينا من مسجد الفتنة الذي فيه ابن رسلان" ، فهو مسجد تفريق بين المسلمين.
ولكنا عندنا سبب تاسع هو
أصل من أصول أهل السنة نسيتموه عند نقلكم خبر الشعبي وهو حجة عليكم وعلى قول الشعبي
وهو جواز الصلاة خلف أهل الأهواء وجواز المكث في مساجدهم بقدر الصلاة فيها على أقل تقدير.
ومع ذيوع هذا الأصل فلم نجد أحدا من أئتمنا يتكلم عن مساجد أهل الأهواء بمثل قول الشعبي رضي الله تعالى عنه.
السبب العاشر :-
أن الحكم بن عُتيبة ليس ممن يخفى أمره ولا يتوارى ذكره ولا يضيع اسمه بين السلف ، فما الذي نقمه الشعبي على الحكم فعرفه وحده وخفي عن نظراء الشعبي من العلماء والآئمة ، بل قالوا في الحكم بضد ما قاله الشعبي؟
يعني ماذا؟
يعني الحكم بن عتيبة كان معروفا مشهورا بفقهه واتباع وسنته وطريقته السلفية ولذلك أثنوا عليه كما ترى في تراجمه ، فلماذا سكتوا عنه إن كان ضالا هكذا ، بل أثنوا عليه؟
ولماذا لم يبين الشعبي حال الحكم لمن أثنى عليه؟
فالحاصل أن الشعبي كان زائد الحب للآثار فلما مر بمسجد فيه الحكم ، زادت في قلبه المحبة للسنة والنفور من الرأي وأهله ، ظنا منه أن الحكم يعطل السُنة بالرأي ، أو حسدا منه لعلو كعب الحكم في الفقه ، والحسد قد يحصل للثقة ، وليس من شرط الثقة العصمة من الزلل أو الخطأ والغفلة والسهو.
ولا أقول إن الحكم أفضل من الشعبي في كل شئ ، هذا لا علم لنا به ، بل أقول إن الحكم لربما كان أفقه من الشعبي.
فمثل هذا الخبر يقال في باب المبالغات في حب الآثار لا على سبيل الاعتقاد والجزم أن كناسة كل دار خير من كل مسجد فيه صاحب رأي.

السبب الحادي عشر :-
أن أهل الأهواء انتشروا في أعصار كثيرة وأمكنة عديدة ، وكان بإزائهم أئمة من أهل السنة وأصحاب الآثار ، فما سمعنا أحدا منهم يتبنى هذا الأصل حيال مساجد أهل الأهواء ؛ أن كناسة دور أهل السنة أفضل من مساجد أهل الأهواء.

السبب الثاني عشر :-
لو خرجنا أثر الشعبي على مسألة مسجد الضرار ، فلربما كان مسجد ابن رسلان أولى بهذا وهو به أليق وهو بالضرار ألحق ، فما أكبر فتنته على السنة وأهلها وتفريق الصف السلفي وإشعال النيران في قلوب الشباب تجاه إخوانهم ، ولا علم يُنشَر ولا أدب ينقَل.
إنما شقاشق وتلفيقات وأغاليط وفتن وشتم وسب وتكفير ودعاوى كاذبة وتهم ما أنزل الله بها من سلطان.
وآلة إعلامية ضخمة تنشر الفتن وتطيح بكل مخالف ولو كان محقا.
وغلو في الشيخ حتى جعلوه مجددا وإماما على الضعف الشديد في فهمه وفي نشره وفي أدبه ، ولربما قارب غلاتهم الجهال من اعتقاد العصمة للشيخ وامتناع خطئه وإيجاب تقليده .
وهو على علم بما يقولون وبما يفعلون سمعا وبصرا ، ولكنه يعجبه السكوت عن غلوهم ، اعتقادا منه أنه إمام سنة وأن ما يفعلونه هو عين السُنة.
وهم مجمعون عمليا على أن من خطأ الشيخ رسلان فهو حدادي.
وهذه إن اعتقدوها في رسلان فما أرحب وما أسهل تخطئتهم للأئمة الأعلم الأثبت الأنقى منه كالألباني وابن باز ومن سبقوهما بإحسان من السلف الصالح.
فإلى الله المشتكى من المحنة التي نصبها رسلان في صفوف المسلمين ، ومن الخرق الذي خرقه في الصف السُني.
الله المستعان.

السبب الثالث عشر :-
أن إلزامكم بتكفير الشعبي إلزام بارد ومناطحة من دجاج لجبل ، أو يجرؤ أحد على أن يقول في الشعبي أنه يفضل الكناسة على ما يتلى في بيت الله من الذِكر؟
إنما قصد الرأي الحادث في المسجد
والحمد لله ما عند أهل السُنة إلا الآثار ، ومن أخطأ بحسن قصده فهو مأجور إما أجرا وإما أجرين.
وكم من مجتهد في السلف قد وقع فيما هو مخالفة للآثار وما قيل فيه مثلما قيل من الشعبي للحكم.
والشتم الذي حصل من بعض السلف في بعض أعيان كبار أهل البدع
لا يكون بمثابة حصول الشتم من جميع السلف في كل من وقع في بدعة.
ولا يكون الشتم خارجا على أصل الشدة تجاه أهل البدع
الشدة شئ والشتم شئ.
أما اعتقادكم أن الشدة تعني الشتم فهذا من جملة التلفيق الذي تنشرونه في الناس.

وقد ظهر الخوارج في عهد الصحابة رضي الله عنهم ، فرأينا من الصحابة الشدة حتى بلغوا قتالهم وقتلهم ، ولم نر منهم استدامة الشتم ولا تأصيل الشتم للخوارج الذين هم من أشر أهل البدع.
ومَن مِن الصحابة الذين حضروا قول ذي الخويصرة للرسول صلى الله عليه وسلم "اتق الله" أو "اعدل" شتم ذا الخويصرة؟
نعم سعوا في قتله كما في رواية خالد بن الوليد وفي رواية عمر بن الخطاب ، لكن أين الشتم؟
فعلى هذا يكون ما حصل من بعض السلف من سب وشتم كان في فورة استحضار السنة وحبها وبغض البدعة والنفور منها ومن أهلها ، لكن ليس هو الأصل دوما وأبدا في كل حال ولكل أحد من كل واحد.
يعني ليس كل سلفي يشتم كل من اعتقده مرتكبا بدعة في كل مسألة ظنها بدعة.
هذا ليس بأصل عند السلف.
وإن حاججتمونا بمن شتم من أهل السنة المأجورين على حبهم هذا ، كاثرناكم بمن هم أكثر وأعلم ولم يشتموا من هم أشد في البدعة.
فعندنا كثيرون أعلم بالسنة وعليها أغير لم يشتموا من هم أشد في البدعة.
مثاله الإمام أحمد في الجهمية ، لا أعلم له سبا ولا شتما لأعيانهم.
ولو حصل منه مرة في جهمي معين ، لا يكون بمثابة الأصل الدائم لكل مبتدع.
هذا هو الإمام أحمد فمن أنتم؟
لا نبدعكم ، ولكنكم جهال بالسنة جهال بالآثار جهال باللغة ، فويحكم كيف تنصبون أنفسكم حكاما على طلاب العلم مع اعترافكم بأنكم مقلدة جهال عوام؟
وأين إجاباتكم عن المضايق الكثيرة التي حصر فيها رسلان نفسه ، كتكفيره الشيخ علي الحلبي بدعواه أنه شتم الرسول عليه السلام ، واتهامه البيلي أنه خارجي رأس الخوارج في مصر محرض على الجيش ، تلك الكذبة الشرسة النجسة التي يعلم قاصيها ودانيها بطلانها وتهاويها.
وأين أنتم من نقله عن أهل البدع التكفيريين ؟ أيُلحق بهم ؟
وغيره من الأغاليط والآراء الهابطة وما أكثرها فيكم.
والله المستعان
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-02-2014, 06:38 PM
فهير الأنصاري فهير الأنصاري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: المملكة العربية السعودية .
المشاركات: 404
افتراضي

جزاكم الله خيرا
في الحقيقة لم أكتب شيئا في نقض طليعته الثانية بعد حتى أقف على تفريغها .
ومما يتعلق بموضوعك : فإن أثر الشعبي هذا ضعيف !
فكيف يصح للدكتور المحدث ابن رسلان - ولا يعرف الصناعة الحديثية - الاستدلال بالضعيف من الآثار !
فضلا أن القصة المشهورة عن الشعبي - مما قد يقبل رواية - تختلف عن هذه الحكاية الضعيفة التي يستغرب صدورها منه !
ففيها ( والله لأن أجلس في سباطة - على كناسة - أحب إلي من أن أجلس فيه - معهم - ) فأين مدلولها عن مدلول الحكاية التي ساقها ابن رسلان محتجا بها !


إذا كتب الله لي الوقت والتوفيق سأبين هذا ببسط إن شاء الله تعالى
__________________
قال ابن الجوزي _ رحمه الله _ في " صيد الخاطر " ( 43 ) : " ورأيت أقواماً من المنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الحق عز وجل إليهم في الخلوات فمحا محاسن ذكرهم في الجلوات فكانوا موجودين كالمعدومين ، لا حلاوة لرؤيتهم، ولا قلب يحن إلى لقائهم " .


وقال _ أيضا _ في " صيد الخاطر " ( 55 _ 56 ) : " إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة، كم من مؤمن بالله عز وجل يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي حذراً من عقابه، أو رجاء لثوابه، أو إجلالاً له، فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عوداً هندياً على مجمر فيفوح طيبه فيستنشقه الخلائق ولا يدرون أين هو،وعلى قدر المجاهدة في ترك ما يهوى تقوى محبته، أو على مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب، ويتفاوت تفاوت العود ، فترى عيون الخلق تعظم هذا الشخص وألسنتهم تمدحه ولا يعرفون لم ،ولا يقدرون على وصفه لبعدهم عن حقيقة معرفته ،وقد تمتد هذه الأرابيح بعد الموت على قدرها، فمنهم من يذكر بالخير مدة مديدة ثم ينسى ،ومنهم من يذكر مائة سنة ثم يخفي ذكره وقبره ،ومنهم أعلام يبقى ذكرهم أبداً ، وعلى عكس هذا من هاب الخلق، ولم يحترم خلوته بالحق ،فإنه على قدر مبارزته بالذنوب وعلى مقادير تلك الذنوب، يفوح منه ريح الكراهة فتمقته القلوب ، فإن قل مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير، وبقي مجرد تعظيمه ،وإن كثر كان قصارى الأمر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه " .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-02-2014, 06:43 PM
طارق نعماني طارق نعماني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
المشاركات: 262
افتراضي

بوركت أخي الكريم
وقد قرأت لأخينا المشرف أبي الأشبال تضعيف الأثر
وردي هنا بفرض صحته ، ومن أجل الرد على شبهة رسلان وأغلوطاته في فهم السلفية -كاحتجاجهم بما ثبت عن بعض السلف من شتم لبعض أعيان أهل البدع- وتحريضه على شيوخ السنة وأهلها وطلاب العلم ومكره بالمسلمين وتفريقه بين الناس بالباطل.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-02-2014, 07:45 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي

المشكلة في هؤلاء القوم
انهم يؤصلون من قول امام من ائمة السلف
فيجعلون قول احاد السلف او فعله
هو مفهوم السلف

فمثلا يقدمون الاثار السلفية في الشدة او الهجر
على
الاحاديث النبوية في الرفق واللين
والتي هي الاصل
من غير نظر الى سبب الشدة او الهجر

فما من قول من اقوال السلف الا وقعدوا له قاعدة من خالفها خرج عن المنهج
فهم يرون بعين واحدة الى النصوص
فلا
استقراء ولا جمع ولا تتبع

فلو راجعوا ورجعوا الى كتب الاصول مثلا
لوجدوا
باب في حجية قول الصحابي
وهو اعلى مرتبة- اي الصحابي- ومقام عند السلف
بعد النبي

ومع ذلك
قد اختلف العلماء في حجيته وارجحها ما قدمه الاخ وهو

1 ـ أن يكون الصحابي من فقهاء الصحابة.
2 ـ ألا يخالف نصاً.
3 ـ ألا يخالف قول صحابي آخر.
فالى الله المشتكى من قوم يقعدون قواعد واصول من انفسهم وفهومهم وينسبونها الى المنهج السلفي
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-02-2014, 08:29 PM
فهير الأنصاري فهير الأنصاري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: المملكة العربية السعودية .
المشاركات: 404
افتراضي

أيت تخريج أبي الأشبال لهذا الأثر ؟

لأني انتهيت من تخريجه ولله الحمد ، حتى الرواية التي لا دلالة لرسلان فيها أقرب إلى الضعف منها إلى التحسين !
والفرق بين الرويات من جهة الدلالة كبير !
فليس قوله : ( المسجد ابغض الي من كناسة داري ) كقوله ( لأن اجلس في سباطة - على كناسة -أحب إلي من أن أجلس فيه معهم ) !
وأيضا مع الفرق الكبير بينهما في المعنى ، فإن اللفظ الأول لا يستقيم الاستدلاله به من جهة المعاني لأنه قصد أن الكناسة أحب إليه من الرأي المخالف للسنة وليس ما عندهم من علوم وعبادات تقام في المسجد ، وهذا دليل على حمل المجمل على المفصل ، فهل يقال أن رسلان قصد من اطلاقه للفظ المراحيض الراي في منتدياتنا دون الشرعيات ؟ فهذا من حمل المجمل على المفصل الذي يراه هو من البدع في رده على الماربي !

لما أقرأ طليعته الثانية سأكتب في هذا الباب بما لا يدع لهم مجالا إن شاء الله .
__________________
قال ابن الجوزي _ رحمه الله _ في " صيد الخاطر " ( 43 ) : " ورأيت أقواماً من المنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الحق عز وجل إليهم في الخلوات فمحا محاسن ذكرهم في الجلوات فكانوا موجودين كالمعدومين ، لا حلاوة لرؤيتهم، ولا قلب يحن إلى لقائهم " .


وقال _ أيضا _ في " صيد الخاطر " ( 55 _ 56 ) : " إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة، كم من مؤمن بالله عز وجل يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي حذراً من عقابه، أو رجاء لثوابه، أو إجلالاً له، فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عوداً هندياً على مجمر فيفوح طيبه فيستنشقه الخلائق ولا يدرون أين هو،وعلى قدر المجاهدة في ترك ما يهوى تقوى محبته، أو على مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب، ويتفاوت تفاوت العود ، فترى عيون الخلق تعظم هذا الشخص وألسنتهم تمدحه ولا يعرفون لم ،ولا يقدرون على وصفه لبعدهم عن حقيقة معرفته ،وقد تمتد هذه الأرابيح بعد الموت على قدرها، فمنهم من يذكر بالخير مدة مديدة ثم ينسى ،ومنهم من يذكر مائة سنة ثم يخفي ذكره وقبره ،ومنهم أعلام يبقى ذكرهم أبداً ، وعلى عكس هذا من هاب الخلق، ولم يحترم خلوته بالحق ،فإنه على قدر مبارزته بالذنوب وعلى مقادير تلك الذنوب، يفوح منه ريح الكراهة فتمقته القلوب ، فإن قل مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير، وبقي مجرد تعظيمه ،وإن كثر كان قصارى الأمر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه " .
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-02-2014, 08:41 PM
أبوالأشبال الجنيدي الأثري أبوالأشبال الجنيدي الأثري غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,472
افتراضي

بوركت أخي وزادك توفيقا ...
__________________

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ .

وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ .
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02-03-2014, 01:13 AM
طارق نعماني طارق نعماني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
المشاركات: 262
افتراضي بارك الله فيكم جميعا

وهذه طائفة من أقول العلماء في الشعبي رحمه الله تعالى :-


مكحول
اقتباس:
ما رأيت أفقه من الشعبى
أحمد بن عبد الله العجلي
اقتباس:
سمع من ثمانية وأربعين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والشعبي أكبر من أبي إسحاق بسنتين ، وأبو إسحاق أكبر من عبد الملك بن عمير بسنتين ، ومرسل الشعبي صحيح ، لا يكاد يرسل إلا صحيحًا.
يحيى بن معين
اقتباس:
قال أبو بكر بن أبي خيثمة : سمعت يحيى بن معين يقول : إذا حدث الشعبي عن رجل فسماه فهو ثقة يحتج بحديثه.
اقتباس:
قال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين : ثقة
أبو مجلز
اقتباس:
ما رأيت فيهم أفقه من الشعبي
الحسن البصري
اقتباس:
كان والله كبير العلم ،عظيم الحلم ، قديم السلم ، من الإسلام بمكان.
الذهبـي في الكاشف
اقتباس:
أحد الأعلام
سفيان بن عيينة
اقتباس:
كان الناس بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم :ابن عباس فى زمانه ، والشعبى فى زمانه ، والثوري في زمانه.
إسحاق بن منصور
اقتباس:
ثقة
ابن حجر في التقريب
اقتباس:
ثقة مشهور فقيه فاضل
ابن عمر
اقتباس:
قال عبد الملك بن عمير : مر ابن عمر على الشعبى ، وهو يحدث بالمغازي فقال : لقد شهدت القوم ، فلهو أحفظ لها ، وأعلم بها.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 02-10-2014, 05:02 PM
طارق نعماني طارق نعماني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
المشاركات: 262
افتراضي

وشريعتنا لا تحل النادر محل الغالب
فإن بدر شئ من السلف على وجه الندرة والقلة لا يليق أن يكون هو الأصل
بل يبقى العارض عارضا والطاري طارئا
والأصل أصلا والغالب غالبا
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:47 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.