أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
![]() |
![]() |
![]() |
|||||
|
![]() |
96230 | ![]() |
88259 |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم :
بعد أن تكلم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على أحكام نصوص الوعيد و أظهر طريقة السلف التي ينبغي سلوكها قال : ...واعلم أن هذه السبيل هي التي يجب سلوكها , فإن ما سواها طريقان خبيثتان : أحدهما : القول بلحوق الوعيد لكل فرد من الأفراد بعينه , و دعوى أن هذا عمل بموجب النصوص . وهذا أقبح من قول الخوارج المكفرين بالذنوب , و المعتزلة و غيرهم , و فساده معلوم بالإضطرار , و أدلته معلومة في غير هذا الموضع . الثاني : ترك القول والعمل بموجب أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم , ظنا أن القول بموجبها مستلزم للطعن فيما خالفها . و هذا الترك يجر إلى : 1 - الضلال و اللحوق بأهل الكتابين الذين اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله و المسيح ابن مريم , فإن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " لم يعبدوهم , و لكن أحلوا لهم الحرام فاتبعوهم , و حرموا عليهم الحلال فاتبعوهم " . 2 - و يفضي إلى طاعة المخلوق في معصية الخالق . 3 - و يفضي إلى قبح العاقبة و سوء التأويل المفهوم من فحوى قوله تعالى : ( أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ذلك خير و أحسن تأويلا ) * النساء : 59 * . ثم إن العلماء يختلفون كثيرا , فإن كان كل خبر فيه تغليظ خالفه مخالف ترك القول به بما فيه من التغليظ , أو ترك العمل به مطلقا , لزم من هذا من المحذور ما هو أعظم من أن يوصف من الكفر و المروق من الدين , و إن لم يكن المحذور من هذا أعظم من الذي قبله لم يكن دونه . فلا بد أن نؤمن بالكتاب كله و نتبع ما أنزل إلينا من ربنا جميعه و لا نؤمن ببعض الكتاب و نكفر ببعض , و تلين قلوبنا لاتباع بعض السنة و تنفر عن قبول بعضها بحسب العادات و الأهواء , فإن هذا خروج عن الصراط المستقيم إلى صراط المغضوب عليهم أو الضالين . و الله يوفقنا لما يحبه و يرضاه من القول و العمل في خير و عافية , لنا و لجميع المسلمين . آمين . انتهى من كتاب رفع الملام عن الأئمة الأعلام . |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |