علماؤنا سفينة نجاتنا!! فمن تخلف عنها غرق!!

[محمد أبو إلياس الأثري]

علماؤنا سفينة نجاتنا!! فمن تخلف عنها غرق!!

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن الإلتفاف حول علماء أهل السنة زمن الفتنة عصمة للشباب من الضلال والانسياق وراء الفتنة والمفتونين! وذلك امتثالا لقول ربنا -جل وعلا- {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}.
قال العلامة عبد الرحمان بن ناصر السعدي -رحمه الله- "وفي هذا دليل لقاعدة أدبية ، وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور، ينبغي أن يولي من هو أهل لذلك، ويجعل إلى أهله، ولا يتقدم بين أيديهم، فإنه أقرب إلى الصواب، وأحرى للسلامة من الخطأ "اهـ . "التفسير" (113/2) ضمن "المجموعة الكاملة".
ولهذا أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام أن موت العلماء سبب لتفشي الجهل، ومن تم انتشار الزيغ والضلال في الأمة، فقد روى البخاري(100) ومسلم (2673) عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبقِ عالماً، اتخذ الناس رؤوساً جهّالاً، فَسُئلوا، فأفتَوا بغير علم، فضلوا وأضلوا".
وجاء في "جامع بيان العلم وفضله"(489/1) لحافظ المغرب أبي عمر ابن عبد البر -رحمه الله-أن ابن عباس -رضي الله عنه- كان يقول: "لا يزال عالم يموت، وأثر للحق يدرس حتى يكثر أهل الجهل، ويذهب أهل العلم، فيعملون بالجهل، ويدينون بغير الحق، ويضلون عن سواء السبيل".
وقال الإمام الآجري-رحمه الله - في "أخلاق العلماء"ص:96.:"فما ظنكم -رحمكم الله- بطريق فيه آفات كثيرة، ويحتاج الناس إلى سلوكه في ليلة ظلماء؛فإن لم يكن فيه ضياء وإلا تحيروا، فقيض الله لهم فيه مصابيح تضيء لهم فسلكوه على السلامة والعافية، ثم جاءت طبقات من الناس لا بد لهم من السلوك فيه فسلكوا، بينما هم كذلك إذ طفئت المصابيح، فبقوا في الظلمة، فما ظنكم بهم؟! هكذا العلماء في الناس، لا يعلم كثير من الناس كيف أداء الفرائض، ولا كيف اجتناب المحارم، ولا كيف يعبد الله في جميع ما يعبده به خلقه إلا ببقاء العلماء"اهـ.
فالارتباط بعلماء أهل السنة، والصدور عن آرائهم وتوجيهاتهم من أهم وسائل اجتناب الفتن، والعصمة من الضلال والانحراف! لأن من طبيعة الفتنة أنها تظهر للناس في بدايتها في أبهى حلة حتى تغريهم بزينتها وبهرجتها ليقعوا في حبائلها، على حد قول امرئ القيس:
الحرب أول ما تكــــــــــــــون فتيـة *** تسعى بزينتها لكل جهــــــــــول
حتى إذا استعرت وشب ضرامــها ***عادت عجوزا غير ذات خليـــــــــل
شمطــاء جزت رأسها وتنكــــــرت *** مكروهة للشم والتقبــــــــــــــيل.
فالله الله يا شباب السنة في الالتحام بعلمائكم، فلا عصمة-لنا- عندما تشتبه الأمور، وتزيغ العقول والأفهام إلا بالرجوع إلى علمائنا أهل البصيرة بأعقاب الأمور، المستشرفين لنتائجها قبل وقوعها، على حد قول القائل:
بصير أعقــــاب الأمــــــور برأيـــــه *** كأن له في اليوم عينا على غــــد
ورحم الله الحسن البصري حين قال: كما عند ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (166/9): " إنَّ هذه الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم ، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل".
فالعلماء تظهر لهم عواقب الفتن ومآلاتها قبل وقوعها بما أعطاهم الله من النور والبصيرة، بخلاف أهل الحماسة والجهل! فإنه لا تظهر لهم إلا بعد بعد خوض التجربة حيث فوات الأوان، ولا تنفعم المعرفة بعد أن يصيبهم شرها وتظهر لهم الحقائق بصورتها القبيحة..
هذا والله تعالى أسأل أن يجنبنا مضلات الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وأن يعصمنا من المحن، وأن يغفر لنا ما اقترفناه من الذنوب والمعاصي في السر والعلن..آمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين.

أخوكم ومحبكم: أبو إلياس محمد بن ناصر الأثري

[خثيرمبارك]

جزاكم الله خيرا .

[محمد أبو إلياس الأثري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خثيرمبارك

جزاكم الله خيرا .

وخيرا جزاكم أخي الحبيب.