أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
39355 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-19-2015, 02:21 AM
ابا مسعود السلفي ابا مسعود السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 139
افتراضي دراسة اسناد

بارك الله فيكم من يستطيع مساعدتي في دراسة هذا الاسناد
عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-23-2015, 01:35 PM
ابوخزيمة الفضلي ابوخزيمة الفضلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 1,952
افتراضي التحقيق في حال عمرو بن شعيب ، وروايته عن أبيه عن جده

[التحقيق في حال عمرو بن شعيب ، وروايته عن أبيه عن جدهFONT="Traditional Arabic"]

عمرو بن شعيب بن محمد بن عبدالله بن عمرو بن العاص . القرشي السهمي ، أبو إبراهيم . ويقال : أبو عبدالله المدني . وعدّه بعضهم في أهل الطائف .
روى عن : سعيد بن المسيب وأبيه شعيب وجلّ روايته عنه والربيع بنت معوذ بن عفراء ، وغيرهم. وروى عنه : أيوب السختياني وثابت البناني وعبد الملك بن جريج ، وغيرهم .
مختلف فيه ، وفي روايته عن أبيه عن جده . وبيان ذلك في مبحثين . المبحث الأول : الخلاف في حال عمرو بن شعيب ، وكلام الأئمة فيه جرحاً وتعديلاً ، والراجح في حاله .
والمبحث الثاني : في حكم الاحتجاج بروايته عن أبيه عن جده ، والخلاف فيها .
المبحث الأول : الخلاف في حاله ، وكلام الأئمة فيه جرحاً وتعديلاً ، و الراجح فيه :
قال يحيى بن سعيد القطان : إذا روى عنه الثقات فهو ثقة يحتج به . ووثقه ابن معين ، والنسائي ، والعجلي ، وأبو زرعة ، وأبو جعفر أحمد بن سعيد الدارمي ، ويعقوب بن شيبة ، وابن عدي .
وقال ابن معين في موضع آخر : إذا حدث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده فهو كتاب ، هو عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص وهو يقول : أبي عن جدي فمن هاهنا جاء ضعفه أو نحو هذا من الكلام ، وإذا حدث عن سعيد بن المسيب أو سليمان بن يسار أو عروة فهو ثقة عن هؤلاء أو قريب من هذا .
وقال أبو حاتم : سألت يحيى ابن معين عنه ، فغضب ، وقال: ما أقول ؟ روى عنه الأئمة .
وقال أبو زرعه : روى عنه الثقات مثل أيوب السختياني وأبي حازم والزهري والحكم بن عُتيبة ، وإنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبيه عن جده ، وقالوا : إنما سمع أحاديث يسيرة ، وأخذ صحيفة كانت عنده فرواها ، وما أقل ما نصيب عنه مما روى عن غير أبيه عن جده من المنكر ، وعامة هذه المناكير التي تروى عنه إنما هي عن المثنى بن الصباح ، وابن لهيعة والضعفاء ، وهو ثقة في نفسه إنما تكلم فيه بسبب كتاب عنده .
وقال أبو جعفر أحمد بن سعيد الدارمي : عمرو بن شعيب ثقة ، روى عنه الذين نظروا في الرجال مثل أيوب والزهري والحكم ، واحتج أصحابنا بحديثه ، وسمع أبوه من عبدالله بن عمرو وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس -رضي الله عنهم-.
وقال يعقوب بن شيبه : ما رأيت أحداً من أصحابنا فيمن ينظر في الحديث وينتقي الرجال يقول في عمرو بن شعيب شيئاً ، وحديثه عندهم صحيح ، وهو ثقة ثبت . الأحاديث التي أنكروها من حديثه إنما هي لقوم ضعفاء رووها عنه ، وما روى عنه الثقات فصحيح .
وقال ابن عدي : عمرو بن شعيب في نفسه ثقة .
وقال ابن حبان : إذا روى عمرو بن شعيب عن طاوس وابن المسيب عن الثقات غير أبيه فهو ثقة يجوز الاحتجاج بما يروي عن هؤلاء .
وقال النسائي في موضع آخر : ليس به بأس . وقال أحمد : أنا أكتب حديثه وربما احتججنا به ، وربما وجس في القلب منه شيء ، ومالك يروي عن رجل عنه . وقال ابن معين مرة : يكتب حديثه .
وقال الأزدي : سمعت عدة من أهل العلم بالحديث يذكرون أن عمرو بن شعيب فيما رواه عن سعيد بن المسيب وغيره فهو صدوق ، وما رواه عن أبيه عن جده يجب التوقف فيه .
وقال الذهبي : الإمام المحدث . وقال في موضع أخر : مختلف فيه ، وحديثه حسن وفوق الحسن.
وقال ابن حجر : صدوق . ونسبه في طبقات المدلسين إلى التدليس وذكره في المرتبة الثانية من مراتب المدلسين وهم من احتمل الأئمة تدليسه وأخرجوا له في الصحيح لإمامته وقلة تدليسه أو كان لا يدلس إلا عن ثقة . وقال بعد أن ذكر قول ابن معين إذا حدث عن أبيه عن جده فهو كتاب ، وقول أبي زرعة المتقدم قال : فعلى مقتضى قول هؤلاء يكون تدليساً لأنه ثبت سماعه من أبيه وقد حدث عنه بشيء كثير مما لم يسمعه منه مما أخذ من الصحيفة بصيغة عن وهذه أحد صور التدليس .
وقال يحيى القطان في رواية عنه : حديثه عندنا واهٍ . وقال الإمام أحمد : عمرو بن شعيب له أشياء مناكير ، وإنما يكتب حديثه يعتبر به ، فأما أن يكون حجه فلا . وقال ابن معين في رواية أخرى عنه : ليس بذاك . وقال أبو حاتم : ليس بقوي يكتب حديثه ، وما روى عنه الثقات فيذاكر به .
والذي يظهر لي -والله أعلم – بعد النظر في كلام الأئمة فيه أنه ثقة ، وأما من ضعفه فذلك من جهة ما رواه عن أبيه عن جده ، كما قاله غير واحد من الأئمة . فقد قال يحيى بن معين : إذا حدث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده فهو كتاب ، فمن هاهنا جاء ضعفه . وفي موضع آخر : بلي بكتاب أبيه عن جده وهو ثقة . وقال أبو زرعة :روى عنه الثقات ، وإنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبيه عن جده ، وهو ثقة في نفسه . وقال ابن عدي : هو في نفسه ثقة ، إلا إذا روى عن أبيه عن جده يكون مرسلاً .
وقال ابن حبان : إذا روى عن طاووس وابن المسيب وغيرهما من الثقات غير أبيه فهو ثقة يجوز الاحتجاج به ، وإذا روى عن أبيه عن جده ففيه مناكير كثيرة ، فلا يجوز عندي الاحتجاج بذلك.
وقال ابن حجر في التهذيب : عمرو بن شعيب ضعفه ناس مطلقاً ، ووثقه الجمهور ، وضعف بعضهم روايته عن أبيه عن جده حسب ، ومن ضعفه مطلقاً فمحمول على روايته عن أبيه عن جده .
وقال في طبقات المدلسين : تابعي صغير مشهور مختلف فيه والأكثر على أنه صدوق في نفسه ، وحديثه عن غير أبيه عن جده قوي .
فالراجح في الرجل –والله أعلم- أنه ثقة .
المبحث الثاني : في حكم الاحتجاج برواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده .
أختلف الأئمة في حكم الاحتجاج برواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده على ثلاثة أقوال .
القول الأول : أن رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده صحيحة ، وقال به من الأئمة أحمد بن حنبل وابن معين وعلي بن المديني وإسحاق بن راهويه والحميدي وأبو عبيد والبخاري والترمذي وأحمد بن سعيد الدارمي ويعقوب بن شيبة والحاكم وابن عبد البر والبيهقي ، وغيرهم .
قال محمد بن علي الجوزجاني الورّاق : قلت لأحمد بن حنبل : عمرو بن شعيب سمع من أبيه شيئاً ؟ قال: يقول : حدثني أبي . قلت : فأبوه سمع من عبدالله بن عمرو ؟ قال : نعم ، أراه قد سمع منه . وسئل عنه أيضاً فقال : أنا أكتب حديثه ، وربما احتججنا به ، وربما وجس في القلب منه شيء ، ومالك يروي عن رجل عنه . وقال علي بن المديني : عمرو بن شعيب قد سمع أبوه شعيب من جده عبدالله بن عمرو ، وعمرو بن شعيب عندنا ثقة وكتابه صحيح .
وقال البخاري : رأيت احمد بن حنبل وعلي بن المديني وإسحاق بن راهويه والحميدي وأبا عبيد، وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، ما تركه أحد من المسلمين ، قال البخاري: من الناس بعدهم . فقيل له إن من تكلم فيه يقول ماذا ؟ قال : يقولون إن عمرو بن شعيب أكثر أو نحو هذا . وقال مرة : أجتمع علي بن المديني وابن معين وأحمد وأبو خيثمة ، وشيوخ من أهل العلم فتذاكروا حديث عمرو بين شعيب فثبتوه ، وذكروا أنه حجة .
وقال إسحاق بن راهويه :إذا كان الراوي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ثقة ، فهو كأيوب عن نافع عن ابن عمر .
وقال الترمذي في السنن (3/33)(2/140):وشعيب قد سمع من جده عبد الله بن عمرو .ومن ضعفه فإنما ضعفه من قبل أنه يحدث من صحيفة جده عبد الله بن عمرو ، كأنهم رأوا أنه لم يسمع هذه الأحاديث من جده ، وأما أكثر أهل الحديث فيحتجون بحديث عمرو بن شعيب فيثبتونه ، منهم أحمد وإسحاق وغيرهما .اهـ
وقال أبو بكر بن زياد النيسابوري : صحَّ سماع عمرو من أبيه شعيب ، وصحَّ سماع شعيب من جده عبدالله .
وتقدم قول أحمد بن سعيد الدارمي ، ويعقوب بن شيبة في عمرو بن شعيب وأن حديثه صحيح ، واحتجاج الأئمة بحديثه ، وأن الأحاديث التي أنكروها من حديثه ، إنما هي لقوم ضعفاء رووها عنه.
وقال الحاكم في المستدرك (2/65) : قد أكثرت في هذا الكتاب الحجج في تصحيح روايات عمرو بن شعيب ، إذا كان الراوي عنه ثقة . وكنت أطلب الحجة الظاهرة في سماع شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو فلم أصل إليها إلا هذا الوقت . ثم ساق بسنده من طريق الدارقطني عن عبدالله بن عمر عن عمرو بن شعيب عن أبيه ، ما يدل على صحة سماع شعيب من جده عبدالله بن عمرو. وذلك في قصة الرجل الذي جاء إلى عبدالله بن عمرو يسأله عن محرم وقع بامرأة ؟ ، فأشار عبدالله بن عمرو إلى ابن عمر وابن عباس ، فذهب الرجل يسألهما ومعه شعيب بن محمد بن عبدالله بن عمرو يدله عليهما . فذكر الحديث ( ) .
ثم قال الحاكم : هذا حديث رواته ثقات حفاظ ، وهو كالأخذ باليد في صحة سماع شعيب بن محمد عن جده عبدالله بن عمرو . ووافقه الذهبي .
وقال ابن عبدالبر في التقصي لحديث الموطأ صـ254-255 . وحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مقبول عند أكثر أهل العلم بالنقل .
وقال البيهقي في الكبرى (5/168) عند سياقه لحديث عمرو بن شعيب عن أبيه في سؤال المحرم عبدالله بن عمرو عمن وقع على امرأة وهو محرم –وتقدم - قال : وفيه دليل على صحة سماع شعيب بن محمد بن عبدالله من جده عبدالله بن عمرو .
القول الثاني : أن رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ضعيفة لا يحتج بها . وقال بهذا القول : يحيى القطان وابن معين وابن المديني وأحمد في رواية أخرى عنهما وأبو داود وهارون بن معروف وابن عدي وابن حبان والأزدي وابن حزم .
قال يحيى القطان : حديثه عندنا واهٍ . وقال ابن معين : إذا حدث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده فهو كتاب ، وهو يقول أبي عن جدي ، فمن هاهنا جاء ضعفه . وقال مرةً : ما روى عن أبيه عن جده لا حجة فيه ، وليس بمتصل وهو ضعيف ، من قبيل أنه مرسل .
وقال ابن المديني : ما روى عنه أيوب وابن جريج ، فذلك كله صحيح ، وما روى عمرو عن أبيه عن جده فإنما هو كتاب وجدَه ، فهو ضعيف .
وقيل لأبي داود : عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده حجة عندك ؟ قال : لا ، ولا نصف حجة .
وقال هارون بن معروف : لم يسمع عمرو بن شعيب من أبيه شيئاً إنما وجده في كتاب أبيه .
وقال ابن عدي : عمرو بن شعيب في نفسه ثقة . إلا أنه إذا روى عن أبيه عن جده يكون مرسلاً، لأن جده عنده هو محمد بن عبدالله بن عمرو ، ومحمد ليس له صحبة وقد روى عن عمرو بن شعيب أئمة الناس وثقاتهم وجماعة من الضعفاء ، إلا أن أحاديثه عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أجتنبه الناس مع احتمالهم إياه ، ولم يدخلوه في صحاح ما خرّجوه ، وقالوا : هي صحيفة .
وقال ابن حبان : إذا روى عمرو بن شعيب عن طاووس وابن المسيب عن الثقات في غير أبيه فهو ثقة يجوز الاحتجاج بما يروي عن هؤلاء . وإذا روى عن أبيه عن جده ففيه مناكير كثيرة ، لا يجوز الاحتجاج عندي بشيء رواه عن أبيه عن جده ، لأن هذا الإسناد لا يخلو من أن يكون مرسلاً أو منقطعاً ، لأنه عمرو بن شعيب بن محمد بن عبدالله بن عمرو ، فإذا روى عن أبيه فأبوه شعيب ، وإذا روى عن جده وأراد عبدالله بن عمرو جدَّ شعيب ، فإن شعيباً لم يلق عبدالله بن عمرو ، والخبر بنقله هذا منقطع ، وإن أراد بقوله (عن جده) جده الأدنى فهو محمد بن عبدالله بن عمرو ، ومحمد بن عبدالله لا صحبة له فالخبر بهذا النقل يكون مرسلاً . فلا تخلو رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده من أن يكون مرسلاً أو منقطعاً ، والمرسل والمنقطع من الأخبار لا يقوم بها حجة . وأما من قال : إذا قال عمرو بن شعيب : عن أبيه عن جده عبدالله بن عمرو ، ويسميه فهو صحيح . فلم أجد من رواية الثقات المتقنين عن عمرو فيه ذكر السماع عن جده عبدالله بن عمرو، وإنما ذلك شيء يقوله محمد بن إسحاق وبعض الرواة ، ليعلم أن جده اسمه عبدالله بن عمرو ، فأدرج في الإسناد . فليس الحكم عندي في عمرو بن شعيب إلا مجانبة ما روى عن أبيه عن جده . والاحتجاج بما روى عن الثقات غير أبيه . أهـ
وقال ابن حزم في المحلى (5/232) : حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده صحيفة لا تصح.اهـ
القول الثالث : التفصيل وهو قول الدارقطني وتبعه ابن الجوزي . ففرقا بين أن يفصح بجده أنه عبدالله فيحتج به ، أو لا يفصح فلا يحتج به ، وكذلك إن قال : "عن أبيه عن جده سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم " أو نحو هذا ، فما يدل على أن المراد الصحابي ، فيحتج به وإلا فلا .
ولابن حبان تفصيل آخر وهو : التفرقة بين أن يستوعب ذكر آبائه بالرواية ، أو يقتصر عن أبيه عن جده ، فإن صرح بهم كلهم فهو حجة ، وإلا فلا . وقد أخرج في صحيحه (1/352) حديثاً واحداً هكذا : عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن محمد بن عبدالله بن عمرو عن أبيه عبدالله بن عمرو مرفوعاً : " ألا أخبركم بأحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة …الحديث " .
لكن تعقبه العلائي فقال : ما جاء فيه التصريح برواية محمد عن أبيه في السند فهو شاذ نادر . اهـ
القول الراجح :
الذي يظهر لي –والله أعلم – بعد النظر في أقوال أهل العلم أن القول الراجح الذي عليه الجمهور من المحققين هو الاحتجاج برواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، إذا كان الراوي عن عمرو بن شعيب ثقة . فقد قال إمام المحدثين الإمام البخاري : رأيت أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وإسحاق بن راهويه وأبا عبيد والحميدي، يحتجون بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، ما تركه أحد من المسلمين . قال البخاري : من الناس بعدهم . وقال إسحاق بن راهويه : إذا كان الراوي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ثقة ، فهو كأيوب عن نافع عن ابن عمر . قال النووي : هذا التشبيه نهاية الجلالة من مثل إسحاق رحمه الله . ثم قال : وعمرو بن شعيب ومحمد ثقات ، وثبت سماع شعيب من محمد و من عبدالله ، هذا هو الصواب الذي قاله المحققون والجماهير . وذكر ابن حبان أن شعيباً لم يلق عبدالله ، وأبطل الدار قطني وغيره ذلك ، وأثبتوا سماع شعيب من عبدالله وبينوه ، ثم قال : والصحيح المختار هو صحة الاحتجاج بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده . وهو الذي ذهب إليه أكثر المحققين من أهل الحديث وهم أهل هذا الفن وعنهم يؤخذ . ويكفي فيه ما قاله إمام المحدثين البخاري .
وقال ابن الصلاح : وقد احتج أكثر أهل الحديث بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده . حملاً لمطلق الجد فيه على الصحابي عبدالله بن عمرو بن العاص دون ابنه محمد والد شعيب ، لما ظهر لهم من إطلاقه ذلك .
وقال المنذري في الترغيب والترهيب : الجمهور على توثيق عمرو بن شعيب وعلى الاحتجاج بروايته عن أبيه عن جده .
وحسّن شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (4/341) حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده . وصحح المزي سماع شعيب من جده عبدالله بن عمرو ، وحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده فقال في تهذيب الكمال (12/536) : وهكذا قال غير واحد أن شعيباً يروي عن جده عبدالله ، ولم يذكر أحد منهم أنه يروي عن أبيه محمد ، ولم يذكر أحد لمحمد بن عبدالله والد شعيب هذا ترجمة إلا القليل ، فدل ذلك على أن حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده صحيح متصل إذا صح الإسناد إليه ، وأن من ادعى فيه خلاف ذلك فدعواه مردودة حتى يأتي بدليل صحيح يعارض ما ذكرناه .
وتعقب الذهبي في الميزان ابن عدي في قوله:عمرو بن شعيب في نفسه ثقة إلا إذا روى عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم يكون مرسلاً لأن جده عنده محمد بن عبدالله بن عمرو ولاصحبة له.
فقال الذهبي : هذا لاشيء ، لأن شعيباً ثبت سماعه من عبدالله ، وهو الذي رباه حتى قيل أن محمداً مات في حياة أبيه عبدالله ، فكفل شعيباً جده عبدالله .فإذا قال : عن أبيه ثم قال : عن جده –فإنما يريد بالضمير من جده أنه عائد إلى شعيب . وبعضهم تعلل بأنها صحيفة رواها وجادة ، ولهذا تجنبها أصحاب الصحيح ،والتصحيف يدخل على الرواية من الصحف بخلاف المشافهة بالسماع . وقد قال يحيى القطان: إذا روى عنه ثقة فهو حجة .
وقال أيضاً في السير : الرجل لا يعني بجده إلا جده الأعلى عبدالله رضي الله عنه . وقد جاء كذلك مصرحاً به في غير حديث ويقول : عن جده عبدالله ، فهذا ليس بمرسل ، وقد ثبت سماع شعيب والد عمرو من جده عبدالله بن عمرو ومن معاوية وابن عباس وابن عمر وغيرهم . ولم نجد صريحاً لعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده محمد بن عبدالله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم . وأما تعليل بعضهم بأنها صحيفة ، روايتها وجادة بلا سماع ، فمن جهة أن الصحف يدخل في روايتها التصحيف لا سيما في ذلك العصر ، إذ لا شكل بعدُ في الصحف ، ولا نقط بخلاف الأخذ من أفواه الرجال .
وتعقب ابن حبان أيضاً في قوله : إن شعيباً لم يلق عبدالله ، وإن روايته عن أبيه عن جده ، إما منقطعة أو مرسلة . فقال : محمد بن عبدالله قديم الموت ، وصحّ أن شعيباً سمع من معاوية ، وقد مات معاوية قبل عبدالله بن عمرو بسنوات فلا ينكر له السماع من جده ، لا سيما وهو الذي رباه وكفله .
وقال في موضع آخر : روايته عن أبيه عن جده ليست بمرسلة ولا منقطعة . أما كونها وجادة ، فهذا محل نظر ، ولسنا نقول إن حديثه من أعلى أقسام الصحيح ، بل هو من قبيل الحسن .
قلت : فالذي ترجح عند الذهبي أن رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده من قبيل الحسن . وهو الذي توصل إليه في مؤلفاته. فقال في السير : ولسنا ممن يعد نسخة عمرو عن أبيه عن جده من أقسام الصحيح الذي لا نزاع فيه من أجل الوجادة ، ومن أن فيها مناكير . فينبغي أن يتأمل حديثه ، ويتحايد ما جاء منه منكراً ، ويروى ما عدا ذلك في السنن والأحكام محسنين لإسناده ، فقد احتج به أئمة كبار ، ووثقوه في الجملة ، وتوقف فيه آخرون قليلاً ، وما علمت أن أحداً تركه.
وقال في الموقظة صـ32 : أعلى مراتب الحسن : بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ، وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده . وقال في المغني : عمرو بن شعيب مختلف فيه ، وحديثه حسن وفوق الحسن .
وممن صحح رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده من الأئمة العلائي . فألف جزأً مفرداً في صحة الاحتجاج بنسخة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، والجواب عما طعن به عليها، وقال : ومما يحتج به لصحتها احتجاج مالك بها في الموطأ .
ورجح العراقي في شرحه على ألفيته القول بالاحتجاج برواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده (3/92-96) .
وفصّل ابن حجر القول فيها فقال في التهذيب : عمرو بن شعيب ضعفه ناس مطلقاً ووثقه الجمهور ، وضعف بعضهم روايته عن أبيه عن جده حسب . ومن ضعفه مطلقاً فمحمول على روايته عن أبيه عن جده ، فأما روايته عن أبيه فربما دلس ما في الصحيفة بلفظ "عن" فإذا قال حدثني أبي فلا ريب في صحتها . وأما رواية أبيه عن جده فإنما يعني بها الجد الأعلى عبدالله بن عمرو ، لا محمد بن عبدالله ، وقد صرّح شعيب بسماعه من عبدالله في أماكن ، وصح سماعه منه . ثم ذكر ابن حجر جملة من الأحاديث الدالة على أن المراد بالجد هو عبدالله بن عمرو ، لا محمد بن عبدالله . ثم قال : لكن هل سمع شعيب منه جميع ما روى عنه أم سمع بعضها والباقي في صحيفة . الثاني أظهر عندي ، وهو الجامع لاختلاف الأقوال فيه ، وعليه ينحط كلام الدارقطني وأبي زرعة . وأما اشتراط بعضهم أن يكون الراوي عنه ثقة ، فهذا الشرط معتبر في جميع الرواة ، لا يختص به عمرو ، وأما قول ابن عدي : فلم يدخلوها في صحاح ما خرجوا فيه. فيرد عليه إخراج ابن خزيمة له في صحيحه ، والبخاري في جزء القراءة خلف الإمام على سبيل الاحتجاج ، وكذلك النسائي ، وكتابه عند ابن عدي معدود في الصحاح ، ولكن ابن عدي عنى غير الصحيحين فيما أظن فليس فيهما لعمرو شيء . وقد أنكر جماعة أن يكون شعيب سمع من عبدالله بن عمرو ، وذلك مردود . وقد حكى الدارقطني كلام ابن حبان في ذلك وقال : هذا خطأ قد روى عبيد الله بن عمر العمري وهو من الأئمة عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال : كنت عند عبدالله بن عمرو فجاء رجل فاستفتاه في مسألة ، فقال : يا شعيب أمض معه إلى ابن عباس فذكر الحديث .
ثم ذكر ابن حجر قول ابن معين : عمرو بن شعيب هو ثقة في نفسه ، وما روى عن أبيه عن جده، لا حجة فيه وليس بمتصل ، وهو ضعيف من قبيل أنه مرسل ، وجَدَ شعيب كتب عبدالله بن عمرو فكان يرويها عن جده إرسالاً وهي صحاح عن عبدالله بن عمرو ، غير أنه لم يسمعها . ثم قال ابن حجر : قلت : فإذا شهد له ابن معين أن أحاديثه صحاح غير أنه لم يسمعها فصحّ سماعه لبعضها ، فغاية الباقي أن يكون وجادة صحيحة ، وهو أحد وجوه التحمل .
قلت : الذي ترجح عند الحافظ أن شعيباً سمع من جده عبدالله بن عمرو بعض تلك الأحاديث والباقي صحيفة ، وأن صحيفة عبدالله بن عمرو صحيحة كما قاله ابن معين ، غير أن شعيباً لم يسمعها منه وقد صح سماعه لبعضها ، فيحكم على ما لم يسمعه من جده أن يكون وجادة صحيحة . وهي أحد وجوه التحمل . وقد اعتمد في شرحه على نخبة الفكر صـ 85 : أن حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده من قبيل الحسن .
ورجح هذا القول أيضاً السخاوي في فتح المغيث (4/190) . والسيوطي في ألفيته صــ212 . والشيخ أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي (2/140-144). وقال : إنها من أصح الأسانيد .
فالذي يظهر لي – والله أعلم – أن رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده يحتج بها ، وهي من قبيل الحسن ، كما تقدم عن الأئمة شيخ الإسلام ابن تيمية ، والذهبي ، وابن حجر ، وغيرهم .
وأما قول إسحاق بن راهويه : إذا كان الراوي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ثقة ، فهو كأيوب عن نافع عن ابن عمر ، ففيه مبالغة لا تخفى ، والحق أنه حسن الحديث . كما قاله الشيخ ناصر الألباني – رحمه الله - في الإرواء (8/70) .
ترجمة عمرو بن شعيب مع الكلام على روايته عن أبيه عن جده في : التاريخ الكبير (6/342) .وسنن الترمذي (2/140) و (3/33) مع تعليق الشيخ أحمد شاكر عليه . والجرح والتعديل (6/238) . والمجروحين (2/71) . والكامل لابن عدي (5/114) . وسنن الدارقطني (3/50) .والمستدرك (2/65) . والتقصي لحديث الموطأ صـ254 . والسنن الكبرى للبيهقي (5/168) . والمحلى لابن حزم (5/232) . وكتاب الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/227) . ومقدمة ابن الصلاح شرح علوم الحديث مع شرح العراقي لها صـ329 . والمجموع للنووي (1/106) . وتهذيب الأسماء واللغات (2/344) . والترغيب والترهيب للمنذري (4/576). ومنهاج السنة (4/431). وتهذيب الكمال (22/64) ، (12/536) والميزان (3/263) . والسير (5/165) .والمغني (2/145) . والموقظة صــ32 . وجامع التحصيل للعلائي صــ244 . ونصب الراية (1/58-59). والتبصرة والتذكرة للعراقي (3/92). وتهذيب التهذيب (8/48) . والتقريب ت5085 صــ738 . ونزهة النظر شرح نخبة الفكر صـ85 . وطبقات المدلسين صـ35 ت 60 .وفتح المغيث للسخاوي (4/190) .وتدريب الراوي (2/258) . وألفية السيوطي صــ212 . وإرواء الغليل للألباني (8/70) . والسلسلة الصحيحة (1/92) .(منقول)
[/FONT]....http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archiv...p/t-33162.html
__________________
قال سفيان بن عيينة رحمه الله : ( من جهل قدر الرّجال فهو بنفسه أجهل ).


قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله- كما في «مجموع الفتاوى»:

«.من لم يقبل الحقَّ: ابتلاه الله بقَبول الباطل».

وهذا من الشواهد الشعرية التي إستشهد بها الشيخ عبد المحسن العباد في كتابه
رفقا أهل السنة ص (16)
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتِي ... بأنَّ يدي تفنَى ويبقى كتابُها
فإن عملَت خيراً ستُجزى بمثله ... وإن عملت شرًّا عليَّ حسابُها
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:45 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.