أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
91066 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-18-2015, 02:54 PM
عبد الحميد العربي عبد الحميد العربي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 421
افتراضي (1)لمحة من تصحيح المسار الدعوي في الجزائر: كلمة إلى بعض أئمة المساجد القائمين على محا

بسم الله الرحمن الرحيم.
(1)لمحة من تصحيح المسار الدعوي في الجزائر: كلمة إلى بعض أئمة المساجد القائمين على محاربة الرفض.
الدّين النصيحة يا دعاة الجزائر، وإياكم والعُنجُهية فقد أهلكت من كان قبلكم.
لا تذكروا ضلال الروافض على العامة، وبالأخص على المنابر يوم الجمعة إلا عند الحاجة.
والضرورة تقدر بقدرها.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
قال العلامة أبو سعد عبد الكريم السمعاني رحمه الله (م562هـ) في الأنساب (ج6ص341 عند حديثه عن نسبة "الزيدي" تحقيق العلامة المحدث عبد الرحمن بن يحي المعلمي رحمه الله): (واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية لأنهم يعتقدون تضليل الصحابة وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى ما [لا] يليق بهم)اهـ.
وأظن أن [لا] ساقطة من النسخة فاضفتها وجعلتها بين معقوفتين.
=أيها الدعاة المعنيين بالخطاب هداكم الله:
لا يجوز لكم تشويش عقول العامة بسرد ضلال الروافض على المنابر قبل تقرير منهج السلف في باب الصحبة، إلا عند الحاجة الماسة، والحاجة تقدر بقدرها.
قال الخلال في السنة 228: أخبرني عليُّ بن الحسن بن هارون، قال: قلت لعبد اللَّه بن أحمد بن حنبل: أبو عبد اللَّه إيشْ كتبَ مِن شِعر المغَازي؟
قال: ما هجا المسلمون المشرِكين، ولم يكتب هجاء المشركينَ للمسلمينَ).
الله أكبر؛ ما أعظم فقه الإمام أحمد رحمه الله، لم يُدوّن هجاء المشركين للمسلمين حتى لا يطلع عليه الناس فيحدث في أنفسهم شيئا من الضعف المعنوي، أو تعلق بعض شبه المشركين في الأنفس فتهز يقين المسلم في دينه، فما بال أقوام هداهم الله يرتلون هجاء وطعونات الرافضة في خيار الصحابة على العامة، ويوم الجمعة؟ بأسلوب هجين وركيك، ينقص من منزلة الصحابة في الأنفس؛ ألا يخشى هؤلاء الأئمة من أن تلصق بعض شبه الروافض بعقول بعض ضعاف الإيمان؟
يا من قرعت الطنابيب لمحاربة الرافضة في الجزائر وفقك الله لكل خير عد إلى منهج السّلف وخذ منه السبيل الأنجع لدفع الشر عن أهل بلدك، ودع عنك الاجتهادات الخاطئة، والخطب الميتة والخالية من الأثر، فالعبارة بالإصابة وليس بالجعجعة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في التسعينيّة (3/926ط: دار المعارف) رادا على أبي المعالي الجويني وضربه من علماء الكلام، وإني أخالهم أذكى من بعض شبابنا ممن يجاهر بحرب الرافضة: (ولكن اتباع أهل الكلام المحدث، والرأي الضعيف، وما تهوى الأنفس، ينقص صاحبه إلى حيث جعله الله مستحقا لذلك، وإن كان له من الاجتهاد في تلك الطريقة ما ليس لغيره، فليس الفضل بكثرة الاجتهاد، ولكن بالهدى والسداد، كما جاء في الأثر: "ما زاد مبتدع اجتهادا إلا ازداد من الله بعدا")
وتأمل يا طالب العلم بحق في كلام الإمام أبي نصر عبيد الله بن حاتم السجزي (م444هـ) رحمه الله وهو يضع فصولا عظيمة في محاربة الشر وقد جعلها رحمه الله أحد عشر فصلا، قال: (فالذي تحتاجون إليه حفظكم الله معهم في إزالة تمويههم:
الفصل الأول: أن تقيموا البرهان أن الحجة القاطعة هي التي يرد بها السمع لا غير، وأن العقل آلة للتمييز فحسب.
الفصل الثاني: ثم تبينوا ما السنة؟ وبماذا يصير المرء من أهلها؟ فإن كُلا يدعيها وإذا علمت وعرفت أهلها بَانَ أن مخالفها زائغ لا ينبغي أن يلتفت إلى شبهه.
[ثم ذكر بعد هذا ستة فصول] وقال في الفصل التاسع: وأن تذكر شيئا من قولهم لتقف العامة على ما يقولونه فينفروا عنهم، ولا يقعوا في شباكهم).
ثم ختم الفصول بقوله رحمه الله: (فجميع ما ذكرت أن بِكمُ إليه حاجة عند الرد عليهم أحد عشر فصلا، مَن أحكمها تمكن من الرد عليهم إذا سبق له العلم بمذهبه ومذهبهم، وأما العامي والمبتدي فسبيلهما أن لا يصغيا إلى المخالف ولا يحتجا عليه، فإنهما إن أصغيا إليه أو حاجاه خيف عليهما الزلل عاجلا والانفتال آجلا)اهـ.
وقال شيخُ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله في درء التعارض (ج5ص26): (فالعِلم بالحقِّ يدعو صاحبَه إلى إتّباعه، فإنّ الحقَ محبوبٌ في الفطرة، وهو أحبّ إليها، وأجلّ فيها، وألذّ عندها من الباطل الذي لا حقيقة له، فإنّ الفطرة لا تحب ذلك).
وكل من خالف منهج السلف في محاربة الشر فإنه أحد رجلين كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (14/482): (...وكذلك العمل فصاحبه إما معتد ظالم، وإما سفيه عابث، وما أكثر ما يصور الشيطان ذلك بصورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، و الجهاد في سبيل الله، ويكون من باب الظلم والعدوان).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنّة (3/77): (...وليس لأحد أن يردّ بدعة ببدعة، ولا يقابل باطلا بباطل).
قلت: ومن رام محاربة كفر الروافض بمنهج غريب عن السلف يكون قد وضع القواعد والأعمدة لمنهج جديد، سماته الفتن والفوضى وقد جاء في حديث أبي ذر الذي حسّنه علاّمةُ الشام رحمه الله في الصحيحة (برقم2046)، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يُجْتَنَى من الشَّوْكِ العِنَب).
وأنا العبد الفقير أجزم أن من يتململ في هواه ويدعي محاربة الرافضة لا علم له بهذه الفصول التي شرحها الامام السجزي في كتابه. فكيف يُنتظر منه نصرٌ للسنة وقهرٌ للبدعة؟
=لفتة بديعة لمن يكرر الشر دون أن يعلم:
قال ابن المبارك رحمه الله في كتاب الزهد (برقم677): أخبرنا سفيان، عن سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة ، عن عبد الله قال: (جاء رجل فقال: إن فلانا، أو قال: رجلا، قال لأمي: كذا وكذا، فسكت عنه، ثم قال الرجل: إنه قال لأمي: كذا وكذا، فقال عبد الله: وأنت قد قلته مرتين).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (5/239): (الرد على أهل البدع من الرافضة وغيرهم إن لم يُقْصَدْ فيه بيان الحق وهدى الخلق ورحمتُهم والإحسانُ إليهم، لم يكن عمله صالحًا، وإذا غلَّظَ في ذم بدعة ومعصية كان قصده بيانَ ما فيها من الفساد ليحذرها العباد، كما في نصوص الوعيد وغيرها، وقد يُهجر الرجل عقوبة وتعزيرًا والمقصود بذلك ردعه وردع أمثاله، للرحمة والإحسان، لا للتشفي والانتقام)اهـ
وقال -رحمه الله- من الفتاوى في (28/ 234- 235): (فلا يحل للرجل أن يتكلم في هذا الباب -أي في الرد على المخالف- إلا قاصداً بذلك وجه الله تعالى، وأن تكون كلمة الله هي العليا، وأن يكون الدين كله لله،... فلو تكلم بحقٍ لقصد العلو في الأرض أو الفساد، كان بمنزلة الذي يقاتل حميةً ورياء، وإن تكلم لأجل الله تعالى مخلصا له الدين، كان من المجاهدين في سبيل الله من ورثة الأنبياء وخلفاء الرسل.)ا.هـ
وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله في الصواعق المرسلة (ج4 ص1255) بعد سياقه لكلام ابن تيمية المتقدم: (وليس لمبطل بحمد الله حجةٌ ولا سبيلٌ بوجه من الوجوه على من وافق السنة، ولم يخرج عنها، حتى إذا خرج عنها قدر أنملة، تسلط عليه المبطل بحسب القدر الذي خرج به عن السنة، فالسنة حصن الله الحصين، الذي من دخله كان من الآمنين، وصراطه المستقيم الذي من سلكه كان إليه من الواصلين، وبرهانه المبين الذي من استضاء به كان من المهتدين).ا.هـ
يتبع.....
  #2  
قديم 04-18-2015, 04:53 PM
مروان السلفي الجزائري مروان السلفي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
الدولة: سيدي بلعباس -الجزائر -
المشاركات: 1,790
افتراضي


قال الأخ عبد الحميد العربي :

" لا يجوز لكم تشويش عقول العامة بسرد ضلال الروافض على المنابر قبل تقرير منهج السلف في باب الصحبة، إلا عند الحاجة الماسة، والحاجة تقدر بقدرها".
فكلامه محمول على أنه يجب أولاً تعريف الناس بالمنهج السلفي الدي من ضمنهِ العقيدة الصحيحة و ما يضادها , ثم بعد هدا يبينُ للعامة ضلال أهل الرفض .

و إدا كان هدا هو المراد من كلام الأخ عبد الحميد العربي جزاه الله خيرا فلا مانع من بيان ضلال أهل الرفض مع بيان العقيدة الصحيحة للعامة فيُجمعُ بين الخيرين .


  #3  
قديم 04-18-2015, 05:28 PM
ابو همام محمد السلفي ابو همام محمد السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 193
افتراضي

وهل هذا تراجع ضمني من الشيخ-وفقنا الله وإياه لكل خير- من لقائه الأخير مع قناة الشروق؛ ما دام أن الأحكام تدور مع عللها وجودا و عدما ؟
  #4  
قديم 04-18-2015, 09:20 PM
عبد الحميد العربي عبد الحميد العربي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 421
افتراضي

شكرا على مروركم:
أقول وبالله التوفيق والسداد:
إن شبه أهل البدع عموما، وشبه الروافض الكفار خصوصا أوبئة قاتلة للمسلم الذي لم يحصن نفسه منها بأصول السلف، وأنني أشبهها في هذا العصر بالفيروسات الفتاكة للفرد والمجتمع، فإذا قام صادق -نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا-، بنشرها على العامة الذين تتفاوت مناعتهم من هذه الأدواء، بحجة الوقوف عليها واجتنابها؛ فإنه يكون من حيث لا يشعر قد رمى بالعامة في بحر متلاطم لا ساحل له، يخبط أذهانهم، ويكون لبعضهم حيرة وفتنة.
وقبل أن أسرد منهج السلف في التعامل مع شبه أهل البدع، أروي قصة وقعت في مسجد من مساجد الجزائر أظن "مروان" يعرفها.
قام طالب علم يوم الجمعة يحذر من شبه "الشيعة" على تعبيره، ويورد أقوالهم، والعامة المساكين في عماء يطيرون ينتظرون متى يضعهم الإمام على الأرض، فلما انتهى من خطابه ونزل المصلون إلى اليابسة، قال أحد الحضور لصاحبه: (ماذا حدث في الشريعة، فإن الامام منذ بدأ وهو يقول: الشريعة، الشريعة، الشريعة...).
و"الشريعة" منطقة جبلية تقع في ولاية البليدة، وقد فهم العامة من لفظة "الشيعة" "الشريعة" لعدم إدراك عقولهم لمذهب "الشيعة" على تعبير ذلك الإمام.
وأقول: الحمد لله أن انتهى الأمر إلى هذ التصحيف فقط، ولم تلصق بعض شبه الروافض بقلوب العامة.
إن السلف كانوا يكرهون الخوض في مسائل لم تقع، فمن باب أولى ترك الخوض في شبه أهل البدع على العامة دون مقدمات علمية توقفهم على تحريرات السّلف في الباب.
قال العلامة ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى عند كلامه على حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم). رواه البخاري ومسلم.
قال رحمه الله: (كان كثير من الصحابة والتابعين يكرهون السؤال عن الحوادث قبل وقوعها ولا يجيبون عن ذلك).
إن الدعوة إلى الله تعالى قائمة على العلم والحكمة، والفهم الصحيح لمنهج السلف في تبصير الخلق.
قال تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)
قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي: (أي: ليكن دعاؤك للخلق مسلمهم وكافرهم إلى سبيل ربك المستقيم المشتمل على العلم النافع والعمل الصالح [بِالْحِكْمَةِ] أي: كل أحد على حسب حاله وفهمه وقوله وانقياده. ومن الحكمة الدعوة بالعلم لا بالجهل والبداءة بالأهم فالأهم، وبالأقرب إلى الأذهان والفهم....).
والداعية الحكيم الخبير بمراتب من يصلون معه الجمعة، لا يروي على مسامعهم كل ما يعرف، فهو يتعامل مع عقول متفاوتة في الفهم والإدراك، فلا يحق له أن يحملها فوق قدرتها.
قال تعالى: (وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ).
قال عبد الله بن عباس: (حلماء فقهاء).
قال الإمام البخاري في صحيحه كتاب العلم، باب: العلم قبل القول والعمل: (ويقال: الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (والمراد بصغار العلم ما وضح من مسائله، وبكباره ما دقّ منها) .بوّب الإمام محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه من كتاب العلم: (من ترك بعض الاختيار مخالفة أن يقصُر فهم بعض الناس عنه فيقعوا في أشد منه)
ثم أورد رحمه الله بسنده من طريق: إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود قال: قال لي ابن الزبير: كانت عائشة تُسِرّ إليك كثيراً، فما حدثتك في الكعبة؟ قلتُ: قالت لي: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة، لولا قومك حديث عهدهم -قال ابن الزبير-: بكفر. لنقضت الكعبة فجعلت لها بابين: باب يدخل الناس، وباب يخرجون).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: (ويستفاد منه ترك المصلحة لأمن الوقوع في المفسدة).
وبوّب الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله في صحيحه: (من خُصَّ بالعلم قوماً دون قوم كراهية أن لا يفهموا).
وقال عليّ رضي الله عنه: (حدّثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يُكَذَّب الله ورسوله). حدثنا عبيد الله بن موسى، عن معروف بن خرّبوذ، عن أبي الطفيل، عن عليّ بذلك.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (ومن كره التحديث ببعض دون بعض أحمد ومالك في أحاديث الصفات، وأبو يوسف في الغرائب...).
وأخرجه الإمام مسلم في "مقدمة صحيحه"، وعبدالرزاق في "مصنفه " وغيرهما من طرق: يونس بن يزيد، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن عبد الله ابن مسعود قال: (ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم ، إلا كان لبعضهم فتنة).
قال أبو العباس القرطبي رحمه الله: (الفتنة هنا: الضلال والحيرة...).
وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي أبو عبد الله المدني، روى عن أبيه، وأرسل عن عمّ أبيه عبد الله بن مسعود.
وأخرج الإمام مسلم في مقدمة صحيحه من طريق: سفيان بن حسين، قال: سألني إياس بن معاوية فقال: إنّي أراك قد كلفت بعلم القرآن، فاقرأ عليّ سورة، وفسّر حتّى أنظر فيما علمت. قال: ففعلتُ، فقال لي: احفظ عليّ ما أقول لك، إيّاك والشناعة في الحديث، فإنّه قلّما حملها أحدٌ إلا ذلّ في نفسه، وكُذِّب في حديثه.
والحاصل من كلام إلياس الحذر من المناكير والجمل التي لا يعرفها الناس، والغرائب، فيُكذب المرء، ويشنع على صاحبها ويقبح.
والحديث أبي هيرة في الجرابين، وإنكار الحسن بن أبي الحسن على أنس تحديثه بحديث العرنيين أمام الحجاج معروفان ومشهوران عند طلاب العلم.
يتبع.....
  #5  
قديم 04-20-2015, 02:48 AM
عبد الحميد العربي عبد الحميد العربي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 421
افتراضي

هكذا هم علماء السلف:

جاء في الآداب الشرعية للإمام الفقيه المحدث: أبي عبد الله محمد بن مفلح المقدسي (1/219،220،221،222،223،224)
(فصل في النظر إلى ما يخشى منه الوقوع في الضلال والشبهة
ويحرم النظر فيما يخشى منه الضلال والوقوع في الشك والشبهة، ونصّ الإمام أحمد رحمه الله ورضي عنه على المنع من النظر في كتب أهل الكلام والبدع المضلة وقراءتها وروايتها.
وقال في رواية المروذي: لست بصاحب كلام فلا أرى الكلام في شيء، إلا ما كان في كتاب الله أو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عن أصحابه رضي الله عنهم، أو عن التابعينن فأما غير ذلك فالكلام فيه غير محمود. رواه الخلال.
وقال في رواية أحمد بن أصرم لرجل: إياك ومجالسة أصحاب الخصومات والكلام.
وقال في روايته أيضا لرجل: لا ينبغي الجدال، اتق الله، ولا ينبغي أن تنصب نفسك وتشتهر بالكلام، لو كان هذا خيرا لتقدمنا فيه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، إن جاءك مسترشد فأرشده. رواهما أبو نصر السجزي.
وقال في رواية حنبل: عليكم بالسنة والحديث وما ينفعكم، وإياكم والخوض والمراء، فإنه لا يفلح من أحب الكلام.
وقال لي أبو عبد الله: لا تجالسهم، ولا تكلم أحدا منهم.
وقال أيضا: وذكر أهل البدع فقال: لا أحب لأحد أن يجالسهم ولا يخالطهم ولا يأنس بهم، وكل من أحب الكلام لم يكن آخر أمره إلا إلى بدعة، لأن الكلام لا يدعو إلى خير، عليكم بالسنن والفقه الذي تنتفعون به، ودعوا الجدال وكلام أهل البدع والمراء، أدركنا الناس وما يعرفون هذا ويجانبون أهل الكلام.
وقال عبد الله: سمعت أبي يقول: كان الشافعي رضي الله عنه إذا ثبت عنده خبر قلده، وخير خصلة فيه أنه لم يكن يشتهي الكلام، إنما كانت همته الفقه.
قال في روايته أيضا: وكتب إليه رجل يسأله عن مناظرة أهل الكلام، والجلوس معهم. قال: والذي كنا نسمع وأدركنا عليه من أدركنا من سلفنا من أهل العلم أنهم كانوا يكرهون الكلام والخوض مع أهل الزيغ، وإنما الأمر في التسليم والانتهاء إلى ما في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتعدى ذلك.
وقد قال أحمد في المسند: حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا هشام بن حسان، حدثنا حميد بن هلال، عن أبي الدهماء، عن عمران بن حصين رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سمع بالدجال فلينأ عنه، من سمع بالدجال فلينأ عنه، من سمع بالدجال فلينأ عنه، فإن الرجل يأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فما يزال به بما معه من الشُّبه حتى يتبعه). إسناد جيد. ورواه أبو داود من حديث حميد بن هلال.
وقال الزعفراني: سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول: ما ناظرت أهل الكلام إلا مرة، وأنا أستغفر الله عز وجل من ذلك.
وقال الربيع سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول: لأن يبتلي الله عز وجل العبد بكل ذنب ما خلا الشرك به خير له من الأهواء.
وقال ابن عبد الحكم عنه: لو علم الناس ما في الأهواء من الكلام لفروا منه كما يفرون من الأسد.
وقال أيضا: ما أحد ارتدى بالكلام فأفلح.
وسأله المزني عن مسألة من علم الكلام فقال له: أين أنت؟ فقال: في المسجد الجامع في الفسطاط، فقال لي: أنت في تاران، وتاران موضع في بحر القلزم لا تكاد تسلم منه سفينة، ثم ألقى علي مسألة في الفقه فأجبت فيها، فأدخل علي شيئا أفسد جوابي، فأجبت بغير ذلك، فأدخل شيئا أفسد جوابي، فجعل كلما جئت بشيء أفسده، ثم قال لي: هذا الفقه الذي فيه الكتاب والسنة وأقاويل الناس يدخله مثل هذا. فكيف الكلام في رب العالمين الذي الجدال فيه كفر، فتركت الكلام وأقبلت على الفقه.
وقال أيضا: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد، ويحملوا على الإبل ويطاف بهم في القبائل والعشائر، وينادي عليهم هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام.
وقال ابن الجوزي رحمة الله عليه -إما من عنده أو حكاية عن الشافعي-: لو أن رجلا أوصى بكتبه من العلم لآخر، وكان فيها كتب الكلام، لم تدخل في الوصية، لأنه ليس من العلم.
وقال نوح الجامع: قلت لأبي حنيفة فيما أحدث الناس في الكلام من الأعراض والأجسام. فقال: مقالات الفلاسفة؟ عليك بطريق السلف، وإياك وكل محدثة.
وقال عبدوس بن مالك العطار: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل رضي الله عنه يقول: أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم، وترك البدع، وكل بدعة فهي ضلالة، وترك الخصومات، والجلوس مع أصحاب الأهواء، وترك المراء والجدال والخصومات في الدين -إلى أن قال-: لا تخاصم أحدا ولا تناظره، ولا تتعلم الجدال، فإن الكلام في القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه منهي عنه لا يكون صاحبه -إن أصاب بكلامه السنة- من أهل السنة حتى يدع الجدال.
وقال العباس بن غالب الوراق: قلت لأحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله؛ أكون في المجلس ليس فيه من يعرف السنة غيري، فيتكلم متكلم مبتدع، أرد عليه؟ قال: لا تنصب نفسك لهذا، أخبر بالسنة ولا تخاصم، فأعدت عليه القول، فقال: ما أراك إلا مخاصما.
قال القاضي أبو الحسين: وجه قول إمامنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله بقوم شرا ألقى بينهم الجدل، وحزب عنهم العمل).
وقيل للحسن البصري: تجادل؟ فقال لست في شك من ديني.
وقال مالك بن أنس: كلما جاء رجل أجدل من رجل تركنا ما نزل به جبريل على محمد عليهما السلام لجدله؟.
وقال عليه السلام: (عليكم بسنتي). الخبر.
وروى المظفر السمعاني في كتاب الانتصار لأهل الحديث عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس من أمتي أهل البدع).
وذكر أبو المظفر فيه، قيل للإمام مالك بن أنس رحمه الله: وما البدع؟ قال: أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله تعالى وصفاته وعلمه وقدرته، ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون.
وقال الأوزاعي: عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوا لك القول.
فليحذر كل مسؤول ومناظر من الدخول فيما ينكره عليه غيره، وليجتهد في اتباع السنة واجتناب المحدثات كما أمر. انتهى كلام أبي الحسين.
وقال رجل لأيوب السختياني: أكلمك بكلمة؟ قال: ولا بنصف كلمة.
وقال الأوزاعي: إذا أراد الله عز وجل بقوم شرا فتح عليهم الجدال، ومنعهم العمل.
وقال مالك: ليس هذا الجدل من الدين بشيء.
وقال الشافعي رضي الله عنه: المراء في العلم يقسي القلوب، ويورِّث الضغائن.
وروى أحمد: حدثنا عبد الله بن نمير، حدثنا حجاج بن دينار الواسطي، عن أبي غالب عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل) ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون ). ورواه جماعة منهم الترمذي وقال حسن صحيح.
قال بن معين في أبي غالب: صالح الحديث، ووثقه الدارقطني، وقال ابن عدي: لابأس به، وقال ابن سعد: منكر الحديث، وضعفه النسائي، وقال ابوحاتم: ليس بقوي، وقال ابن حبان: لا يحتج به.
وقال موسى بن هارون الحمال أبو عمران، عن أحمد: لا تجالس أصحاب الكلام وإن ذبوا عن السنة.
وقال في رسالته مسدد: ولا تشاور أحدا من اهل البدع في دينك، ولا ترافقه في سفر.
وقال المروذي: سمعت أبا عبد الله يقول: من تعاطى الكلام لا يفلح، ومن تعاطى الكلام لم يخل من أن يتجهم.
وقال ابن عقيل في الفنون: قال بعض مشايخنا المحققين: إذا كانت مجالس النظر التي تدعون أنكم عقدتموها لاستخراج الحقائق والاطلاع على عوائر الشبه، وإيضاح الحجج لصحة المعتقد، مشحونة بالمحاباة لأرباب المناصب تقربا، وللعوام تخوننا، للنظراء تعملا وتجملا، فهذا في النظر الظاهر، ثم إذا عولتم بالأفكار فلاح دليل يردكم عن معتقد الأسلاف والإلف والعرف ومذهب المحلة والمنشأ؛ خونتم اللائح، وأطفأتم مصباح الحق الواضح، إخلادا لما ألفتم، فمتى تستجيبون إلى داعية الحق؟ ومتى رجى لكم الفلاح في درك البغية من متابعة الأمر، ومخالفة الهوى والنفس، والخلاص من الغش؟ هذا والله هو الإياس من الخير، والإفلاس من إصابة الحق، فإن لله وإن إليه راجعون من مصيبة عمت العقلاء في أديانهم مع كونهم على غاية التحقيق وترك المحاباة في أموالهم، ما ذاك إلا لأنهم لم يشموا ريح اليقين، وإنما هو محض الشك، ومجرد التخمين. انتهى كلامه.
وقال ابن شريح: قل ما رأيت من المتفقهة من اشتغل بالكلام فأفلح، يفوته الفقه ولا يصل إلى معرفة الكلام.
وقال الحسن بن علي البربهاري في كتابه شرح السنة: واعلم أنه ليس في السنة قياس، ولا تضرب لها الأمثال، ولا يتبع فيها الأهواء، وهو التصديق بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم بلا كيف ولا شرح. ولا يقال: لم وكيف، فالكلام والخصومة والجدال والمراء محدث يقدح الشك في القلب، وإن أصاب صاحبه السنة والحق، -إلى أن قال-: وإذا سألك رجل عن مسألة في هذا الباب وهو مسترشد فكلمه وأرشده، وإن جاءك يناظرك فاحذره، فإن في المناظرة المراء والجدال والمغالبة والخصومة والغضب، وقد نهيت عن جميع هذا، وهو يزيل عن طريق الحق، ولم يبلغنا عن أحد من فقهائنا وعلمائنا أنه جادل أو ناظر أو خاصم.
وقال البربهاري: المجالسة للمناصحة فتح باب الفائدة، والمجالسة للمناظرة غلق باب الفائدة. انتهى كلامه .
وروى أحمد عن ابن مسعود قال: تذاكروا الحديث فإن حياته المذاكرة.
وفي شرح خطبة مسلم: بالمذاكرة يثبت المحفوظ ويتحرر، ويتأكد ويتقرر، ويذاكر مثله في الرتبة، أو فوقه، أو تحته، ومذاكرة حاذق في الفن أنفع من المطالعة والحفظ ساعات؛ بل أيام, ليتحر الإنصاف، ويقصد الاستفادة أو الإفادة، لا يترفع على صاحبه.
وقال ابن عقيل في خطبة الارشاد: واعتذر عن لوم بعض أهل زماننا بقولهم: لاشتغال بغير الأصول والسكوت عنها أحرى، فإن هذا قول جاهل بمحل الأصول، منحرف عن الصواب، وذكر كلاما كثيرا.
قال أحمد: كنا نسكت حتى دفعنا إلى الكلام فتكلمنا.
وقال ابن الجوزي: قال رجل لابن عقيل: ترى لي أن أقرأ علم الكلام؟ فقال: الدين النصيحة، أنت الآن على ما بك مسلم سليم وإن لم تنظر في الجزء، وتعرف الطفرة، ولا عرفت الخلاء والملاء والجوهر والعرض، وهل يبقى العرض زمانين؟ وهل القدرة مع الفعل أو قبله؟ وهل الصفات زائدة على الذات؟ وهل الاسم عين المسمى أو غيره؟ وإني أقطع أن الصحابة رضي الله عنهم ماتوا وما عرفوا ذلك، فإن رأيت طريقة المتكلمين أجود من طريقة أبي بكر وعمر فبئس الاعتقاد, وقد أفضى علم الكلام بأربابه إلى الشكوك في كلام طويل انتهى كلامه) .
  #6  
قديم 04-21-2015, 12:25 AM
عبد الحميد العربي عبد الحميد العربي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 421
افتراضي

كلمة إلى بعض الطيبين الذين أوصوني بالصبر على عبارات بعض المعلقين:

أخرج الإمام البخاري في صحيحه كتاب التفسير، من طريق منصور والأعمش؛ عن أبي الضحى، عن مسروق قال: بينما رجل يحدث في كنده فقال: يجيء دخان يوم القيامة، فيأخذ باسماع المنافقين وأبصارهم، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام. ففزعنا، فأتيت ابن مسعود، وكان متكئا، فغضب، فجلس، فقال: (من عَلِمَ فليقلْ، ومَنْ لمْ يعلمْ فليقلِ: الله أعلم؛ فإنّ من العلمِ أن يقولَ لما لايَعلمُ: لا أعلم، فإن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ).
إن المشكلة ليست في الصبر على طلاب العلم، فلولا أن أسبل الله عليّ صبرا لما استطعت أن أكتب حرفا في هذا المنتدى للوضع المشحون الذي تشهده الساحة السلفية. ولما أعلمه يقينا من كلام سيصدر من بعضنا إخواننا في حقي قد يكون له دوافع عدة، منها:
الحرص على الخير، والخوف مما قد يصيبني من أذى يصدر من بعض الكتاب.
وقد يكون سببه نظرته إلى منتدى "كل السلفيين" على أنه منتدى شر وبلاء، قد حذر منه العلماء، ومن يكتب فيه فإنه ضمنيا يساند أهل البدع، وينفخ فيهم الروح. ولا أريد أن أتجتر أقوال بعض المشايخ السلفيين في الطعن في هذا المنتدى فهي معروفة ومشهورة.
ولكن كما قلت في بعض تعليقاتي:
قبلت طلب بعض الفضلاء بضابط تقرير مذهب السلف، وتصحيح ما يمكن تصحيحه من عطب أصاب المسار الدعوي، ولا يتأتى ثمار هذا العمل الجبار إلى بنثر أصول السلف على العامة، والزجر من الجريان وراء علم الكلام والقيل والقال.
ولا أخال طالب علم بصير بمنهج السلف تخالفني لو قلت: إن بعض من يكتب في هذا منتدى صنعته وضع الملح على الجرح، وكأنه يتلذذ من الجراح التي أصابت الصف السلفي، ويسعى عن غفلة أو عن قصد الى تصوير بعض أصول السلف التي أسعى إلى طرحها إلى مسائل وأراء يصح فيها الخلاف، ويحسن فيها التنازع، وتجاذبها العقول، وكأننا بالكوفة.
إن المشكلة حين يتكلم بعض الشباب على صفحات هذا منتدى بلا علم، ولا دراية ولا رواية، ويظنون أن محاربة الغلو الذي حُصر في اجتهادات عالم من العلماء يكون بإثارة العثان ونشر الغبار، وهذا والله مسلك خطير، يعقد الداء ويعمي العلة عن الصادقين من علماء الأمة الذين يسعون جاهدين إلى تصفية الأجواء من الأقوال الباطلة، والأخذ بأيدي أبناء الأمة إلى سفينة نوح التي من ركبها نجا، ومن تخلف عنها عاش في حنق والضيق ودوامة عاتمة تستنزف جهده ووقته، والله المستعان.
إن العلم الجرح والتعديل قد تقحَّم أبوابه، وولج ساحته شباب ليس لهم في العلم الشرعي كبير إنعام، يخوضون فيه بالطبع والعادة والعرف، ويتكلمون في بعض مسائله الدقيقة لو عرضت على الأوزاعي رحمه الله لجمع لها علماء أهل الشام لينظروا فيها الليالي ذوات العدد.
جاء في ترتيب المدارك أنَّ الإمام مالك رحمه الله كان يقول:(إني لأفكر في مسألة منذ بضع عشرة سنة، فما اتَّفق لي فيها رأي إلى الآن).
وكان يقول: (ربما وردت علي المسألة فأفكر فيها ليالي).
ولكن شبابنا ما شاء الله، يعالجون علل الخلاف بين السلفيين بالضغط على زر !
إن مشكلة التهجم على مسائل الدين بلا علم ليست وليدة العصر، بل هي فكل وقت يقل فيه العلماء، ويكثر فيه الوعاظ والقصاص، وأنصاف المتعلمين، وتأمل يا أثري رعاك الله من شرّ علم الكلام في منهج الإمام أحمد الذي لا يقبل قول قائل إلا بأثر، فقد جاء في جزء. "الحكم الجديرة بالإذاعة للحافظ ابن رجب رحمه الله: (ولقد كان بشر الحافي يقول لمن سأله عن مرضه: أحمد الله إليكم، بي كذا وكذا. فقيل للإمام أحمد، وقالوا: هو يبدأ بالحمد قبل أن يصف مرضه، فقال أحمد: سلوه عمن أخذ هذا؟ -يعني إن كان هذا لم ينقل عن السلف فلا يقبل منه- فقال بشر: عندي فيه أثر، ثم روى بإسناده عن بعض السلف قال: "من بدأ بالحمد قبل الشكوى لم تكتب عليه شكوى". فبلغ الإمام أحمد فقبل قوله).
وقال ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1/228) في ترجمة "علي بن عبد الله الطيالسي: (نقل عن إمامنا أشياء، منها قال: مسحت يدي على أحمد بن حنبل، ثم مسحت يدي على بدني وهو ينظر، فغضب غضبا شديدا، وجعل ينفض نفسه (وفي رواية: ينفض يده) ويقول: عمن أخذت هذا، وأنكره إنكارا شديدا).
فهلا سلكنا طريق علمائنا في السير إلى الله؟
تحذير علماء السلف من خطورة الكلام في الشرع بلا علم مكتسب:
=قال الإمام الشافعي رحمه الله كما في الرسالة: (فالواجب على العالمين أن لا يقولوا إلاَّ من حيث علموا، وقد تكلَّم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلَّم فيه منه لكان الإمساك أوْلى به وأقرب من السلامة له إن شاء الله).
وقال الحافظ ابن حزم الظاهري غفر الله له في "مداواة النفوس" :(لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها، فإنَّهم يجهلون ويظنُّون أنَّهم يعلمون ، ويفسدون ويقدرون أنهم يصلحون).
=وقال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في مجموع الفتاوى (22/240): (ولا يحل لأحد أن يتكلَّم في الدين بلا علم، ولا يعين من تكلَّم في الدين بلا علم، أو أدخل في الدين ما ليس منه). وقال كذلك في نفس الجزء (ص: 227):(فمن تكلَّم بجهل وبما يخالف الأئمة، فإنَّه ينهى عن ذلك ويؤدَّب على الإصرار، كما يُفعل بأمثاله من الجهال، ولا يقتدى في خلاف الشريعة بأحد من أئمَّة الضلالة، وإن كان مشهوراً عنه العلم، كما قال بعض السلف: لا تنظر إلى عمل الفقيه ولكن سله يصدقك)
وقال كذلك في مجموع الفتاوى (10/449):( ومن تكلم في الدين بلا علم كان كاذباً وإن كان لا يتعمد الكذب، كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم لما قالت له سبيعة الأسلمية وقد توفي عنها زوجها سعد بن خولة في حجة الوداع، فكانت حاملاً فوضعت بعد موت زوجها بليال قلائل، فقال لها أبو السنابل بن بعكك: ما أنت بناكحة حتى يمضي عليك آخر الأجلين، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم: (كذب أبو السنابل، بل حللت فانكحي)
يتبع.........
  #7  
قديم 04-21-2015, 11:06 AM
أبو همام الجزائري أبو همام الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 152
افتراضي

فقد جاء في جزء. "الحكم الجديرة بالإذاعة للحافظ ابن رجب رحمه الله: (ولقد كان بشر الحافي يقول لمن سأله عن مرضه: أحمد الله إليكم، بي كذا وكذا. فقيل للإمام أحمد، وقالوا: هو يبدأ بالحمد قبل أن يصف مرضه، فقال أحمد: سلوه عمن أخذ هذا؟ -يعني إن كان هذا لم ينقل عن السلف فلا يقبل منه- فقال بشر: عندي فيه أثر، ثم روى بإسناده عن بعض السلف قال: "من بدأ بالحمد قبل الشكوى لم تكتب عليه شكوى". فبلغ الإمام أحمد فقبل قوله).
ومما يؤيد ما جاء عن بشر الحافي ـ رحمه الله تعالى ـ ما اخرجه الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب باسناد حسن عن فاطمة الخزاعية رضي الله عنها قالت عاد النبي صلى الله عليه وسلم امرأة من الأنصار وهي وجعة فقال لها كيف تجدينك فقالت بخير إلا أن أم ملدم قد برحت بي فقال النبي صلى الله عليه وسلم اصبري فإنها تذهب خبث ابن ادم كما يذهب الكير خبث الحديد "
__________________
بحث بعنوان "بيان حال من قال فيه ابن سعد قليل الحديث "قريبا ان شاء الله
  #8  
قديم 04-21-2015, 03:15 PM
أحمد البكاري أحمد البكاري غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 100
افتراضي

ليست المشكلة في أقوال السلف؛فهي درر حري بطالب العلم أن يلتقطها .ولعل الكثير من إخواننا قد فعلوا ذلك ؛ وما توقيعاتهم المدرجة أسفل مشاركاتهم إلا دليلا على ذلك فهذا يتمثل بقول ابن مسعود -رضي الله عنه- وذاك بقول الزهري-رحمه الله تعالى- وثالث بقول الشافعي ... وهكذا. ولكن المشكلة في تنزيل أقوالهم على عصرنا الحاضر وهو أحد الأسباب التي أدت إلى ما نحن فيه ولنضرب على ذلك أمثلة:
1- قول السلف:"
من علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر" فقد اتخذه الغلاة شعارا يبدعون به من خالفهم فلو قلت أن الشيخ الفلاني جانب الصواب في مسألة ما لقالوا لك هذه وقيعة في أهل الأثر.
2- قولهم:" إنما يماشي الرجل ويصاحب من يحبه ومن هو مثله" فلو مشيت مع عامي أو حزبي لمصلحة دنيوية أو صلة رحم لقالوا يماشي أهل البدع
3- قولهم:"إذا سلم الرجل على المبتدع فهو يحبه" فأنت إذا ألقيت السلام على من يرونه مبتعا ألحقوك به
  #9  
قديم 04-21-2015, 04:25 PM
عبد الحميد العربي عبد الحميد العربي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 421
افتراضي

أشكر الأخ أحمد على تعرية مسألة هامة يغفل عنها بعض طلاب العلم.

وهي:
منهج السلف في تنزيل الأحكام على الأعيان، أو ما تسمى مسألة الأسماء والأحكام.

وإن شاء الله أنزل المادة المجموعة عندي التي ناقشت فيها إن شاء الله بعلم مسألة نقد المخالف هل هي تندرج ضمن باب: منهج المحدثين في نقد رواة الآثار لحماية الوحي، أم أنها مسألة داخلة في باب: الأحكام والأسماء، أو أنها تجمع بين البابين بتنسيق بديع لا يتقنه إلا الحذاق من النقاد.
ترقبونا إن شاء الله..........

  #10  
قديم 04-21-2015, 04:42 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

سؤال عن وهم أو إيهام يقول عبد الحميد العربي:
أن المنتدى حذر منه العلماء في صيغة تقرير أو إقرار !؟
لا يهم سم لنا -ال-علماء!
هل يحاوزون أصبع اليد الواحدة ؟!
أم شيوخ فجأة حذر منهم -ال-علماء؟!
فلم يقبلوا تحذيرهم فيهم و قبلوه في العربي و الحلبي و الرحيلي !
موازين معكوسة لا يجوز الوزن و الكيل بها !!!
....
ليدرك العربي و أمثاله أن هذا المنتدى يقبل السلفيين كل السلفيين!
بينما لا يقبلون هم أحدا لا في مناظرة و لا في منتدياتهم الكثيرة المتكاثرة المتناحرة!!!!!
...
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:40 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.